منار: دستور2011 أقرَّ حقوقا أكثر مقابل سيادة شعبية أقل

منار: دستور2011 أقرَّ حقوقا أكثر مقابل سيادة شعبية أقل
الخميس 3 يناير 2013 - 21:58

في دراسة جديدة له بخصوص دستور فاتح يوليوز 2011، أكد الباحث محمد منار أن الإشكال الدستوري بالمغرب ليس إشكال تأويل أو تنزيل فقط، ولكنه إشكال نص دستوري بالأساس، إذ لا يمكن الحديث عن تأويل أو تنزيل ديمقراطي لمضمون دستوري غير ديمقراطي، بل إن وجود نص ديمقراطي كان سيعفينا من كثرة الحديث عن التأويل أو التنزيل الديمقراطي، فإشكال التأويل أو التنزيل الذي يثار حاليا سببه الأساس أن النص الدستوري لم يكن ديمقراطيا، لذلك إذا كان هناك اليوم من يناضل من أجل تأويل وتنزيل ديمقراطي للدستور، فهل يمكن تحقيق ذلك إذا كان نص الدستور غير ديمقراطي؟ وهل يمكن الحديث عن دستور ديمقراطي إذا كانت الممارسة السياسية والدستورية التي أنتجته غير ديمقراطية؟”.

وتحدث عضو الأمانة العامة في جماعة العدل والإحسان، خلال الملتقى الدولي الذي نظمته أخيرا جامعة حسية بن بوعلي بالجزائر حول التعديلات الدستورية في الدول العربية على ضوء المتغيرات الدولية الراهنة، عن المفارقة التي طبعت سياق المراجعة الدستورية، بحيث أن حركة 20 فبراير كان لها دور واضح في التسريع بذلك، بالنظر إلى ما كان يعرفه العالم العربي، لكن رغم أن الحركة استطاعت أن تفرض مراجعة الدستور، فإنها لم تستطع تحقيق دستور ديمقراطي، نظرا لمجموعة من العوامل التي وقف عندها محمد منار في دراسته.

وبخصوص الأحزاب السياسية سجلت الدراسة موقف الإذعان لدى جلها، بحيث لم تغتنم الفرصة للضغط على المؤسسة الملكية في اتجاه تحقيق دستور ديمقراطي، بل يلاحظ أنها انتقلت من موقف الملتمس من الملك إصلاح الدستور إلى موقف المنبهر بما طرحته المؤسسة الملكية في خطاب 9 مارس، هذه الأخيرة التي استمرت في تعاليها بخصوص المسألة الدستورية، بحيث رغم انفتاحها على بعض الشخصيات والفاعلين، فإن ذلك لم يكن من منطلق كونهم شركاء دستوريين، ولكن فقط من كونهم ملتمسين أو خبراء.

وبعد أن أشار الباحث إلى مجموعة من الملاحظات الهامة بخصوص مسار إعداد دستور فاتح يوليو وشكله ميز في دراسة المضمون الدستوري بين منهجين؛ منهج المقارنة ومنهج المقايسة أو المعايرة، ليسجل أن بعض الأبحاث والدراسات ذهبت إلى مقارنة دستور 2011 بدستور 1996، لتستنتج أن الدستور الجديد أتى بمقتضيات جديدة ومتجددة مقارنة مع سابقه، وأحدث تغييرا بنسبة عالية. وإذا كان ليس بمستطاع أحد أن ينكر بعض الإيجابيات التي أقرها دستور 2011، خاصة فيما يتعلق بتوسيع اختصاصات البرلمان، وتوسيع مجال الحقوق والحريات، إلا أن إمكانية المقارنة نفسها مع دستور 1996 تؤكد أن دستور 2011، رغم ما عرفه من جديد، لم يخرج عن إطار الدستور السابق.

ومن جهة أخرى فإن من يرون أن التغييرات الجزئية في المجال الدستوري من شأنها أن تحدث تطورا مستمرا، من دستور إلى آخر، غاب عنهم أن دستور 2011 لم يحمل من جديد بخصوص بعض المقتضيات سوى الرجوع إلى أول دستور عرفه المغرب بعد الاستقلال، أي دستور سنة 1962، بل إن بعض المقتضيات الأخرى لم تبلغ حتى ما كان منصوصا عليه في ذلك الدستور، ولعل أوضح مثال على ذلك ما يرتبط بسلط الملك في مجال المراجعة الدستورية.

وفي انتقاده دائما للتعسف في استعمال منهج المقارنة في الدراسات الدستورية أشار الباحث إلى أن هناك من يرى في السلطات المخولة للملك في المغرب تشابها وتقاربا مع الاختصاصات المخولة لرئيس الدولة في فرنسا. والحقيقة أن هناك بونا شاسعا، ليس فقط بالنظر إلى الاختصاصات الدينية والعسكرية والأمنية المخولة للملك، ولكن أيضا بالنظر إلى الشرعية التي تستند إليها تلك الاختصاصات.

وانتهى منار إلى أن المقارنات الجزئية من شأنها أن توصل إلى استنتاجات غير صحيحة، فمثلا هناك من يرى أن ما أضافه دستور فاتح يوليوز للملك بخصوص المراجعة الدستورية، يبقى أفضل مما أقره الدستور الفرنسي للرئيس، بحيث اشترط الدستور المغربي مصادقة البرلمان في اجتماع مشترك لمجلسيه، بأغلبية ثلثي الأعضاء، في حين اشترط الدستور الفرنسي أغلبية من ثلاثة أخماس من الأصوات المعبر عنها، ومن المعلوم أن أغلبية الثلثين أكبر من أغلبية ثلاثة أخماس، مما قد يعني تقييد مبادرة مراجعة الملك للدستور أكثر مما هي مقيدة مبادرة الرئيس الفرنسي.

هذا ما يمكن أن توصل إليه – حسب الباحث- المقارنة الجزئية والمتسرعة، في حين أن المقارنة الشاملة والمتأنية توصل إلى عكس ذلك تماما. فالدراسة المقارنة حسب محمد منار ليست بتلك البساطة التي يتصورها البعض، فإذا كان “مارسيل بريلو” ميز بشكل عام في إطار الدراسات المقارنة في مجال القانون بين “القانون المقارن حسب الزمن” “Droit comparé dans le temps”، وهو الذي يهم المقارنة داخل نفس البلد في أزمنة مختلفة، و”القانون المقارن حسب المكان” “Droit comparé dans l’espace” وهو الذي يهم المقارنة بين بلدان مختلفة، فإن أحد رواد الدراسة المقارنة في المجال الدستوري، الذي هو “بوريس ميركين كيوتزيفتش” اقترح بعدا ثالثا للمقارنة يتمثل في الدمج في نفس الآن بين المقارنة حسب الزمن والمقارنة حسب المكان. يقول “كيتزوفيتش”:” لدراسة النظام البرلماني الحالي في فرنسا، ينبغي مقارنته ليس فقط مع النظام البرلماني الإنجليزي، ولكن أيضا مع ذلك الذي عرفته فرنسا في الجمهورية الثالثة، للويس فيليب، ومع ما كان موجودا في انجلترا في القرن الثامن عشر، والقرن 19″.

وتوسلا بما أسماه الباحث بمنهج المعايرة أو المقايسة قاربت الدراسة دستور فاتح يوليو 2011 انطلاقا من مفهوم الدستور الديمقراطي لتخلص إلى أن صيغة “سيادة شعبية أقل مقابل حقوق أكثر”، قد تفيد في إظهار دستور 2011 بمظهر الدستور الديمقراطي، وذلك بالتركيز على بعض الجوانب دون أخرى، لكنها لا تفيد أبدا في الترسيخ الفعلي للديمقراطية، التي جعلتها الوثيقة الدستورية على مستوى منطوقها من الثوابت. فقد بقي المغرب، رغم ما عرفه من حراك سياسي ودستوري، دون المأسسة الديمقراطية.

‫تعليقات الزوار

17
  • مجد المغربى
    الخميس 3 يناير 2013 - 22:25

    بلا كثرة الكلام والمفاهيم القانونية والاجتماعية ….. فالدستور الممنوح ينقصه الشعب فلهذا سمى بالدستور الممنوح اى ممنوح من الفاسد والمفسدين والشعب لا عتبار له ولا وجود له فيه ولهذا لم يلقى تصوتا عند الشعب الذى فهم انه دستور المنتفعين (عصابة السراق واعوانهم ) نهيك على الاحداث القادم فى العالم العربى والاروبى والامريكى سيظتر اما تغيره او ان التغير سيشمل الكل وهذا ما يريده الشعب المغربى

  • محمد
    الخميس 3 يناير 2013 - 22:38

    تحية للدكتور محمد منار فعلا لقد خدع من ذهب للتصويت على دستور العبيد هذا و النتيجة مزيد من الزرواطة و هضم الحقوق و العفارييييييييييييييييييييييت

  • said
    الخميس 3 يناير 2013 - 22:42

    التعديلات الدستورية لا تعني شيئاً دون محاسبة الفاسدين وإعادة الأموال المسروقة علما ان التعديلات "مكياج إصلاحي" يغطي مشكلة أفضع . إن أصل المشكلة في تقديري هي رغبة السلطة بالتفرد في اتخاذ القرار دون محاسبة وعدم ايمان السلطة بنظام الدستوري .

  • tetuan
    الخميس 3 يناير 2013 - 22:52

    في الحقيقةالشعب لابد ان يكون مصدراللسلطات,اليس هوالذي يؤدي الضرائب وبامواله تدفع الرواتب لكل موظفي الدولة,بمافي ذلك اعلى هرم في السلطة,اذن من السيد الذي يجب ان يحترم ويهاب?….والله احببت تلك العبارة في الدستورالمصري الجديد(السيادة للشعب والشعب مصدرالسلطات),يظهران هؤلاء قد تركونا الى الوراء سنوات ضوئية….

  • مالهم مع دستورنا
    الخميس 3 يناير 2013 - 23:06

    بكل بساطة عند المقارنة تظهر الرزانة وهنا ما هو المقصود من مقابلة الدستور المغربي البلد صاحب النظام الملكي الدي دينه الاسلام ومكوناته البشرية لها خاصيتها وجوانب قوتها وضعفها ,مع الدستور الفرنسي البلد المنطوي تحت النظام الجمهري اليكي والمسيحي أصلا والمتفوق ثقافيا وإجتماعيا أو ليس هو بلد الوصاية .ثم لماذا لا نحترم إختيار الشعب وهو قال نعم لدستوره الجديد هل هاكذا يفعل الاربيون .وبصراحة الديمقراطية ليست في إلقاء محاضرات لإنتقاد أمراً حسم فيه الشعب عبر الصناديق وصلاحيات الملك بالله عليكم لمن فيهم تريدون أن تمنحوها وهل أنتم مهتمين بالاستقرارفعلا أم يبغونها دائماً في غليان ينفلت من ناره الأذكياء في هاذا الحال ويحترق بناره الضعفاء والبسطاء .وما يضور حولنا جغرافيا أليس كافيا لتفوق حالنا..

  • يحي بوشيخي
    الخميس 3 يناير 2013 - 23:16

    أولا نسبة من أيد الدستور لم تتجاوز 23في الماءة من مجموع المغاربة
    ثانيا الدستور ممنوح ولم تكتبه هيأة منتخبة
    ثالثا الملك احتفظ بكل السلطات وان كان الظاهر غير ذلك
    رابعا تم تغيير بعض المصطلحات بأخرى مهذبة
    خامسا لم يتغير أي شئ والدليل ما نعيشه ونشاهده فالواقع أصدق من متزلف ومنافق

  • Anir-Rifi
    الخميس 3 يناير 2013 - 23:18

    Cette analyse présentée comme étude m'a fait rire,bonjour la pensée à sens unique

    LECTURE SÉLECTIVE
    Manque d'objectivité et de pragmatisme

    Allons on va oser quand même:Si on vous rédige Une Constitution comparable à celle de la Belgique ou l’Espagne,ou la Suède ou toutes les monarchies démocratiques d’Europe,vous n’arriverez absolument à rien du tout comme résultat avec un GOUVERNEMENT tel que l’actuel

    Au Maroc toutes les questions des droits de l'homme ou de l'enfant…etc sont liées directement au DÉVELOPPEMENT ÉCONOMIQUE et le partage des richesses enfin

    Vous croyez que le problème est dans les textes ou quelques défaillances d’interprétations de ces articles?!c'est une grande erreur politique de croire que le Maroc souffre de ce genres de prétextes

    Exemple : Qu'elle est la différence pour un citoyen pauvre en suède et en Belgique ou en hollande et un citoyen pauvre marocain?Qu'elle est la différence pour un enfant Orphelin né en Europe et l'enfant né au Maroc?…etc

  • ismail
    الخميس 3 يناير 2013 - 23:49

    شكرا على وجهة نظرك افكار جد مهمة واساسية

  • Salime
    الجمعة 4 يناير 2013 - 00:06

    Bien raisonne monsieur Manar une constitution qui donne le plein pouvoir a une seule personne et une. Constitution octroyé pas acquis autrement c'est comme approuve un accord ou pacte entre un berger et des mouton . Notre conItution manque toujours de logique sur le pouvoir , parceque pour ses realiAteur ils considère que lé peuple marocaisnest tjr mineurs , et c'et une réalité en qlq sorte puisque une grande parti croit au pouvoir divind'une seule personne et qui ne savent rien sur notre religion , exemple , la constitution a fais savoir que les marocains ont plus de liberté dedans mais le pouvoir est entre une seule main voyant voir que dans une écurie un cheptel se sent protège dedan même si sale exempen type pour ceux et celles qui parlent de liberté dans notre conItution

  • حفير
    الجمعة 4 يناير 2013 - 02:23

    الله يعطينا وجهكم يا جماعة العدل والاحسان
    دخلنا عليكم بوجه الله واش مالقيتوا غا الجزائر تمشوي باش تكلموا على المغرب فيها لي كبرتوا فيه
    بالله عليكم
    و شكون لي حسن المغرب ولا الجزائر كنظام
    شكون لي فيه حق التظاهر المغرب ولا الجزائر

    وقبول دعوة نظام غير شرعي حرام في الدين وطعن في المعارضة الجزائرية وتزكية للظلم وشرعنته
    اسيدي قلنا ما كاين باس
    ولكن حكام الجزائر باغين يقسموا بلادكم المغرب على جوج
    حكام الجزائر قاموا بتفحيرات مراكش باعتراف" كريم مولاي"
    عصابة عسكر الجزائر تسلح البوليساريو لقتل المغاربة
    زعما نتوما مابانش ليكم والو من هاد شي ؟
    والله يعطينا وجهكم وخلاص

  • Zair
    الجمعة 4 يناير 2013 - 04:38

    Le sujet parle du maroc et toi tu parle de l'algerie !!!

  • nemi
    الجمعة 4 يناير 2013 - 12:28

    ادا لم يقم الشعب قومة قوية فلن ينعم بالحرية. لقد اضهر الاخوة المصريون انهم اكتر تلاحما و نضجا. اما المغاربة فلق اعتادوا على الخوف والرديلة. والله هو احق ان يخاف

  • issam
    الجمعة 4 يناير 2013 - 14:49

    car on l'applique pas tout simplement

  • مواطنة و معرفة بالأمور
    الجمعة 4 يناير 2013 - 15:13

    المغرب ليس مصر لما لا نقارن المستوى المعيشي ثم النظام الذي حكم مصر هل يقارن بالذي هو عزة المغرب ما شاء الله وليكفينا الله شر من لا روح مواطنة لهم ويبغونها عوجا. والآن أصبح الخطر كل الخطر في هاده التيارات المشوشة لانها خسرت كل آمالها في ادكاء الفتنة للعيش على نقيضها ومص عرق الضعفاء .يتكلمون عن الدستور ونواقصه فهل يفهمون الدستور من أصله حتى يعلقوا عليه أم هو زمان النازحون من الجهل الدامس الى المعرفة الساطعة بدون مجالسة أهل المعرفة .

  • nemi
    الجمعة 4 يناير 2013 - 17:10

    ردا على التعليق رقم 14: يا ايها الاخ لو سافرت في العالم و رايت ما وصلت اليه الشعوب من ديمقراطية وحرية وعدالة لاصابتك الحسرة على ضياع 30 مليون مغربي. اما مصر فهي ام حظارة لا مقارنة بينها وبين المغرب. ولقد وجدت طريقها من جديد.

  • ahmed sa
    الجمعة 4 يناير 2013 - 18:20

    اظن والله اعلم ان الدستور طبخته لنا فرنسا كم دفع المغرب الله اعلم والحكاية تنطبق على مدونة السير كذالك فالطبخة بنفس النكهة دستور مكتوب لاكن متى يجب تنفيده الله اعلم كترت بنوده خمسة بنود او6 تكفى 1 ملكية المغرب2 دسترة الدارجة وحدها لاننا كلنا نتكم بها 3 ديننا الاسلام 4 العمل لكل عاطل 5 السكن للجميع 6 منحة 1000 درهم لكل معوق 7 احترام الجالية المغربية بالخارج 8 منع التظاهر والسلام عليكم ورحمة الله

  • المختار
    الجمعة 4 يناير 2013 - 21:10

    المدة التي أنجز فيها لم تكن كافية والنتيجة هي الدليل لم يأتي للتصويت على الدستور سوى الشياب وكدلك الدين وصلوا لسن التصويت لغاية الأستكشاف كما كان الحال عند العديد منا. فمن يعنيهم التصويت عازفون عن المشاركة

صوت وصورة
مع الصديق معنينو | تحرير طنجة
الأحد 14 أبريل 2024 - 23:00

مع الصديق معنينو | تحرير طنجة

صوت وصورة
الأمطار تفرح الفلاحين
الأحد 14 أبريل 2024 - 18:16 4

الأمطار تفرح الفلاحين

صوت وصورة
أممية أحزاب الوسط في مراكش
الأحد 14 أبريل 2024 - 14:04 1

أممية أحزاب الوسط في مراكش

صوت وصورة
نقاش إلغاء عيد الأضحى
الأحد 14 أبريل 2024 - 11:28 47

نقاش إلغاء عيد الأضحى

صوت وصورة
فوز الجيش الملكي على الوداد
السبت 13 أبريل 2024 - 22:57 1

فوز الجيش الملكي على الوداد

صوت وصورة
تدخل للإنقاذ من مكان مرتفع
السبت 13 أبريل 2024 - 16:27 3

تدخل للإنقاذ من مكان مرتفع