"كأنك تراه".. شُكْر "الحميد" يستوجب الامتنان لجميع نِعَم "المجيد"

"كأنك تراه".. شُكْر "الحميد" يستوجب الامتنان لجميع نِعَم "المجيد"
الإثنين 11 ماي 2020 - 03:55

قال الدكتور عمرو خالد، الداعية الإسلامي، إن من أسماء الله الحسنى اسم الله “الحميد”، ومعناه: الذي يحمده من في السماوات ومن في الأرض، وجميع المخلوقات ناطقة بحمده، وهو المستحق للحمد الدائم لنعمة وجلاله وعظمته.

وأضاف الداعية الإسلامي، في الحلقة السابعة عشرة من برنامجه الرمضاني “كأنك تراه”، أن أول آية في كتاب الله هي: “الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ”، وقد كان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم: الحمد لله ملء السموات وملء الأرض وملء ما بينهما وملء ما شئت من شيء بعد.. أهل الثناء والمجد.. أحق ما قال العبد وكلنا لك عبد.. لا نحصي عليك ثناءً أنت كما أثنيت على نفسك”.

وأشار إلى أن “نبينا صلى الله عليه وسلم اسمه “محمد”، وهذا الاسم هو الذي اختاره الله لسيد الخلق وخاتم النبيين.. وهو الكثير الحمد لله.. حمد.. يحمد.. تحميدًا.. محمد.. مضاعفة الحمد”.

وحث خالد على أن يعيش الإنسان بنفسية الامتنان لله.. الحامد لله.. قائلاً: “في صعوبة الحياة، أن يخرج الحمد من أعماق قلبك، فليست هذه مسألة سهلة.. بل بحاجة إلى ممارسة وتمرين.. كيف؟، وأنت تقول الحمد لله.. تذكر كل الأشياء الطيبة في حياتك، واحمد ربنا عليها.. مع كل ذكر الحمد لله.. مع الذكر، مرر شريطًا من النعم أمام عينيك”.

ومضى ناصحًا: “مارس الامتنان لله في الأشياء البسيطة.. فهناك من يظن أن السعادة عملية معقدة وأنها مكلفة جدًا.. أموال كثيرة أو إنجاز كبير.. هذا خطأ.. السعادة في الأشياء البسيطة.. قد تكون في “أكلة حلوة”، أو “مباراة كرة”، أو “هدية بسيطة”.. قل: الحمد لله، وعش نفسية الامتنان”.

ما الفرق بين الحمد والشكر؟

قال خالد: “الحمد لله أوسع وأعمق من الشكر.. الشكر عملية امتنان على أشياء طيبة أخذتها من غيرك.. أما الحمد شعور عميق متغلغل في أعماق النفس بالامتنان لله”.

وزاد: “أحيانًا تشعر بأن كل خلية في جسمك تحمد الله عز وجل، بل إن كل قطرة في دمك تحمده على أن أوجدك.. أوجدك وأمدك وهداك إليه، وأراد أن يسعدك في جنة إلى أبد الآبدين لذلك آخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين، كما قال تعالى: “دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ ۚ وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ”.

وأردف خالد قائلاً: “إن لم يكن الحمد متغلغلاً في أعماق نفسك.. وإن لم يلهج لسانك بالثناء على الله عز وجل فأنت لست حامدًا بجد لله، لأنك تقرأ الفاتحة في اليوم حوالي ثلاثين مرة، وفي كل مرة تقول: الحمد لله رب العالمين.. الحمد لله رب العالمين .. وعندما تقرأها تستشعر هذه النعم إذا أوجدك وهداك إليه”.

تعلم طريقة النبي في الرضا والحمد

أوضح الداعية الإسلامي أن “النبي صلى الله عليه وسلم كان يربط كل النعم بالمنعم.. أكل: الحمد لله الذي أطعمني هذا ورزقنيه.. شرب: “الحمد لله الذي جعله عذبًا فراتًا ولم يجعله ملحًا أجاجًا بذنوبنا برحمته”.. عطس: الحمد لله.. خرج من الحمام: الحمد لله الذي أذهب عني الأذى وعافاني.. صحي من النوم: الحمد لله الذي أحيانا بعدما أماتنا وإليه النشور.. قبل الدعاء: الحمد لله.. ختام الدعاء: الحمد لله.. عند استجابة الدعاء: الحمد لله”.

وقال خالد إن “كل عمل له حمد ورضا خاص به”، لذا دعا إلى التأسيس به في هذا النهج: “درب نفسك: إذا وفقك.. إذا رزقك.. إذا شفاك.. إذا نجحك.. حل لك مشكلة.. الفضل كله منه وإليه.. قل الحمد لله من كل قلبك. استيقظت فوجدت أن أجهزة جسمك سليمة.. قمت من فراشك.. سرت إلى الوضوء توضأت.. وصليت إذًا أنت ملك.. الله عز وجل سمح لك أن تعيش يومًا جديدًا.. عافاك في بدنك.. أذن لك أن تذكره وتشكره.. “من أصبح منكم معافى في جسده آمنا في سربه عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا”.

وأشار خالد إلى أن “هناك في علم النفس شيئا اسمه.. كتلة الألم: آلام الماضي تظل تغذيها وتكبرها حتى تتراكم الآلام على قلبك وعقلك وتضعها تحت الميكروسكوب، لتكبرها أكبر من حجمها”.

لكنه شدد على أن “أغلب الآلام غير ضرورية أو وهمية أو غير مبررة أو ليس عليها دليل.. وهذا يصدر للإنسان طاقة سلبية.. ولا بد أن تغير طريقتك: منزلة الرضا تقوم بتفكيك كتلة الألم بدلاً من تراكمها ولا يتم إلا بالرضا عن الله.. تفتيت الألم بمنزلة الرضا عن الله”.

وروى ما قاله رجل: “يا رب هل أنت راض عني؟، فقال له رجل يمشي خلفه: هل أنت راض عن الله حتى يرضى عنك؟ قال له: من أنت يرحمك الله؟، قال: أنا محمد بن إدريس الشافعي. قال: كيف أرضى عنه وأنا أتمنى رضاه؟، قال: إذا كان سرورك بقدره كسرورك بنعمه فقد رضيت عن الله”.

وأكد أن الحمد لله مرتبط بزيادة النعم والفضل من الله: “لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ”. يقول الإمام علي بن أبي طالب: النعمة موصولة بالشكر، والشكر متعلق بالمزيد، ولن ينقطع المزيد من الله حتى ينقطع الشكر من العبد”.

وقال إن هناك “حلقات لا متناهية من التواصل بين العبد وربه، حتى وأنت تقول الحمد لله.. شكرك له نعمة جديدة تستحق شكر الله. سأل موسى ربه، يا رب كيف أشكرك وشكري لك نعمة تستحق الشكر؟، فقال له الله: يا موسى إذا عرفت ذلك فقد شكرتني”.

وقسم “خالد” الحمد إلى ثلاثة أنواع:

العامة: يحمدونه على إيصال النعم المادية.. أكل وشرب وبيت وزوجه ويقول لك: الله مفضل.. العوام يحمدون الله على اللذائذ الحسية.. الخواص: يحمدونه على نعم الروح.. إذ قرأت القرآن وشعرت بتجليات وسكينة.. أو صليت صلاة متقنة.. أو شعرت بأنك اقتربت من الله.. أما خواص الخواص المقربون يحمدونه لأنه أهل للحمد.. إما أن تحمده على نعمة مادية أو نعمة روحية أو لأنه أهل للحمد.. احمده لأنه ربك مالك الملك.

وكان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم: يا رب لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك ولعظيم سلطانك، اللهم ما أصبح بي من نعمة أو بأحد من خلقك، اللهم إني أصبحت منك في نعمة وعافية وستر.

كيف أحمد الله؟

بين خالد أن “الحمد الحقيقي له ثلاثة مستويات: الأول: أن تعرف أن هذه النعمة من الله.. هذا مستوى جيد.. الثاني: الأرقى منه أن تقابل هذه النعمة بامتنان وحمد بلسانك وقلبك.. الثالث: أرقى وأرقى وهي أن تقابل هذه النعمة بعمل صالح والدليل: “اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا ۚ وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ”.

‫تعليقات الزوار

4
  • sim
    الإثنين 11 ماي 2020 - 06:15

    شُكْر "الحميد" يستوجب الامتنان لجميع نِعَم "المجيد"
    هذه الجملة لا أجد فيها أي معنى عميق أو أي إفادة. كل ما هناك هي جملة جد موزونة بالقافية.
    هذه وجهة نظري سوى!!!! وليس فيها سب ولا شتم ولا زعزعة عقيدة مسلم.

  • Z A R A
    الإثنين 11 ماي 2020 - 07:44

    —كانك تراه—حب الله والدفاع عنه وهل يحتاج الله سبحانه بمن يدافع عنه –وعظمته جلية في كونه—ومازلتم تنشرون البؤس–(وخ يطر معزة)التاريخ الى الامام لاالى الخلف–والعقل هوالحل —وحل كورونا هوالعقل–لاالشعودة–بعد كورونا لابد من تنقية الدين وتغيير تعريفه الحالي ان كل دين جاء لمصلحة الانسان–عالم متنور قال :اذا استقام الانسان %100فلا يحتاج الى اي دين– ??!! ما رايكم في هذا?

  • الرد على 2
    الإثنين 11 ماي 2020 - 11:47

    لا استقامة بدون دين
    ——–

  • محمد
    الجمعة 28 غشت 2020 - 05:02

    عن أبي هريرة رضي الله عنه، أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إنَّ مَثَلي ومثلَ الأنبياء منْ قَبلي، كَمَثَلِ رجلٍ بنى بَيْتًا، فأحْسَنَهُ وأجْمَلَهُ، إلا مَوْضعَ لَبِنَةٍ من زاوية، فَجَعَلَ النَّاسُ يَطُوفونَ بِهِ، ويَعْجَبونَ له، ويقُولونَ: هَلَّا وُضِعَتْ هذه اللَّبِنَة؟!))، قال: ((فأنا اللَّبِنَة، وأنا خاتمُ النَّبيِّينَ))؛ رواه الشيخان، واللفظ للبخاري[1]

صوت وصورة
احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية
الجمعة 29 مارس 2024 - 00:30

احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية

صوت وصورة
شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر
الخميس 28 مارس 2024 - 23:00

شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر

صوت وصورة
فواجع النقل المزدوج
الخميس 28 مارس 2024 - 22:15

فواجع النقل المزدوج

صوت وصورة
تقنين التنقل بالتطبيقات
الخميس 28 مارس 2024 - 19:55

تقنين التنقل بالتطبيقات

صوت وصورة
الفهم عن الله | إصلاح العيوب
الخميس 28 مارس 2024 - 18:00

الفهم عن الله | إصلاح العيوب

صوت وصورة
وزير النقل وامتحان السياقة
الخميس 28 مارس 2024 - 16:02

وزير النقل وامتحان السياقة