صدرت حديثا ترجمةُ الباحثِ المغربي في علم الاجتماع حسن أحجيج لكتاب “الخطر السوسيولوجي: في نقد خطاب الحتمية الاجتماعية”، عن منشورات مؤسسة الملك عبد العزيز آل سعود للدراسات الإسلامية والعلوم الإنسانية بالدار البيضاء.
كتاب “الخطر السوسيولوجي”، لكاتبَيْه جيرالد برونير وإيتيين جيان، “يدقّ ناقوس الخطر ويدعو إلى الخروج من السّبات الدوغمائي والالتزام بالقواعد الابستمولوجية التي تحكم الحقول العلمية”، تقول الورقة التعريفية التي عمّمتها مؤسّسة الملك عبد العزيز آل سعود، ويقترح، وفق المصدر نفسه، “تعبئة مختلف المعطيات الفكرية، سواء تلك التي يُنتجها علم الاجتماع أو علوم الدماغ، بغية تمكين غير المتخصّصين من معرفة الرهانات الأساسية الملازمة لحقول وممارسات العلوم الاجتماعية”.
وتذكر الورقة أن العالم المعاصر قد يكون أحوج إلى الإضاءات التي يقترحها علم الاجتماع، بالنظر إلى التحديات الكبرى التي تواجهه، مقدّمة أمثلة من قبيل: “تحديّات مجتمع ما بعد الحقيقة، وتلاشي الاستقرار السياسي للبلدان الديمقراطية، وتصاعد السياسات الشعبوية”.
وتوضّح الورقة أن مبحث علم الاجتماع، الذي توخّى منذ نشأته بناء معرفة علمية، يبدو اليوم “وكأنّه في قبضة أولئك الذين يسعون لتحويله إلى مجرّد أداة صراعٍ سياسي باسم الحتمية الاجتماعية”.
ويتوجّه هذا الكتاب المترجَم إلى اللغة العربية، بحسب ورقته التعريفية، إلى كل “الذين تقلقهم أو تثيرهم الانحرافات الفكرية لبعض الوجوه المعروفة في حقل العلوم الإنسانية والاجتماعية”، لأن “علماء الاجتماع مثل غيرهم من الباحثين ليسوا محصّنين ضد الأخطاء المعرفية التي يمكن أن تحشر أصحابها في متاهات السرديّات الايديولوجية المُغالية التي تحوّل علم الاجتماع إلى نوع من الإنتاج الايديولوجي النضالي”.
البحث في العلوم الانسانية عموما وفي علم الاجتماع خصوصا لا يخلوا من حضور الاديولوجية الذي يشكل عائق ابستمولوجي يحول دون تحقيق الموضوعية، فكل المدارس السوسيولوجية او النظريات السوسيولوجية تنطلق من بعد إما ليبرالي أو ماركسي… ولكن هذا لا يعني أن علم الاجتماع ليس مهم في عصرنا الحاضر. غير أنه في مجتمعاتنا لا زال يفرخ آلاف العاطلين فلا وجود لمراكز أبحاث ولا وجود لوظائف عمومية. لذلك يبقى مسلك لقبلة العديد من من يريدون الحصول على الشهادة فقط.
إلى كل من يقول أنّ العلوم و البحوث لايمكن ترجمتها إلى العربية هذا مثال صغير من عدة أمثلة… المشكل ليس في اللغة العربية المشكل في الإدارة و الإقتصاد عندنا لا زالا مفرنسين و لا يريدون التعريب