عمدة طنجة يناقش في باريس دور المدن باعتبارها فاعلا أساسيا بالتنمية

عمدة طنجة يناقش في باريس دور المدن باعتبارها فاعلا أساسيا بالتنمية
الجمعة 15 نونبر 2013 - 02:54

أقر فؤاد العماري، عمدة مدينة طنجة، بمسؤولية المدن عما نعيشه اليوم من تحولات متسارعة تواكب التطور التكنولوجي الهائل، بما له من انعكاسات عميقة على مستويات وأنماط العيش بها، مثلما هي مسؤولة أيضا عما يحدث فيها من متغيرات بيئية ومناخية، وهي التحولات والمتغيرات، يضيف فؤاد العماري، التي أصبحت تشكل تحديات حقيقية أمام مدن المستقبل لما لها من كلفة باهظة وتأثير كبير على مختلف مناحي الحياة.

العماري الذي كان يتحدث في باريس ضمن مائدة مستديرة حول موضوع: “المدينة المندمجة والمستدامة” إلى جانب كل من ماري هيلين أوبيرت، مستشارة الرئيس الفرنسي فرونسوا هولاند، وشانطال جوانو، وزيرة سابقة، عضوة مجلس الشيوخ الفرنسي، وبريس لالوند، وزير سابق ومستشار مختص في التنمية المستدامة، وماديينا ضيوف، عمدة مدينة كاولاك السينغالية ووزير سابق في عهد الرئيس السينغالي عد الله واد، أكد أنه لم يعد مستساغا أن يبقى المواطنون هم من يؤدون وحدهم فاتورة كلفة المدن، وهي كلفة ثقيلة تأتي على حساب حقهم في مدن تضمن لهم جودة العيش.

عمدة طنجة الذي شارك في هذه الندوة المستديرة التي نظمت على هامش اجتماع رؤساء المدن الناطقة جزئيا أو كليا بالفرنسية المنعقد بباريس يومي 13 و14 نونبر الجاري، في سياق التحضير لمؤتمر دولي حول المناخ والبيئة ستحتضنه باريس في 2015، طالب أيضا بإعادة اكتشاف المدينة من جديد لمواجهة المخاطر و التحديات المستقبلية، باعتبارها فاعلا أساسيا في التنمية المستدامة، وهو ما يطرح على مسؤوليها ابتداع الحلول الملائمة لكل الإشكالات المطروحة، الأمر الذي يستدعي استحضار ثلاثة أبعاد عند وضع أي استراتيجية نرتضيها لتدبير المدينة مستقبلا.

يأتي في مقدمة هذه الأبعاد، حسب العمدة العماري، التقيد بحكامة جيدة للبيئة، بحيث لم يعد من مستقبل لهذا الكون دون وضع البيئة في صلب المخططات التنموية، في صلب المخططات التنموية، في حين يتعلق البعد الثاني بالتنمية المستدامة، إذ لم يعد هناك من تدبير حضري ناجع لا يقوم على تطوير المدن والمجتمعات بشكل يستجيب لمتطلبات الحاضر مع مراعاة حاجيات الأجيال المقبلة في التنمية، أما البعد الثالث فيهم تعزيز الإنصاف الاجتماعي في وضع السياسات الاجتماعية الحضرية.

وهي الإشكالات، يضيف فؤاد العماري، التي كانت موضوع نقاش معمق وهادف في المؤتمر العالمي للحكومات المحلية و الجهوية الذي احتضنته مدينة الرباط في مستهل الشهر المنصرم، حيث برز من خلال استعراض تجارب التدبير الحضري في مختلف دول المعمور اختلاف في المشاكل التي تعترض مدن اليوم بين الشمال والجنوب، واختلاف أيضا في الإكراهات و الانتظارات وبالتالي فالأولويات تختلف، ولذلك فإن أهم توصية صدرت عن هذا المؤتمر كانت تلك المتعلقة بإشراك المدن في وضع كل الحلول المستقبلية التي تعترض التجمعات البشرية حالا ومستقبلا، وهذا ما يستدعي، حسب فؤاد العماري، ضرورة الرفع من درجات الحوار بين الجنوب والشمال وترجمة التراكمات السابقة إلى مشاريع عملية، خصوصا مع المتغيرات المتسارعة التي يعرفها عالمنا اليوم في المجال التكنولوجي.

عمدة طنجة لم تفته الفرصة ليشيد بالتجربة المغربية في موضوع بالغ الحساسية، والمتعلق بمحاربة الهشاشة والفقر، ذلك أن المغرب بقيادة الملك محمد السادس، كان سباقا منذ 2005 إلى وضع استراتيجية متكاملة للتنمية البشرية استفاد منها ما يناهز 4 ملايين مواطن كانوا يعانون أقصى درجات التهميش والإقصاء الاجتماعي، وهي الاستراتيجية التي أثبتت نجاعتها.

المغرب أيضا، يؤكد عمدة طنجة، عبر عن وعي متقدم بضرورة استحضار البعد البيئي في مخططاته التنموية، تجسد ذلك في تنفيذ مشروعين طموحين للطاقات المتجددة بكل من مدينة ورزازات والقصر الصغير، يتعلق الأول بالطاقة الشمسية في حين يختص الثاني في إنتاج الطاقة الريحية، حيث يمكن اعتبارهما من المشاريع النموذجية في الضفة الجنوبية للبحر الأبيض المتوسط.

وعلاقة بالتنمية المستدامة أبرز فؤاد العماري الأهمية البالغة التي تكتسيها مدينة الشرافات الجديدة القريبة جدا من مدينة طنجة (15كلم) باعتبارها مدينة صديقة للبيئة، وهي بذلك أول حاضرة في المغرب ستتوفر على “ميثاق للهندسة المعمارية” لضبط التعمير والهندسة والجمالية العامة للبنايات.

وختم عمدة مدينة طنجة مداخلته باستعراض المحاور الكبرى لـ”طنجة ميطروبول” أو طنجة الكبرى، مشيدا بهذا الورش الضخم الذي أشرف على انطلاقته الملك محمد السادس يوم 6 شتنبر المنصرم والذي سيكلف استثمارات تصل إلى 700 مليون أورو، حيث يجسد بمحاوره المتكاملة، نموذجا حضريا غير مسبوق في المغرب وبالضفة الجنوبية للبحر الأبيض المتوسط، يأخذ بعين الاعتبار العناصر الأساسية المهيكلة لمدينة تتجه نحو المستقبل، وتتمثل هاته العناصر أساسا في البيئة الحضرية لضمان جودة الحياة، والبيئة الاجتماعية لتثمين الثروة البشرية، والبيئية والاقتصادية لتطوير مؤهلات وخبرات المدينة، والبيئة الثقافية من أجل ترسيخ الهوية وقيم الانفتاح التي تزخر بها مدينة طنجة.

صوت وصورة
أجانب يتابعون التراويح بمراكش
الخميس 28 مارس 2024 - 00:30 1

أجانب يتابعون التراويح بمراكش

صوت وصورة
خارجون عن القانون | الفقر والقتل
الأربعاء 27 مارس 2024 - 23:30

خارجون عن القانون | الفقر والقتل

صوت وصورة
مع الصديق معنينو | الزاوية الدلائية
الأربعاء 27 مارس 2024 - 23:00

مع الصديق معنينو | الزاوية الدلائية

صوت وصورة
ريمونتادا | رضى بنيس
الأربعاء 27 مارس 2024 - 22:45 1

ريمونتادا | رضى بنيس

صوت وصورة
الحومة | بشرى أهريش
الأربعاء 27 مارس 2024 - 21:30

الحومة | بشرى أهريش

صوت وصورة
احتجاج أساتذة موقوفين
الأربعاء 27 مارس 2024 - 20:30 5

احتجاج أساتذة موقوفين