المسؤولون حاملو الجنسية المزدوجة... لمن يدينون بالولاء؟

المسؤولون حاملو الجنسية المزدوجة... لمن يدينون بالولاء؟
الأربعاء 18 يوليوز 2007 - 03:06

من الأمور التي أصبحت تطرح بقوة داخل الأوساط السياسية بالمغرب، الحالات الإستثنائية والغريبة لوزراء ومسؤولين ساميين يتوفرون على جنسيات أجنبية، وبالرغم من إزدواجية إنتمائهم، فإنهم يتولون مناصب حساسة في هرم الدولة. ورغم أن عدة دول أجنبية فتحت نقاشا سياسيا وأخلاقيا حول إمكانية حاملي الجنسيات المزدوجة الحصول على مناصب سامية في هرم الدولة، فإن هذا الموضوع لم يتم التطرق إليه في المغرب بنفس الحدة والجرأة على اعتبار أن هناك جهات ولوبيات عديدة يمكن أن تتضرر مصالحها عندما يتم استبعاد ذووي الجنسيات من المناصب العليا. إن التمترس من وراء جنسيات بعض الدول القوية أقرب إلى ما كان يعرف خلال العهد الإستعماري عندما كان يلجأ بعض المغاربة لطلب الحماية من القنصليات الأجنبية، ضمانا للسير العادي لمصالحهم ولتجارتهم، فالموضوع يمكن أن يطرح من زاوية أخلاقية قبل الوازع القانوني الذي يغيب في مثل هذا الموضوع.

وزراء ومسؤولون…وأكثر من جنسية

لا يعرف العدد الحقيقي للوزراء والمسؤولين الحاملين للجنسيات الأجنبية، إذ أن مثل هذه الأمور غالبا ماتحاط بسرية تامة خوفا من تداولها من طرف الرأي العام. لكن ما تحمله بعض الصحف من أخبار لم يجر تكذيبها يدل أن عدد مزدوجي الجنسية من المسؤولين الكبار في تزايد مستمر، قد يقول قائل إن الحرية الفردية ينبغي أن تحترم في هذا الإطار، لكن التداعيات المرتبطة بازدواجية الإنتماء غالبا ما تؤثر في القرارات الصادرة من قِبَل هؤلاء المسؤولين الذين يتربعون على كراسي ذات حساسية بالنسبة للدولة، فالأمر أشبه إلى حد بعيد بحالة انفصام، يمكن أن تؤثر سلبا في قوة الإنتماء الوجداني للوطن.

على سبيل المثال..لا الحصر

يعلم كل المتتبعين للشؤون الإقتصادية والتجارية أن فرنسا واليابان يعتبران من أكبر الدول على مستوى صناعة القطارات وصيانتها وتدبير شؤون السكك الحديدية، لكن وزير التجهيز المغربي اختار إيطاليا لاستيراد قطارات بغلاف مالي يناهز الملايير، والمؤسف أن هذه القطارات لم تـؤد عملها وفق ما كان مأمولا منها، لأن عملية اختيار إيطاليا تحكمت فيها اعتبارات الإنتماء والقرابة العائلية أكثر من أي شيء آخر، والنتيجة أن الخاسر الأكبر هو المواطن الذي يدفع الضرائب دون أن يحصل على خدمات عمومية في المستوى.. وبجانب هذه الحالة هناك أمثلة أخرى كثيرة لعمليات تحكمت فيها الإنتماءات إلى الدول الأجنبية أكثر من الدفاع عن مصالح الوطن.

رئيس بلدية أكادير…المواطن الفرنسي

كيف استقبل رئيس بلدية أكادير باعتباره مواطنا فرنسيا الرسالة الهاتفية القصيرة التي وجهتها القنصليات الفرنسية بالمغرب للفرنسيين، والتي تحثهم على الإبتعاد عن التجمعات الشعبية بعيد تفجيرات انتحاريي الدارالبيضاء لأنفسهم، هل سيذعن لقرار القنصلية، ويلتزم به ، فينمع عن نفسه مثلا زيارة سوق الأحد أو بعض الأحياء الشعبية، أم سيمضي لممارسة مهامه كرئيس للبلدية ويقترب من الجمهور، أما بخصوص عمليات التصويت فإن الرئيس الحامل للجنسية الفرنسية معني بانتخابات فرنسا وبانتخابات المغرب معا، ليتم التساؤل في الأخير عن نوعية انتمائه السياسي داخليا وخارجيا وهل هو متجانس؟

الربان هو الذي يغادر في الأخير

إن التسابق المحموم من طرف المسؤولين السامين لحمل الجنسيات الأجنبية، يحيل على ماهو متعارف عليه في أدبيات الربابنة، فهو ينبغي أت يكون آخر من يغادر مركبه في حالة الخطر، فالمسؤول السامي هو ربان يملك مفاتيح قيادة قطاع أوميدان من الميادين الوطنية، وبالتالي فإن حمله لأية جنسية أجنية يعطي الإنطباع بكونه سيكون أول مغادر للسفينة في حالة الخطر لا قدر الله، وهذا ما يتنافى مع أخلاقيات القيادة الوطنية، إن الإحتماء من وراء الجنسيات الأجنبية هو الذي وفر لبعض كبار اللصوص الذي عاتوا فسادا في بعض القطاعات للهروب نحو بلدانهم الأخرى دون أن تستطيع يد القضاء المغربي الوصول إليهم.

صوت وصورة
شراكة "تيبو أفريقيا“ وLG
الجمعة 29 مارس 2024 - 11:43 1

شراكة "تيبو أفريقيا“ وLG

صوت وصورة
احتفاء برابحة الحيمر في طنجة
الجمعة 29 مارس 2024 - 10:03

احتفاء برابحة الحيمر في طنجة

صوت وصورة
احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية
الجمعة 29 مارس 2024 - 00:30 4

احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية

صوت وصورة
شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر
الخميس 28 مارس 2024 - 23:00 3

شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر

صوت وصورة
فواجع النقل المزدوج
الخميس 28 مارس 2024 - 22:15 4

فواجع النقل المزدوج

صوت وصورة
تقنين التنقل بالتطبيقات
الخميس 28 مارس 2024 - 19:55 11

تقنين التنقل بالتطبيقات