نشطاء إسلاميون ينفون الانضمام إلى عرشان

يبدو أن تجربة حزب الحركة الديمقراطية الاجتماعية، الذي أسسه رجل الأمن السابق، محمود عرشان، في ضمّ ناشطين سلفيين وشيعة ومن “الشبيبة الإسلامية”، كُتب لها أن تخرج “مائلة” من الخيمة، كما يتحدث المثل المغربي، فبعد أن أثار الشيخ السلفي، عبد الكريم الشاذلي، خلافه مع زميله في حزب “النخلة”، إدريس هاني، لميولاته الشيعية التي “تعرّضه للتكفير”، أعلن عدد من نشطاء “الشبيبة الإسلامية”، براءتهم من أية علاقة بعبد الكريم فوزي.

وخرج خمسة من نشطاء الشبيبة الإسلامية، التي يقودها في الخارج مؤسسها عبد الكريم مطيع، ببلاغ أعلنوا فيه عدم ارتباطهم بعبد الكريم فوزي، الذي انخرط في حزب عرشان أواخر ماي الماضي على أنه قيادي في الشبيبة الإسلامية، “لا تربطنا به أي علاقة سواء في موضوع عودتنا أو في غيره”، نافين تصريحات لفوزي تقول بأنه “أقنع مجموعة من أعضاء الشبيبة المنفيين بالخارج بالعودة والانخراط في حزب السيد محمود عرشان”.

وصدّر النشطاء الخمسة بلاغهم، الذي توصلت به هسبريس، بـ”إننا نحن العائدين أخيرا إلى أرض الوطن من المنفى الاضطراري بتاريخ 26 أبريل 2015 ..”، مشددين على أنهم غير مهتمين بالانضمام في حزب معين “لا همّ لنا بالانخراط في أي حزب سياسي بعينه، لكوننا نقدر جميع الأحزاب الوطنية بدون استثناء، ولا نفاضل بينها في خدمة البلاد”.

وعن قضية عودتهم من المنفى أبريل الماضي إلى أرض الوطن، تابع النشطاء وهم أعماجو محمد وحليمي عبد المجيد ورفاعي شوقي وجامع إيشان وحسين اجبارة وولاد الحبيب، قولهم إن تلك العملية تبقى “حصيلة مبادرة منا مشفوعة بجهود متكاملة مبذولة من عائلاتنا ومحاميينا الأستاذين عبدالله لعماري وعبد السلام جمال الدين، والسيد وزير العدل والحريات، والمجلس الوطني لحقوق الإنسان”.

وأعلن البلاغ استنكار الموقعين عليه “أي افتراء علينا أو إقحامنا في النزاعات بين الأحزاب أو جعلنا مادة للمتاجرة السياسية”، في إشارة منهم إلى خروج إعلامي حديث للناشط عبد الكريم فوزي، الذي تحدث فيه عن دور له في عودة المنفيين من أعضاء الشبيبة الإسلامية إلى المغرب أخيرا وتوسطه لانضمامهم في صفوف حزب الحركة الديمقراطية الاجتماعية.

وأثار هذا الخروج الإعلامي لفوزي وانضمامه إلى حزب عرشان موجة من الغضب العارم داخل قيادات “الشبيبة الإسلامية” العائدة أخيراً إلى المغرب، وصلت لحدّ نعتهم له بـ”الشخص النكرة الذي لم تكن له أي صفة قيادية داخل الشبيبة.. دفعت عبد الكريم مطيع إلى طرده أوائل الثمانينيات من القرن الماضي”، وفق تعبيرهم.

ومما أغضب تلك القيادات أيضا، هو تعمد عبد الكريم فوزي للهجوم بإسم “الشبيبة الإسلامية” على حزب العدالة والتنمية وحكومة عبد الإله بنكيران، رغم أن حزب الحركة الديمقراطية الاجتماعية “لا تجمعه أية عداوة مع حزب عرشان”، يضيف أحدهم لهسبريس، في وقت سبق لفوزي أن صرح إعلاميا أنه يخوض حواراً مع بعض قيادات “الشبيبة الإسلامية” وكذا جماعة “العدل والإحسان” من أجل الانضمام ‘لى حزب النخلة.

وتعد وثيقة القياديين الخمسة من “الشبيبة الإسلامية” العائدين إلى المغرب، بلاغ النفي الثاني من نوعه الصادر ضد المنضمين أخيرا إلى حزب عرشان، حيث سبق لمعتقلين في مِلفّ السلفية الجهادية أن اعترضوا على التحاق عبد الكريم الشاذلي، الذي يعد من رموز التيار السلفي، بحزب الحركة الديمقراطية الاجتماعية، بإسم التيار ونفيهم لزعم الشاذلي في التحاق حوالي 400 سلفي يوجدون داخل السجون المغربية.