التوفيق يُحاضر أمام الملك حول استثمار قيم الدين في نموذج التنمية

التوفيق يُحاضر أمام الملك حول استثمار قيم الدين في نموذج التنمية
الجمعة 10 ماي 2019 - 18:59

ترأس الملك محمد السادس، مرفوقا بولي العهد الأمير مولاي الحسن، والأمير مولاي رشيد، والأمير مولاي إسماعيل، اليوم الجمعة بالقصر الملكي بالرباط، الدرس الأول من سلسلة الدروس الحسنية الرمضانية.

وألقى درس اليوم، بين يدي أمير المؤمنين، أحمد التوفيق، وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، متناولا بالدرس والتحليل موضوع “استثمار قيم الدين في نموذج التنمية”، انطلاقا من قول الله تعالى في سورة آل عمران “كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله”.

الدين والأخلاق

وفي مستهل هذا الدرس، أوضح التوفيق أن علاقة الدين بالأخلاق لم يعد ينظر إليها بالنظر الفلسفي المتشكك، لأن الدراسات الحديثة لهذه الظاهرة تنطلق من كون الديانات التي تعتمد الكتب المنزلة، لها مرجعيتها في مسألة أصل الخير والشر، مضيفا أن القصد بقيم الدين في الإسلام هو كل ما ورد في القرآن الكريم وفي السنة الصحيحة من أحكام وأخلاق، على حسب الفهم الغالب عند الجمهور.

وبين المحاضر مدلول مصطلحي “التنمية” و”النموذج” الواردين في عنوان الدرس، حيث أن مصطلح التنمية، كما نستعمله اليوم بمعنى الزيادة في القيم المختلفة، أموالا كانت أو غيرها، فمعناه متضمن في التزكية، ولكن التزكية تزيد عنه بمعنى الطهارة، وتعني في باب المال سلامة وجه اكتسابه وصواب وجه إنفاقه. أما مصطلح “النموذج” فالكلام عنه مبرر من وجوه، منها أن الدين في اعتقاد أهله نموذج في حد ذاته، لكمالة وتوافق عناصره، ومن ثمة فأسلوب العيش الذي يقترحه لا يمكن أن يكون إلا نموذجيا.

وأشار التوفيق، في معرض تناوله للمحور الأول المتعلق بـ “مستند الحديث عن علاقة قيم الدين بنموذج التنمية”، إلى أن الإشارة إلى مصطلح معبر عن النموذجية في حياة الأمة بشروطها يوجد في قوله تعالى “كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتومنون بالله”، موضحا أن المعروف هنا، وبقراءة عصرنا، يمكن أن يصدق على كل الأعمال المؤطرة بالقوانين والتأسيسات التي تتبناها الجماعة لصالحها، ما لم تناقض حكما قطعيا في الشرع، سيما إذا أخذنا بأن الجمهور يقابله اليوم ما يسمى بالأغلبية.

وحسب المحاضر، فإن مفهوم الأمر بالمعروف مفهوم عظيم جاء ليؤسس حياة المسلمين على اليقظة الدائمة من أجل القيام على البناء المستدام، وعلى الإصلاح من أجل المعالجة المستمرة لأنواع الفساد، مضيفا أن المسلمين فوتوا على أنفسهم فرصة الاستفادة التاريخية الكبرى من هذا التوجيه لأسباب، منها على الخصوص، عدم التدبر الكافي لسنن الكون، ومنها سنن التاريخ، وعدم توفر الشروط المادية المتوفرة اليوم لتفعيل وازع السلطان، أي سلطة القانون.

ويمكن القول -يضيف التوفيق- إن الآية بحدودها أو عناصرها ترسم نظاما جماعيا أو بالأحرى نموذجا، في إطار منافسة الأمم الخيرية التي هي غاية النموذج، وإنها تضع لذلك النموذج شروطا تلتزم بها الأمة، لا لمجرد التفوق في الخيرية على الناس، بل بقصد الاقتداء الذي يتطلبه العالم. فشروط هذا النموذج تهم الإطار الذي يتحكم في الاقتصاد من جهة التدبير السياسي، إنه نموذج مفترض يقتضي أن تتحمل فيه الدولة المسئولية في توجيه البناء والإصلاح.

آلية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

وفي المحور الثاني المتعلق بـ “النموذج الاقتصادي في العهد المؤسس وما بعده”، أوضح المحاضر أن آلية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تحيل على صرح شامخ من أخلاق القرآن، مبني على الأحكام والقواعد في موضوع الواجبات والمسئوليات والجزاءات، ودعامته توجهات تتعلق بالدوافع والنوايا والاجتهادات، تشمل الفرد والعائلة والجماعة، كما تشمل الأخلاق والتصرفات على مستوى التزامات الدولة.

وحسب التوفيق، فإن التاريخ يخبرنا أن هذه الآلية اشتغلت في العهد النبوي، لقوة الوازع، أي بفضل التأثير القوي للجملة التي بعث من أجلها النبي صلى الله عليه وسلم، وهي تلاوة الآيات والتزكية وتعليم الكتاب والحكمة، علما أن تفعيل هذه الدينامية عرف تعثرا بعد العهد النبوي.

وهنا، أبرز المحاضر أن القرآن الكريم يقر الملكية، ولا يتعرض على التفاوت، ولا يثني على المترفين إذا كانوا كافرين بالنعمة، يرضى عن الفعالية التجارية ويستنكر الغش والخداع، يحرم استغلال ضعف الناس بمضاعفة فوائد القروض، يحض على الزكاة كوجه لتثمير الأموال وإسعاف المعوزين. أما نصوص السنة فقد ورد فيها ما يفيد بأن الحق في الملكية قد يكون محدودا لبعض الاعتبارات، كما ورد فيه تحريم الغرر والربح الناتج عن الصدفة، ومنع الاحتكار وبيع الجزاف.

وبصفة عامة، فالأحكام الاجتماعية، في الإسلام في عهده التكويني، تصور المثل الأعلى الاجتماعي الذي بلغه النبي صلى الله عليه وسلم، وتقبلته فئات وشرائح اجتماعية في عصره. إنه نموذج كوني شكل المثل الأعلى للبشرية، وقد جاء التاريخ ليصدق كونيته عندما قامت بأوروبا في القرن الثامن عشر اعتراضات على امتيازات ناشئة عن التبعية لطبقة معينة، وتبلورت صياغة هذه الاعتراضات في الاحتجاج على الامتيازات الناشئة عن تملك وسائل الإنتاج.

وقد ذهب الدارسون المعاصرون -حسب التوفيق – إلى القول بأن النظام الإسلامي كان أكثر نجاعة ما دامت عولمة الاقتصادات ضعيفة، مع ما صاحب ذلك من غياب مؤسسات قانونية رسمية، مضيفا أن تاريخ الإسلام عرف قيام مؤسسات سياسية وتدبيرية كثيرة، أشهرها القضاء والحسبة، أما الجماعات، ولاسيما في المغرب، فقد وضعت لنفسها ضوابط ترسخ المعروف المرجعي للتعامل ولفض النزاعات بالتي هي أحسن، حيث يسمى جانب من هذا المعروف عندنا بالعمل أو أزرف.

علاقة القيم بالاقتصاد

وفي المحور المتعلق بـ “البحث عن علاقة القيم بالاقتصاد خارج سياق الإسلام”، أبرز المحاضر أن البحث الفلسفي حول هذا الموضوع، والذي امتد عبر أربعة قرون، انتهى موضوعيا، وبقطع النظر عن المرجعية، إلى مضمون الآية القرآنية في توقف إصلاح الجماعة على ضرورة وجود أمر بالمعروف ونهي عن المنكر، تتبناه الجماعة لغاية طلب الحق والعدل. غير أن الاقتصاد، لاسيما في القرنين الأخيرين في الغرب، قد ذهب في اتجاه ليبرالي، بفلسفة جوهرها أن الحرية في اكتساب المال وترويجه ستعود بالنفع على الجميع.

وسجل التوفيق أن هذا التطور في الغرب واكبه استفحال تيارات فكرية مادية تقوم على الفصل بين الدين وبين التدبير العمومي للحياة، لاسيما في باب ثروة الأمم الاقتصادية التي اتخذت التعبير عنها لغة الأرقام، وظهر وكأن السلوك الاقتصادي عقلاني محض لا تؤثر فيه المعتقدات.

وبين أن ماكس فيبير أعاد بأطروحته المنشورة عام 1905 حول “الرأسمالية والأخلاق البروتستانية”، النقاش حول تأثير قيم الدين في الاقتصاد، حيث ذهب إلى القول بأن التفسيرات الدينية لطائفة البروتستانت قد تحكمت في سلوكاتهم الاقتصادية بخصوص الادخار والاستثمار. غير أن الباحث الألماني إرنست طرولتش مؤسس السوسيولوجيا الدينية، أغنى وعدل أطروحة فيبير وبين أن تأثير الدين في الاقتصاد لا ينحصر عند ثنائية البروتستانت والكاثوليك، بل ظهر في ديانات أخرى في أوقات وأزمنة مختلفة.

وأشار إلى أنه بعد الرائدين فيبير وطرولتش، لم يتجدد الاقتناع عند الاقتصاديين بأن الدين، باعتباره العامل المهيكل الأول للثقافة، له تأثير هائل في آليات النمو الاقتصادي، إلا في أوائل القرن العشرين، مضيفا أن الأبحاث الميدانية توالت في هذا الموضوع عبر بلدان العالم، وأبرزت أنه لا توجد ديانة غير مواتية في جوهرها للنمو الاقتصادي، كما أنه لا توجد ثقافة فردانية بالكامل ولا جمعوية بالكامل، وأن التحاليل الميدانية تظهر أن الدين يستمر، في العصر الحديث، منبعا للخير العمومي في مستوى المجتمع ككل، من حيث تمكين المجتمع من التناغم والتلاؤم حول عدد من النقط المتقاسمة داخل الجماعة.

استثمار قيم الدين

وبخصوص المحور الرابع “آفاق استثمار قيم الدين في نموذج التنمية”، سجل التوفيق أن الغاية من استثمار قيم الدين في نموذج التنمية أمران متلازمان: الزيادة في ثروة الأمة والتخفيف من وطأة الفقر، مبرزا أن المقصود بالاستثمار هنا التزام الفاعلين الاقتصاديين بمقتضى القيم المندرجة في الواجبات، ثم بتلك التي من قبيل المندوبات، متسائلا في هذا الصدد: من يتعين عليه أن يقوم بهذا الاستثمار؟.

وبعد أن بين أن إعمال المعروف على مستوى الجماعة هو الذي يفضي إلى بناء المؤسسات، أوضح أن ذلك يعني أن الإمارة، أي الدولة، هي التي يرجع إليها الدور الأول في استثمار قيم الدين، إذ أن الدولة هي صاحبة الاختصاص في الأمر بالمعروف على مستوى الجماعة.

وسجل أن الفكرة السائدة عند المسلمين حول مركزية دور الفرد في الدين أبانت عن محدوديتها، إذ تبين ضعف التزام الأفراد في عدد من الحالات، لأن الأفراد محكومون بظروف البيئة السياسية والاقتصادية، وللدولة وسائل ليست لغيرها في وضع القانون المناسب، وفي التصرف لخلق البيئة السياسية والاجتماعية المناسبة للتدين العام.

واعتبر أن المنتدبين الفعليين لتقوية الوازع بالحكمة والموعظة الحسنة هم أصناف من المربين، الشرط فيهم أن يكونوا قدوة مؤثرين بالقول والفعل، وهم في المقام الأول العلماء الذين يقومون بأمانة التبليغ، ويحرصون على إقناع الفرد بمصلحته دون إعدام حريته التي هي شرط صحة عبادته، وينتظر من تدخلاتهم أن تجيب عن الأسئلة العادية وأن تعالج بعض القضايا الأكثر أهمية، أولها الشرح بأن وجوه صرف الزكاة هي المذكورة في القرآن، ومقاصدها اجتماعية، بينما يؤدي الناس الضرائب مقابل الخدمات التي تنجزها الدولة أو الجماعات، فالضريبة على هذا الأساس حق يتعين الامتثال له.

وأكد المحاضر أن ثاني هذه القضايا يتمثل في ضرورة قيام العلماء بإبراز التأثير المدمر للرشوة على الاقتصاد، بحيث يتوجب اعتبارها منكرا من المناكر الكبرى، فيما الثالثة تشير إلى أنه يتعين على العلماء القيام بشرح ظاهرة الربا شرحا اقتصاديا، وبيان أن الحل الموضوعي لها في بلد معين يكمن في تقوية اقتصاد ذلك البلد، بتقريب الشقة بين العرض والطلب.

وأبرز أنه يشارك العلماء في مسؤولية التبليغ والإقناع، أصناف القائمين على طرق التزكية الروحية، ومتدخلون آخرون، على رأسهم الآباء والأمهات والمعلمون في المدارس والإعلاميون، موضحا أن المرجع في تقاسم هذه المسؤولية هو الحديث الشريف الذي جاء في أوله “كلكم راع وكل راع مسئول عن رعيته”.

وبخصوص أبرز العائدات المادية للأمر بالمعروف فهي مرتبطة -يقول التوفيق- على المستويين الفردي والجماعي، بالوقاية وبتجنب التبذير أي بالتدخل للتقليل من كلفة المنكر على الجماعة، مشددا على أنه بينما تؤدي الإمارة دورها في إعمال المعروف بواسطة القانون بناء على الاجتهادات المطلوبة، وفي ما لا يناقض أحكام الدين التي لا اجتهاد فيها، فإن دور الأفراد في اصطناع المعروف ينبع من مخافة الله، أي بدافع الوازع الذي هو إرادة مبنية على الخوف والرجاء، وأشار إلى أن هذا الدور يصب على الخصوص في صيانة الفرد لكل ما هو أمانة إلهية عنده، لا يحاسبه عليها قانون.

قيم الدين والتنمية

وفي معرض تطرقه للمحور الخامس “التدين في مرآة النمو ونموذج النمو في ميزان الدين”، فقابل التوفيق في واقع المسلمين بين وجهي الموضوع، الدين من خلال قيمه والتنمية من نموذجها المأمول، بحيث أكد أن المسلمين في القرنين التاسع عشر والعشرين استيقظوا على انحطاطهم المادي أمام الغرب، مضيفا أنه بينما ظل سوادهم الأعظم لا يقبلون الواقع الرهيب ولا يفهمون أسباب نزوله بهم، أخذ بعض النبهاء منهم يتساءلون، ومن هؤلاء المفكر شكيب أرسلان في كتابه “لماذا تأخر المسلون ولماذا تقدم غيرهم؟”.

وأشار إلى أنه استنتج كغيره، أن ما وقع من تأخر للمسلمين ترتب عن عدم الأخذ بسنن الكون المبنية على السعي والاجتهاد، والتي جاءت واضحة المعالم في الكتاب المبين، وعن تفشي الجهل وقلة العلماء المؤثرين وعن جمود العقول على القديم ليخلص إلى أن العلة الكبرى في التأخر هي فساد الأخلاق، “وهو أمر تقع مسئوليته على المتدينين لا على الدين”.

وأكد التوفيق أن الدين هو البرنامج والتدين هو التنفيذ، على أساس فهم سديد يسانده الإجماع، مضيفا أن العلماء قرروا أن آية سورة آل عمران يمكن أن يستشهد بها في باب الإجماع، حيث أشار إلى أن تأخر التنمية في بعدها السياسي ثم في بعدها المادي، يدل على ضرورة توفير شروط العمل بالدين في حياة الجماعة “وهي المطلوبة في النموذجية”.

وقال إن أي نقص في هذا الباب قد يكون مؤشرا على أحد الأمرين أو عليهما معا، النقص في توفير شروط التدين والضعف في نجاعة الكلام في منابر الدين، موضحا أن الدين لا يعيق تنمية معينة ولكن ضعف التنمية يكشف عن الخلل في نوعية التدين.

وأوضح التوفيق أنه، وفي المملكة الشريفة، فالبرنامج المؤسس للبيعة الشريفة برنامج جامع للرأسمال اللامادي القابل للاستثمار في دعم نموذج تنمية يهدف إلى الزيادة في الثروة، مشيرا إلى أن العلماء المسلمين اعتبروا أن الإمامة العظمى يجب أن تضطلع بمهمات سموها كليات الشرع الخمس، وهي حفظ الدين وحفظ النفس وحفظ العقل وحفظ المال وحفظ العرض، ويجب النظر إلى هذه المنظومة على أنها وحدة شاملة.

ويتعين -حسب المحاضر- اعتبار حفظ المال بمعنى التنمية الاقتصادية العنصر الأهم في نموذج تنموي تسهم فيه قيم الدين، ويأتي بعده حفظ العقل لأن الناس إذا كانوا في بيئة تلتزم بالأخلاق في المال فإن نفوسهم تطمئن على أساس وجود فرص الاستحقاق.

وأوضح أن سداد سياسة الإمامة القائمة على أساس بيعة ترعى كليات الشرع يتجلى أساسا في فتح أوراش البناء التي تدخل في الأمر بالمعروف، وإقامة مؤسسات الإصلاح التي تدخل في النهي عن المنكر، ووضع أمانة تبليغ قيم الدين على عاتق العلماء، ورعاية أحوال المحتاجين عبر برامج اجتماعية، وإعطاء الإشارات للميسورين لبسط اليد بالتضامن، وهي مؤشرات لتحقيق نموذج تنمية يستلهم من أربع توجهات قيمية وهي حفظ المال في طهارته من حيث وجه الاكتساب، وحفظ التدين من الفتنة بحسن التبليغ وحفظ الكرامة، وفتح آفاق تربية تخدم حسن استعمال المال على المستويين الفردي والجماعي، ووضع حياة الأمة في مسلك تربوي مبني على خلق الاعتدال.

وأوضح أن الأساليب التقنية لوضع مقاولات وتنميتها هي متداولة، غير أن وضع نموذج تنمية جذاب للمقاولات هو بالدرجة الأولى بلد طيب المعيشة لأهله، ويزيد تميزا إذا أخذنا بالقيم التي ذكرنا في الإنتاج والتوزيع والاستعمال، وهو نموذج تكرر الوعد به في القرآن على قدر سمونا في التدين، لا بمجرد انتمائنا للدين.

وخلص التوفيق بالقول، إنه عندما نزل قول الله تعالى “كنتم خير أمة أخرجت للناس” فهمه الصحابة رضوان الله عنهم في بعده الإنساني، باعتبار الإنسان هو حجر الزاوية في كل إصلاح، فقالوا وفق ما جاء في تفسير الطبري: خير الناس معناه “خير الناس للناس”، فأنعم بها من غاية مثلى لكل نموذج تنمية تستثمر فيه قيم الدين.

وفي ختام الدرس الافتتاحي من سلسلة الدروس الحسنية الرمضانية، تقدم للسلام على أمير المؤمنين الملك محمد السادس، كل من شوقي علام مفتي الديار المصرية، وبهاء الدين محمد جمال الدين الندوي نائب رئيس جامعة دار الهدى الإسلامية بالهند، وسعيد هبة الله كامليف مدير معهد الحضارة الإسلامية بموسكو، والشيخ يونس توري عضو فرع مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة بكوت ديفوار، وثاني عبد الرحيم شئت رئيس فرع مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة بالبنين، وأبو عركي الشيخ عبد القادر أستاذ جامعي سابقا بالسودان، ويحيى محمد إلياس رئيس فرع مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة بجزر القمر المتحدة، وسندايغايا موسى رئيس فرع مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة برواندا، وماتيتا نزولا عضو فرع مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة بأنغولا.

إثر ذلك، قدم أحمد التوفيق، وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، إلى أمير المؤمنين تسجيلا صوتيا يضم عشرين ختمة للقرآن الكريم بأصوات القراء المغاربة، وفي هذا التسجيل سبعة عشر مقرئا سجل كل واحد منهم المصحف كاملا بقراءة ورش، أقدمهم المقرئ الحاج عبد الرحمان بنموسى رحمه الله، وأربعة قراء سجلوا المصحف بالاشتراك، وثلاثون قارئة سجلت كل واحدة منهن حزبين، والقراءة الجماعية للحزب الراتب من ستين مسجدا من مساجد المملكة.

ويظهر هذا التسجيل جانبا من رعاية أمير المؤمنين بالقرآن الكريم استمرارا لحفظه ونشره على مقتضى تقاليد المملكة الشريفة.

‫تعليقات الزوار

21
  • smail
    الجمعة 10 ماي 2019 - 19:40

    اللهم انصر أمير المؤمنين وحامي حمى الملة والدين وأقر عينه بولي عهده الأمير الجليل مولاي الحسن

  • الحسين
    الجمعة 10 ماي 2019 - 20:38

    نقول للسيد الوزير المحترم أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. في بلادنا يكاد يكون من المستحيلات مثلا
    وهل يستطيع أحدا من الوعاء والعلماء في المغرب أن يطلب وقف بيع الخمر وتصنيعه .؟ ووقف مهرجانات موازين وملاهي الليلة الحمراء وخذ على هذا.
    ومثيرا ما سمعنا منكم شخصيا ومن المسؤولين في الوزارة المكلفة بحماية أمن المغاربة الروحية .
    بأن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من اختصاص ملك البلاد.لاغير.

  • اعصيم سمير
    الجمعة 10 ماي 2019 - 20:43

    حفظ الله صاحب الجلالة الملك محمد السادس بالسبع المثاني والقرآن الكريم .ويحفظ الامير ولي العهد مولاي الحسن.ويحفظ كل الاسرة العلوية الملكية الشريفة.

  • محمد عالي
    الجمعة 10 ماي 2019 - 21:23

    بسم الله و بعون من الله و حفظ الله مولانا الأمير الجليل والحمد لله والشكر له.

  • الملاحظ
    الجمعة 10 ماي 2019 - 22:03

    سؤال مشروع يفرض نفسه و نحن نقرٱ كيف ربط السيد الوزير المحترم بين التنمية و النموذج و ببن ما يشبههما في ديننا الحنيف،لقد كان ذكي في مسٱلة ربط ما هو دنيوي و ما هو ديني. لكن المشكلة المطروحة في المغرب و التي يعبر عنها الكثير من الناس عندما يعلقون هكذا: لي فهم شي حاجة يشرح لينا- معامن داوي هاد السيد-……الخ من التعليقات التي تعبر عن غرابة الخطابات في علاقتها بالواقع،ٱي بالممارسة. لا شيء يظهر في برامج الحكومات المغربية مما ورد في درس السيد الوزير المحترم. لماذا الخطابات في واد و الواقع في واد آخر؟ هل يظن المسؤولون ٱننا ننكر إنجازات الحكومات هل يظن المسؤولون ٱننا فوضويون،لا هذا و لا ذاك،البلد يغرق و ٱنتم تفكرون فيمن قال هذا الكلام و الى ٱية جهة ينتمي…..الخ لتعاقبوه ،فقط لانه يريد رؤية بلده ٱحسن مما هو عليه و تنبيه المديرين لشؤونه ٱنهم في طريق خطٱ. والسلام

  • أبواب المساجد مغلوقة طول سنة
    الجمعة 10 ماي 2019 - 22:05

    أبواب المساجد أصبحت مغلوقة طول سنة.
    وهكذا أصبح الشعب المغربي يأخذ الدروس الدينية عبر الإنترنت وليس في مساجد المملكة.

    لهذا نناشد صاحب الجلالة الملك محمد السادس حفظه الله ورعاه بالتدخل فوراً لإنشاء الموعظة في المساجد ومحاربة الأمية والجهل في وطننا الغالي.

  • يونس
    الجمعة 10 ماي 2019 - 22:07

    اللهم بارك لأمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس، "حامل هموم هذه الأمة ليل نهار"، في النيات والأعمال، وبأن يحقق له كل الآمال، وأن يجزيه الجزاء الأوفى عن الأمة بما وفر لها من وسائل الإرشاد، وبأن ينصره نصرا عزيزا مؤزرا، ويقر عين جلالته بولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير مولاي الحسن

  • مغربي
    الجمعة 10 ماي 2019 - 23:23

    الدرس يبقي نظري والواقع على الارض يعاكسه يعاكسه 100%. من غياب لتنمية مستدامة وتوزيع عادل للثورة بين المواطنين وتفويت قطاعات عامة للخواص تحت مسمى تحرير السوق وما ينتج عنه من احتكار المواد وضرب للقدرة الشرائية والأكثر من دلك هو كون الفئة المستفيدة من الوضع لا تشكل سوى 5% من عموم الأمة. اي مصلحة الفرد الخاصة أولى من/ وعلى حساب/ مصلحة ومنفعة الجماعة وهدا منا في مع طلب الحق والعدل ووو

  • محمد بلحسن
    السبت 11 ماي 2019 - 00:10

    سيصنف ذلك الدرس من أحسن الدروس الحسنية الرمضانية طيلة القرنين العشرين و الحادي و العشرين و منبع مناهج جديدة في الحكامة الجيدة ها هي مياهه العذبة الطاهرة تجري في عروق قراء هسبريس ابتداء من يومنا هذا الجمعة 10 مايو 2019. أشعر بنهاية مرحلة و بداية مرحلة جديدة ستكون بعون الله سبحانه و تعالى أفضل بكثير من المراحل السابقة. أنتظر بفارغ الصبر موعد الخطابات الملكية السامية المنتظرة في:
    – الثلاثاء 30 يوليو: عيد العرش المجيد
    – الثلاثاء 20 غشت: ثورة الملك و الشعب
    – الخميس 11 أكتوبر: تعليمات و توجيهات جديدة من تحت قبة البرلمان
    – الأربعاء 6 نونبر : ذكرى المسيرة الخضراء
    من 30 يوليو إلى 6 نونبر أي طيلة 100 يوم و جلالة الملك يذكر و يوجه.
    أنا سعيد كوني مغربي أعيش في نظام ملكي يعطيني بارقة أمل في غد مشرق.
    لو كنت في نظام جمهوري لما ترددت لحظة واحدة في الإعداد لانقلاب ذكي و محاسبة الظالمين الفاسدين المستبدين ناهبي المال العام.
    أختم بعبارة صريحة واحدة تشغل بالي مند مدة طويلة: إن بروفايل الوزير في النظام الملكي المغربي يتطلب الصدق و الإخلاص في العمل لا الكذب و لا النهب و لا البلبلة و الرياء و النفاق.

  • med el hassani nador
    السبت 11 ماي 2019 - 00:28

    Que la grace de dieu soit avec vous a sidna…

  • احمد
    السبت 11 ماي 2019 - 01:18

    خطاب جميل امام حضرة الجلالة..لكن لماذا لم يضف معاليه بابا اخيرا لتسطير منجزات الوزاة و دورها في التنمية الاقتصادية والتنموية بتطبيق مقاصد الشريعة الاسلامية عبر ربوع المملكة
    الا يعلم ان الكثيرين ممن يدبرون الشان الديني على المستوى الوطني والمحلي لا يتحلون باي خصلة من خصال العقيدة المحمدية وليبدا معاليه بالامربالمعروف واانهي عن المنكر على مستوى الوزاة تم في النظارات ونطارات الاوقاف وكيف تدبر وتسير الاملاك الحبسية وكيف تقام السمسرات الحبسيةوالكراءات…معالي الوزير ومن ياتمرون باوامره لا يكلفون نفسهم حتى الاجابة على شكايات
    وتظلمات المواطنين فبالاحرى النهي عن المنكر والامر بالمعروف…فالاحترام والولاء الواجب للملك
    يقتضي الصدق.ولو في سطر صغير عن تقصير الوزارة في مهمتها وواجبها وفشلها في المساهمة في التنمية الاقتصادية ولا يسعني الا ان احيلكم على ايات من صورة الكهف للتدبر والتفكير بداية من قوله تعالى (الاية 102) :قل هل ننباكم بالاخسرين اعمال الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبو ن انهم يحسنون صنعا….الى اخر السورة..(.مجرد راي..)

  • Abderrazak
    السبت 11 ماي 2019 - 01:48

    Vive Le SYMBOLE et le GARANT de la stabilité de la NATION MAROCAINE, SM le Roi Mohammed 6 … SIDNA RAK 3ZIZ

  • عبد الفتاح
    السبت 11 ماي 2019 - 01:57

    ما محتاجين لا دروس لاهم يحزنون مادا اعطتنا الدروس الفائتة مند سنين وقال النبي يولد المولود على الفطرة فابواه اما يهودانه او ينصرانه او يمجسانه. ولمادا لم يقل يؤسلمانه لانه مسلم بالفطرة نحن في حاجة الى دروس في الصحة ودروس في التعليم ودروس في العيش الكريم ودروس في حق السكن للجميع ودروس في الفقر والهشاشة كما قال عمر لو كان الفقر رجلا لقتلته.وخير دليل ملموس وواقعي ابن مدينة طنجة اللدي دهب ليسرق من اجل علاج والده وحكم عليه 3 سنوات هدا هو الدرس اللي خاص ايتحاسب وزير ووزارة الصحة

  • مغربي
    السبت 11 ماي 2019 - 02:08

    اللهم دم العز و النصر و التمكين و الصحة و السلامة و الافراح و المسرات و التوفيق و التفوق باستمرار على ملكنا المفدى يارب العالمين و كن له ولي و الحافظ و المعين اينما حل و ارتحل الرائد بالجميع المقاييس في خدمة الاسلام و المسلمين بالريادة منقطعت النظير لا مثيل لها بالعالم باسره تخدم و تدافع عن الاسلام بين الديانات السماوية بالقيم الانسانية لخدمة الانسانية الجمعاء في العالم اليوم الذي بات تتخلله مغالطات و مخططات و إرهاصات لتشويه صورة الاسلام الحقيقي و القيمه السمحة على راسها التعايش و التسامح و الاعتدال بين البشرية جمعاء بل حروب تحت مظلة الدين بيت القصيد و المربط الفرس بالعالم اليوم و الغد.

  • ام سلمى
    السبت 11 ماي 2019 - 03:01

    هاد الديسلايكات على الملك.مالكوم؟!!!راه ولي الامر هذا واجب علينا نطيعوه وندعيو معاه.عقيييدة اعباد الله.انشري هسبريس من فضلك

  • sim
    السبت 11 ماي 2019 - 05:05

    السيد الوزير، حاول أن يعطي مفهوم الآية بعدا حداثيا و المرتبط بقيم العصر.
    لكن في نفس الوقت نراه يتحدث عن مفهوم الجماعة الذي لم يعد له مكان في الدول الحديثة.

  • القصراوي
    السبت 11 ماي 2019 - 09:39

    نعم قيم الدين هي عامل مساعد فقط و لكن قبل هذا و الأهم هي توفر جميع المؤسسات العمومية على منظومات تسيير محكمة على غرار منظومة ISO9001 و مشكلتنا اليوم هي الغياب التام لأي منظومة تسيير (مساطر قواعد عمل محددة مراقبة مقننة ) في أغلب المؤسسات . حتى ولو كان الموضف يحمل القيم فهو يشعر بالإحباط بسبب الفوضى و العشوائية و الفساد الذي يعم أغلب المؤسسات العمومية . و المشكل أن أغلب الوزراء المتعاقبون لم يتحملوا مسؤولياتهم في إرساء منظومات تسيير محكمة و منسجمة مع باقي الوزارات. و فضلوا إنكار هذا المشكل و الإنكباب على المصالح الشخصية و الحزبية و هذا أدى إلى حالة البلوكاج و الإحتجاجات في جميع الميادين . و أخيرا أقول إرساء القيم يكون ذا فائدة شرط وجود منظومة تسيير محكمة

  • محمد بلحسن
    السبت 11 ماي 2019 - 09:59

    نشرت 10 تعاليق الى حدود الساعة 00:28 من يومنا هذا السبت 11 مايو 2019
    نتائج التقييم من طرف قراء هسبريس سلبية بالنسبة لــ 7 تعاليق من بين 10 رغم كون 6 صيغت بعبارات قصيرة, خفيفة, واضحة, محترمة, صادقة, مستحقة
    استغرب لتلك النتائج و أستغرب أكثر لكل من بادر بتقييم سلبي على تلك التعاليق
    أستغل هذا المنبر الاعلامي المحترم لأوجه ندائي هذا الى الوزير أحمد توفيق:
    المرجو ربط الاتصال بالسيد رئيس الحكومة للتخصيص جزء من الوقت المخصص لأشغال مجلس الحكومة المقبل (الخميس 16 مايو 2019) لتدارس مناهج تطبيق ما ورد في الدرس الذي ألقيتموه أمام جلالة الملك مع التركيز على نقطة أساسية: الوزير يجب أن يكون قدوة لغيره حتى لا تعود الثقة الى القلوب و العقول.

  • محمد بلحسن
    السبت 11 ماي 2019 - 12:32

    نشرت 10 تعاليق الى حدود الساعة 00:28 من يومنا هذا السبت 11 مايو 2019.
    نتائج التقييم من طرف قراء هسبريس سلبية بالنسبة لــ 7 تعاليق من بين 10 رغم كون 6 صيغت بعبارات قصيرة, خفيفة, واضحة, محترمة, صادقة, مستحقة.
    استغرب لتلك النتائج و أستغرب أكثر لكل من بادر بتقييم سلبي على تلك التعاليق.
    أستغل هذا المنبر الاعلامي المحترم لأوجه ندائي هذا الى الوزير أحمد توفيق:
    المرجو ربط الاتصال بالسيد رئيس الحكومة للتخصيص جزء من الوقت المخصص لأشغال مجلس الحكومة المقبل (الخميس 16 مايو 2019) لتدارس مناهج تطبيق ما ورد في الدرس الذي ألقيتموه أمام جلالة الملك مع التركيز على نقطة أساسية: الوزير يجب أن يكون قدوة لغيره حتى تــــــــــــعــــــــــــــــود و تتقوى الثقة في المؤسسات الى القلوب و العقولو نحافظ على قيمنا الحضارية المتميزة.

  • hmido
    السبت 11 ماي 2019 - 21:04

    اين هي قيم الدين في مجتمعنا التحلي بالخصال وا اصدق في خدمة الوطن لا نراها قط مشاريع تدشن عشرة مرات مستشفيات في وضعية مرثية و التعليم و السكن في تدهور

  • معلق
    الأحد 12 ماي 2019 - 12:37

    بمناسبة شهر رمضان أقول للوزير التوفيق
    لا وفقك الله.

صوت وصورة
مغاربة والتعادل مع موريتانيا
الأربعاء 27 مارس 2024 - 01:07 9

مغاربة والتعادل مع موريتانيا

صوت وصورة
المخارق والزيادة في الأجور
الأربعاء 27 مارس 2024 - 00:30 3

المخارق والزيادة في الأجور

صوت وصورة
شهادات للتاريخ | انتخابات 2011
الثلاثاء 26 مارس 2024 - 23:00

شهادات للتاريخ | انتخابات 2011

صوت وصورة
قصة | الرجل الذهبي
الثلاثاء 26 مارس 2024 - 21:30 1

قصة | الرجل الذهبي

صوت وصورة
المدينة القديمة | فاس
الثلاثاء 26 مارس 2024 - 20:55

المدينة القديمة | فاس

صوت وصورة
معرض تضامني مع فلسطين
الثلاثاء 26 مارس 2024 - 20:47 1

معرض تضامني مع فلسطين