المؤرّخ الفرنسي لوازو يغوص في جذور الإسلام داخل القارة الإفريقية

المؤرّخ الفرنسي لوازو يغوص في جذور الإسلام داخل القارة الإفريقية
الأربعاء 6 مارس 2019 - 01:00

قال جوليان لوازو، مؤرخ أستاذ محاضر بجامعة إكس مارسيليا متخصّص في العالم الإسلامي بالعصور الوسطى، إن “تاريخ الإسلام في القارة الإفريقية قديم قِدَمَ الإسلام”.

وأضاف لوازو، في محاضرة ألقاها بأكاديمية المملكة المغربية مساء الثلاثاء، أن المؤرخين لا يملكون ما يمكّنهم من معرفة حقيقة إيمان من أسلموا في العصور الوسطى.

وتحدّث المؤرّخ عن مجموعة من الأصول المكتوبة في شمال القارة الإفريقية، مثل: “المسالك والممالك” للبكري، و”كتاب العبر” لابن خلدون، وكتاب “الإلمام” للمقريزي، و”تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار” لابن بطوطة، و”وصف إفريقيا” لحسن الوزان أو ليون الإفريقي، مسلّطا الضوء على بعض الشوائب التي تشوب هذه الأصول المكتوبة؛ من قبيل عدم سفر أبي عبيد البكري ليرى ما يصفه، وعدم إعطاء كتّاب شمال إفريقيا والأندلس صوتا للمناطق الصحراوية التي وصفوها.

وفي غياب الإسطوغرافيا، التي قد تعني مجموع ما استخلصه الدارسون للكتابات التقليدية، لم يكن هناك استثناء في عدم إعطاء القرن الإفريقي صوتا، حسب المحاضِر، إلا نصوص قصيرة حول تاريخ القبائل، مثل كتاب “فتوح الحبشة”، وأضاف قائلا: “لحسن الحظ التاريخ الأركيولوجي يساهم في فهمنا للماضي، على الرغم من صعوبة المقارنة والفراغات”.

ويوضّح المؤرّخ أن الإسلام قد انتشر ببطء ابتداء من الشمال مرورا عبر الصحراء، وقرأ “أسلمة إفريقيا” بوصفها تبنيا لطريقة في العيش المشترك وبناء الجماعة، والتميز عن الجماعات الأخرى التقليدية عبر طريقة الأكل أو اللباس، أو طبيعة الأسلحة حتى..

ووصف جوليان لوازو الحياة الجماعية بكونها حياة ثقافية عرفت انتشار العلم والقرآن والفقه والرياضيات والطب وانتشارا للعلم والعارفين والعلماء، والثقافة العالمة، وزاد موضّحا أن “الدين لم يكن اختيارا فرديا، بل اختيارا جماعيا يجمع”، بل “كان في بعض الأحيان اختيارا سياسيا مثل الساحل الذي تبنّاه طريقة في الحكم وتنظيم العلاقات”.

أسلمة إفريقيا رافقها، حسب المتخصّص في تاريخ الإسلام في العصر الوسيط، تعريف للذات بالطريقة نفسها عبر النسبة العربية الإسلامية، والكتابة العربية، والتاريخ الهجري في مناطق مثل الساحل؛ وهو ما وضعها في استمرارية ثقافية، موضّحا أن السيرورات نفسها التي عرفت انتشار الإسلام عبر التجارة تقود لنفس النتائج عند استحضار نموذج التجارة الكبرى، أيضا، التي تمت عبر المحيط الهندي.

واستشهد لوازو بتغيّرات جعلت هذه المناطق الإفريقية في قلب المشهد السياسي لدار الإسلام، وجعلت الراغبين في الحجّ يسلكون ستة شهور من أجل الوصول إلى القاهرة فأربعين يوما أخرى للحج. كما دفعتهم إلى تبني القواعد الثقافية الدينية لـ”دار الإسلام”، دون أن تقول هذه “الأسلمة المتزايدة” الكثير للمؤرّخين عن حدة انتشار الإسلام بين الساكنة.

‫تعليقات الزوار

3
  • الحسن العبد بن محمد الحياني
    الأربعاء 6 مارس 2019 - 01:44

    ALLAH dit : « Tel est ALLAH, votre Seigneur. Au delà de la vérité qu’y a- il donc sinon l’égarement ? Comment alors pouvez-vous détourner ? ».
    (Sourate Yoûnous, Jonas, v 32).
    " « Certes, la religion acceptée d'Allah, c'est l'Islam. Ceux auxquels le Livre a été apporté ne se sont disputés, par agressivité entre eux, qu'après avoir reçu la science.!(Sourate Al Imrane, verset 19).Ce verset coranique affirme catégoriquement,et d’une manière définitive qui tranche la question de la religion, sans plus hésiter, la légitimité d’une seule conviction, pour l’être humain.C’est l’Islam  L
    Les paroles et les actions –Al Aqwal wa Afaâl-(الأقوال والأفعال) se confondent donc, pour s’unir, et faire cause commune ; celle d’un Amour passionné( العشق)-Al ichq-, d’une Crainte rayonnante (الخشية)-AlGhachya-, et d’uneEspérance évidente( الرجاء)Arrajaâ-. Le musulman fait des efforts constants pour atteindre le rang de ceux qui adorent Dieu comme s’ils le voyaient, (الإحسان)-Alihssane- les gens d’ALLAH.

  • محب لتاريخ المغرب
    الأربعاء 6 مارس 2019 - 05:22

    البكري لا يحتاج السفر لأدغال إفريقيا حتى يعرف مسالكها، و ذلك راجع لكثرة التجار المغاربة الذين اقتحموا هاته المفاوز و الأقفار، و كثير منهم كانت لهم روايات متعددة تقدم نفس الوصف الدقيق لجنوب الصحراء، و المؤرخ الفرنسي ليس هو من يعلمنا تاريخنا لأننا نعلم جيدا المحاولات المتفانية في إخراج غرب إفريقيا من محيطها الإسلامي حيث يتم دعم المدارس النصرانية و تقديم الأموال و المساعدات لجمعيات ذات توجه نصراني و يهمش ذوو الأصول المسلمة الذين كانوا فيما مضى أكثر الناس ثراء و تميزا في مجتمعاتهم، كما أن فرنسا لا يسعدها مد يد التعاون و التوافق مع أشقائنا في القارة عملا بمقولة فرق تسد.

  • Idar Taghaza
    الأربعاء 6 مارس 2019 - 19:23

    نحن نعرف تاريخ افريقيا الاسلامي اكثر من المستعمر، آلاف الكتب نهبها المستعمر في مالي و ما تبقي سرقها عام 2012 عندما اجتاح فرنسا دولة مالي تحت دريعة أن ارهابي القاعدة هم
    من قامو باحراقها، على المؤرخ ان يحدثنا عن الصور التذكارية التي اخدها الجنود الفرنسيون لابطال مقاومين حيت قطعة رؤوسهم و اخدوا صور تدكارية بكل وقاحة و افتخار و بكل همجية و تجرد من الإنسانية
    الماضي لا يعود فعلى المؤرخ ان ينيرنا عن دور فرنسا في تخلف شعوب جنوب الصحراء و سبب انتشار الفقر و الديكتاتورية تحت مسمع فرنسا و لمادا تقدمت الدول الانكلوفونية كرواندا بعد طرد ما له صلة بالفرنكفونية

صوت وصورة
احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية
الجمعة 29 مارس 2024 - 00:30 1

احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية

صوت وصورة
شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر
الخميس 28 مارس 2024 - 23:00 2

شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر

صوت وصورة
فواجع النقل المزدوج
الخميس 28 مارس 2024 - 22:15 3

فواجع النقل المزدوج

صوت وصورة
تقنين التنقل بالتطبيقات
الخميس 28 مارس 2024 - 19:55 11

تقنين التنقل بالتطبيقات

صوت وصورة
الفهم عن الله | إصلاح العيوب
الخميس 28 مارس 2024 - 18:00

الفهم عن الله | إصلاح العيوب

صوت وصورة
وزير النقل وامتحان السياقة
الخميس 28 مارس 2024 - 16:02 6

وزير النقل وامتحان السياقة