العالم في 2019 .. الانتخابات الأوروبية والهجرة والحرب التجارية

العالم في 2019 .. الانتخابات الأوروبية والهجرة والحرب التجارية
الجمعة 27 دجنبر 2019 - 06:00

سنودع بعد أيام قليلة سنة 2019، وسنستقبل سنة 2020؛ لـكن هــذه الأخيـرة ستبقى رهينة بأحداث تـاريخية وسياسية واقتصادية وبيئيـة طبعت بقــوة سنة 2019. وفتحت أوراشا كبيرة في وجه القادم من السنوات.

فـسنة 2019 عرفت أحداثا سياسية مهمة، كالانتخابات الأوروبية وتمدد اليمين المتطرف الأوروبي وتعزيـز مـوقعه في مـؤسسات الاتحاد الأوروبي، خاصة في البرلمان الأوروبي؛ وهي الانتخابات التي رسمت خريطة سياسية أوروبية جديدة وتمـوقـع أحزاب البيئة كـثالث قـوة سيـاسية أوروبية، وهــو ما تجسد في تكويـن رئاسات مؤسسات الـقرار، أي اللجنة الأوروبية والبرلمان الأوروبي والمجلس الأوروبي والبنك المركزي الأوروبي والمفوضية الأوروبية للشؤون الخارجية.

وعـرفت هـذه السنة كذلك انتخابات إسبانـيا والتي رسخت لمسلسل انتخابي لا يعرف النهاية منـذ 2016.. مع تطورات مثيرة في ملف كطالونيـا والأحكام القضائية لدعاة انفصاليي كاطـلان… وصعود نجم حزب فوكس العنصري مع استمرار اليساري شانسيـز على رأس حكومة تصريف أعمال… بدورها بلجيكا تعيش على وقــع حكومة تصريف أعمال منذ دجنبر 2018…في حين عاشت فرنسا على مطالب اجتماعية وبيئيــة ساخنـة.

أمـا إنجلتـرا فـما زالت تعيش على “لعـنة البريكسيت” وسقــوط حكومات دافيــد كامـرون وتيريزا ماي وجونسون الأولى.. كما أفـرزت انتخابات 12 دجنبر الأخيــر نتـائج تاريخية من حيث الأغلبية الكبيرة لحزب المحافظين والخسارة المدوية لحزب العمال، وهي النتيجة التي قـوت من جونسون من أجل المُضي بقـوة في مفـاوضات الخروج من الاتحاد الأوروبي.. مع التنبيه إلى صعوبات جونسون في تـدبير ملفات داخلية كإيرلندا الشمالية وسكوتلاندا وجبل طارق.

وهي الأوضاع السياسية التي تم تسقيف آجال حلولها في سنة 2020… وسترسم أوضاعا جديدة بنتائج وتداعيات جديدة تتجاوز سنة 2020 نفسها…ومن جملتها ملف الهجرة واللجوء وتضارب السياسات بين الوطنية وسياسة الاتحاد الأوروبي، إلا أن ما يمكن ملاحظته هو تراجع أرقام الهجرة، ففي الفترة بين الفاتح من يناير و30 نوفمبر فاق عدد المهاجرين إلى أوروبا 100 ألف مهاجر سنة 2019 مقابل عدد يفوق 120 ألف مهاجر سنة 2018.

كما عززت أوروبا اتفاقيات تخص الهجرة واللجوء سنة 2018 مع كل من تونس والنيجر والمغرب، بعد اتفاقيات سنة 2016 مع تركيا و2017 مع ليبيا.

وعرف ملف الهجرة واللجوء توقيع “اتفاق مالطا” في 23 شتنبر 2019 بمالطا والخاص بإعادة توزيع المهاجرين بكل من مالطا وإيطاليا على باقي دول الاتحاد الأوروبي؛ لكن في مجلس الاتحاد الأوروبي ليوم 8 أكتوبر تم توقيف الاتفاقية مرحليا في انتظار توسيع مفاوضات مع دول أخرى رافضة التوقيع.

من بين الأحداث التي ميـزت السنة التي نودعها، هناك الحادث الإرهابي بنيوزيلاندا وحريق كاتدرائية باريس التاريخية وحرائق غابات الأمازون…. واستمرار تدويل ملفات سوريا واليمين وليبيا.. وفنزويلا.

هذا بالإضافة إلى الحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة الأمريكية ورفع التعريفة الجمركية على البضائع القادمة من أوروبا، وسعي الدول الكبرى إلى حجز موقع قـدم بإفريقيا باعتبارها احتياطيا كبيرا للمواد الأولية الضرورية للصناعات التكنولوجية ولمصادر الطاقة.

سنة 2019 لم تكن سنة عادية، بل سيذكرها الـتاريخ من خلال لقاء الحبر الأعظم للفاتيكان فرانسيس بأمير المؤمنين جلالة الملك محمد السادس في شهر مارس بالرباط وخطابهما للضمير الإنساني من أجل العيش المشترك ومحاربة الجهل والتطرف.

وتميــزت سنة 2019 بتحقيق نتائج إيجابية فيما يخص ملف الوحدة الوطنية والترابية أي الصحراء المغربية، خاصة من خلال قرار مجلس الأمن 2494 في أكتوبر 2019 والذي اعتمد تمديد ولاية المينورسـو إلى سنة عوض ستة أشهر، كما حمل القرار ذاته رسائل من أهمها الحفاظ على مكاسب المغرب، حيث جدد القرار التأكيد على أولوية مبادرة الحكم الذاتي، وحذر البوليساريـو بالامتناع عن القيام بأي عمل استفزازي من شانه زعزعة المسلسل الأممي.

ومن جهة أخرى، فإن أكثر من 163 دولة من المنتظم الدولي لا تعترف بجبهة البوليساريو… بالإضافة إلى فتح دول إفريقية تمثيليات ومراكز قنصلية بمدينة العيون كحاضرة مغربية بصحرائه.

وقــد عرفت سنة 2019 اعتماد اللجنة الإفريقية الخاصة بالهجرة “للمرصد الإفريقي للهجرة” وأجـرأة أجهزته في أسرع وقت ممكن، كأداة نوعية لجمع وتحليل وتقاسم المعطيات مع البلدان الإفريقية…وهي الفكرة التي أطلقها جلالة الملك محمد السادس بصفته رائدا للاتحاد الإفريقي في موضوع الهجرة.

كما أن سنة 2019 تمثــل مرور سنة على توقيــع ميثــاق مراكش في دجنبر 2018 أو “الميثاق العالمي لهجرة آمنة ومنظمة واعتيادية”… وهـو الميثاق الذي وقعته 150 دولة بمراكش، ورغم طابعه الغـير ملــزم قــانونا، فإنه يعتبر تــراكما إنسانيا وحقوقيا مهــما في مجال الهجرة واللجوء، يمكن تبنيـه في قــوانين أو قــرارات جديــدة ملزمة من حيث القــانون في المستقبل.

سنـة 2019 عـرفت دينامية كبيرة وثـورات هــادئة في أكثر من مجال قـاسمهما المشترك هــو تحقيق العدالة المجالية والكرامة الإنسانية وتحقيـق التنمية الاجتماعية… وذلك من خلال الاشتغال على ملف التكوين المهني ومراكز الاستثمار الجهوي وميثاق اللاتمركز الإداري وتشجيع مقاولات الشباب والتشغيل الذاتي والــدفع بالمؤسسات البنكية إلى اعتماد مــرونة أكبر وتغيير العقليــات… تــوجها الإعلان عن ضرورة إيجاد تصور جديد لنموذج تنموي جديد بعقلية جديدة وبجيل جديد يعتمد على معيار الكفاءة والوطنية… وهــو ما عجل بتشكيل لجنة تتكلف بإعــداد النموذج التنموي الجديد وتسقيف تقديم نتائجها في يونيو سنة 2020.

كل هذه الأحداث وتنوعها واختلافها تجعل من سنة 2020 سنة مفتوحة على كل الواجهات والتحديات.. سنة بعنوان جديد للأمل والثقة في مستقبل واعـد.. على الرغم من كل إخفاقات الماضي… سنة 2020 ستكون سنة ترتيبات المستقبل من خلال نموذج تنموي جديد، وأيضا ترتيبات الدخول السياسي المقبل بانتخابات تشريعية لسنة 2021.

صوت وصورة
الأمطار تنعش الفلاحة
الخميس 28 مارس 2024 - 13:12

الأمطار تنعش الفلاحة

صوت وصورة
حاجي ودمج الحضرة بالجاز
الخميس 28 مارس 2024 - 12:03

حاجي ودمج الحضرة بالجاز

صوت وصورة
أجانب يتابعون التراويح بمراكش
الخميس 28 مارس 2024 - 00:30 3

أجانب يتابعون التراويح بمراكش

صوت وصورة
خارجون عن القانون | الفقر والقتل
الأربعاء 27 مارس 2024 - 23:30

خارجون عن القانون | الفقر والقتل

صوت وصورة
مع الصديق معنينو | الزاوية الدلائية
الأربعاء 27 مارس 2024 - 23:00

مع الصديق معنينو | الزاوية الدلائية

صوت وصورة
ريمونتادا | رضى بنيس
الأربعاء 27 مارس 2024 - 22:45 1

ريمونتادا | رضى بنيس