في المغرب الوطنيون يتعذبون والخونة يتمتعون والباقية تتسكع

في المغرب الوطنيون يتعذبون والخونة يتمتعون والباقية تتسكع
الثلاثاء 3 يوليوز 2007 - 01:22

ندرك أن كثير من المغاربة قد ملوا وسئموا سماع كل مايقوم به المخزن، لسبب واحد هو أن ممارساته أصبحت مكشوفة يعرفها الصغير و الكبير ولا تتوقف، قد لا يمر يوم حتى نسمع مزيدا من الإستهتار بقضايا ومصالح الأبرياء. وكان بودنا أن نكتب على الأشياء الجميلة، وقد نقبنا وبحثها ولكن للأسف الشديد لم نجد شيئا جميلا سوى الطبيعة الخلابة والجو المعتدل والبحار والشواطئ ذات الرمال الذهبية وكل هاته النعم الربانية التي حبى بها هذا البلد العزيز هي أمور طبيعية موجودة في كثير من دول العالم. والحديث عن مثل هاته الأمور يدخل في سياسة التنويم وهو من إختصاص المخزن وحكر له ومسجل بإسمه وبالتالى لايمكننا الترامي على ملكيته . وموضوعنا اليوم هو علاقة المغاربة بوطنهم، فكثير ما نسمع أن وطنية المغاربة ضعيفة وهذا صحيح إذا كنا نتكلم عن الذين استفادوا وسيتفيدون الذين يعثون في الأرض فسادا و المتسكعون الذين ليسوا في هذا العالم. أما وأنك تتصفح الجرائد الحرة وتجوب شوارع المدن فإنك تجد كثير من المعذبين الذين يحبون وطنهم حبا لايستطيع أن يصفه أحد. وقد يقال أن هذا العذاب نتيجته الحرمان وليس حب الوطن وهذا غير صحيح والأمثلة على هذا كثيرة ومتعددة وإليكم البعض منها:

فالكل يعلم أن مداخيل بعض الحرف والمهن تخول لأصحابها إن أرادو حياة سعيدة هادئة، لكن الكثير منهم يعيش حياة عذاب لسبب واحد هو حبهم لوطنهم ونذكر على سبيل المثال ولا الحسر، المحامون الذين وجهوا رسالتهم إلى التاريخ يشكونه ما آل إليه العدل في بلدنا ليجدوا أنفسم وقد تم قطع مورد رزقهم الوحيد بالتشطيب عن أسمائهم من لائحة الهيئة التي ينتمون إليها. والدركي السيد عمر أزلماط مكتشف البترول، لو كان خائنا مثلهم لتصل سرا بإحدى الدول أو الشركات الكبرى لرأيناه الآن يتجول بإحدى عواصمها بأفخم سيارة لكن حب الوطن قاده إلى السجن، وحتى الذين لم يصدقوه واعتبروه مريضا ومهلوسا، نسألهم هل مكان المريض السجن أم المستشفى؟ وبما أنهم قد أودعوه السجن فهو إعتراف منهم بكونه يتمتع بكل قواه العقلية، واع بكل حرف صرح به. والسيد عبدالسلام ياسين لوأراد منصب وزير أو أي منصب آخر لمنحوه إياه، ووصفوه بأحكم الحكماء وأعقل

العقلاء وبما أنه رفض أن يكون مثلهم فهو إذا مخرف ومجنون. والفنان الساخر الذي يعري لهم عما يغطونه بورق التوت، الفنان أحمد السنوسي المعروف لدينا بلقب “بزيز” لو كان يريد أن يطبل لهم لما حرموه لما يزيد عن 18 سنة من لقاء جمهوره. والدكتور المهدي المنجرة لو كان يرفع شعاراتهم لما منع من إلقاء محاضراته، وحزب النهج الديموقراطي لو قبل أعضاؤه الدخول الى عالم النصب والإحتيال لما لقوا هذا التضييق على أنشطتهم. واللائحة طويلة تفنذ كل إدعاءات التشكيك والتشويش. أما الخونة فقد أصبح المغاربة يعرفون الكثير منهم، فرائحتهم تزكم الأنوف ، وبإذن الله ساعتهم قد حانت، لم يبقى سوى أن يقول المغاربة كلمتهم، لنسترجع الأموال التي نهبت من القرض الفلاحي، القرض العقاري والسياحي، البنك الشعبي، صندوق الضمان الإجتماعى وكل مؤسسات الشعب وكل خيرات هاته الأمة وإسترجاع كرامتنا التي داسوا و استباحوها لما يناهز نصف قرن. أما المتسكعون فهم الذين ليسوا في هذا العالم، الذين ينتظرون أن ينزل التغيير من السماء، وهم النوع الذي لايفيد ولايستفيد، فالله عز وجل واضح في كتابه العزيز والذي قال في إحدى سوره “إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم” فهل تحتاج هاته السورة لجهد كبير حتى يفهم الذين يبيعون أصواتهم بأثمان بخسة معانيها؟

سيقول البعض هذا عرفناه وسمعناه ما من مرة فما هو الحل؟ في الحقيقة ليست هناك وصفة طبية أو سحرية للحالة التي يعيشها المغرب اليوم. لكن بإمكاننا اللجوء إلى عملية الحساب والمقارنة للخروج بالحل أو الحلول الممكنة.

عملية الفضح عملية ضرورية لا يجب ملها والتخلي عنها، مهما حاول أعداء التغيير التشويش على أصحابها ونعثهم بمسيئي لسمعة البلد.
الإنتخابات وهذا بيت القصيد. فبلدنا سيعرف يوم 7 شتنبر القادم عملية انتخابية نعتبرها جد مهمة، ستكون امتحان لنا، ومدى وعينا وتحالفنا بعضنا البعض.

فقد لايختلف اثنان على كون الإنتخابات من أسمى وأنبل وسائل التعبير. وهي حق منحته القوى الحية في العالم لساكنة هذا الكوكب. وهي العملية التي تفرز صناديقها فريقين، فريق تدبر شؤون البلاد وفريق يراقب وينبه. وهاته الأمور وللأسف غير موجودة في بلدنا، لسبب بسيط هو أن الإنتخابات في وطننا أفرغت من محتواها الحقيقي
(أ) المتبارون يرفعون شعارات لا يطبقونها في بيوتهم وفاقد الشيء لا يعطيه.

(ب) المتبارون وإن كثر عددهم يدخلون حلبة الصراع ببرامج متشابهة، ليست مستقات من دراسة وتحليل بل أخذت من القاموس الذي يجرد في كل موسم من مفرداته الجميلة ليتحايل بها على المواطن البريء.

(ج) المتبارون كلهم مارسوا السلطة في يوم من الأيام، وليس فقط لم يحققوا شيئا يذكر بل زادوا الوضع تأزيما بتصرفات بعض أعضائهم، والذين يدعون أنهم لم يمارسوا السلطة يوما فأكثرهم ولد جراء عملية انشقاق من حزب مارس السلطة وأعتى بعض أفراده في الأرض فسادا بدءا بالعملية الإنتخابية نفسها. وهاته الإنفصالات، وتغيير الأسماء ليست إلآ عملية تكتيكية للتحايل والنصب على الأبرياء.

(د) التقطيع الإداري مفصل بطريقة محكمة تخدم مصلحة معينة.

(ه) الإمكانيات نهبت بالكامل أصبح معها البلد غير قادر على النهوض ماعدا، وهو شرط أساسي وضروري، إذا تم استرجاع كل ما نهب منه، ويعرف المغاربة جميعا، أن كل المتبارين وحتى الذين يمكن أن تتوفر دليهم النية الحسنة، ليست لهم لا السلطة ولا القوة للقيام بذلك ومواجهة دناسير المغرب.

(و) النتائج معروفة مسبقا.

لكل هاته الأسباب تجد صناديقنا لا تفرز إلآ فئة واحدة وهي الفئة الناهبة.

أسئلتنا بسيطة جدا ماذا استفدنا من هاته “الأحزاب” وهل هي حقا أحزاب؟ هل نستفيد أم نخسر مع خريجي هاته الصناديق لأنني أستحيي بأن أسميهم برلمانيين؟ هل بلدنا في حاجة الى هذا الكم الهائل من الوزارات؟ بماذا تفيد وزارة الفلاحة الفلاح المغربي؟ ماذا قدمت وزارة التشغيل للمعطلين؟ وهلم جرا.

وبما أن المخزن كان يخرج دائما منتصرا في كل الإنتخابات التي عرفتها البلاد إلى يومنا هذا، ويرقص على جثثنا دون حياء ولاإستحياء, فإننا نريد في سابع شتنبر القادم أن يخرج الشعب المغربي هو المنتصر. نريد أن نرى المخزن راكعا يتوسل أصواتنا وتزكيتنا بعدما أن ركعنا لما يزيد عن 50 سنة. نريد يوم سابع شتنبر القادم أن يقف كل المغاربة على جبل نصف قرن من الذل ويرجموا بأصواتهم شياطين هذا البلد حتى يعودوا أذبارهم صاغرين خاسئين مذلولين راكعين ومتوسلين. نعم نريد أن نصرخ صرخة واحدة، صرخة المظلوم الذي نفذ صبره، نريد أن تصل صرختنا إلى كل الآذان وأن لاتبقى هناك حجة لأي كان.

سيقول البعض لقد جربنا المقاطعة بالماضي ولم تعطي ثمارها. نعم جربناها في الماضي، لكن الأمور تختلف الآن، فالمقاطعة في الماضي لم تصل نسبتها إلى معدل يثير انتباه العالم ويشد أنظاره إليها، ومستوى وعينا الآن يختلف عن المستوى الذي كنا فيه بالأمس، والتحولات التي يعرفها العالم اليوم تختلف عما كان عليه بالأمس. وصدمتنا من خيانة حزب الإتحاد الإشتراكي، سيكون لها تأثير قوي لأن الذي لسعته الحية يخاف من الحبل. والنتائج إن شاء الله ستكون معبرة سيما إن تحمل كل منا مسؤوليته وعبء كل منا أفراد عائلته وأصدقائه وكل معارفه. ومن المأكد أن المقاطعة لن تكون 100 في المائة، لكن نسبتها ستكون جد معبرة سنتأكد من خلالها أن صرختنا قد وصلت كل الآذان. وإذا لم نصل إلى نسبة معبرة فذلك يعني أننا شعب يستحق أكثر مما يمارس عليه الآن ، وما على كل واحد منا إلآ أن يقرأ الفاتحة على نفسه. ولمن له إقتراح مغاير فليطلعنا عليه وليشركنا إياه، وإن كان متأكد منه فليطبقه بلا تردد، وإن كان له شك فليتمهل ولا يتسرع وكما يقول المثل المغربي “ألف تخميمة و تخميمة ولا ضربة بالمقص”. أما الذي لم يستوي بعد على إقتراح أو حل ف50 درهم لصوته هي أكثر مايمكن أن يحصل عليه لمدة خمس سنوات (10 دراهم للسنة)، لكن عليه أن ينحني إجلالا وتقديرا واحتراما للحمار لأنه أغلى منه.

قد يتهما البعض ويقول أننا نزرع اليأس ونريد أن نجر البلاد إلى ما لاتحمد عقباه، أليس في هذا الإتهام تحايل، هل المقاطعة ارهاب أو انفصال، هل صرخة يوم هي اليأس أم تزكية اللصوص ل5سنوات أخرى؟ هل ستقوم القيامة أم سيحسب لنا ألف حساب؟ نقول لهم كفى تضليلا، فالإنتخابات القادمة ستكون لنا لأول مرة أو ستبقى علينا كما هي العادة.

تحيتنا لمن لايباع ولايشترى والذي يدافع عن كرامته بكل ما أوتي من قوة.

“عش حرا أو مت وأنت تبحث عنها”

والـــــــــــــســــــــــــــــــلام.

جمال عميمي