إغلاق صحيفة مغربية وسط تزايد الهجمات على الصحافة

إغلاق صحيفة مغربية وسط تزايد الهجمات على الصحافة
الجمعة 2 أكتوبر 2009 - 09:08

إن لجنة حماية الصحافيين تدين إغلاق صحيفة يومية مستقلة مغربية وسط تصاعد حملة حكومية لإسكات الصحافيين المنتقدين. ففي يوم الثلاثاء، منعت الشرطة توفيق بوعشرين، مدير نشر ورئيس تحرير صحيفة أخبار اليوم، والعشرات من الموظفين من دخول مكاتب الصحيفة التي يوجد مقرها بالدار البيضاء.


وقد جاءت هذه الخطوة المفاجئة في أعقاب صدور بيان من وزارة الداخلية يتهم فيه الصحيفة المستقلة (بما اعتبر) “مسا صارخا بالاحترام الواجب لأحد أفراد الأسرة الملكية” من خلال نشرها في عددها الأسبوعي ليومي 26 و27 شتنبر “رسما كاريكاتوريا له علاقة باحتفال الأسرة الملكية بحدث له طابع خاص جدا”. وكان الأمير مولاي إسماعيل، ابن عم الملك محمد السادس، قد تزوج في احتفال، على الرغم من أنه كان خاصا، فقد ولد قدرا كبيرا من الاهتمام والتغطية في الصحف المحلية.


وقد قامت الشرطة باعتقال واستجواب بوعشرين ورسام الكاريكاتير خالد كدار لما يزيد على 24 ساعة يومي الثلاثاء والأربعاء في الدار البيضاء، حسبما ذكره المحامون للجنة حماية الصحافيين. وفي يوم الأربعاء، لاحظ ممثل لجنة حماية الصحافيين تطويق الشرطة لمكاتب “أخبار اليوم”، حيث منع الصحافيون والموظفون من الولوج لليوم الثاني على التوالي.


وذكر المحامون للجنة حماية الصحافيين بأن الاتهامات الموجهة لأخبار اليوم لا أساس لها وبأن وزارة الداخلية لا تملك أية سلطة قانونية لإغلاق صحيفة من جانب واحد. إذ أن المادة 77 من قانون الصحافة المغربي لا تسمح للوزارة إلا بحجز عدد واحد فقط من الدورية التي اعتبرت مسيئة للأسرة الملكية.


وقال محمد عبد الدايم، منسق برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في لجنة حماية الصحافيين : “إننا نحث الملك محمد السادس على الأمر بإنهاء فوري للحصار التعسفي لأخبار اليوم، والمساندة الفورية لحق زملائنا في القيام بعملهم دون مضايقة من الشرطة أو القضاء. لقد حان الوقت لنظام يتملق للديمقراطية لأن يطوي الصفحة على إساءة استخدام القانون لتصفية الحسابات مع الصحافيين المنتقدين.”


وتعتزم “أخبار اليوم” رفع دعوى قضائية ضد وزير الداخلية بتهمة إساءة استخدام السلطة، وفقا لتقرير إخباري محلي. وكانت النقابة الوطنية للصحافة المغربية نددت بشدة على إغلاق الصحيفة اليومية المستقلة، وقالت بأن الحكومة ارتكبت “انتهاكا صارخا للقانون المغربي”، حسبما أوردته تقارير صحف محلية يوم الأربعاء.


وكانت هجمات إدارية وقضائية قد طالت صحافيين منتقدين طيلة العام، وهو ما أثار القلق حتى لدى أعضاء الصحافة المقربة من الحكومة. وفي يوم الثلاثاء، كانت يومية الاتحاد الاشتراكي، التي يملكها واحد من الأحزاب السياسية الحاكمة، قد اشتكت من الضغوط التي تمارسها الحكومة وتحججت بأن عهد الصحافة على النمط السوفياتي قد ولى في المغرب.


وفي اليوم نفسه، توصل مدير النشر علي أنوزلا والصحافية بشرى الضو من الصحيفة المستقلة “الجريدة الأولى”، باستدعاء من قبل محكمة الجنح بالرباط للرد على اتهامات حول “تعمد نشر معلومات كاذبة”. وتعود القضية لخبر على الصفحة الأولى نقل عن مصادر طبية يوم 27 غشتها قولها بأن الملك، الذي كان عليه إلغاء نشاطاته لمدة خمسة أيام، كان مصابا بفيروس. وقد أجلت المحكمة جلسة الاستماع إلى السابع من أكتوبر.


كما أن مدير النشر إدريس شحتان والصحافيين مصطفى حيران ورشيد محاميد من الأسبوعية المستقلة “المشعل” تلقوا استدعاء للمثول أمام محكمة الجنح بالرباط في فاتح أكتوبر، للرد على التهم ذاتها. ويوجد مقر الصحيفتين معا بالدار البيضاء.


وكانت مقالات “المشعل” حول صحة الملك قد نشرت في عدد 3-9 شتنبر. وخضع شحتان وزملاؤه لاستجواب مطول من جانب الشرطة القضائية بالرباط. وقد حثت لجنة حماية الصحافيين السلطات المغربية على إنهاء التحقيق في قضية “الجريدة الأولى” قبل أن يخضع صحافيو المشعل للاستجواب على الجريمة المزعومة ذاتها.


وكانت السلطات قد تابعت “الجريدة الأولى” قبل ذلك. ففي 29 يونيو، أمرت محكمة بالدار البيضاء الجريدة إضافة إلى جريدتين أخريين بدفع غرامة قدرها 100 ألف درهم (12.484 دولار أمريكي) ومليون درهم (125.213 دولار أمريكي) كتعويض عن الأضرار لصالح الزعيم الليبي معمر القذافي بعد نشرهما لمقالات تنتقد الزعيم في عام 2008 وأوائل عام 2009، حسبما أظهره البحث الذي أجرته لجنة حماية الصحافيين. وقد تقدم أنوزلا باستئناف على قرار المحكمة.


وفي أواخر شهر يوليوز، بعثت لجنة حماية الصحافيين برسالة إلى الملك محمد السادس أعربت فيها عن خيبة أملها من اللجوء المستمر للمحاكم لقمع حرية التعبير وفرض غرامات باهظة على الصحافيين المنتقدين في المغرب.

‫تعليقات الزوار

4
  • مواطن مغربي
    الجمعة 2 أكتوبر 2009 - 09:12

    هناك قضيتين مثيرتين في هذا الخبر… اول قضية هي اعتبار الصحافيين ملائكة لا يخطؤون… او بشرا يخطؤون و لكن وجب تشجيعهم على الاخطاء… و القضية الثانية هي ان هناك اشخاصا مسؤولين في هذه المنظمات و يسكنون في الشرق الاوسط و يتكلمون عن اوضاع الصحافة بنفس المفردات… سواء تعلق الامر بالسودان او باليمن… بتونس او بالسعودية… وهذا لا يخدم تطور الصحافة و انما يخلق اجواء مكهربة مجانية… و لهذا نحث الملك محمد السادس… كذا… محمد السادس خدام عند بوك… على عدم الاهتمام براي شخص لا يعرف على ماذا يتحدث…

  • عسو أباسلام نايت الحو
    الجمعة 2 أكتوبر 2009 - 09:10

    مبدئيا نحن مع حرية الرأي والكلمة أي مع حرية الصحافة .لكن لا أحد من حقه أن يحول هذا الحق إلى سلاح للسب والشتم والتشهير والإبتزاز.
    الصحافيون وجب أن يكونوا محايدين وموضوعيين ومحترمين ،فهم عندما يسيؤون للأشخاص او الهيئات باسم حرية الصحافة فهم لا يختلفون في شيء عن رجال السلطة الذين يسيئون استخدامها.
    الغالبية العظمى من الصحفيين هم أيضا زمرة من المتنفعين الذين لا يتورعون في ابتزازالناس بالخشونة أو باللين .كثيرون منهم وبين عشية وضحاها تحولوا من طلبة في الجامعة لا يستطيعون فتح حلقية نقاش ،إلى أباطرة ماليين يملكون ما لا يملكه بعض الوزراء.
    الحقيقة أن الوضع لم يعد مفهوما, من الظالم ومن المظلوم ؟,الملكية رمز يوحد المغاربة ولابد من احترامه، لكن على الملكية أن تكون أكثر عدلا ، “باراكامن هاد لبسالة ديال والو” الملك وعائلته يملكون ما لا يملكه نصف المغاربة “هادا هو لعب الدراري” وهذا ما يدفع هؤلاء للجرأة على الملك والملكية والأسرة,,,,
    إحترم تحترم كنت ملكا أو أميرا أو صحافيا أو كنت من العامة والرعاع.
    وكل إغلاق وأنتم…

  • asmae
    الجمعة 2 أكتوبر 2009 - 09:14

    اتعجب من هذه الايام اصبحنا نقرا سوى حرب الصحافيون بينهم او مشاكل الصحافيين مع الدولة مع العلم اننا اصبحنا نخاف حتى الوقوف امام بيتنا لكثرة اللصوص والاه العضيم ليلة الخميس على الساعة التاسعة ليلا انقذت امراة من السطح اطلب من اللص ان يؤذيها مع العلم اننا نسكن في حي محترم .اين هي الصحافة التي مهمتها مشاكل الشعب .اصبحنا نمشي (بعاد على التروتوار )لان ااميكانيكيين يشغلون اطفال ليس عندهم رخصة السياقة واصبحت ارواح الناس في خطر (خلليو عليكم الامراء والملك وشوفو اللي مهم)انا اضن ان لم نحترم نحن الملك فكيف يحترمه (البراني)

  • طير حر
    الجمعة 2 أكتوبر 2009 - 09:16

    لا أفهم لماذا التباكي على مثل هذه الجرائد.
    حرية التعبيرلها أسس وقواعد، أهمها أن يقتنع من يكتب بأنه لم يتعد حدوده، وأن يحترم الآخر والقوانين المعمول بها..
    بغض النظر عن أن المتهكم به أمير من الأسرة الحاكمة، كشخص عادي من هذا الشعب له الحق في مقاضاة الصحيفة و مطالبتها بتعويضات مادية ومعنوية لرد الإعتبار..
    ما يعاب على الدولة في هذه القضية هو إقدامها على الغلق الفوري للجريدة بدون إنتظار حكم القضاء ولكن إذا نظرنا الى الشق الثاني من القضية ربما تَفهمنا هذا القرار لأن هناك تهكما على الدولة وإهانة للعلم الوطني (تكفي لخمس سنوات سجنا) والدولة بهذا القرار تريد سدّ هذا الباب..
    للملاحظة فقط، معظم هذه الجرائد تمويلاتها مشبوهة.. فما الهدف المقصود من كل هذه الفتن والزوابع التي تثار بين الفينة والأخرى؟

صوت وصورة
احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية
الجمعة 29 مارس 2024 - 00:30

احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية

صوت وصورة
شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر
الخميس 28 مارس 2024 - 23:00

شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر

صوت وصورة
فواجع النقل المزدوج
الخميس 28 مارس 2024 - 22:15

فواجع النقل المزدوج

صوت وصورة
تقنين التنقل بالتطبيقات
الخميس 28 مارس 2024 - 19:55

تقنين التنقل بالتطبيقات

صوت وصورة
الفهم عن الله | إصلاح العيوب
الخميس 28 مارس 2024 - 18:00

الفهم عن الله | إصلاح العيوب

صوت وصورة
وزير النقل وامتحان السياقة
الخميس 28 مارس 2024 - 16:02

وزير النقل وامتحان السياقة