ساعف يؤيّد إبقاء العملية الانتخابية تحتَ إشراف وزارة الداخلية

ساعف يؤيّد إبقاء العملية الانتخابية تحتَ إشراف وزارة الداخلية
الإثنين 10 أكتوبر 2016 - 00:00

بيْنما تطالبُ عدد من الهيئات المدنية المكلفة بملاحظة الانتخابات في المغرب برفع وزارة الداخلية يدَها عن العملية الانتخابية، وإناطة مهامِّ الإشراف عليها إلى لجنة عُليا مستقلة، على غرار ما هو معمول به في دول أخرى، أيّدَ عبد الله ساعف، الأكاديمي المغربي ورئيس مركز الدراسات والأبحاث في العلوم الاجتماعية، إبقاء العملية الانتخابية تحتَ إشراف وزارة الداخلية.

ساعف، في ندوةٍ قُدم فيها تقرير أنجزه المنتدى المدني الديمقراطي المغربي، بتعاون مع مركز الدراسات والأبحاث في العلوم الاجتماعية، حول الملاحظة الانتخابية لاستحقاقات 07 أكتوبر، أمس الأحد بالرباط، قال: “يجب المراهنة على أن وزارة الداخلية قادرة على تدبير الانتخابات بشكل حُرّ. ويبدو أننا تجاوزنا مطلبَ إشراف لجنة عليا مستقلة على الانتخابات”.

في هذا الإطار، علّل تقرير ملاحظة الانتخابات الذي قدّمه ساعف والخبراء المشرفون على إعداده إبقاء العملية الانتخابية تحتَ الإشراف الحكومي بكونه يمكن أن يندرج ضمن فرضية “الترصيد والتثبيت الديمقراطي”، لافتا إلى أنّ “هذه الصيغة هي المعمول بها في الديمقراطيات الراسخة، حيث تؤدي الثقة في حياد الإدارة إلى الاستغناء عن التفكير في اللجوء إلى صيغة اللجنة المستقلة”.

وكانتِ الفترة التي سبقتْ إجراء الانتخابات التشريعية الأخيرة عرفتْ “توتّرا” بين وزيريْ الداخلية والعدل، المسؤولين عن اللجنة الحكومية المشرفة على الانتخابات، حينَ خرجَ مصطفى الرميد مُعلنا أنّه لا يُستشار في أمور الإعداد للانتخابات، ومبرّئا نفسه من أيّ “نكوص” قد يطالُ العملية الانتخابية، وهوَ ما دفع حصاد إلى الردّ مفنّدا كلام وزيرَ العدل، قبْل أنْ يعودَ، ليلة إعلان نتائج الانتخابات، إلى انتقاد حزب العدالة والتنمية، بعد تهنئته بالفوز بالرتبة الأولى، على إبدائه شكوكا في حياد الإدارة.

وعلى عكْس الموقف الذي عبّر عنه عبد الله ساعف، وتضمّنه تقرير المنتدى المدني الديمقراطي المغربي، ومركز الدراسات والأبحاث في العلوم الاجتماعية، فإنَّ هيئات مدنية مغربية أخرى تُطالبُ بضرورة إشراف لجنة عليا مستقلة على الانتخابات، إذ قال كمال الحبيب، المنسق الوطني للنسيج الجمعوي لرصد الانتخابات، أمس السبت في تصريح لهسبريس، إنّ إشراف الداخلية على الانتخابات يفتح المجال أمامَ “تأويلات قد لا تكون مبنية على أساس”.

من جهة أخرى، تطرّقَ ساعف إلى عملية الملاحظة الانتخابية في المغرب، خاصّة في الشّق المتعلّق منها بتمويل الهيئات المدنية المشرفة على الملاحظة من الخارج، خاصة من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية؛ وبعد أنْ أشار إلى أنَّ المنتدى المدني الديمقراطي “لا يبحث عن التمويل لا من الداخل ولا من الخارج”، وإلى أنّ خبراءه “متطوّعون”، أردفَ بأنَّ عملية الملاحظة “لها خصوصية استثنائية لأنها تشكّل جزءًا من سيادة المغرب، وتُرسَم فيها سِمات السلطة العمومية وإرادة المجتمع وتوجهات آفاق السياسات العمومية”.

وزاد ساعف موضحا: “يظهر لي أنَّ التعاون مع طرف خارجي يجعلنا وكأننا نمارس الملاحظة بالوكالة من طرف دول تَعتبر نفسها فوق الدول التي تراقبها، بينما هناك قوة ذاتية، داخليّاً، تستطيع القيام بهذه المهمة”.

ومن ناحية أخرى، تساءل ساعف عمّا إنْ كانَ ضروريا أنْ تستمرّ عملية ملاحظة الانتخابات “إلى ما لا نهاية”، قائلا: “كلما استمررنا في الملاحظة فهذا يعني أنّ “هادشي ما تابْتْش”، وتابع: “يجب الوصول إلى أفق لا تستمر فيه ملاحظة الانتخابات”.

وتطّرق ساعف إلى عدد من سِمات الانتخابات التشريعية الأخيرة، وأشار إلى “ندرة العنف والفساد؛ بينما بلدان في القارة الإفريقية تنتهي فيها الانتخابات بالمواجهات”؛ كما لفت إلى عدد من الأمور السلبية التي وسمت الاستحقاقات التشريعية الثانية في ظل دستور فاتح يوليوز 2011، ومنها “محدودية النقاش العمومي على البرامج وشخصنة التنافس الانتخابي”، قائلا: “الفوز في الانتخابات أصبح فرديا، ما عدا تنظيم سياسي واحد لديه إمكانية تنافس مرشحيه بالبرنامج الانتخابي وليس بصفتهم الفردية”.

وتوقف ساعف عند تواري عدد من السلوكيات السلبية التي كانتْ تشوب العمليات الانتخابية السابقة، وعزا ذلك إلى ارتفاع درجة منسوب الوعي السياسي، إذ أضحى الفاعلون السياسيون يحسبون حسابا لردود الفعل التي يمكن أن تنجم عن سلوكياتهم من طرف الرأي العام، وزاد موضحا: “هناك خطوط حمراء لم يعد ممكنا تجاوزها”.

وعلى الرغم من تنويهه بالتقدّم الحاصل من محطة انتخابية إلى أخرى، إلا أنّ ساعف أكّد أن “قراءتنا ليست تفاؤلية مجّانا، ولكنّ الرهان هو أن ينتصر المجتمع في هذا الصراع الديمقراطي”.

وفي ما يتعلّقُ باستغلال الدّين في العملية الانتخابية، خاصّة بعْدَ إقدام وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية على تعميم “خُطبة موحّدة” في صلاة الجمعة يوم إجراء الاقتراع، والتي دعا فيها الخطباء المواطنينَ إلى الإقبال بكثافة على التصويت، معتبرين ذلك “واجبا وطنيا”، دعا ساعف إلى “إبعاد الانتخابات عن الاستغلال الديني، سواء من هذا الطرف أو ذاك”، مضيفا أنّ “الانتخابات يجبُ أن تُجرى في يوم آخرَ غير الجمعة، حتى لا يتمّ التأثيرُ على إرادة المواطنين”.

‫تعليقات الزوار

14
  • الموتور نحيلة
    الإثنين 10 أكتوبر 2016 - 00:19

    إبقاء العملية الانتخابية تحتَ إشراف وزارة الداخلية.
    السيد ساعف يقصد وزارة الداخلية النرويحية.

  • mestari
    الإثنين 10 أكتوبر 2016 - 00:43

    رحم الله البصري الذي كون رجالا مثل ساعف…

  • عبد الودود
    الإثنين 10 أكتوبر 2016 - 00:45

    ما قل و دل :
    "محدودية النقاش العمومي على البرامج وشخصنة التنافس الانتخابي"، قائلا: "الفوز في الانتخابات أصبح فرديا، ما عدا تنظيم سياسي واحد لديه إمكانية تنافس مرشحيه بالبرنامج الانتخابي وليس بصفتهم الفردية"

  • هشام محلل سياسي
    الإثنين 10 أكتوبر 2016 - 00:46

    المشكل في المغرب هو غياب اللجان والهيآت المستقلة فهو فعل سواء حتى ولو تم بالفعل إناطة مهام تنظيم الإنتخابات إلى لجنة مستقلة وهو أمر لن ترضخ له الدولة بالطبع فإنها لن ترفع يدها عنها أبدا وسينجح من تريد ويرصب من تريد وبالتالي ستصبح الإنتخابات تحت إشراف وزا ة الداخلية بالوكالة

  • Abdoul
    الإثنين 10 أكتوبر 2016 - 00:51

    Tout à fait il ne faut pas que le vote ait lieu un vendredi. C'est le jour où les marchands de la religion font leur marché. Ce n'est pas neutre. Il faut que le vote ait lieu par voi électronique et pas le vendredi. Et moi je veux que seuls les gens qui savent lire et écrire votent. Je n'ai pas à subir les conséquences des votes des analphabètes et ceux qui ont vendu leur voie.

  • ابوزيد
    الإثنين 10 أكتوبر 2016 - 01:05

    اعلان النتاءج النهاءية للانتخابات الاخيرة 4 ساعات بعد اغلاق صناديق الاقتراع شيء ممتاز ومستوى راءع ويعد فخر المغرب كاي بلد اروبي والفضل حقيقة لوزارة الداخلية.هذا من جهة.ومن جهة ثانية نريد معرفة من كان وراء مسيرة الطبقة الكادحة(يوم الاحد قبل الانتخابات) التي تم استغلالها للرجوع بنا الى السبعيينات.

  • غير مسوط
    الإثنين 10 أكتوبر 2016 - 01:15

    المشكل في الإدارة أنها لم تكن محايدة. رجال السلطة عملوا نهارا جهارا في خدمة البام. و كانوا يقولون أن الأوامر جاءت من فوق. إن لم يكن هذا الفوق هو الداخلية فم هو يا ترى؟

  • هوبا
    الإثنين 10 أكتوبر 2016 - 01:57

    الداخلية من كان مسؤل عن مضاهرة الضار البيضاء اين هو الحياد ؟

  • فوزي الصحراوي
    الإثنين 10 أكتوبر 2016 - 05:58

    الداخلية في هذه الانتخابات؟لم تكن محايدة،بل هناك تدخلات مكشوفة بشهادة عدد كبير من المغاربة ،من جميع انحاء المملكة،وهذا عار كبير،الشعب اصبح على دراية بما يجري في العالم،كيف سيخفى عليه ما يجري في بلده؟كفانا كذبا كفاما فسادا،اليس عار عليكم ؟جلالة الملك يعمل ليل نهار لإسعاد المغاربة،وللدخول بالمغرب الى الدول الديمقراطية الحقيقة،لماذا تسيرون انتم ضد الثيار،

  • mozart
    الإثنين 10 أكتوبر 2016 - 08:55

    نز ع تنظيم الانتخابات من انياب الداخلية مطلب ديمقراطي و ورش للمرحلة المقبلة

  • لمعاشي م
    الإثنين 10 أكتوبر 2016 - 12:38

    هاذه مسألة مفروغ منها لازم تبقى الإنتخابات تحت وزارت الداخلية باش مايخرجوش الاحزاب السياسية عن النص وغالطو الشعب راه فيه بعض اصحاب القلوب المريضة بعدم الاعتراف بالهزيمة ولا الاعتراف بالفشل ولا حتى النقض الذاتي , بالناسبة أوجه رسالتي الى بعض رؤساء الاحزاب باش اراجعو انفسهم او اقدمو استقالتهم لم قدموه لاحزابهم من فشل او بالاحرى للموالين لهم…

  • Citoyen
    الإثنين 10 أكتوبر 2016 - 12:49

    Mr le ministre de l'intérieur devrait justifier ses propos accusateurs pour le PJD.
    Le PJD n'est-il pas un parti comme les autres avec sa spécificité?
    Le PJD est-il le seul à s'être plaint de l'intervention des fonctionnaires de l'intérieur (pas Mr Hassad en personne)?
    Mr le ministre n'est-il pas sous l'autorité du chef du gouvernement, qui est le PREMIER ministre du pays?

  • نورالدين
    الإثنين 10 أكتوبر 2016 - 12:50

    بعد تتبعي لمسار الانتخابات التشريعية ل 7 اكتوبر استخلصت منها دروسا و عبر مفادها ان المغرب و لله الحمد يعيش مرحلة انتقالية بفضل حنكة الملك و مصداقية حزب العدالة و التنمية الذي عرف كيف يساير هذه المرحلة الصعبة في ظل التغيرات التي حصلت ما قبل دستور 2011 لكن ما يجب على كل مواطن مغربي فعله هو تتبع مسار الاصلاحات ما بعد 7 اكتوبر و ما ستؤول اليه الاوضاع و بالتالي له الحق في معاتبة او مناصرة هذا الحزب ان لم تكن هناك نتائج ملموسة على ارض الواقع , فمن وجهة نظري ان هذه المرحلة ما بعد الانتخابات و تشكيل حكومة ستكون جد صعبة في تسيير الشان العام و ارجوا من الله ان تكون هذه المرحلة فال خير على المجتمع المغربي قاطبة .

  • متتبع وملاحظ غيور على وطنه
    الإثنين 10 أكتوبر 2016 - 13:11

    كيف للداخلية أن تكون هي المشرفة على الانتخابات هل نريد أن نخطوا للامام فالمجال الديموقراطي أم نرجع للوراء فالداخلية بذلت مجهودات مميزة في هذه الانتخابات إلا أنها لم تخلو من بعض الممارسات المشينة اولها المسيرة الفاضحة والمفضحة التي فضحت المغرب وفضحت الداخلية خاصة عندما صرح الوزير بأنه ليس في علمه وانه لا شيئا عن تلك المسيرة والتي استعملت فيها كل وسائل النقل واتوا بالمواطنين من عدة اقاليم وجهات هذه من ناحية اما الداخلية فكانت لها اليد في يوم الاقتراع بواسطة الأعوان والقياد ووو لهذا من الاحسن ومن الواجب تشكيل لجن مستقلة برعاية الملك تشرف على الانتخابات لتعم الديمقراطية التي ينهجها المغرب .

صوت وصورة
مغاربة والتعادل مع موريتانيا
الأربعاء 27 مارس 2024 - 01:07 4

مغاربة والتعادل مع موريتانيا

صوت وصورة
المخارق والزيادة في الأجور
الأربعاء 27 مارس 2024 - 00:30 1

المخارق والزيادة في الأجور

صوت وصورة
شهادات للتاريخ | انتخابات 2011
الثلاثاء 26 مارس 2024 - 23:00

شهادات للتاريخ | انتخابات 2011

صوت وصورة
قصة | الرجل الذهبي
الثلاثاء 26 مارس 2024 - 21:30 1

قصة | الرجل الذهبي

صوت وصورة
المدينة القديمة | فاس
الثلاثاء 26 مارس 2024 - 20:55

المدينة القديمة | فاس

صوت وصورة
معرض تضامني مع فلسطين
الثلاثاء 26 مارس 2024 - 20:47 1

معرض تضامني مع فلسطين