العيسى: السماحة قيمة إسلامية أصيلة .. والسلم مسؤولية العلماء

العيسى: السماحة قيمة إسلامية أصيلة .. والسلم مسؤولية العلماء
الخميس 12 دجنبر 2019 - 06:00

خلال أحد أكبر ملتقيات القيادات الدينية والفكرية وبحضور عدد كبير من السياسيين حول العالم من ذوي الاهتمام بقيم السلم والتسامح؛ تم تكريم الدكتور محمد بن عبد الكريم العيسى، الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي، بجائزة الإمام الحسن بن علي الدولية لهذا العام تقديرًا لجهوده العالمية البارزة في تعزيز السلم والتسامح حول العالم، حيث جرى الاحتفاء به وتسليمه الجائزة من قبل الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح بدولة الإمارات العربية المتحدة، بحضور الشيخ عبد الله بن بيه، نائب الرئيس النيجيري ورئيس مجلس الإفتاء الشرعي بدولة الإمارات العربية المتحدة ورئيس منتدى تعزيز السلم، مع عدد غفير من الشخصيات العالمية الإسلامية والفكرية والسياسية.

وتهدف هذه الجائزة العالمية إلى تكريم الأعمال التي لها جهود فعالة وملموسة لتعزيز جهود السلام والتسامح حاملةً اسم أحد الرموز الإسلامية وهو الصحابي الجليل الإمام الحسن بن علي رضي الله عنهما الذي قال عنه نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم: “إن ابني هذا سَيِّدٌ، ولعل الله أن يُصْلِحَ به بين فئتين عظيمتين من المسلمين”.

وقال القائمون على منتدى تعزيز السلم بدولة الإمارات العربية المتحدة إن الشيخ العيسى الحائز على جائزة الإمام الحسن بن علي الدولية للسلم والتسامح من بين الشخصيات العالمية التي تسعى إلى نشر ثقافة السلم‬ والتسامح في العالم، مؤكدين أنه شخصية علمية عُرفت بمكانتها الأكاديمية المرموقة، وأهّلها تكوينها الشرعي والقانوني لقيادة عددٍ من الحوارات الفعالة مع الجهات الدينية والسياسية والفكريّة والحقوقيّة حول العالم.

وتحدث الشيخ الدكتور محمد بن عبد الكريم العيسى، الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي، في سياق فعاليات منتدى تعزيز السلم لهذا العام المنعقدة في مدينة أبوظبي، مؤكداً أن المنتدى أحسن عندما اختار موضوعَ دَوْر الأديان في تعزيز التسامح، إذ هو يُرسل إلى قيادات الأديان حول العالم رسائلَ مهمة، تحمل في طياتها استدعاءَ مسؤولياتهم واستنهاضَ هممهم، ووضعَها أمام محك الأخلاق والقيم.

ولفت الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي إلى أن السماحة قيمة أصيلة من قيم الإسلام الرفيعة، وأن خلق السماحة يبدأ برحابة الصدر في استيعاب المخالف، ومن ثم السعي قدر الإمكان إلى تحويل مفهوم الاختلاف المجرد إلى مفهوم الإثراء والتعدد؛ فأفضل الإيمان “الصبر والسماحة” كما يقول رسولنا صلى الله عليه وسلم.

وأوضح العيسى أن كثيراً من النصوص الدينة يقرأها البعض على أنها ضد قيم السماحة أو التسامح، فنبه إلى جملة من الأمور قائلاً: “أولاً يجب فهم معانيها فهماً صحيحاً، وكثيراً ما تتضح الحقيقة للمعترض بعدما يقف على التفسير الصحيح للنص، ثانياً: العلم بالنصوص ذات الصلة، فكم من نص جاء تفسيره في نص آخر، وكم من نص جاء ليعالج ظرفية خاصة، ولا يتم تطبيقه إلا على أمثال ظرفيته فحسب، بينما يوجد نص آخر يتعلق بالموضوع نفسه لكن كقاعدة عامة، ولذا كان اجتزاء النصوص خطأ فادحاً في فهم الشرائع”.

وأضاف الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي: “وثالثاً: فهم مقاصد النصوص الدينية التي جاءت بالرحمة والسماحة والسعة لتحقيق مصالح الناس جميعاً في دينهم ودنياهم، فالشريعة لم تأتِ للتضييق والحرج ولا الصراعِ والصدام، وقد ذكر علماءُ الإسلام أنه حيثما كانت مصالح الخلق فهناك شرع الله، وأن الفتاوى والأحكام تختلف باختلاف ستة أمور: الأزمنة والأمكنة والأحوال والعادات والنيات والأشخاص”، منوهاً إلى أن “وثيقة مكة المكرمة تحمل تلك القيم الرفيعة وهي الوثيقة التي صادق عليها أكثر من ألف ومائتي مفتٍ وعالم من سبع وعشرين مذهباً وطائفة إسلامية يمثلون كافة المُكَوِّن الإسلامي في تجمع استثنائي في ظلال قبلتهم الجامعة بمكة المكرمة حيث اعتُبر الأول من نوعه في التاريخ الإسلامي”.

وختم المتحدث بالقول: “لا شك في أن حضور هذا المنتدى من علماء ومفكرين جنباً إلى جنب مع أصدقائهم من علماء ومفكرين من أتباع الديانات الأخرى أمر إيجابي، إذ العلماء والمفكرون في مقدمة المسؤولين عن ترسيخ السلام والتسامح”، معبراً عن اعتزازه بالجائزة وأنها تحمل رسالة مهمة وهي التحفيز للمزيد من العمل لخدمة القيم الإسلامية والإنسانية ذات الصلة بموضوعات السلم والتسامح.

‫تعليقات الزوار

12
  • فيلسوف
    الخميس 12 دجنبر 2019 - 06:21

    التسامح قمة الاخلاق والرقي بالمجتمع لاكن ثم لكن كل المسلمين باجمعهم يتشدقون بالمبادء الإسلامية ولا تطبق اين التساح في قضية الزفزافي وبوعشرين والمهداوي هل فعلا يستحقون السجن رغم انهم لم يقوموا باي جريمة ليس الا تصريح عن واقع معاش من فضح الفساد هيهات بالاسلام و المسلمين الدول الاسلامية في الحضيض لانها تتباها وتتشدق بمبادء الاسلام ولا تطبق ولو عشرها للهدا ستبقى دار لقمان على حالها مادام قومنا لا يزال يرى محمد الخامس في القمر

  • العربي المكناسي
    الخميس 12 دجنبر 2019 - 06:54

    الشيخ الدكتور محمد بن عبد الكريم العيسى …. ونعم العالم المتسامح والمفكر المنفتح، في اليوتيوب شاهدت الكثير من محاضراته و نداواته عن التسامح و التعايش مع الاديان وعلى الرغم من خروجه من رحم السلفية المتشددة نوعا ما مع الاخرين!! الا انه عارضها و ثار ضدها وضد تفسيرات مبدأ الولاء و البراء التي يتشبث به السلفيون.

    فطوبى للاسلام برجل مبدع و متسامح الفكر كالدكتور العيسى

  • كافر بالخزعبلات
    الخميس 12 دجنبر 2019 - 07:44

    لو بحثنا في تاريخ الإسلام و نشأته معتمدين على المخطوطات الأصلية و كذالك على التاريخ الحقيقي الموثق من طرف مؤرخين غير عرب معترف بقيمتهم الدولية وعلى المراجع الغربية وحللنا الكل بشيء من المنطق وعلمية اكاديمية لتاكدنا تأكيد ما بعده شك أن الإسلام هو أكبر خدعة يسقط فيها ملايين البشر.وكان الستار الأكبر في غزو وقتل وسبي و استعباد ملايين البشر .الإسلام كان ومازال العامل الاساسي في تخلف هذه الجماهير والسلاح النووي لحكام عروبيين واسلاماويين يقحمون بالقوة هذا الدين ذاخل السلطة والتشريع وكدين دولة لا خيار لأي مواطن الطعن فيه.دام وسيلةللتحكم في مشاعر الناس و تدجين عقولهم بطريقة تفوق مفعول أقوى مخدر على الإطلاق. ما دامت هذه الشعوب تتبنى هذا الدين العربي فستبقى متخلفة و مكشوفة وهاشة و على حافة الفقر و الظلم والحروب الأهلية ويبقى الحكام وتجار الدين من أحزاب وخطباء وتعريبيين توسعيين هم المفسدين .الشعوب المستعمرة من طرف العرب مثل الأمازيغ والاكراد هم الذين يدفون الثمن غاليا.

  • jamal
    الخميس 12 دجنبر 2019 - 08:19

    " السماحة قيمة إسلامية أصيلة "
    يبدو أن مفهوم السماحة عندهم يخالف المفهوم المتعارف عليه عالميا.
    من يقرأ الكتب الإسلامية يجد شيء آخر،
    أين السماحة في قطع يد السارق، وأين السماحة في جلد من قام بعلاقة رضائية، وأين السماحة في قتل المرتد، وأيد السماحة في الرجم حتى الموت وأين السماحة في الرمي من شاهق؟ وزيد وزيد

  • Hamido
    الخميس 12 دجنبر 2019 - 08:41

    التسامح ياتي عن طريق التعليم الجيد ودولة المؤسسسات واستقلالية القضاء .التسامح هو بناء اجيال في ظروف انسانية عادلة لا تفرق بين المواطنين حيث يشعر المرء بالانتماء والحب لوطنه .واما الاجتماعات والمحاضرات لن تقضي على الارهاب الذي هو نتيحة غياب العدل وحقوق الانسان .الدول الاكثر سلما وتسامحا ورفاهية هي دول لادينية وفيها يختار المواطن من يحكمه والقانون يعلو ولايعلى عليه.انظمة سلطوية دكتاتورية لاتعرف الا العشيرة والقبيلة وتمجيد الحاكم لايمكنها ان تحقق السلم .

  • كاره تجار الدين
    الخميس 12 دجنبر 2019 - 09:37

    عندما نقحم الدين في السياسة اي المقدس فلا يبقى اي نقد و لا تسامح هؤلاء مجتمعين لتمرير أيديولوجيتهم حتى يبقو في السلطة عن أي تسامح تتكلمون هل من بدل دينه فاقتلوه فيها تسامح و هل جلد شارب الخمر فيها تسامح

  • المهاجر المغربي
    الخميس 12 دجنبر 2019 - 09:45

    اشد الناس عداوة للبشر هم من ينتسبون للاسلام والاسلام منهم يراء كبراءة يوسف من الذيب نحن نعيش في الغرب ونعيش في الدوال العربية شتان مابين العيش في الغرب والدوال اىاسلامية

  • ايمن العيسى
    الخميس 12 دجنبر 2019 - 09:50

    فهم النصوص التشريعية لتكوين قواعيد و اعراف وقوانين تمكن من ذو حق حقه اولا طرد الشيطان و الانانية و الاسترقاق بجميع التفاصيل الدنيئة تمكن من الحوافز و الجوائز و المراتب و التحضر .
    ردا على العنصرية
    نحن واحد و مصيرنا واحد

  • hamorabi
    الخميس 12 دجنبر 2019 - 10:04

    كلمة "التسامح" بحد ذاتها فيها نوع من التعالي وإستصغار الآخر. إذا قلت لإنسان غير مسلم "أسامحك" فكأنك تقول له أنا ضد دينك ولكن لا بأس أسامحك كأنه إرتكب جريمة في حقك.

  • كمال
    الخميس 12 دجنبر 2019 - 10:48

    هؤلاء يتحدثون عن التسامح وكذا وكذا ونحن بالعين المجردة نرى اشياء اخرى ونلمس بأيدينا ما هو مختلفا تماما لما يقولون.
    العديد لم يعود يصدق قصص وحكايات من وحي الخيال ياسماحه العلامه.

  • عبدالرحيم شكري
    الخميس 12 دجنبر 2019 - 14:41

    قديما قيل من يجهل الشيء يكرهه
    هذا القول ينطبق على جميع هؤلاءالمعلقين الذين يظهر انهم لايحفظون سورة الفاتحة بل لا يعرفون معنى سورة الفاتحة وربما لايخفظون الشهادة التي تتفي الشرك عن صاحبها
    ومع ذلك يتكلمون عن الدين الاسلامي وسببه في تخلف الشعوب
    وتسوا ان اوروبا وانريكا كانوا يعيشون في الجهل والظلمات
    والمسلمون كانوا اسياد العالم
    ولكن القافلة تسير
    والدين ينتشر
    والحاقدون يموتون غيظا وححسدا وكمدا
    وحسابهم عند ربهم

صوت وصورة
الأمطار تنعش الفلاحة
الخميس 28 مارس 2024 - 13:12 2

الأمطار تنعش الفلاحة

صوت وصورة
حاجي ودمج الحضرة بالجاز
الخميس 28 مارس 2024 - 12:03

حاجي ودمج الحضرة بالجاز

صوت وصورة
أجانب يتابعون التراويح بمراكش
الخميس 28 مارس 2024 - 00:30 3

أجانب يتابعون التراويح بمراكش

صوت وصورة
خارجون عن القانون | الفقر والقتل
الأربعاء 27 مارس 2024 - 23:30

خارجون عن القانون | الفقر والقتل

صوت وصورة
مع الصديق معنينو | الزاوية الدلائية
الأربعاء 27 مارس 2024 - 23:00

مع الصديق معنينو | الزاوية الدلائية

صوت وصورة
ريمونتادا | رضى بنيس
الأربعاء 27 مارس 2024 - 22:45 1

ريمونتادا | رضى بنيس