'نظام التكافل الاجتماعي' يحدث موجة استياء وسط هيئة المحامين بالقنيطرة

'نظام التكافل الاجتماعي' يحدث موجة استياء وسط هيئة المحامين بالقنيطرة
الأربعاء 15 دجنبر 2010 - 18:11

عرائض وطعون ضد المصادقة على إحداثه


أحدث قرار مجلس هيئة المحامين بالقنيطرة، القاضي بإحداث “نظام للتكافل الاجتماعي” بحيث يشكل اقتطاع نسب من ودائع المحامين موارده الأساسية، موجة استياء عارمة وسط عدد من المحامين أعضاء الهيئة الذين عبروا عن رفضهم الامتثال لمقتضيات هذا النظام باعتباره “غير قانوني” و”يمس باستقلالية المهنة” و”يشجع على الاتكالية”.


ويلزم هذا القرار، في حالة المصادقة عليه، محاميي هيئة القنيطرة بأداء نسب تصل إلى 50 بالمائة من الودائع التي يحصلونها من مختلف القضايا التي يترافعون فيها، ابتداء من مطلع شهر يناير المقبل.


وتقدم 16 محاميا من هيئة القنيطرة إلى غرفة المشورة لدى محكمة الاستئناف بنفس المدينة بطعن في قرار مجلس هيئة المحامين، ملتمسين من المحكمة إصدار حكم يلغي قرار المجلس إحداث نظام التكافل الاجتماعي، وذلك “لما سيلحقه هذا النظام من أضرار فادحة بحقوق ومصالح المحامين ولاسيما الإضرار بذمتهم المالية”.


كما سبق لمجموعات أخرى من نفس الهيئة أن تقدمت لذات الجهة بعرائض تحمل أزيد من 80 توقيعا يرفض هذا القرار.


واعتبر مقال الطعن، الذي توصلت هسبريس بنسخة منه، أن قرار مجلس هيئة المحامين وكذا النظام الذي قرره “لا أساس لهما من القانون، انطلاقا من كونهما مخالفين لعدة قوانين”، مشيرا من جهة إلى أن مجلس هيأة المحامين ليس من اختصاصه إحداث مثل هذه الأنظمة، وكون نظام التكافل “الإجباري” لا يتوافق مع استقلالية مهنة المحاماة من جهة ثانية.


غير أن رئيس مجلس هيئة المحامين بالقنيطرة، النقيب عبد الرحيم الصقلي، رد مدافعا عن شرعية القرار الذي اتخذه المجلس، حيث قال: “إننا استندنا في قرارنا على المادة 91 من قانون المحاماة، والتي تخول الفقرة الخامسة منها لمجلس الهيئة إنشاء و إدارة مشاريع اجتماعية لفائدة أعضاء الهيئة، وتوفير الموارد الضرورية لضمان الإعانات والمعاشات لهم أو للمتقاعدين منهم أو لأراملهم وأولادهم..”.


وأوضح الصقلي في تصريح لهسبريس أن نفس المادة المشار إليها “تتيح للمجلس تولية إحداث مثل هذه المشاريع، أي أن له الولاية”.


وقال إن الهدف من وراء إحداث هذا النظام هو تقديم الدعم والمساندة لمحاميي الهيئة في حالة “عجز مهني”، نافيا أن يكون ذلك ماسا باستقلالية المهنة “اللهم إذا كان البعض يعتبره ماسا باستقلالية الجيوب”، معتبرا أن “أي عمل اجتماعي يؤدي إلى التكتل وليس إلى التفرق”.


واستطرد مضيفا أنه في غياب موارد مالية قارة لهذا النظام فلا توجد طريقة أخرى لضمان موارده غير الاقتطاع من ودائع المحامين. وهو ما ترفضه الفئة المعارضة لهذا القرار حيث تعتبر فرض هذا النوع من المساهمات عليها بمثابة “ضريبة إجبارية”، خاصة وأن المادة 9 من القرار تهدد كل محام امتنع عن أداء مساهمته بالمعاقبة وفق قانون المحاماة.


وعن الدفع الذي تقدم به الطاعنون لاعتبارهم أن إحداث هذا النظام سيولد نوعا من “الإتكالية” والتكاسل عن العمل ما دامت الأجرة الشهرية مضمونة، أكد نقيب هيئة المحامين بالقنيطرة أن هذا “ادعاء ليس له أي أساس”. وزاد موضحا: “إن نظام التكافل الاجتماعي الذي نتحدث عنه لا يضمن معاشا لكل من يتقاعس عن العمل بل تستفيد منه فقط العناصر الفعالة في حالات استثنائية مثل المرض أو العجز عن العمل”.


للإشارة فقد سبق لمجلس هيأة المحامين بالقنيطرة أن أصدر قرارا مماثلا سنة 1999، غير أن المجلس الأعلى أصدر قرارا بنقضه إثر طعن جماعي من طرف العديد من المحامين بالهيئة.


واعتبرت المجموعة الطاعنة في القرار الجديد أن “إقدام مجلس الهيئة على إصدار مقرر آخر بنفس الإخلالات والخروقات التي تصدى لها القضاء، خرقا لمبدأ راسخ في القانون وهو مبدأ قوة الشيء المقضى به، ذلك أن المقرر المطعون فيه حاليا يكرر نفس ما أبطله القضاء في المقرر السابق حينما يجعل من مبدأ التضامن والتكافل بين المحامين أمرا إجباريا وليس أمرا يتم في إطار التراضي..”.

‫تعليقات الزوار

4
  • حمودة
    الأربعاء 15 دجنبر 2010 - 18:17

    عذرا للنزهاء من المحامين و هم قلة فاني اعرف الكثير من المواطنين سقطوا ضحايا لبعض المحامين من عديمي الضمير
    الذين حرموهم لسنوات من التعويضاء المحكومة لهم في حوادث سير و بدون ان اذكر الاسماء فهم معروفين
    و الله بكل شيئ عليم

  • مجيد
    الأربعاء 15 دجنبر 2010 - 18:15

    دوام الحال من المحال ، ولذالك فإنالمعارضين لهذا المشروع قد يجدون أنفسهم يوما ما عرضة للإهمال والنسيان إذا تعرضوا لأمراض مزمنة أو كوارث مالية لا بستطيعون معها تدبير شؤونهم .

  • ناصر الحق
    الأربعاء 15 دجنبر 2010 - 18:13

    اولا للتصحيح ،فان توقيع 80 محامي لم يكن رفضا للمشروع كما تمت الاشارة في المقالة بل كانت من اجل مطالبة مجلس الهياة من اجل عرض المشروع على كافة المحامين في اطار جمع عام استثنائي للمناقشة وتوضيح اهدافه والياته .
    ثانيا : ان نظام التكافل المهني الذي كان بادرة حسنة اتى بها نقيب الهياة الاستاذ عبد الرحيم الصقلي بمعونة بعض اعضاء المجلس وهم قلة ،جاء في ظرفية وصلت فيها
    مهنة المحاماة من حيث الممارسة والسلوك الى مستوى مخجل ، واجلى صورة لذلك تتمثل في احتكار قضايا التعويضات بشكل غير مشروع من قبل فئة ليست بالقليلة تمضي في التوسع يوما بعد يوم
    حيث تضع يدها على منابع القضايا
    مساهمة بذلك في افقار فئة عريضة من المحامين الذين اختاروا ان يمارسوا هذه المهنة بشرف ومروءة ونزاهة .
    ثالثا :ان نظام التكافل جاء لمحاربة الاحتكار المتوحش للمهنة الذي يسهم بقدر واسع في تعزيز الفوارق الاجتماعية والاقتصادية بين المحامين ، لان الحاجة عموما تعيق الابداع والمحامي المعوز ماديا بفعل هؤلاء المستحوذين على جل القضايا بطرق مشبوهة،لن يتفرغ ابدا للاجتهاد والاسهام في تطوير الحقل القانوني واغنائه، بل سيبقى منكبا فقط على كيفية توفير لقمة العيش لسرته باقل معاناة، ففي غياب ارادة حقيقية والية ناجعة للضرب على ايدي العابثين بمهنة المحاماة يبقى الحل هو التكافل الذي يجد اساسه اصلا في تعاليم ديننا الحنيف .
    اما معارضي هذا القانون ،فان كان لهم الحق في الاختلاف،فليس بالضرورة ان يكون من اجل الاختلاف فحسب ،فعبارة المهنة حرة ومستقلة هي حق اريد به باطل ، فهل الحرية المقصودة هي ان تنفتح المهنة على السمسرة وفبركة قضايا حوادث السير ,,؟
    الواقع مر اذن ، فقد حان الوقت للتخليق وللتغيير ، ولجعل مهنة المحاماة اشرف وانبل مهنة وليستحضر اي محام يزاول هذه المهنة قسمها ويعيد تدبره ،اكيد
    سيغير سلوكه لامحالة.

  • خالد
    الأربعاء 15 دجنبر 2010 - 18:19

    نعم للتغيير ما دام أن الأسباب معقولة ولكن ينبغي المناقشة و إبداء الرأي من طرف كافة المحامين لأن القرار مصيري من أجل توضيح مسار النسب المقتطعة بشكل يضمن أن تعود بالنفع على كافة المحامين والأهم وهدا رأيي الخاص فقط هي أن يتم توزيع هاته الأموال بشكل دوري لأن وضعية بعض المحامين وضعية صعبة بحيث لا يستطيعون حتى أداء تكاليف المكتب فكيف يتم التفكير في المعاش قبل العيش ومن جهة أخرى من سيضمن للمحامي الدي أقتطعت من ودائعه نسب معينة أنه سيستفيد منها بشكل أو بأخر أم الأمر يتعلق بالإحتمال كحال التأمين إن الإمر بتطلب تفكيرا جديا وبرنامجا واضحا لا يساير فقط أهواء من وصلوا إلى الشيخوخة بل يجب أن يساير طموحات المحامين الشباب الدين هم في حاجة إلى دعم ومساندة لكي يتم الأخد بأيديهم لا تحطيمهم بكثرة القرارات التي تثقل كاهلهم وتجعلهم عبئا بشكل لا يشرف هاته المهنة النبيلة

صوت وصورة
جدل فيديو “المواعدة العمياء”
الإثنين 15 أبريل 2024 - 23:42 7

جدل فيديو “المواعدة العمياء”

صوت وصورة
"منتخب الفوتسال" يدك شباك زامبيا
الإثنين 15 أبريل 2024 - 23:15

"منتخب الفوتسال" يدك شباك زامبيا

صوت وصورة
بيع العقار في طور الإنجاز
الإثنين 15 أبريل 2024 - 17:08 4

بيع العقار في طور الإنجاز

صوت وصورة
مستفيدة من تأمين الرحمة
الإثنين 15 أبريل 2024 - 16:35

مستفيدة من تأمين الرحمة

صوت وصورة
مع ضحايا أكبر عملية نصب للتهجير
الإثنين 15 أبريل 2024 - 16:28 8

مع ضحايا أكبر عملية نصب للتهجير

صوت وصورة
تألق المدرسة المغربية لعلوم المهندس
الإثنين 15 أبريل 2024 - 15:55

تألق المدرسة المغربية لعلوم المهندس