هل سيشهد العالم طباعة آخر صحيفة ورقية بعد 10 سنوات؟!

هل سيشهد العالم طباعة آخر صحيفة ورقية بعد 10 سنوات؟!
الجمعة 28 نونبر 2008 - 13:39

*الحرية وعدم السيطرة وسرعة تداول المعلومات حفزت الجميع للاهتمام بالإنترنت


*الصحف الورقية لها مواقع على الشبكة وجزء كبير منها تختلف بنيته الإلكترونية عن بنيته في النسخة الورقية


*أشهر سبق إلكتروني العام الماضي هو تصوير صدام لحظة إعدامه


*بداية الصحافة الإلكترونية مجرد مواقع تحتوي على مقالات وموضوعات وأفكار ورؤى بسيطة وتتمثل في المنتديات


*غياب التخطيط وعدم وضوح الرؤية من أهم الصعوبات التي توجه الصحافة الإلكترونية


أول صحيفة في الولايات المتحدة تطلق نسخة إلكترونية على الإنترنت كانت شيكاغو تريبيون عام 1992مع نسختها شيكاغو اون لاين، وتوالى بعد ذلك ظهور المواقع الإخبارية والصحفية على الإنترنت، سواء التابعة للصحف والقنوات التليفزيونية أو المواقع الإخبارية المستقلة التي تعد قناة صحفية إلكترونية مستقلة في حد ذاتها.


جاءت تسمية الصحافة الإلكترونية بهذا الاسم نسبة إلي عالم الإلكترونيات الذي يعود إلى استخدام واسع في شبكة الإنترنت التي غزتنا مطلع التسعينيات من القرن الماضي بعدما كانت موجودة ومحصورة في أطر ضيقة فالشبكة العنكبوتية بدأ العمل فيها في الاتحاد السوفييتي عام 1957وتلتها الولايات المتحدة الأمريكية وتوالت بعد ذلك استخدامات الشبكة ولكن بقيت مأسورة الاستخدام مقصورة على جهات معينة حتى ظهرت إلى العلن وبدأ استخدام شبكة الإنترنت بشكل واسع في العالم أجمع في عام1991.
كانت بداية الصحافة الإلكترونية مجرد مواقع تحتوي على مقالات وموضوعات وأفكار ورؤى بسيطة…


وتحديداً انطلقت من منتديات الحوار التي تتميز بسهولة تحميل برامجها وبساطة تركيبها ويكفيك أن تقوم بتحميل هذه البرامج المجانية في الغالب ورفعها لموقعك في أقل من ساعة.. ليبدأ بعدها الموقع بأثره في العمل المحدد له وفي اجتذاب عدد كبير من الزوار، وقد نجحت هذه المنتديات في جذب واستقطاب المتصفحين الذين يضعون فيها آراءً وأفكاراً حرةً غير خاضعة للرقابة مثلما يحدث في المواقع الكبرى.. ثم ومن خلالها بدأ أصحاب الآراء الواحدة يشكلون فيما بينهم مجموعات داخل المنتديات التي يتبادلون خلالها الحوارات.
وبالطبع فإن الحرية التي تميزت بها شبكة الإنترنت وعدم السيطرة عليها في البداية وسرعة تداول المعلومات هو الأمر الذي حفز الجميع للاهتمام بالإنترنت ولابد من معرفة أنه كانت هناك صعوبات للإنترنت في بداياتها من أهمها أنه لا يمكن تصفح هذه المواقع إلا لمن يجيد استخدام الكمبيوتر.


مقارنة بين الصحافة الورقية والإلكترونية


دخل مفهوم الصحافة الإلكترونية على مجتمعاتنا لسهولة استخدام الإنترنت والتطور الهائل الذي حصل في مجال التقنيات الحديثة ، فاكتسبت الصحافة الإلكترونية أهمية بالغة في حياتنا السياسية والاجتماعية والاقتصادية وفي جميع نواحي الحياة، وقد تطورت تكنولوجيا الاتصالات بشكل هائل نتيجة التطور التقني وانتشار المعلومات بسرعة فائقة استطاعت أن تعبر القارات وتتخطى الحدود بمجرد الضغط على أحد أزرار الحاسب الآلي الكمبيوتر .


وبتطور الإنترنت اتسع المجال أمام الصحفيين لدخول هذا العالم الجديد وأصبحت لديهم القدرة الفائقة على اكتساب المعلومة بسرعة عجيبة بعدما كان الصحفي يعاني من استلام المعلومة والخبر وتكلفة الوقت والجهد ، فتطور عمل الصحفيين بالشبكة وازدادت أعدادهم وتنوعت مجالاتهم ، ولكن بقيت هناك نظرة على الصحفي في الإنترنت أنها نظرة عابرة ولا يعدو كحال الصحافة التقليدية والتي لها نقابة خاصة بها.
في عام 99 ظهرت عبر الإنترنت موجة الدوت كوم ، والتي يقصد بها الشركات التي ظهرت وتأسست لكي تعمل عبر الإنترنت فقط دون أن يكون لها نشاط أو وجود مادي على أرض الواقع، وظهرت مئات الشركات من هذا النوع في مجالات عديدة شملت السياحة والسفر والتجارة الإلكترونية والمجالات العلمية والصناعية وأيضا المجال الإعلامي والصحفي، فتشكلت شركات لم تكن سوى مواقع على الشبكة تعمل في مجال الصحافة والإعلام، وعرفت باسم بوابات الإنترنت الصحفية، وتخصصت في تقديم المواد الإخبارية والتحليلات الصحفية والمقابلات والحوارات والمحادثة والنشرات البريدية الإلكترونية وخدمات البريد الإلكتروني وخدمات البحث في الأرشيف،وحاليا تجسد هذه البوابات نموذجا للصحافة الإلكترونية الصرفة التي تمارس عملها بالكامل عبر الإنترنت دون أن يكون لها أي نسخ مطبوعة، الأمر الذي يجعل منها مدخلا جيدا وغنيا يمكن الاقتراب منه وفقا للعديد من النقاط الخاصة بالتصميم ودورية التحديث وتنوع الخدمات والجهات القائمة على الموقع وتوجهاته العامة والرؤية التي يحملها القائمون عليه.
رغم التطور الواسع في الشبكة واحتياج الصحافة التقليدية للإلكترونية حيث نجد أن معظم الصحف الورقية تستعين بالحصول على معلوماتها وأخبارها عن طريق الإنترنت إلا أن الوضع بقي كما هو عليه لا أحد ينصف الصحافة الإلكترونية ولا أحد يعترف بها رغم الخدمة والفضل الواسع الذي تتفضل به على الصحافة التقليدية.


كما أن الصحافة الإلكترونية مصطلح يثير عديدا من الإشكاليات بدءاً بالتعريف وانتقالا إلي الممارسة فالبعض يفتح تعريف الصحافة الإلكترونية ليشمل كل موقع يحمل معلومات على الشبكة الدولية والبعض يضيقه فيجعله قاصرا على تلك الصحف التي تصدر وليس لها نموذج ورقي مطبوع وطبقا لهذا التعريف فإنه يمكن أن نقسم المواقع عبر الإنترنت إلى مواقع تجارية وتفاعلية وأخرى تعريفية ومواقع إعلامية تكميلية مثل مواقع الصحف الورقية والقنوات الفضائية، لكن الرأي الغالب هو أن الصحافة الإلكترونية تشمل الصحف سواء أكان لها مثيل مطبوع أو مرئي أو لم يكن وهنا يقسم النشر الإلكتروني إلى ثلاث فئات.. الأولى تعتمد في إطلاق نسخة كربونية صماء من الصحيفة المطبوعة وقد عرف العالم العربي هذا النوع من النشر في نهاية 1995 والفئة الثانية تعتمد بناء مواقع أقرب ما تكون إلى البوابات الإعلامية، أما الفئة الثالثة فهي تلك التي تعتمد سياسة الانطلاق من الصحيفة الإلكترونية مباشرة وعرفها العالم العربي مع مطلع عام 2000 وطبقا لهذه التعريفات فإن كل مواقع الجماعات الإسلامية التي أقر وزير الدفاع الأمريكي دونالد رامسفيلد بأنها تفوقت في حربها الدعائية على مخترعي التكنولوجيا لا يمكن النظر إليها إلا كمصدر للمعلومات.


ولا يمكن القول بأن الصحافة الإلكترونية تهدد الصحافة التقليدية على الأقل في الوقت الراهن في الوطن العربي وذلك لأنه من الممكن أن نمشى أبعد من ذلك ونقول بأن الصحافة الإلكترونية أو الرسالة الإلكترونية سوف تهدد كل ما هو مكتوب بصفة عامة أنا لا أؤيد هذا الرأي ولكني أؤيد الرأي القائل بأن الصحافة المكتوبة وإلى جانبها الكتاب سوف يحتفظ بقدسيته فنحن الثقافة العربية انبنت أولا على الكتاب وكل ما هو مكتوب له مكانة خاصة لدينا فأظن أن الصحافة المكتوبة سوف تحتفظ بهيبتها، لكن حتى يمكن أن تحتفظ على كل جوانبها الإيجابية التي ساهمت فعلا في تطوير المجتمع السياسي والثقافي في العالم في عدد من بلاد العالم العربية ومن بينها المغرب فأنا أرى أن على المسؤولين عن هذه الوسائل الصحفية المكتوبة أن يغيروا طبيعة خطابهم حتى يصبح خطابا في متناول القراء الجدد.


كما شهدت السنوات الخمس الأخيرة تصاعدا ملحوظا في أهمية الإنترنت للصحافة، حيث تأسس نوع جديد من الصحافة الإلكترونية. هذا الأمر انعكس إيجابا على حرية التعبير والرأي والعمل الصحفي، لكن في نفس الوقت زادت التحديات التي تواجه الصحفيين من قبل الرقابة الحكومية. هذا الموضوع كان محور مؤتمر الصحافة الإلكترونية – الفرص والتحديات الذي عقد في العاصمة الألمانية برلين 13 مارس 2000 وشارك فيه صحفيون من مختلف دول العالم.


كما خلقت الصحافة الإلكترونية فضاء جديداً أمام الأشخاص العاديين والصحفيين والناشطين السياسيين، حيث أتاح الإنترنت لهم مجال للتعبير عن آرائهم لم يكن متاحا لهم من قبل. فقد خفض الإنترنت من العوائق التي كانت تحول بين المرء والنشر الإعلامي. ويستطيع المرء اليوم بوسائل بسيطة أن يبدأ بالتدوين في الإنترنت وأن يرسل المعلومات التي يريدها وكذلك أن يستقبل كما كبيرا منها. ولكن من ناحية أخرى فإن السلطات الحكومية في الدول التي لا تدعم حرية المعارضة، مثل الصين وكوبا، أصبح لديها – من خلال الإنترنت – قدرات كبيرة على مراقبة ما ينشر ويكتب. وخصوصا في الصين فإن السلطات هناك تستخدم الوسائل التكنولوجية من أجل منع بعض الصفحات في الإنترنت. فإن الحالة السائدة حاليا هي عبارة عن سباق تسلح بين الناشطين السياسيين والرقابة.


كما أن الإشكاليات المطروحة والمتهمة بها الصحافة الإلكترونية بشكل متكرر تقول إن الصحافة الإلكترونية أثرت سلبا على قواعد العمل الصحفي.


والحقيقة أن على الصحافة الإلكترونية أن تلتزم بنفس قواعد العمل الصحفي المعروفة، ولكن على الرغم من ذلك فإننا كثيرا ما نسمع أن ظروف الإنتاج الصحفي أصبحت أكثر صعوبة. فلقد أصبح هناك ضغط كبير لمواكبة الحدث.


والسؤال الذي يطرح نفسه هل يسعد الصحفيين وجود الصحافة الإلكترونية إلى جانب الصحافة المكتوبة أم أن الصحفيين قلقون من فقدان قواعد العمل المهني؟


والإجابة إن للأمر وجهين. فالإنترنت يقدم لنا كنوزا من المعلومات تفيدنا في العمل، خصوصا إذا ما تعامل المرء مع هذه المعلومات بشكل نقدي مثلما هو الأمر في التعامل مع مصادر المعلومات الأخرى. ولكن القلق في اتجاه بعض الصفحات الإخبارية الجادة في الإنترنت إلى اجتذاب مستخدمي الإنترنت بوسائل سطحية مثل استخدام الصور وغيرها. فكلما زادت سرعة نشر المعلومات في الإنترنت كلما زاد لدى مستخدمي الإنترنت الطلب على مادة إعلامية ذات مدة صلاحية أطول، وكلما زاد أيضا عدد الأشخاص الذين يبحثون عن مؤسسة إعلامية تغربل لهم الغث من السمين المتناثر في عالم الإنترنت. ومن المحتمل أن الصحيفة المطبوعة هي التي سيكون لها هذا الدور، لأنها ليست واقعة تحت ضغط الإسراع في نشر الأخبار كل عشر دقائق، مثلما هو الحال في الصحافة الإلكترونية.


وليصبح المشهد الإعلامي والاتصال الدولي أكثر انفتاحاً وسعةً حيث أصبح بمقدور من يشاء الإسهام في إيصال صوته ورأيه لجمهور واسع من القراء دونما تعقيدات الصحافة الورقية وموافقة الناشر في حدود معينة. وبذلك اتسعت الحريات الصحفية بشكل غير مسبوق، بعد أن أثبتت الظاهرة الإعلامية الجديدة قدرتها على تخطي الحدود الجغرافية بيسر وسهولة، ليبرز لدينا السؤال المهم، هل من الممكن أن تحل الصحافة الإلكترونية يوماً بديلاً عن الصحافة المطبوعة أم منافساً لها؟!.


هناك مَنْ يرى أن المقارنة بين الصحافة الورقية والإلكترونية مرفوضة من منطلق أن الصحافة الورقية صحافة بالمعنى العلمي والواقعي للكلمة وأن الصحافة الإلكترونية مجرد وسيلة للنشر وجمع النصوص والمقالات والأخبار والصور وبشكل آلي مجرد من المشاعر والإبداع والفاعلية.


أما الطرف الآخر فيرين أن الصحافة الإلكترونية مكملة لدور الصحافة الورقية والمطبوعة وليس هناك صراع بينهما إلا أن التمويل أصبح الآن من آليات نجاح تلك الصحف في شكلها الحديث الذي ينعكس بالتالي على شكل وأداء الموقع من حيث تنوع أخباره وتحديثها بين الحين والآخر إذ أن ثقافة الإنترنت أصبح لها جماهيرها وشعبيتها وهي في ازدياد مطرد على العكس من قراء الصحف والكتب.


ويدور السؤال حول ما تمتاز به الصحف الإلكترونية؟


يكفي الصحافة الإلكترونية أنها في الغالب تتبع الحرية الكاملة التي يتمتع بها القارئ والكاتب على الإنترنت بخلاف الصحافة الورقية التي تكون بالعادة قد تم تعديل مقالاتها من قبل الناشر لأكثر من مرة حتى يكون وفقاً لسياسة الصحيفة.


بالإضافة إلى مجموعة من المميزات تم تلخيصها فيما يلي:


– السرعة في تلقي الأخبار العاجلة وتضمين الصور وأفلام الفيديو مما يدعم مصداقية الخبر.


– سرعة وسهولة تداول البيانات على الإنترنت بفارق كبير عن الصحافة الورقية التي يجب أن تقوم بانتظارها حتى صباح اليوم التالي.


– حدوث تفاعل مباشر بين القارئ والكاتب حيث يمكنهما أن يلتقيا في التو واللحظة معاً.


– أتاحت الصحافة الإلكترونية إمكانية مشاركة مباشرة للقارئ في عملية التحرير من خلال التعليقات التي توفرها الكثير من الصحف الإلكترونية للقراء بحيث يمكن للمشارك أن يكتب تعليقه على أي مقال أو موضوع ويقوم بالنشر لنفسه في نفس اللحظة.


التكاليف المالية الضخمة عند الرغبة في إصدار صحيفة ورقية بدءاً من الحصول على ترخيص مروراً بالإجراءات الرسمية والتنظيمية. بينما الوضع في الصحافة الإلكترونية مختلف تماماً حيث لا يستلزم الأمر سوى مبالغ مالية قليلة لتصدر الصحيفة الإلكترونية بعدها بكل سهولة.


– ارتفاع تكاليف الورق الذي يكبد الصحف الورقية مشقة مالية يومياً… بينما لا يحتاج من يرغب التعامل مع الصحافة الإلكترونية سوى لجهاز كمبيوتر ومجموعة من البرامج التي يتم تركيبها لمرة واحدة.
عدم حاجة الصحف الإلكترونية إلى مقر موحد لجميع العاملين إنما يمكن إصدار الصحف الإلكترونية بفريق عمل متفرق في أنحاء العالم.


وعن الصعوبات تواجه الصحافة الإلكترونية:


1-تعاني الكثير من الصحف الإلكترونية صعوبات مادية تتعلق بتمويلها وتسديد مصاريفها.


2-غياب التخطيط وعدم وضوح الرؤية المتعلقة بمستقبل هذا النوع من الإعلام.
3-ندرة الصحفي الإلكتروني.


4-عدم وجود عائد مادي للصحافة الإلكترونية من خلال الإعلانات كما هي الحال في الصحافة الورقية حيث أن المعلن لا يزال يشعر بعدم الثقة في الصحافة الإلكترونية.


5-غياب الأنظمة واللوائح والقوانين وهو ما نحتاجه ونسعى للحصول عليه.


كما كشفت بعض الدراسات المتعلقة بالصحافة الإلكترونية خصائص قراء الصحف الإلكترونية العربية من حيث إنهم في الغالب ذكور وشباب، ويشكل الطلبة والمهاجرون العرب حول العالم نسبة كبيرة منهم، وكشفت الدراسة أن ما يزيد على نصف العينة يقررون بأنهم يتصفحون الصحف الإلكترونية بشكل يومي، ويعزو قراء الصحف الإلكترونية سبب رضاهم وإقبالهم على الصحافة الإلكترونية إلى أسباب منها أنها متوفرة طوال اليوم وإمكانية الوصول إليها مباشرة ولا تحتاج إلى دفع رسوم إضافية، كما أنها تمكنهم من متابعة الأخبار من أي مكان وعن أي بلد مهما تباعدت مواقعهم. وبرغم أن كثيراً من المبحوثين قد أشاروا إلى صعوبات فنية عند تصفح بعض مواقع الصحف، أو مشكلات عدم رضا عن المحتوى الرسمي لبعض الصحف، إلا أن نسبة كبيرة من القراء أبدوا مستوى معقولاً من الرضا عن هذه الصحف.
كما أن هناك دراسة أخرى أجرتها مايكروسوفت تقول إن العالم سيشهد طباعة آخر صحيفة ورقية في عام 2000م على الأقل في الدول المتقدمة، لذا فإنه ليس من المبالغة أن نتحدث عن إمكانية حدوث توقعات مايكروسوفت طالما سارت الأمور على وتيرتها الحالية.


الاتحاد الدولي للصحافة الإلكترونية


في خطوة تعكس مدى الاهتمام بالصحافة الإلكترونية قام الصحفي أحمد عبد الهادي رئيس تحرير جريدة شباب مصر الإلكترونية بتأسيس اتحاد دولي للصحافة الإلكترونية في القاهرة وهي منظمة دولية تحت التأسيس يتم تجهيزها، ويستهدف الاتحاد الدولي للصحافة الإلكترونية الحفاظ على حقوق الملكية الفكرية والمالية للأعضاء والدخول كطرف لفض أي نزاع بين الأعضاء وأي أطراف أخرى ومواكبة التطورات التكنولوجية عالميا وتسهيل حصول الأعضاء عليها وإتاحة مساحة حرة بهدف التكامل بين أبناء العالم الواحد بالإضافة إلى المساهمة الفعالة في ترسيخ مبادئ احترام الآخرين.


كما يستهدف الاتحاد بالتنسيق مع فروعه في كل أنحاء العالم التشريع من أجل دعم دور الصحافة الإلكترونية والاعتراف بها كطرف أساسي وهام يشارك في رسم ملامح الحياة في المجتمعات الدولية والتأصيل لها والتأثير فيها. بعد هذا كله نعود ونسأل هذه السؤال الذي نترك إجابته لكم: الصحافة الإلكترونية هل هي بديل للصحافة الورقية أم منافس لها؟


وفي تقرير سابق للزميل محمد فتحي يونس من القاهرة: اجتاز وليد عادل دراسته الأكاديمية في الصحافة، وبعد فترة انتقالية غير مستقرة طرق فيها أبواب الصحف الخاصة في مصر، استقر به الحال في موقع مباشر الاقتصادي، ليعمل صحافيا اقتصاديا يغطي أخبار البنوك والبورصة. فرض عليه عمله الجديد تعلم مهارات لم يقابلها أثناء دراسته في جامعته الإقليمية بشمال مصر، مثل فهم المصطلحات الاقتصادية المتخصصة وكيفية التعامل مع الإنترنت بشكل متعمق. ورغم ذلك يقول وليد: في بداية عملي لم يكن هناك فرق بيني وبين الصحفي الورقي الذي يعمل في مطبوعة، كنت أجمع أخبار البورصة والبنوك ثم أرسلها لمقر صحيفتي عن طريق البريد الإلكتروني وأراها منشورة على الموقع بعد ذلك، بمرور الوقت تطور الأمر وأتيحت لي فرصة الإضافة والتعديل المباشر على المادة الصحافية الموجودة على الموقع، فكان الفرق الظاهر هو إمكانية التحديث بعد فترة، ثم شعرت بالفرق الأكبر عندما كنت أغطي المظاهرات الغاضبة أمام البورصة المصرية، احتجاجا على أحداث ما عرف بالثلاثاء الأسود وهو اليوم الذي انهارت فيه الأسهم بشكل كبير منذ عامين وقتها صورت ما حدث بكاميرا المحمول ونشرته بجوار التقرير، فكانت التغطية ثرية ومميزة، فالفيديو يتيح رؤية الحقيقة كما هي، والمحرر الإلكتروني هو الأقرب لها .


وليد لم يكن وحده من بين الشباب الصحافيين الذين يواجهون تحديات ثورتي المعلومات والاتصالات، واشتعال المنافسة بسببهما، فالثورتان وضعتا جميع الصحافيين أمام تحد حقيقي شعاره حاول أن تحجز مكانا في المستقبل بالتحول إلى صحافي إلكتروني ، لكن ماذا يعني أن تكون محررا إلكترونيا..؟


يقول الدكتور محمود خليل، المشرف على شعبة الصحافة الإلكترونية بكلية الإعلام جامعة القاهرة: أدركنا منذ سنوات أن الحدود بين أقسام الإعلام بدأت تختفي، فقدمنا مشروعا لإنشاء شعبة للصحافة الإلكترونية تجسد ذوبان تلك الحدود وتنتج خريجا عصريا يتسلح بالمهارات الجديدة لصحافي الحاضر والمستقبل، وتمت الموافقة على المشروع قبل بدء العام الحالي بساعات


وبحسب خليل فإن الصحافي الإلكتروني المنتظر هو الصحافي الشامل الذي يقدم إنتاجا إذاعيا وتلفزيونيا ومكتوبا ينشر عبر وسيلة إلكترونية.


ويقول: يتصور البعض خطأ أن الفرق بين الصحافي الإلكتروني وغيره هو سطح القراءة، فهناك فوارق أخرى فالنص الإلكتروني مفتوح ومن الممكن أن يمتد ليضفي معلومات تاريخية وعلمية ويخدم الحدث عبر كل فروع المعرفة وفق رؤية الصحافي، فهو نص نشيط ومتفاعل طوال الوقت، أما المطبوع فمغلق ينتهي بنهاية آخر كلمة في التقرير، كما أن النص الإلكتروني يدعم بمواد بصرية وسمعية، بل من الممكن مثلا استخدام برنامج جوجل إيرث لتدعيم تقرير عن مكان معين فيراه القارئ أمامه رؤية العين.


وبحسب خليل فإن تكوين الصحافي الإلكتروني يتطلب القفز على المفهوم التقليدي للصحافي صاحب القلم فلا ننسى أن أشهر سبق خلال السنة الماضية كان تصوير الرئيس العراقي الراحل صدام حسين لحظة إعدامه بكاميرا موبايل، فالصحافي لا بد أن يستجيب لطبيعة التحول الذي تفرضه ثورة المعلومات .
وأشار خليل إلى أن هناك أحداثا عديدة وكوارث صورت بنفس طريقة تصوير صدام حسين، ككارثة انهيارات الدويقة في شرق القاهرة وغرق العبارة المصرية في البحر الأحمر وبعض جرائم التعذيب والرشوة.


لا تقتصر التغيرات التي ستدخلها الصحافة الإلكترونية على ما سبق، فبحسب خليل ستمتد أيضا إلى أسلوب العرض وشكل النص الإلكتروني وكما أجبرت ثورة المعلومات الصحافة المطبوعة على التغيير في أسلوب الكتابة، وطريقة السرد، فلجأت إلى استخدام الفيتشر و الحكي الدرامي لتغطية الحدث لتضمن الاختلاف والتميز عن الصحف الأخرى، وتتغلب على مشكلة السرعة التي تسبقها فيها وكالات الأنباء والمواقع الإلكترونية، ستختلف النصوص الإلكترونية هي الأخرى نتيجة لثرائها واعتمادها على عناصر إضافية تتيح لها التميز بشكل أوسع.


وقال أستاذ الصحافة الإلكترونية إن الاختلاف الذي تتيحه الصحف الإلكترونية سيمتد إلى معايير الكتابة وطرق تقييمها بعد أن ظلت مستقرة لسنوات، فإذا كان الجاحظ قد قال قديما إن المعاني ملقاة على قارعة الطريق والعبرة بالألفاظ، فنحن نقول الآن إن المعلومات ملقاة على قارعة الطريق والعبرة بأسلوب العرض.


المستقبل يفتح ذراعيه للصحفي الإلكتروني- هكذا بدأ الدكتور أحمد زكريا مدرس التحرير الصحافي بقسم الإعلام بجامعة المنصورة حديثه معي مدللا على ذلك بإحصائية تؤكد أن أكثر من 80% من فئة الشباب يفضلون التعامل مع الصحافة الإلكترونية، لأنها تتيح إمكانيات تفاعلية عديدة مثل الدردشة والتعليق بسرعة والتزامنية الشديدة، وقال إن الفيلسوف الألماني هايبرماس صاغ نظرية رصينة اسمها المجال العام public sphere تؤكد أن وسائل الإعلام الإلكترونية تخلق حالة من الجدل بين الجمهور تتيح تأثيرا كبيرا في القضايا العامة وتؤثر على النخبة والنخبة الحاكمة والجمهور.


وبحسب زكريا لكي يكون الصحافي إلكترونيا ومتوافقا مع هذا التطور لا بد أن يكتسب مفهوم التحرير غير الخطي، أي يراعي التغيرات الجديدة التي دخلت على طرق صياغة القصص الخبرية مثل اختيار الوصلات الفائقة المناسبة لخدمة النص والقدرة على التعامل مع الوسائط الأخرى كالفيديو والتصوير الرقمي والصوت، كما سيتحول المخرج الصحافي إلى ما يشبه المخرج السينمائي، لأن النص الصحافي نفسه بات أقرب إلى النص السينمائي تتداخل فيه مواد عديدة صوتية وبصرية.


والنصوص الفائقة والوسائط المتعددة التي تزخر بها الصحافة الإلكترونية بحسب زكريا هي السبب في بروز مفهوم ثراء الوسيلة الإعلامية Media richness الذي يفضل بسببه قراء الصحف الإلكترونية التعرض إليها بمقدار الضعف تقريبا عن الصحف الورقية.


وقال زكريا إن الوسائط المتعددة والنصوص الفائقة يفضلها المتعرض بمقدار 75% عن عدم استخدامها، كما أثبتت الدراسات ولذلك لا بد أن يلم الصحافي الإلكتروني بمهاراتها.


ومن وجهة نظر زكريا فإن التغيير الإلكتروني سيمتد في المستقبل القريب ليشمل أخلاقيات العمل الصحافي، ومراجعة مفاهيم ظلت لسنوات مقدسة في مواثيق الشرف الصحافي كالخصوصية، وما يعرف بالخطوط الحمراء السياسية، إضافة لاختفاء الكتلة البيروقراطية التي تدير ال

‫تعليقات الزوار

2
  • assauiry
    الجمعة 28 نونبر 2008 - 13:41

    عندما تختفي الجريدة الورقية وتحل محلها الجريدة الاكترونية ,غادي نتهناو من مشكل قراءة مقالات الصحف الورقية والانهماك على انجازشبكة الكلمات المسهمة اللدين يؤخران انجاز بعض الوثائق بالادارات العمومية من طرف بعض الموظفين الدين لايعيرون اهتماما بوظيفتهم ولا بمصالح المواطنين .

  • طنجاوي XULO
    الجمعة 28 نونبر 2008 - 13:43

    ça sera un aide pour la protéctions des bois et des arbres et aussi pour la vie de prochaines générations

صوت وصورة
مع المخرج نبيل الحمري
الخميس 18 أبريل 2024 - 13:17

مع المخرج نبيل الحمري

صوت وصورة
عريضة من أجل نظافة الجديدة
الخميس 18 أبريل 2024 - 12:17 3

عريضة من أجل نظافة الجديدة

صوت وصورة
"ليديك" تثير غضب العمال
الخميس 18 أبريل 2024 - 11:55

"ليديك" تثير غضب العمال

صوت وصورة
المعرض المغاربي للكتاب بوجدة
الخميس 18 أبريل 2024 - 01:29

المعرض المغاربي للكتاب بوجدة

صوت وصورة
بعثة أسترالية تزور مركز "تيبو"
الأربعاء 17 أبريل 2024 - 21:45

بعثة أسترالية تزور مركز "تيبو"

صوت وصورة
أكاديمية المملكة تنصّب أعضاء جدد
الأربعاء 17 أبريل 2024 - 18:24

أكاديمية المملكة تنصّب أعضاء جدد