المغرب يُسوق سياسته الدينية في العالم بتدريب "الأئمة الأفارقة"

المغرب يُسوق سياسته الدينية في العالم بتدريب "الأئمة الأفارقة"
الأحد 3 فبراير 2019 - 22:00

أصبح معهد محمد السادس لتكوين الأئمة المرشدين والمرشدات بالعاصمة يضطلع بأدوار إستراتيجية في القارة الإفريقية، حيث أكدت ورقة بحثية منشورة في المعهد المغربي لتحليل السياسات أن “مبادرة تدريب الأئمة الأفارقة شكلت فرصة للمغرب لتسويق سياسته الدينية على المستوى الدولي، مساهمة بذلك في إعادة الوهج لجامعة القرويين وتوسيع دائرة إشعاعها الخارجي كقطب روحي ريادي”.

وأوضحت الورقة البحثية، المعنونة بـ”رهانات وآفاق تدريب الأئمة الماليين بالمغرب”، أن مبادرة تدريب الأئمة الأفارقة صارت “علامة دينية متميزة في مجال صناعة الزعامة الدينية ليس فقط في المغرب، ولكن في عدد من الدول الإفريقية. وتشكل مبادرة أزيد من عشر دول إفريقية إلى إبرام اتفاقيات ثنائية مماثلة تقضي بتدريب أئمتها بالمملكة مؤشرا واضحا يؤكد الطلب المتنامي على الخبرة المغربية المتراكمة في هذا المجال”.

وشدد سليم حميمنات، الباحث بمعهد الدراسات الإفريقية بجامعة محمد الخامس بالرباط، على أن “المغرب ينظر إلى هذا النوع من التعاون الديني باعتباره جزءا من قوته الناعمة في إفريقيا، ومن ثمة يراهن على أن يتحول الأئمة والمرشدات الدينيات المكونون بمعهد محمد السادس إلى “سفراء” للمملكة ببلدانهم الأصلية، يدافعون عن النموذج الديني المغربي، لا سيما أن سنتين من التدريب المكثف والأنشطة الداعمة بالمعهد تجعلهم أكثر إلماما بالمقومات التي يتأسس عليه وأكثر تشبعا بجوهره وروحه”.

وأشار حميمنات، صاحب الورقة التحليلية، إلى التعاون الذي يربط دولة مالي بالمغرب في هذا المجال، وزاد مستدركا: “يوم الأحد 23 دجنبر 2018، وُزِعَت شواهد التخرج على طلبة الفوج الرابع من الأئمة المنحدرين من دولة مالي الذين خضعوا للتكوين الأساسي (2017-2018) بمعهد محمد السادس لتكوين الأئمة المرشدين والمرشدات بالعاصمة المغربية الرباط. يعتبر هذا الفوج الدفعة ما قبل الأخيرة من مجموع 500 إمام، التزم المغرب رسميا بتكوينهم بناء على اتفاق التعاون بين المغرب ودولة مالي المحرر ببماكو في 20 شتنبر 2013”.

وأردف الباحث بأنه “بخصوص الاتفاق المبرم سنة 2013، من المهم الإشارة إلى أن المغرب كان هو صاحب المبادرة في عرض المساعدة على هذا البلد الإفريقي في سياق دعم جهود إعادة الاستقرار في مالي في مرحلة ما بعد الانقلاب العسكري عام 2012. وبالتالي، فطبيعة السياق وهامش المبادرة في تلك الفترة لم يكن يسمح بالتحكم عمليا في كافة الجوانب التدبيرية والإجرائية لتنزيل الاتفاق المشار إليه”.

ودعت الورقة البحثية إلى “ضرورة إدراج السلطات المغربية لبنود واضحة، تتضمن تدابير وإجراءات تنظيمية تقنن عملية إجراء الانتقاء وتضمن احترام معايير الشفافية ومبدأ تكافؤ الفرص. والأهم من ذلك، يبدو ملحا إيجاد مداخل لاشتراك ممثلين عن السلطات المغربية كطرف أساسي في عملية الانتقاء، من باب تقديم “الخبرة التقنية” مثلا، بما يسمح باختيار أجود الطلبة الذين يتوفر فيهم الحد الأدنى من الشروط المعرفية والقدرات اللغوية التي تسمح بالانخراط في التأهيل والتكوين بالمعهد على الوجه الأمثل، ويراعي في الوقت نفسه فسيفساء التعددية الثقافية والدينية بذلك البلد”.

وأبرز الباحث، في سياق حديثه عن فرص تجويد برنامج التدريب، أن “الإشكال لا يتعلق فقط بتفضيل الطلبة الذين لهم خلفية صوفية وإقصاء الطلبة من ذوي التوجهات السلفية المتخرجين من الجامعات الإسلامية لدول الخليج، بل إنه حتى داخل التوجه الصوفي نفسه، هناك تغليب للتيار التيجاني على حساب الحساسيات الصوفية الأخرى، علما بأن الزاوية التيجانية لا تهيمن كليا ومطلقا على مكونات الحقل الديني بجمهورية مالي”.

وخلصت الورقة إلى أن “السلطات المغربية في حاجة ماسة إلى ضرورة الانتباه إلى أن جهودها المبذولة في تأمين تكوين نوعي جيد للأئمة الماليين ستظل محدودة الفاعلية والمصداقية، وقد لا تحقق أهدافها المرجوة، ما لم يتم الاهتمام جديا بالمتابعة البعدية لمسار هؤلاء الخريجين، ويتم تحفيز السلطات المالية على توظيفهم وإدماجهم المهني في بلدانهم”.

‫تعليقات الزوار

15
  • مرشد
    الأحد 3 فبراير 2019 - 22:17

    تحية الجهود المبذولة من طرف مدير المعهد وأكره الإدارية والتربوية على الجهود المبذولة في سبيل نشر الفكر المعتدل ومحاربة التشدد والتطرف خاصة وأن هذه الفئة من البشر تقتضي صبرا وقدرة على التحمل

  • ساخط
    الأحد 3 فبراير 2019 - 22:29

    مايسمون بعلماء الدين افسدوا المغرب والان يحاولون افساد افريقيا.هده مهمة انيطت لهم من لذن الصهاينة الدين يتحكمون حتى في مداهبنا ونهجنا الديني.وبدريعة ان المغرب هوالاستثناء وان دينه وسطي يخربون المجتمعات.باسم التسامح الديني اصبح المغرب عنوانا للفساد في كل تجلياته:فساد اخلاقي تربوي وديني ووو.وحتى هؤلاء الافارقة هم مجرد مرتزقة وتجار دين .

  • hmida la feraille
    الأحد 3 فبراير 2019 - 22:33

    تبارك الله على هذه المبادرة من الملك. اصلا المغرب كان و مزال منارة للعلم و حفظ القران و الحديث. اللهم بارك غي هذه الخطوة. نحن مع نشر الاسلام الذي هو دين الله و دين الحق. غير نصيحتي هو يجب تعليمه بدون نقصان او زيادة مواكبة لعصرنا و لا تميلوا للبدع. لقد رأيت فيديو لامرأة اسمها كاهنه في فرنسا تدهي الإمامة و تريد الصلاة بالختلاط. لم يبقى اليها سوى الرقص و الموسيقى بعد صلاة العشاء. Dancing slow.

  • مغترب
    الأحد 3 فبراير 2019 - 23:03

    المملكة نعم المملكة المغربية لم تحافظ ولم تستغل إرثها التاريخي وإشعاعها الديني في القارة الافريقية حيث كانت تعتبر وينظر اليها على انها منارة الاسلام في المغرب الإسلامي بعد ارض الحجاز ومكة والمدينة في المشرق كان ينظر إلى المغرب على أنه ارض انتهت عندها رحلات المشارقة الفاتحين الأشراف وفيها دفن عدد منهم بعد أن بلغوا بحر الظلمات(اي المحيط) ثم ما لبث أن توجه أحفاد مسلمي المغرب إلى الجنوب وبلغوا ثخوم السودان ونقلوا مذهبهم(المالكية بدارفور) وأفريقيا الغربية …في حين انحصر دور الجزاىءر(حيث كانت محسوبة على المغرب الاسلامي) بعد استعمارها من طرف فرنسا طويلا مما جعل زخمها وإشعاعها يفقد بريقه وينحصر في المغرب الأقصى وإمارة المؤمنين للمنحدرين من إشراف مكة.. …
    رغم كل هذا الإرث والاشعاع الروحي للمملكة حيث بدأت بعض المظاهر تخدش مرآة هذا الإشعاع الروحي ببعض الظواهر كظاهرة هجرة النساء المغربيات لبلدان أفريقيا وماصاحب ذلك من أفعال مشينة وغياب قنوات فضائية تمد وتحافظ على هذا الإرث وتواصل إعلامي وثقافي مصاحب للعمل الاقتصادي والسياسي حيث سيبوء المغرب مكانته التاريخية….

  • momo
    الأحد 3 فبراير 2019 - 23:31

    حبدا لو نسمع يوما بمعهد لتكوين العلماء الحقيقيين في العلوم النفعية الطب الفيزياء الكمياء العلوم التي تنتفع بها البشرية ،لكن أمة غارقة في الجهل والخرافة تكرس للعبودية وإبقاء العقل المسلم متشبتا بخرافات قرون خالية لم يجني منها سوى الخراب والمدلة ،يا أمة ضحكت من كثرة جهلها وغبائها الأمم

  • المرابطي
    الإثنين 4 فبراير 2019 - 00:05

    بلاد المغرب الشريف كانت ومازالت منذ أجدادنا المرابطين رضي الله عنهم منارة الدعوة إلى دين الله عزوجل وليست وليدة اليوم

  • طنسيون
    الإثنين 4 فبراير 2019 - 00:08

    عجيب كيف ننجح السياسة الدينية بالخارج وتفشل بالداخل في التربية والتعليم وفي المجتمع ببلادنا ؟ غريب كيف ينتشر الدين واالتدين وتتدهور أحوال المواطنين وتسوء معيشتهم يوما بعد يوم. فلما تعليمنا مصنف في الحضيض ؟ ولما صحتنا في خبر كان ولايزالون يمنوننا بالصحة والعافية ؟ ولما البطالة والفقر وفشل كل مشاريع التنمية ؟ لما ولما ولما ؟ متى سنستفيق من الغفوة ؟

  • الحقيقة
    الإثنين 4 فبراير 2019 - 01:03

    حفظ الله ملكنا الهمام رافع راية المغرب والساهر على راحة شعبه وعلى أمن واستقرار وطننا الغالي وكما انه يسير في خطى اسلافه المنعمين واجداده العلويين في الحفاظ على هذا الموروث الديني لاعلاء كلمة الله العليا وارساء الثوابت الدينية والسنة النبوية والرفع من إمارة المومنين

  • ABDERAHMAN
    الإثنين 4 فبراير 2019 - 01:54

    لا أفهم كيف يتحدثون عن الزعامة الدينية والنمودج الديني المغربي أوكما يدعون الإسلام المغربي مع اننا لا نعرف إلا إسلاما واحدا في جميع بقاع الأرض ويتجلى فيما جاء به السول صلى الله عليه مع قبول الإختلاف فيماليس فيه نص من القرآن والاحايث النبوية القطعية والصحيحة . وأتساءهل هل من المعقول ان نملك الريادة في الوقت الدي تراجع فيه دور العلماء ببلادنا في ضل وزارة اللأوقاف الحاليةالتي لا شك أنها أسوأ وزارة أقاف عرفها المغرب منذ استقلاله وأصبح الفضاء المغربي مفتوحا في وجه كل من يريد ان يسيء لديننا الحنيف ويطمس هويتنا من علمانيين و… في حين ببدو أن هناك من يسعى لسد هذا الفضاء في وجه السادة العلماء بل إن حتى المجالس العلمية قد زرعت فيها أجسام غريبة عنها لهدف لا شك يعلمها السيد وزير الأوقاف جيدا….

  • مغترب
    الإثنين 4 فبراير 2019 - 08:23

    وكأن الإسلام ديانات ليس دين واحد تقسمون الدين لكل دولة إسلامها الإسلام دينن واحد وسنة واحدة.
    لماذا لا نسمع هاؤلا العلماء يتحدثون عن ما يعانيه المواطنين من ضلم وقهر يتحدثون عن الوضوء والصلاة الزكات العاليم دوره أكبر من هذا أما هاؤلا فهم عباد الدرهم والدينار هاؤلا لا يجيدون سوى وأطيعوا ذوي الأمر منكم؟ أما العلماء الشرفاء لا مكان لهم في المساجد أو القنوات أو مصيرهم السجن .

  • رسالة
    الإثنين 4 فبراير 2019 - 08:25

    كفاش المغرب غيسوق وسطتيه الدينية شرحوليا عفاكم؟ ياك فينما كان شي عمل ارهابي تيكةن مراه مغربي النص د الداعشيين مغاربة… و حاجة اخرى امتا كان المغربي وسطي احنا عارفين بعضيتنا عايشين غير فالنفاق و غير تيخالفنا شي حد الراي كنتسيفو… و اهم حاجة المذاهب كاملة الحنفية المالكية الاشعرية.و الزايدية و الاثناعشرية… عيب و عار نامنوا بخرافاتهم و اكثر من هدا نصدروها…. لا اونو الا دووي يالله ديسلايكات الوسطيين..

  • Bono
    الإثنين 4 فبراير 2019 - 09:08

    Le maroc veux et défendre un islam des epocrite voulus par les juifs et l'occident

  • مغربية
    الإثنين 4 فبراير 2019 - 09:30

    يجب أن نتوقف عن نشر الأيديولوجيات التي تتواضع البشرية ، يجب علينا تدريب المهندسين ، يجب علينا الخروج من السياسة الغامضة ، والحفاظ على الناس في الخنوع والجهل ، بل هو مضيعة حيث يحارب العالم كله إيديولوجياتنا التي نرغب في نشرها ، ما هو هذا المجرم الذي ينصح به ، أو ما ينفذه

  • مورفين
    الإثنين 4 فبراير 2019 - 12:02

    1000 مغربي فداعش كل العمليات الإرهابية لي كتوقع فاوروبا لابد كيكونو مغاربة من بين الإرهابيين و وزارة الاوقاف كتعاود نفس الاسطوانة الدين المغربي الوسطي.. الدين واحد فالعالم كامل هاد الاسلام المغربي عندكم خلا مغاربة منقسمين نص اصبح متطرف ارهابي والنص اصبح الدين عندو غي عادة داخلة ف إطار التقاليد المغربية

  • سعيد
    الجمعة 8 فبراير 2019 - 22:50

    في نظري الائمة الذين يساندون الانظمة المستبدة والغاشمة ليسوا ائمة ولا يستحقون دالك اللقب الامام العادل هو الذي يكون مع الحق وبجانب المظلوم. كيفما ستكون النتيجة
    ماشي بحال هدوك لي كايقراو علينا داك التخربيق لي كاتملي عليهوم وزارة الداخلية

صوت وصورة
قصة | الرجل الذهبي
الثلاثاء 26 مارس 2024 - 21:30

قصة | الرجل الذهبي

صوت وصورة
المدينة القديمة | فاس
الثلاثاء 26 مارس 2024 - 20:55

المدينة القديمة | فاس

صوت وصورة
معرض تضامني مع فلسطين
الثلاثاء 26 مارس 2024 - 20:47 1

معرض تضامني مع فلسطين

صوت وصورة
خلافات في اجتماع لجنة العدل
الثلاثاء 26 مارس 2024 - 18:42 1

خلافات في اجتماع لجنة العدل

صوت وصورة
الفهم عن الله | رضاك عن حياتك
الثلاثاء 26 مارس 2024 - 18:00

الفهم عن الله | رضاك عن حياتك

صوت وصورة
أسرار رمضان | نعمة الأم
الثلاثاء 26 مارس 2024 - 17:00

أسرار رمضان | نعمة الأم