حماة الوطن

حماة الوطن
الإثنين 30 مارس 2020 - 04:11

التزمت بالقعود في البيت في إطار الحجر الصحي كسائر المواطنين الغيورين على البلاد والعباد، واليوم أردت أن أبدل (الساعة بأخرى)، بدأت أقلب القنوات التلفزية، فاستوقفني منظر إحدى الشابات تضرب “البندير” وتغني.. فإذا هو برنامج مذاع على قناة لا أعرفها في الحقيقة لكنها قناة مغربية -يستضيف فيه رجل ربما صحافي – هذه البنت المغنية، وهما يتجاذبان أطراف الحديث ومرة تلو الأخرى يطلب منها أن تجود عليه بمقطع غنائي وتتحدث عن بعض تفاصيل حياتها.. وكأننا نعيش أيام رفاهية جريا على مقولة المغاربة: (قولوا العام زين). استحضرت ذلك المقطع الذي تظهر فيه تلك المرأة القائدة الجريئة التي خاطبت أحد المواطنين بقولها: “الناس تتموت وانت عاطيها لتكركير”..

إن المغاربة يضعون أيديهم على قلوبهم ترقبا وخوفا من الوصول إلى مراحل متقدمة يصبحون فيها أسرى لهذا الفيروس القاتل، وهم لا يملكون على غرار باقي شعوب الدول المتطورة والمتخلفة سوى معجزة من السماء تخلصهم من بطشه..

نحن مسلمون، والمسلم لا يسعه إلا أن يفرح لفرح أخيه ويحزن لحزنه، والمقام الآن ليس مقام فرح، بل حزن عارم، فيكفينا منظر الكعبة المشرفة لا يطوف بها طائف وهو الخبر الذي لم نسمع له في التاريخ مثيلا.. أغلقت المساجد أيضا، وأوصدت أبواب المدارس والجامعات مهد طلب العلوم المتنوعة، ناهيك عن الأعداد الهائلة من الموتى والمصابين، وهذه أمور لوحدها كفيلة بأن تجعل من المسلم حزينا على ما يقع..

إن هذا الوباء وما صاحبه من ظروف صحية واقتصادية، أبان عن الفئات التي يحتاج إليها الوطن بحق وحقيق، أطباء يقاتلون العدو في الصفوف الأمامية وينورون المواطنين بالإجراءات الاحترازية التي تمنع تطور أرقام الإصابات.. أفراد القوات العمومية، ورجال ونساء السلطة بكل مراتبهم، ومعلمون وأساتذة يدرسون طلبتهم عن بعد، يطمعون فيهم أن لا يقعوا في ما وقع فيه المعلن عن رفع الأذان بعد نهاية البرنامج المعلوم حين قال الآذان بالمد وهو جمع أذن وهي حاسة السمع عند الإنسان والحيوان، أما الأذان دون مد فهو الإعلام بدخول وقت الصلاة.

تحية طيبة لنساء ورجال السلطة، وأفراد الأمن الوطني والدرك الملكي، والوقاية المدنية والقوات المسلحة الملكية.. وتحية إجلال وإكبار لرجال ونساء التعليم والأطباء الذين لا يسعني إلا أن أقرأ لهم قول الله عز وجل: “ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا..”

وانتم أصحاب البرامج التافهة التي لا تصلح لهذه الظروف أقول لكم متمثلا بقول القائدة البطلة: الناس تتموت ونتوما تتشطحوا وتغنيو.. الله يهدي ماخلق…

*نائب رئيس مركز الرسالات وحوار الأديان

‫تعليقات الزوار

2
  • N A
    الإثنين 30 مارس 2020 - 14:15

    شكرا استاذ
    عودتنا على هكذا نوع من المقالات التي وان قل حجمها لكن لا يسعنا ان ننكر حمولتها من عبر و مواعظ
    توجيهات
    ومقالك هدا، وما فيه من كلمات معبرة هي تكربم لفئة طالما توارت جهودها عن الضهور و قل تقدير مجهوداتها
    في حين تمتلئ القنوات و ملصقات الاشهار بصور فئة من الناس امتهنت المتعة والترفيه عن الناس
    لا ننكر اننا نحن من يشجعها و يهتف لها لكن في وقت المحن والمصائب لا نلجأ بعد الله عز وجل الا لطبيب بداوينا او شرطي يحمينا فننسى الرغبة في الترفيه مقابل الأمن والعافية
    وفي وفت المصائب و الشدائد تتختفي الفئة التي لاطال ما لوحت لنا امام الأضواء لتفسح المجال لمن هم في خطي الدفاع والهجوم على العدو وان توارى عن الانضار بهدف تلبية نداء الانسانية و حماية الوطن
    فشكرا لمن حياهم وشكرا لهم .
    اللهم انشر رحمتك و احفظ عبادك ان سميع مجبب

  • N A
    الإثنين 30 مارس 2020 - 16:41

    شكرا لم استاد
    لفد عودتنا على هكذا نوع من المقالات التي وان قل حجمها لكن لا يسعنا ان ننكر حمولتها من عبر و مواعظ وتوجيهات وصدقت في كلامك و هو ما يصعب علينا تصديقه
    ففي الوقت الذي يجلس عليه العالم على صفيح ساخن و يحارب المجهول القاتل .لم نعد نرى من كانوا يلوحون بايديهم لمن يهتف لهم ومن كانوا يستعرضوت تحت الأضواء
    لا ننكر انهم يلبون رغبات العديد من الناس و يمتعوهم لمن من يستحق فعلا الوقوف تحت الأضواء ويحق لهم هم من نلجأ لهم وقت الشدائد والصعاب بعد الله عز وجل
    نلجأ لطبيب يداوي اوجاعنا و لشرطي يحمينا ويضمن لنا الامان وغيرهم كتر من يناضلون في صمت من أجل هدا الوطن و اليوم ونحن في اشد المحن نحييهم يشدة ونحي من حياهم فتحية لكم وتحية لمن حياكم.

صوت وصورة
شراكة "تيبو أفريقيا“ وLG
الجمعة 29 مارس 2024 - 11:43 1

شراكة "تيبو أفريقيا“ وLG

صوت وصورة
احتفاء برابحة الحيمر في طنجة
الجمعة 29 مارس 2024 - 10:03

احتفاء برابحة الحيمر في طنجة

صوت وصورة
احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية
الجمعة 29 مارس 2024 - 00:30 4

احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية

صوت وصورة
شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر
الخميس 28 مارس 2024 - 23:00 3

شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر

صوت وصورة
فواجع النقل المزدوج
الخميس 28 مارس 2024 - 22:15 4

فواجع النقل المزدوج

صوت وصورة
تقنين التنقل بالتطبيقات
الخميس 28 مارس 2024 - 19:55 11

تقنين التنقل بالتطبيقات