"وباء كورونا" يُسائل الأمن الغذائي الأوروبي و"الممرات الخضراء"

"وباء كورونا" يُسائل الأمن الغذائي الأوروبي و"الممرات الخضراء"
الجمعة 10 أبريل 2020 - 05:15

أُعْلِنت الحرب على جائحة كورونا من طرف كل الرؤساء وقادة العالم، سواء من خلال خطب مباشرة بالمناسبة أو عن طريق بلاغات أو قرارات وتدابير احترازية.

وهي الحرب التي استنفرت كل الذخيرة الصحية، من أجهزة طبية ومستشفيات متنقلة وانضمام المستشفيات والفرق الطبية العسكرية لتدعم زملاءهم الأطباء المدنيين.. واختلف توقيت تطبيق الحجر الصحي بين دولة وأخرى، مع تحيين ورفع العقوبات الزجرية لكل المخالفين والممانعين لتطبيق إجراءات الوقاية الجماعية المتمثلة في الحجر الصحي.. وهي مناسبة لنُعيد الإشادة بعناصر السلطات العمومية المغربية على كل تلك الصور الحضارية والإنسانية العفوية التي طبعت كل تدخلاتهم من أجل التطبيق السليم والجماعي للحجر الصحي.

فتدعيم جبهة الأمن الصحي بمنشآت صحية جديدة وتعزيز الطاقم الطبي وتوفير أجهزة التنفس والكمامات مع حملات من التعبئة الجماعية في كل وسائل الإعلام.. هي خطوات مهمة نحو الانتصار على هذا العدو غير المرئي ومحاصرته في الزمان والمكان وفي العدد.

إلا أن إعلان الحرب لا يعني أبدًا وقف كل المرافق الحيوية والإنتاجية، خاصة التي تساعد في تدعيم جبهة الحرب؛ وهي المعادلة التي شغلت تفكير الحكومات الأوروبية بشكل منفرد (السيادة الوطنية) وأيضا في إطار الاتحاد الأوروبي (السيادة الأوروبية)، بمعنى ضرورة توفير المؤونة “الأمن الغذائي” بالتوازي مع توفير “الأمن الصحي” للشعوب الأوروبية في زمن الحرب على كورونا.

فعلى صعيد التدبير المحلي، فقد بادرت أغلب الدول الأوروبية إلى تحديد المرافق الإستراتيجية التي لا يمكن إغلاقها أو توقيف إنتاجها، بمعنى ضرورة المحافظة على سيرورة الشركات الغذائية واللوجستيكية والمتاجر الكبرى.. وكل ما يضمن الأمن الغذائي لشعوبها.

أما على صعيد الاتحاد الأوروبي، فرغم كل ما قيل عن الصدمة وعن الزلزال داخل مؤسسات الاتحاد الأوروبي، فإن هذا الاتحاد حاول الحفاظ على “ممر للأوكسجين” والسماح بمرور الشاحنات والخدمات الطبية في وقت إغلاق كل الدول الأوروبية لحدودها مما علق معه حرية التنقل داخل فضاء شينغن… كما أن “الممرات الخضراء”، من جهة أخرى، شكلت أنبوب أوكسجين للاتحاد الأوروبي للبقاء على قيد الحياة إلى حد الآن.

وقد كانت تلك الممرات هي محور اجتماع وزراء النقل للاتحاد الأوروبي يوم 18 مارس الماضي، حيث تم الاتفاق على توجيهات من شأنها أن تضمن حرية التنقل البري والبحري والجوي داخل حدود كل أعضاء الاتحاد الأوروبي… مما مكن اللجنة الأوروبية من رسم شبكة من المحطات الطرقية الوطنية، وكذا منصة للمعلومات الخاصة بالنقل والتنقل المعتمدة في كل دولة من الاتحاد الأوروبي في ظل زمن كورونا.

ومن جهة أخرى، فإن القراءة الموضوعية تقودنا إلى أنه في ظل تضرر العديد من القطاعات الإنتاجية في ظل جائحة كورونا، وخاصة بدول جنوب الاتحاد الأوروبي، أي فرنسا وإيطاليا وإسبانيا… وخاصة قطاعات السياحة والخدمات والقطاع الفلاحي والمنتوجات الغذائية وأعمال البناء… فإن معيار الموضوعية نفسه يقودنا إلى أن كل الدول الأوروبية تحتاج الآن إلى إعادة أدوات الإنتاج ويد عاملة مؤهلة خاصة لجني المحاصيل الفلاحية، مثلا في جنوب إيطاليا وإقليم الأندلس وكاطالونيا بإسبانيا، وفي جهات فرنسية عديدة، وفي غيرها من دول الاتحاد الأوروبي.. كما ستحتاج إلى اليد العاملة في السياحة والخدمات وأعمال البناء وغيرها ما بعد زمن كورونا.

وهي نقاط نوقشت في اجتماع لوزراء الفلاحة لدول الاتحاد الأوروبي داخل لجنة الفلاحة الأوروبية في مارس الماضي، وخرج الوزراء المعنيون بتوصيات مهمة؛ من جملتها ضمان حرية تنقل المنتوجات الفلاحية وأيضا العمال الفلاحيين عبر “الممرات الخضراء”، وكذا برامج لدعم الفلاحين والمزارعين وما يرتبط بها من لوجيستيك.. والهدف هو إنقاذ الصناعات المرتبطة بالمجال الفلاحي ودعم المزارعين وتسهيل تدبير العمال الفلاحيين، مع ضمان كل شروط السلامة والوقاية الصحية لهؤلاء العمال… وذلك من أجل ضمان الأمن الغذائي في ظل حرب معلنة على فيروس كورونا.

‫تعليقات الزوار

9
  • الورزازي
    الجمعة 10 أبريل 2020 - 05:56

    علينا التسريع في صناعة ملايين الكمامات والاف اجهزة التنفس و ملايين القفازت و ملايين علب الكلوركوين وملايين اجهزة الفحص في اليوم الواحد و بدء عمليات التصدير لكل مناطق العالم و الاف سيارات الاسعاف بدل السيارات لتعويض بعض من خسائرنا في صادرات الفلاحة و الصناعة .
    و كل ما التزم المغاربة بالحجر الصحي وطرق السلامة الصحية و كلما انحسر الوباء في بلادنا كلما ازدادت ثقة الشعوب و الحكومات في استيراد منتوجاتنا في عز الازمة وفيعز الجائحة

  • مصطفى
    الجمعة 10 أبريل 2020 - 06:26

    أهم التحديات خلال هذه الأزمة هو توفير الأمن الغدائي ، كيف لنا أن نطمئن و المخزون من القمح و القطاني حسب الجهات الرسمية لا يغطي سوى 6أشهر من الإستهلاك ، على الدولة أن تبني مخازن استراتيجية مستعجلة خلال هذه الأشهر و ملئها على كاملها لمدة تفوت السنة و النصف أو أكثر ، خصوصا و أن كل التقارير الصادرة عن مراكز الأبحاث الأستراتيجية تشير الى أن هناك مواجهة مباشرة بين الولايات و الصين في قادم الأشهر ، وما تباطؤ الإدارة الأمريكية و تلككها في محاصرة جائحة كورونا إلا خطة لتحصيل دعم المجتمع الأمريكي لشن حرب على الصين لأسباب متعددة نرجو الله رفع البلاء على سائر المؤمنين

  • Hollandddddsdss
    الجمعة 10 أبريل 2020 - 07:14

    ما قامت به أوربا مجتمعة قام به المغرب لوحده والحمد لله.
    فلا اسبانيا ولا فرنسا ولا أحد ءاخر.
    اتمنا ان تغلق الحدود وإعادة النظر في كل صغيرة وكبيرة مع أوروبا الي الابد.
    علاق وحدة وهي: عطيني نعطيك تحرمني نحترمك اما كيف يتعاملون فهذا سبقهم إليه محمد السادس ومن معه من المغاربة
    الله الوطن الملك.
    حان الوقت لإعادة مغاربة المهجر الي ارض الوطن

  • almahdi
    الجمعة 10 أبريل 2020 - 07:48

    المغرب في حاجة الى الاكتفاء الذاتي على الصعيد الفلاحي والصناعي واللغوي والثقافي؛ المنتوجات الفلاحية المشبعة بالشمس والهواء والتربة النقية احسن بكثير من المستوردة؛ التعليم والاعلام مفتاحان كبيران للوعي الوطني؛ بشرطان الدعم والحرية؛ العالم اصبح يتكلم لغة الارقام والنسب المئوية ونحن لا زلنا نتكلم لغة انشائية فضفاضة؟!!!

  • جمعية المرجة الخضرا@
    الجمعة 10 أبريل 2020 - 11:44

    الدولة بعد ازمة كورونا عليها مواصلة الاهتمام بالعالم القروي وتاهيله من حيث جميغ الميادين .عصرنة الفلاحة في الاراضي البورية .الحد من النزاعات حول ملكية الاراضي.دعم صغار الفلاحين .قصد استقرارهم فوق اراضيهم بدلا من تفويتها للغير والهجرة للمدن.عصرنة الفلاحة بالاراضي البورية .

  • مغرب المستقبل
    الجمعة 10 أبريل 2020 - 12:37

    إلى اللذين لا زالوا يولون أهمية كبرى للغة الفرنسية أقول لهم بأن هذه المجهودات والأموال التي تبذرونها في إتقانها والتعلق بها ومحاولة الحديث بها في الفضاءات العمومية سوف تذهب سدى وخير ما نقوم به حاليا هو تطوير مهاراتنا في العلوم والتكنلوجيا ومساعدة بعضنا البعض حتى نوفر غذاءنا ومخزوننا الإستراتيجي من كل المواد الأساسية. أنصحكم إخواني أن يكون لكل واحد منا مخزونه الإستراتيجي في منزله كل منا حسب طاقته. لأن القادم من الأيام سيكون صعبا على كل العالم لأن كورونا ليست إلا النقطة التي أفاضت الكأس وعرت على حقيقة الدول وعن أنانيتها وخير دليل على ذلك الإتحاد الأوروبي.

  • nabil
    الجمعة 10 أبريل 2020 - 13:50

    Le plus grand défi pour les pays d'Afrique e d'assurer la nouriture a la population ,la majorité de ces pays n'ont pas plus que six mois de réserves surtout les céréales et le maroc ne fait pas exception
    Mais le problème qui se pose actuellement c est que les pays exportateur de céréales ont arrêter d'en vendre pour assumer leurs consommation local ,et avec la sécheresse de cette année,le manque de céréales va sûrement engendré la famine..
    ce danger nous guette tant et aussi longtemps qu il n y a pas de médicament ou vaccin contre la covid19

  • Ali
    الجمعة 10 أبريل 2020 - 14:16

    المغرب يعيش الآنا تحت درجة الفقر لا سياحة سواء عادية أو الجنسية لا تصدير الفوسفات لا تصدير سمك لا بيع مخدرات الي أوروبال لا ولا الي اخخخيره فقد مد الاتحاد الأوربي يد المساعدة الي المغرب بمقدار 450 مليون أورو و نسال الله ان تشتري أوروبا الخضراوات و فواكه علي المغرب لعلي يسد عيش المغاربة قليلا شعب لا يحترم حجر صحي شعب متخلف و جاهل

  • benkadi samir
    السبت 11 أبريل 2020 - 12:11

    يقول المثل الشعبي من جد وجد ومن زرع حصد. الأمن الغذائي هو الشغل الشاغل لكل الدول العالم وخاصة زمن الأوبئة والحروب الآن هم أوروبا الاستراتيجية والاستثمار اللذي يضمن لهم الأمن القومي الغذائي اللذي لا مفر منه حتى الأسعار وخاصة الخضروات والفواكه بجميع انواعها في تزايد مستمر. هذا المثل إلى من يهمهم الأمر كال من يدعي بما.ماليس فيه كذبته شواهد الامتحان .

صوت وصورة
احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية
الجمعة 29 مارس 2024 - 00:30 1

احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية

صوت وصورة
شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر
الخميس 28 مارس 2024 - 23:00 2

شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر

صوت وصورة
فواجع النقل المزدوج
الخميس 28 مارس 2024 - 22:15 3

فواجع النقل المزدوج

صوت وصورة
تقنين التنقل بالتطبيقات
الخميس 28 مارس 2024 - 19:55 11

تقنين التنقل بالتطبيقات

صوت وصورة
الفهم عن الله | إصلاح العيوب
الخميس 28 مارس 2024 - 18:00

الفهم عن الله | إصلاح العيوب

صوت وصورة
وزير النقل وامتحان السياقة
الخميس 28 مارس 2024 - 16:02 6

وزير النقل وامتحان السياقة