معارضات تبحث عن بديل في المغرب

معارضات تبحث عن بديل في المغرب
الجمعة 6 نونبر 2009 - 23:59

حالة من التململ، تهيمن على المشهد الحزبي في المغرب، فمن جهة، تستعد أغلب الأحزاب، إلى عقد برلماناتها الحزبية، ومن جهة ثانية تطفو على الساحة السياسية، طروحات من قبيل جدوى العمل من داخل الحكومة، ودور المعارضة الحكومية في الفترة الراهنة، وهل هي مجرد معارضة شكلية، تلعب دوراً في البرلمان، من خلال توجيه أسئلة شفوية أو مكتوبة إلى أعضاء الحكومة، في الجلسات الأربعائية. هذا الوضع الجديد في المغرب، يفتح الباب على مصراعيه، لطرح، معنى ممارسة السياسة، في ظل الأدوار التي تقوم بها الأحزاب، وهي أدوار لا تخرج عن تأثيث التعددية الحزبية، من دون أن يكون لذلك تأثير على التعددية السياسية، بمعناها العميق.

ولم يعد هذا التخبط في المواقف السياسية، مقتصرا على أحزاب الغالبية الحكومية، بل امتد الأمر إلى الأحزاب التي تعمل من خارج الحكومة، والتي تتحرك ضمن رقعة ضيقة، ترهن الأفق السياسي في البلاد في الاستحقاقات الانتخابية، لتعم بعدها حالة من الجمود، في انتظار استحقاقات انتخابية مقبلة، تعيد انتشال الخطابات من أدراجها المغبرة.

الملفت أكثر للانتباه، هو طغيان ما يمكن أن نسميه ب”موضة الحركات التصحيحية”، داخل هذا الحزب أو ذاك، تبدأ بخطاب عنيف وراديكالي، لكنها سرعان ما تتكسر موجتها عند أول صخرة ترتطم بها، وكأن الأمر يتعلق بنزوات فردية وبتصفية حسابات، أكثر منها بتصورات سياسية ناضجة.

يمكن في هذا الباب، الإشارة إلى إقدام المكتب السياسي للحركة الشعبية على حل ما يسمى ب “شبكة أطر الحزب”، بعدما أخذت اجتماعات الشبكة، في التحرك على نطاق واسع، وعقدت اجتماعات في بعض المدن مثل الدار البيضاء، معلنة نفسها كحركة تصحيحية للأوضاع، التي تعيشها الحركة الشعبية.

في حين ينظر إلى الحركات التصحيحية التي تتعاقب في الجسد الحزبي للاتحاد الاشتراكي، وكأنها عربون على دينامية حزبية، تتحرك في كل اتجاه، من أجل الخروج من المأزق التنظيمي، الذي يعيشه الحزب، وحالة التآكل التي أصبح عليها رصيده النضالي، منذ دخوله إلى الحكومة، قبل عشر سنوات، ومقدار النقد الذي يوجه إلى أدائه.

وتراهن هذه التيارات التصحيحة على اجتماع المجلس الوطني للاتحاد الاشتراكي الذي ينعقد بداية الشهر المقبل، لقاء الكلمة الفصل في التوجه الحزبي في المرحلة المقبلة، ومن بين ذلك، الإجابة على دعوات البعض للخروج من الحكومة، وتفعيل مذكرة الإصلاحات الدستورية، وتحديد موقع الحزب في الكتلة الديمقراطية، والبحث عن صيغة لتموقع أفضل في المشهد السياسي، في الوقت الذي هيمن فيه حزب الأصالة والمعاصرة على اللعبة الحزبية في المغرب.

كما سيكون لقضية المهدي بن بركة، نصيب الأسد في المناقشات، والتي ستتخذ دون شك، طابعاً صدامياً، وذريعة لكيل الاتهامات إلى القيادة السياسية الحالية للحزب، في عدم قدرتها على المضي قدما، في فتح الملف، خصوصاً، وأن وزير العدل، ما هو إلا عبد الواحد الراضي، الكاتب العام للحزب.

وفي هذا الإطار، وكضربة استباقية، عمل المكتب السياسي لحزب الاتحاد الاشتراكي، على إصدار بيان، خصصه لقضية المهدي بن بركة بمناسبة حلول ذكرى اختطافه، واتسم البيان بنبرة عالية، طالب فيه الكشف عن الحقيقة وتفعيل الإنابة القضائية.

وذهب البيان إلى حدود المطالبة بتفعيل الإرادة الملكية في هذا الملف، عندما أورد العبارة التالية “الاتحاد الاشتراكي يطالب باستكمال الإجراءات الخاصة بالإنابة القضائية من أجل تفعيل إرادة جلالة الملك، التي أعلن عنها سابقاً بخصوص ملف المهدي بن بركة” وأيضاً دعوة الشهود إلى المساعدة في جلاء الحقيقة. وصعّد البيان من نبرته، حينما دعا إلى الكشف عن الحقيقة وعن الفاعلين، وتقديم الأحياء منهم إلى العدالة.

التصعيد النقابي

على صعيد الحوار الاجتماعي، ما تزال الكونفدرالية الديمقراطية للشغل، خارج الترتيبات الأولى الخاصة بالحوار الاجتماعي، بعد أن قاطعت انتخابات مجلس المستشارين، معتبرة أن التمثيلية الحقيقية الموجودة لديها كقوة نقابية، تتمثل في الشارع النقابي.

وليست هذه المرة الأولى التي تحتكم فيها الكونفدرالية إلى الشارع من أجل إثبات نفوذها النقابي، بل إنها جربت هذا الأمر مراراً في إطار صراع القوى بين الحكومة والنقابة التي يتزعمها الزعيم النقابي نوبير الأموي، الذي كانت نقابته مصدر كل الحركات الاجتماعية قبل عقدين.

غير أن الشارع الذي تتحدث عنه هذه النقابة، لم يعد كما هو، فقد جرت مياه كثيرة تحت الجسر، منذ أن تم التوقيع على ميثاق السلم الاجتماعي بين الدولة والنقابات. فهل هي عودة إلى القبض على الزمن الضائع؟

وترمي نقابة الأموي، من خلال تشبثها بعدم التنسيق مع باقي النقابات إلى تقوية موقعها التفاوضي مع الحكومة في الجولات المقبلة من الحوار الاجتماعي، ولو أدى الأمر إلى خوض إضرابات منفردة، وطنية أو محلية، وفي أكثر من قطاع.

في ظل هذا الوضع، يجد حزب العدالة والتنمية المعارض، نفسه، في موضع جيد لممارسة مناورة سياسية، تقدم الحزب كواجهة لمعارضة قوية في ظل ضعف مردودية دور المعارضة الذي تقوم به الأحزاب اليمينية، والتي وجدت نفسها غريبة عن كذا أدوار، بعد أن عملت لمدة طويلة من داخل التسيير الحكومي.

وبدا دور العدالة التنمية، من خلال الحيوية التي يناقش بها مشروع الموازنة العامة، والملاحظات التي يسجلها في هذا القطاع أو ذاك. دون أن يتخلى في مناقشاته عن لغة سياسية عالية، لا تقف عند الأرقام، وإنما تتجاوزها إلى تأثيرها السياسي على وضع التنمية في البلاد، وبالأخص في ظل تداعيات الأزمة العالمية الراهنة.

النخبة السياسية عاجزة عن الحسم

وفي هذا الإطار، وعطفاً على تطورات الحياة السياسية في البلاد، يؤكد الباحث في العلوم الاجتماعية والسياسية نور الدين الزاهي، أن مشكلة المغرب السياسي الحالية هي كونه يعيش توتراً كبيراً بين متطلبات المجتمع الانتقالي وواقع المجتمع المركب والمزيج بين أنماط عديدة من القيم والسلوكات والتوجهات الاجتماعية التي تنهل من مشاريع مجتمعية متعارضة. هذه الوضعية تعبر عنها بكل قوة وعنف الشبيبات المدنية والسياسية المؤطرة وغيرها من الشباب غير المؤطر مدنيا وسياسيا، كل حسب وضعه ومصالحه وتصوراته للمجتمع المأمول. مطلب الديموقراطية الداخلية في الأحزاب السياسية الوطنية بالنسبة للشبيبة السياسية، ومطلب الإشراك والمشاركة في تدبير الشأن المحلي بالنسبة للشبيبة المدنية، ومطلب الحرية الفردية بجميع أشكالها بالنسبة للشبيبة المتحررة من كل التزام سياسي… كلها مظاهر وظواهر لهذا التوتر الحاصل بين مطلب الانتقال إلى مجتمع أكثر جدة وعقلانية وبين الانشداد إلى التقليد بجميع مؤدياته السياسية والاجتماعية. ما يحصل الآن مع شبيبة حزب الاتحاد الاشتراكي وقيادييها الشباب على سبيل المثال، يعبّر عن هذا الوضع بكل أمانة: قياديون شباب يعملون ويرغبون في تجديد نفس اليسار وقيمه وأفكاره وفي الآن نفسه فرع شبابي من نفس الحزب يدين حركة شبابية لأنها اختارت إشهار الإفطار العلني كطريقة لإعلان موقف ما من حرية المعتقد وأساسها القانوني. إنه نفس التوتر بين متطلبات الحداثة والتقليد والذي يخترق المؤسسة الحزبية والسلوك السياسي والاجتماعي، لذلك لا تجد المبادرات المنبعثة هنا أو هناك أي أساس اجتماعي لها وتظل بحكم ذلك فاقدة لمنظور عام يؤهلها كي تصبح ذات فعل وازن في المجتمع.

ويعتبر أن الحقل السياسي المغربي لم يعد يسمح بإعادة إنتاج النظرية الانقسامية والتي من مؤدياتها تتويج الخلافات السياسية بإنشاء حزب سياسي جديد. مؤدى التنظيمات السياسية الانقسامية الآن هو الموت في السياسية. وهو في الآن نفسه لا يسمح لتدبير الخلافات بطرق شرعية وديموقراطية أن تحصل. لذلك ما يمكن انتظاره حاليا هو مغادرة حزب سياسي للالتحاق بآخر. إنه الحل السياسي الذي حمله معه حزب الأصالة والمعاصرة قصد تجاوز هدا المأزق الذي لا حل له. وهو حل يعكس ترددات الدولة بين الحسم في نهج الأصالة بكل مخاطرها السياسية والاجتماعية أو نهج المعاصرة بكل تبعاتها السياسية والاجتماعية والقانونية والثقافية. تردد إذا لم يحسم لن يخرج المغرب السياسي من وضعية الرهينة والتي من نتائجها مشهد مجتمعي مليء بالحركية وعمق ساكن مشدود بقوة إلى أنوية التقليد الصلبة.

ويذهب الزاهي إلى أن الأحزاب السياسية الآن بجميع أطيافها تعيش نفس المشكلات، باستثناء حزب الأصالة والمعاصرة الذي سيعيشها بعد سنوات. مشكلة المشروع المجتمعي القادم ومسألة الأولويات ومسألة المصلحة الشخصية والمصلحة الحزبية ومسألة التدبير الداخلي لشؤون الحزب وتدبير المصالح في السوق الحزبي الداخلي وحساب الخسارات الفردية والخسارات الجماعية وتدبير أمر التقاعد السياسي ومحصولاته المادية والرمزية وتزايد ضغط الشبيبات على المشيخة السياسية وصعوبة خلق الأفكار وسهولة دحضها ونمط العلاقة مع المجتمع وسؤال التأطير ووضع الحدود بين الحليف والخصم… بسبب كل أنواع الغموض تلك خسرت الأحزاب المغربية اليسارية في الآن نفسه خطابها اليساري وأساسها الاجتماعي ولم يتبق لقيادييها سوى فرص الاستوزار التي تتطلب الحفاظ على المنصب الحزبي القيادي بكل تبعات الردع والدسيسة والمناورة والإبعاد والخدمة والتقرب والخضوع التي تمكن من ذلك.

ويشير الزاهي إلى أنه يصعب الآن الحديث عن نخبة سياسية مغربية على اعتبار أن من شرط كل نخبة القدرة على اتخاذ قرارات حاسمة في سير المجتمع، والسياسيون المغاربة لا يمتلكون هذه الإمكانية. فالمبادرات والقرارات الحاسمة هي دوما قرارات ملكية. لهذا السبب لا يمتلك الزعماء السياسيون سوى قطيعاتهم الحزبية حيث يتصرفون بمبادئ وقواعد القرابة القبلية والعلاقات الأسرية المبنية على الدم والمصاهرة، وأخيرا على المعارف والعلاقات الجديدة، مثلهم في ذلك مثل الحقل السياسي برمته الذي لا يفتح أبوابه العليا إلا لمن حمل بركة الجد أو تمتع بصلات القرب مع أعلام القرب السلطاني أو حصل على العضوية في شبكة أسرية وقرابية سامية. أبحاث مغربية متعددة أظهرت ارتكاز الدولة المغربية في انتقاء أطرها العليا على القرابة الدموية (الورثة البيولوجيون للوظائف السامية) واعتماد شبكات الزبونية والولاء (من تكون وظائفهم شاغرة وهم في سنواتهم الدراسية الأولى بإحدى معاهد ومدارس المهندسين العليا بفرنسا أو كندا) أو من يتأهلون لوظيفة الزواج والمنصب في الآن نفسه. ولنترك جانبا آلية اشتغال سوق الهدية في المجال السياسي وكذا ما تنجزه طقوس المأتم والزواج من تفعيل لهاته القنوات. في ظل حضور قواعد مماثلة متحكمة في أنماط الارتقاء الاجتماعي والتدبير العمومي للشأن العمومي، وفي ظل العلنية العمومية التي أصبحت مفروضة بقوة الإعلام المستقل والرقمي، قد نتمكن من فهم العزوف عن العمل السياسي في أحزاب معينة والإقبال عليه في تنظيمات سياسية أخرى، مثلما قد نفهم أسس العلاقة الهشة التي أصبحت تربط المغاربة بالمدرسة العمومية، ودرجة يسر انجذاب الشباب للارتماء في البحر أو الجريمة الفردية والجماعية.

*الخليج الإماراتية

‫تعليقات الزوار

6
  • الخوري
    السبت 7 نونبر 2009 - 00:07

    أقول للأحزاب المغربية أن تقدم استقالتها الجماعية، و أن يقوم الشعب بمحاسبتها و أن يتخذ القرار,
    الأحزاب كلها متفقة على هذا الشعب البليد، منذ 50 سنة و نحن على نفس المغمة لا تغيير لا تقدم لا نزاهة إلا في الكلام أقول لكم حرام عليكم نعلوا الشيطان و خا أنتم شياطين

  • عالي المقام
    السبت 7 نونبر 2009 - 00:03

    أرجو من الأخ حكيم عنكر أن يصحح عنوان المقال ففيه عدة أخطاء على سبيل المثال ’ قال معارضات تبحث عن بديل في المغرب .
    والصواب معارضات يبحثن عن بديل…
    ويبقى التعبير غير مستقيم لأنه أراد كلاما وقال غيره .
    والصواب فيه أن يقول : معارضات مغربيات يبحثن عن بديل.
    أما معنى عنوانه فهو يحتمل أن معارضات من أي بلد دون تحديد، جئن إلى المغرب للبحث عن بديل.
    كما أن قواعد العربية تخطئ هذا التركيب في عنوانه.

  • عبدالرحيم
    السبت 7 نونبر 2009 - 00:09

    السلام عليكم
    حتى لانكون اغبياء يجب ان نؤمن بشيء واحد وهو اننا سنبقى على هدا الحال الى ان تنجب نساؤنا رضعا جدد تزيد خلاياهم العصبية ب كروموزوم الضمير انداك يمكن ان نبني الأمل للجيل رقم 5 بعد ان نكون قد غصنا في بحر النسيان…اما الآن فلنتقبل القدر ففليس في الوقت الحالي من يفكر في الاصلاح ولا من يحرك ساكنا للمطالبة بالاصلاح….فالله سبحانه وتعالى يواتيكم بالصبر وهو من سيرحمكم

  • عبده
    السبت 7 نونبر 2009 - 00:11

    على خلفية كلام ناس الغيوان( فين غادي بي أسيدي فين غادي بي) أقول بأن المغاربة في الواقع جلهم90% تقريبا يعيشون يوميا في محيط فكري ضيق لا أفق له…بمعنى أن المغربي لا يعرف اين يسير المغرب حتى لا نقول العالم…هناك حيرة كبيرة جدا تفوق عدة مرات الحيرة التي يحس بها الفرنسيون هذه الأيام بسبب الأزمة العالمية…المغاربة مشكلتهم أنهم يتفننون في تدبير الأزمات المالية( هناك العدس لوحده، وهناك الفول لوحده وهناك الشاي وزيت الزيتون وهلم جرا (وها مريضنا معندو باس) لكن مشكلة المغاربة الكبرى هي الغربة في ظل المواطنة…المغربي بعيد عن القرارات السياسية، المغربي بعيد عن القرارات التعليمية والثقافية. كما أن المغربي بعيد عن موقع التدابير الصحية ومواقع تدبير سوق الشغل ….لأن هناك من يتحرك في كل هذه الفضاءات ويتحكم فيها، بحيث لا يصل إلى علم المغربي البسيط إلا النادر القليل ….والسؤال هل هناك “ما فيات ” تتحكم في مصير المغاربة في الشغل والصحة والتعليم والاقتصاد وغيرها؟؟؟ أم هناك مؤسسات دولة عتيدة قادرة على تحريك الكل والتحكم في الكل ، وقادرة على إعفاء ومعاقبة المتلاعبين بمصير الدولة أولا الذي هو مصير مجتمع ولكنها منقوصة الفاعلية؟
    والسؤال :
    ماذا يريد المغاربة بالضبط ؟؟؟ يجب ان يعرف المغاربة ماذا يريدون، والمغاربة هنا هم كل من هو مسؤول وله القدرة على التأثير في الجماهير أي المجتمع، علما أن رجل الشارع العادي لا حول له ولا قوة اليوم….إذن الكرة في ميدان المثقفين والمسؤولين السياسين. رجل الشارع ينتظر …من هؤلاء إنقاده وتوجيهه ، وخلق السعادة حوله..
    في الواقع كمغربي أحس بالتناقض في الأشياء التي تحدث من حولي …آمل ان اكون خاطئا…. وذلك لعدة اعتبارات منها
    1) قضيتنا الأولى تستدعي منا كلنا الحيطة والخدر والانسجام والوحدة والتعاون والتشارك في تدبير الأزمات، لكن ما يحدث في الواقع يؤلمني .كما يؤلم غيري..فعوض أن نتحد ونحافظ على أسرارنا نخرج إلى الشارع لننشرها على أنظار العام والخاص ، وبذلك نعطي حجة لمن في قلبه مرض من الانفصاليين ليقول ( انظروا كيف هي الحال!). كل يوم نسمع عن جمعية هنا وجمعية هناك، عن معارضات هنا ومعارضات هناك…إنهم لم يتركوا شيئا ما يقوله الانفصالي …والسؤال عما تبحث كل هذه الموجات المعارضة في ظل مغرب يقول انه بلد حقوق وديموقراطية….؟
    2) فإذا كان المغرب فعلا بلد الحقوق والديموقراطية والمؤسسات فلا يجب أن يحتكم الناس للشارع…والمنطق هو إما أن هناك حقوق ، إذا يجب أن تعطى لأصحابها . أو أنه ليس هناك حقوق فيجب ان يأخذ القانون مجراه الطبيعي …أما الإحتكام إلى الشارع والقضية الوطنية في أوجها، فهذا يعد من باب البلبلة وتفكيك الجبهة الداخلية…
    3)هل هناك من له مصلحة إثارة الشارع؟ هل هناك من له مصلحة تشويه صورة المغرب ؟؟؟ السؤال بديهي ولابد من البحث عن الأسباب والمسببات …لأنه من غير المنطقي ان ترقع الدولة وتحاول أن تبين للعالم بأن جميع الحقوق مصانة ليأتي من يضرب كل شيء في صفر…هناك خطأ ما..أهو خطأ الحكومة ؟ أم خطأ نشطاء المجتمع المدني والسياسيين ؟؟؟ أم هو خطأ تنظيمي قانوني ؟؟؟
    4)الكل يدعو إلى تحرير الدستور، وتحرير الحياة السياسية ، والسؤال الكبير هل السياسيون والاقتصاديون والبرجوازية والمثقفون بلغوا مرحلة النضج والوعي السياسي والقانوني كي يتسلموا دفة الحكم بنسبة عالية؟؟؟؟ الجواب لا وألف لا…لأن الباب الأول من الاستقلالية لم يتبث بعد …وهذا الباب فعلا هو القضاء العادل الذي دعا له الملك محمد السادس …قاضي وجدة، وقضاة أخرون يؤشرون أن قضاة المملكة هم وحدهم القادرون على السير بالمغرب إلى الأمام…ففي الوقت الذي يقرر فيه القضاء أن يصنع الحدث وبإرادة حقيقية سياسية عليا…سيتقدم المغرب في ظرف ستة أشهر فقط…هناك ترسانة قانونية يمكن تعزيزها في أي وقت .. ينقصنا فقط إرادة القضاة وحبهم لوطنهم الذي يجب أن يترجم إلى أفعال وإلى إرادة قوية لنصرة الحق ..والمظلوم، ولو كان من أردل الناس ضد أشرف الناس…وقتئد الشريف هو من تجنب الوقوع في الشبهات…
    4)هناك شبه مخاض طال أمده، حتى أصابته الميوعة، يوشك ان يفقد طعمه وحلاوته، والساحة السياسية متدبدبة غير قوية ، أأصابها الهرم والرتابة أم الفراغ؟؟؟ المغاربة لا يريدون أحزابا تقليدية تتطلع للسلطة من أجل النفوذ والثروة، ولكن يريدون أحزابا تاريخية،إنسانية تقدمية جذورها الأصالة والقيم النبيلة ، لا التبعية العمياء للغرب بمعية نسيان الأصول والفصول …لا نريد أحزابا تجادل فقط من أجل الحقائب ولكن من أجل تربية المجتمع التربية الوطنية والإسلاميةوتحافظ على المال العام من كل تحريب ، بحيث يكون المغاربة بنية متساوية المكونات تؤدي خدمات لنفسها ولغيرها بطريقة ميكانيكية.
    وكل هذه الضوضاء على المشهد المغربي لا تحسب على سياسة تدبير الشأن العام وإنما هي عامل للتفكيك وإحداث الخلل في صورة المغرب التي يحاول الأعداء تشويهها بكل السبل.
    فالمجتمع كبنية بالطبع يتأثر بالتغيرات الارادية والغير الارادية التي تحدثها الأحزاب والجمعيات …وما الآثار التي ظهرت على فريق كرة القدم إلا واحدة منها…كيف يمكن لمغربي أن يعطي كل ما عنده وواقع الحال لا يساعد..(الناس عايشة…كل له منهجه، وسائله، نظرته للحياة، طريقة تربيته/ فلسفته وأيديولوجيته) نعم للإختلاف في الفروع وليس في الأسس ..لذا يجب أن يكون للمغاربة برنامج.. يجيب عن عدة أسئلة…أين هي حدود حقوق المغربي؟ اين توجد حقوقه؟ لمن يربي أطفاله ؟ هل يعلم أبناءه؟ ماذا بعد الشهادة أو الهدر؟من المسؤول عن حاصر ومستقبل المواطن؟؟؟أهو أم الذين يخططون؟؟ لمن يتوجهفي حالة الحرمان؟ لمن يتوجه؟هل هناك فعلا آذان صاغية؟ هناك ألوان رمادية ..وهناك ثقة خافتة.
    إذ كيف يمكن للمغربي أن يثق في أحزاب ضعيفة متضاربة المصالح داخليا وخارجيا؟. كيف يمكن لمغربي أن يقول بان مستقبله مضمون لأنه بيد رجال سياسيين واقتصادين وشركاء ونشطاء إلخ…همهم اليومي هو كرامة المواطن المغربي من ألفه إلى يائه…؟
    أخر الكلام…يظهر أنه هناك من يبني… وهناك من يهدم…لغاية ….لإستمرارية الوضع على ماهو عليه…وإلى أجل مسمى.. مقترن بالرغبة السياسية العليا..مدعومة برجال أوفياء امناء قصدهم العدل بين الناس جميعا… ومحاربة الشر بالحكم الذي يرضي الله قبل أن يرضي أي كان…شرط واحد…أن يكون حاضر ومستقبل القضاة مضمون…كي لا يحتاجون…لأي شيء يلهيهم او يحولهم على الحق …وفوق القضاة يجب فتح مسار قانوني مباشر مع السلطان في حالة جور القضاة …ويكون اللاعب المكمل صحافة رشيدة حكيمة صادقة مؤتمنة زهيدة وصريحة شفافة
    حفظ الله المغرب من كل مكروه..

  • kamal
    السبت 7 نونبر 2009 - 00:01

    اتفق تماما مع الكاتب على ان هناك مشاكل عويصة تتخبط فيها الاحزاب السياسية المغربية وان بنسب متفاوتة.لكن لا ارى هذا التناقض الكبير بين الحريات الشخصية التي يدافع عنها الشباب وارتباطهم في نفس الوقت باصالتهم المتمثلة بالاساس في كونهم ملمين بالدرجة الاولى ولا اعتبر بتاتا ان الافطار الجماعي جهارا هو تعبير عن الحرية الشخصية او حرية المعتقد بل ارى ان ذلك وقاحة كان يجب ان تتعامل معها السلطة بحزم اكبر.
    ياك كاتامنو بالديمقراطية اوا راه الشعب المغربي شعب مسلم اللي بغا شي دين اخر ايهاجر البلاد…………….

  • ع.إكرامن- باحث
    السبت 7 نونبر 2009 - 00:05

    فقط لأقول أن السيد حكيم عنكر،يقصد-معارضات-بفتح الراء،جمع معارضةبفتح الراء أيضا،وليس -معارضات-يكسر الراء،جمع معارضة،بكسر الراء أيضا.والمعنى مستقيمتركيبا ودلالة

صوت وصورة
احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية
الجمعة 29 مارس 2024 - 00:30 3

احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية

صوت وصورة
شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر
الخميس 28 مارس 2024 - 23:00 2

شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر

صوت وصورة
فواجع النقل المزدوج
الخميس 28 مارس 2024 - 22:15 4

فواجع النقل المزدوج

صوت وصورة
تقنين التنقل بالتطبيقات
الخميس 28 مارس 2024 - 19:55 11

تقنين التنقل بالتطبيقات

صوت وصورة
الفهم عن الله | إصلاح العيوب
الخميس 28 مارس 2024 - 18:00

الفهم عن الله | إصلاح العيوب

صوت وصورة
وزير النقل وامتحان السياقة
الخميس 28 مارس 2024 - 16:02 6

وزير النقل وامتحان السياقة