مؤسسة عابد الجابري تستشرف ملامح مغرب ما بعد أزمة "كورونا‎"

مؤسسة عابد الجابري تستشرف ملامح مغرب ما بعد أزمة "كورونا‎"
السبت 16 ماي 2020 - 06:45

“ماذا أعددنا، أو ماذا نُعد لـ”استحقاق مغرب ما بعد كورونا؟”. حول هذا السؤال تمحورت وجهة نظر قدمتها مؤسسة محمد عابد الجابري للفكر والثقافة، حول رؤيتها لمستقبل المغرب بعد تجاوز أزمة جائحة كورونا التي خلطت أوراق كل الدول وأرغمتها على مراجعة حساباتها، ووضع مخططات مستقبلية لوضع جديد سيكون ولا شك مغاير للوضع الحالي.

ومهّدت مؤسسة عابد الجابري لتصورها حول مرحلة ما بعد كورونا، بالإشارة إلى أن الوضع العام بالمغرب قبل وصول الفيروس إلى المملكة كان متّسما بالتخبط، تجلى في متاعب اقتصادية حقيقية، واحتقان اجتماعي، وتراجع مستوى الحقوق والحريات العامة، وتخبط سياسي، وضياع على المستوى الثقافي…

إضافة إلى ذلك، أشارت المؤسسة إلى أن التخبط السياسي كان ينذر بمخاطر ناجمة عن تفكيك الحياة السياسية وتمييعها، علاوة على تتابع الحراكات “المنذرة بانفجار قد يباغت الجميع، حيث كانت الآفاق تنسد يوما بعد آخر حتى جاء الوباء وخلق جوا جديدا نجمت عنه دينامية جديدة بمنطق آخر وأولويات أخرى”.

وتساءلت المؤسسة التي تحمل اسم أحد أبرز رموز الفكر في المغرب المعاصر: “هل تدخل جائحة كورونا في باب “رب ضارة نافعة”؟، متوقّعة أن يكون الجواب عن هذا السؤال بالإيجاب، لوجود مؤشرات دالّة برزت مع الجائحة، ذلك “أنّ أجواء التراجعات والاحتقان الذي ميّز ما قبيل كورونا قد تراجعت عموما، لفائدة ذهنية وتقديرات وسلوكات ومشاعر إيجابية أخرى، في مقدمتها سلوكات التضامن الوطني ومشاعر المشاركة الوجدانية”.

المناخ الجديد الذي حتّمه الوباء العالمي، ساعد على تقدم السلوكات والمشاعر الإيجابية، من جهة، وتراجع أجواء التوتر من جهة ثانية، كما ترى مؤسسة عابد الجابري، لافتة إلى إن الإجراءات التي اتخذتها مؤسسات الدولة، أيا كانت نقائصها، وتعامل السلطات العمومية مع جائحة كورونا، “تنِمّ عن الشعور بالمسؤولية وعن حد من الذكاء واليقظة وإدراك أهمية العمل الاستباقي في مواجهة الملمّات”.

هذا الجو المشوب بالتفاؤل يستبطن سؤالين طرحتهما مؤسسة عابد الجابري، الأول يتعلق بمدى الاستعداد لتمثُّل أهمية العمل الجماعي وفائدة مشاركة كل القوى الوطنية في مواجهة التحديات؟ والثاني يرتبط بالقدرة على الانتباه إلى عمق الأزمة التي بلغها المغرب قبيل كورونا، وإدراك “أننا أمام فرصة تبعدنا عن الخطر بُعيد كورونا”.

وإذا كان الطرف المعني بالإجابة عن الاستفهامين المذكورين، في المقام الأول، هو الدولة ومؤسساتها في المقام الأول، فإنهما مطروحان أيضا على كل القوى الوطنية كذلك، وفق تصور مؤسسة عابد الجابري، مؤكدة “أن الجميع معني بمصير البلد وبمستقبله، وأن الجميع معني، كل حسب موقعه، مؤسسات ونخبا وأحزابا سياسية ومنظمات نقابية وجمعيات المجتمع المدني وعموم الشعب”.

وللانتقال من الوضعية التي كان فيها المغرب قبل أن تزحف جائحة كورونا على العالم، إلى وضعية أفضل، نوهت مؤسسة عابد الجابري إلى أن ما يجري الآن يؤكد صحة نظرية كون النموذج التنموي البديل، “ينبغي أن يرتكز بالضرورة على بناء “كتلة تاريخية” تتصدى لمهام إعادة بناء الدولة والمجتمع”، مبرزة أن الكتلة التاريخية ينبغي أن تكون نقطة بداية التأسيس للمرحلة الجديدة.

وذهبت المؤسسة إلى القول إن الكتلة التاريخية “تستطيع أن تشكل جوابا استثنائيا على وضعية استثنائية تعيشها الدولة والمجتمع”، داعية إلى أن تتم بلورة جواب الوضعية الاستثنائية الحالية بمقاربة تشاركية تضمن مشاركة الجميع لوضع معالم ومشروع مرحلة ما بعد كورونا، متوقعة أن يحالف النجاح هذا المسعى “إذا صدقت النيات وتوحدت الإرادات من أجل بناء ديموقراطية حقيقية تجعل الدولة في خدمة المجتمع”.

تحقيق هذا الهدف، بحسب تصور مؤسسة عايد الجابري، ينبغي أن يبدأ بـ”خطوة يمكن أن تكون عربونا لإرادة سياسية جادة في فتح هذا الأفق، وهي إقدام الدولة على تنقية الأجواء بالإقدام على إطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين ومعتقلي الحراكات الشعبية لتمتين الثقة وتعزيز التضامن الوطني الذي تبلور مع جائحة كورونا”.

‫تعليقات الزوار

7
  • Rachid
    السبت 16 ماي 2020 - 07:14

    Le maroc apres CORONA sera pire que avant et les jours entre nous.

  • مَحمد طابخ
    السبت 16 ماي 2020 - 10:35

    في ظل هذا الاستشراف العام لملامح مغرب ما بعد أزمة كورونا تجدر الإشارة إلى أن أي وسيلة تسمو بالمغرب إلى أرقى الدرجات اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا هي التعليم الرهان الكبير الذي يمنح للدولة كل مقومات التطور والتحول والأمن والاستقرار .
    لِنَنْظُرْ إلى الصين التي أصبحت قوة اقتصادية عظمى بفضل التعليم الذي أولته كل اهتمام وعناية.
    ولذلك فإن من بين الأولويات والانتظارات الوطنية التفكير في نموذج منهاج تربوي تعليمي جديد ينتج إنسانا يمتلك العلم والمعرفة والخبرة والتجربة، مع التفكير في بديل يتمثل في مؤسسة تعليمية تكون لها بجانب الترببة والتكوين القدرة على اكتشاف اختراع أو ابتكار أو برنامج أونظرية، ولم لا؟

  • علال
    السبت 16 ماي 2020 - 10:35

    استشراف للمستقبل ام مطالبات وتمنيات.
    بيع الوهم اسوأ من قول الحقيقة. تغيير العقليات
    في مجتمع ما يتطلب زمنا طويلا وارادة تابثة.
    وكل هذا لا توفره جائحة ستنتهي كما بدأت.
    الدولة هي نتاج ثقافة الشعب كله وليس فقط نخبه وداء العطب قديم كما قال احد السلاطين وهو محق

  • almahdi
    السبت 16 ماي 2020 - 12:26

    الحجر الصحي مناسبة للقراءةومعها يرتفع المستوى الثقافي والسياسي.
    تكيف العادات الاجتماعية مع متطلبات الوقاية.
    تاثير كورونا على العمل السياسي الدولي والمحلى.
    الفوز باللقاح من طرف دولة كبرى او عدة دول.
    تاثير الفيروس على الوحدة الاروبية.
    تاثيره على الخطاب اليميني المتطرف في اوروبا.
    تاثيره على الجالية المغربية في الخارج.

  • عبدو 23
    السبت 16 ماي 2020 - 13:41

    بحثت عن هذه الاجواء الايجابية التي أحدثها وباء كوفيد 19 فلم أحدها لا عند السياسيين ولا في الاسواق ولا عند الشباب البطال ولا في جيبي..
    كلشي كذوب.. فقط تنويم الشعب هو الصواب..
    عادا اليوم وين بان ليكوم ان ما قبل كورونا كانا لحتقانا على جميع الاصعدة بما كان يندر بانفجار بعد ان كنتم تغنون طويلا ان العام زين في اكبر اقتصاذ افريقي واعرق ديمقراطية عربية؟.

  • مواطن مغربي
    السبت 16 ماي 2020 - 17:51

    لم نعد شيئا لمرحلة ما بعد كورونا أو الأحرى لم يعدوا شيئا لما بعد كورونا لأنهم هم السؤولون عن تسيير البلد ووضع كل السياسات وليس المواطن المغربي العادي.

  • عادل
    الأحد 17 ماي 2020 - 11:12

    المملكة المغربية دولة قوية و يمكنها أن تذهب بعيدا في التقدم إذا قوت مؤسساتها المنتخبة من خلال قطع الطريق على مستعملي المال للوصول إليها و على الجمعيات التي تزعم أنها حقوقية وهي في الحقيقة قناع لليسار المتطرف أو الذين يدينون بالولاء لجهات خارجية أو مجموعات مرتزقة وذلك من خلال تمكين المؤسسات الحقوقية الرسمية من أدوات وحرية العمل لضمان كرامة المواطن وحمايته من شطط بعض المتسلطين وحفظ حقوقه كما يجب تعزيز التعليم باصلاحات قوية لانه رافعة نهضة الوطن و قطاع الصحة الذي يحتاج إلى استثمارات حقيقية لتقويته و جعله مؤهلا لخدمة صحة المواطن… هذا مع تعزيز القضاء بسياسة جديدة تمكنه من العمل بقوة وسرعة للضرب بيد من حديد على يد كل من يخالف القانون كيفما كان. يبقى أن أشير إلى ضرورة وقف النزيف الأخلاقي والثقافي في الإعلام خاصة التلفزيون. اللهم ارفع الوباء عن البلاد والعباد

صوت وصورة
تدشين المجزرة الجهوية ببوقنادل
الثلاثاء 16 أبريل 2024 - 15:15

تدشين المجزرة الجهوية ببوقنادل

صوت وصورة
المنافسة في الأسواق والصفقات
الثلاثاء 16 أبريل 2024 - 13:19

المنافسة في الأسواق والصفقات

صوت وصورة
حملة ضد العربات المجرورة
الثلاثاء 16 أبريل 2024 - 11:41 18

حملة ضد العربات المجرورة

صوت وصورة
جدل فيديو “المواعدة العمياء”
الإثنين 15 أبريل 2024 - 23:42 8

جدل فيديو “المواعدة العمياء”

صوت وصورة
"منتخب الفوتسال" يدك شباك زامبيا
الإثنين 15 أبريل 2024 - 23:15

"منتخب الفوتسال" يدك شباك زامبيا

صوت وصورة
بيع العقار في طور الإنجاز
الإثنين 15 أبريل 2024 - 17:08 4

بيع العقار في طور الإنجاز