المنوني: مشروع الدستور الجديد يروم تغيير النخبة السياسية الحالية

المنوني: مشروع الدستور الجديد يروم تغيير النخبة السياسية الحالية
الخميس 30 يونيو 2011 - 19:38

أكد رئيس اللجنة الاستشارية لمراجعة الدستور، عبد اللطيف المنوني ، أن مشروع الدستور الجديد يتضمن رهانا، ألا وهو تغيير النخبة السياسية الحالية، وإن لم يكن ، إفراز نخبة تتماشى مع قيم الانفتاح التي يرسخها القانون الأساسي الجديد.

وقال المنوني في حديث لجريدة “ليكونوميست” نشرته اليوم الخميس إنه “يتعين على هذه النخبة أن تتلاءم مع هذه القيم حتى يتم تجسيد كل إمكانيات مشروع الدستور” .

وأوضح إن هذا الرهان ليس بدون أساس ، فالعلاقة المدسترة بين ممارسة المسؤوليات والمساءلة ينبغي لها أن تفتح الطريق لممارسة سياسية أكثر انفتاحا، ومن ثم خلق التنافسية بين الأحزاب والقوى السياسية .

وأضاف ان “هؤلاء الفاعلين سيكونون متحفزين لتكوين المناضلين واختيار أجودهم ، وتوخي النجاعة، بالإضافة إلى تحديدهم للأهداف والنتائج. هذا سيأخذ وقتا، لكن ربما سنتوصل إلى خلق نوع من التوافق بين النص الدستوري، والممارسة السياسية ، والنخبة السياسية” .

وأكد رئيس اللجنة أن النص المعروض على الاستفتاء سجل تقدما كبيرا مقارنة مع دستور 1996، مشيرا إلى أن ” التعديلات كانت ترمي الى اقتراح نص يتماشى مع السياق السياسي المغربي”.

وبعد تذكيره بأن المسلسل، الذي أطلقه الملك في إطار خطاب 9 مارس، يقطع مع المراجعات الدستورية السابقة، أشار المنوني إلى أن “خاصية هذا النص تكمن في أن بلورة الاقتراحات قد أوكلت للمغاربة الذين اجتمعوا في إطار لجنة مراجعة الميثاق الأساسي للبلاد”.

كما أوضح أن “الخاصية الثانية تتمثل في كون اللجنة قد أوكلت لها مهمة محددة، لكنها، نسبيا، واسعة تم خلالها إدماج دمقرطة المؤسسات، وفصل السلط ، وتوسيع مجال الحريات إلى غير ذلك . ومنذ البدء كان يبدو أن مراجعة الدستور ستفضي الى بلورة دستور جديد تماما”.

وحسب السيد المنوني فإن الأمر يتعلق بلجنة تقنية ، لكنها ، اكتست صبغة سياسية على اعتبار أن الخطاب الملكي أوكل لها مهمة خاصة عبر حثها على توخي الشجاعة والتطرق الى القضايا التي لم ترد في المحاور التي حددها الخطاب الملكي.

وأضاف المنوني ” وفي ظل هذه الشروط كان ضروريا ، وكما أمر به صاحب الجلالة ، استشارة كافة الفاعلين المؤهلين . وقد كرسنا لهذا العمل أكثر من شهر، وأصغينا الى اقتراحات حوالي مائة هيئة ، من ضمها ، الأحزاب ، والنقابات ، والمنظمات غير الحكومية ، وجمعيات الشباب بما فيها أولائك الذين ينشطون في حركة 20 فبراير”.

واسترسل المنوني،” توصلنا من داخل البلاد وخارجها بمئات من المذكرات . وهذا يعني أننا لم نشتغل في إطار مغلق ، ولكن، في إطار مسلسل واسع من التبادل والتشاور مع الفاعلين السياسيين”.

وفي معرض حديثه عن مشروع الدستور الجديد، أشار المنوني إلى ” أننا أمام هندسة مؤسساتية مختلفة تماما “.

وأضاف أن “الاختلاف نوعي لعدة أسباب. أولا ، لأن هذا المشروع يتضمن ميثاقا حقيقيا للحقوق والحريات ، كما أن بنية السلط تم تعديلها على أساس ضمان إفراز سلطتين مستقلتين ومنفصلتين، السلطة التنفيذية والسلطة القضائية اللتين لم يكن لهما نفس الوضع من قبل”.

كما أن النهوض بالسلطة التشريعية – يشير المنوني – تعزز بتوسيع مجال اختصاصاتها ومهامها، فإلى جانب وظائفها التقليدية ، والمتمثلة في التشريع والمراقبة، هناك وظيفة جديدة تتمثل في تقييم السياسات العمومية.

ومن بين مميزات مشروع الدستور أيضا حسب السيد المنوني ترشيد عمل المؤسسات ، فضلا عن وضع آليات لوضع حد لظاهرة الترحال بالبرلمان، وضمان حقوق المعارضة، وتسريع صياغة القوانين التنظيمية .

أما في يتعلق بالصعوبات التي واجهتها اللجنة أثناء بلورة مشروع الدستور الجديد، أشار المنوني إلى “أن الصعوبات تكون دائما من نصيب أي عمل جاد وعميق تحركه إرادة حقيقية “، مذكرا بأن لجنة مراجعة الدستور تشكلت من أشخاص ينتمون إلى مشارب مختلفة، مما أضفى غنى للنقاش لكنه طرح في الوقت ذاته بعض المشاكل.

وأشار المنوني إلى أن ” اللجنة عملت بكل حرية، دون تدخل أي طرف مع الأخذ بعين الاعتبار الإطار الوحيد الذي حدده الخطاب الملكي، و المشاورات مع آلية التتبع والتشاور وتبادل الآراء حول مراجعة الدستور” ، مؤكدا أنه ” تم تجاوز هذه الصعوبات بفضل تعبئة أعضاء اللجنة، الذين عملوا طيلة هذه الفترة، تحركهم المصلحة العامة والشرف الذي حظوا به من لدن صاحب الجلالة من خلال إشراكهم في مسلسل المراجعة التاريخي “.

وقال “إن النقاش كان حرا، حاولنا دائما تعميق وجهات النظر للخروج بأفضل الخلاصات. كما أن العمل المنجز بشكل عام، يضيف المنوني، يندرج في إطار الخطاب الملكي ويستجيب لتطلعات كل الأحزاب السياسية ” .

وأشار إلى أن 98 في المائة من القرارات التي اتخذت وقع عليها الإجماع من قبل أعضاء اللجنة ، مضيفا أنه ” يتعين علينا ألا ننسى أن اللجنة كانت تعمل بتشاور مع الآلية السياسية للتتبع والتشاور وتبادل الآراء حول مراجعة الدستور، التي تضم كل الأحزاب السياسية والمركزيات النقابية الأكثر تمثيلية” . ” هذه الآلية – يقول المنوني- عبرت بخصوص بعض القضايا الهامة، عن آراء مختلفة مع وجهات نظرنا”.

‫تعليقات الزوار

15
  • younes
    الخميس 30 يونيو 2011 - 20:42

    إخوان إحدرو أنا لاأفهم في السياسة ولكن على ما أرى في هدا الزمان
    هو أن دولتنا تريد أن تصبح علمانية تريد أن تتبع دول الغرب الدين يالتبعونة ديانة الماسونية
    وإنهم يريدون تطبيق نضام عالمي جديد تحكمنا به أمريكا عباد الشياطين
    إخوان والله أصبحنا ضعفاء عندم إبتعدنا عن خالقنا إن كانت الحرية أن نتبع الغرب في أعمالهم فبئس الحرية
    أتمنى من الله الحق أن يرزقنا ملك يتبع شرع الله وسنة نبينا ص
    إن للله وإن إليه راجعون هده الدنيا زائلة
    وسوف أرتاح ولن أصوت

  • jafar
    الخميس 30 يونيو 2011 - 20:49

    le manouni est un home de politique qui n est pas connu par sa justice.il ete ou quand tout les inocent sont getez a la prison.maintenant il ecrie un constitution qui na rien a avoir avec l intere du peuple.les marocain doivent avoir le courage de parlez ,si la constitution est accepetz par oui,a dieu la democratie a dieu la justice au maroc,bonjour lesclavage.
    est moi je suis tomber en esclavage
    svp laissez les gens libre de choisirs leur future et le future de ces enfant
    arretez la baltaji

  • ريان
    الخميس 30 يونيو 2011 - 23:58

    لمادا تجعلون الغرب عدوا لله ،وهم اقرب إلى الله علما ونحن ما أبعدنا عنه بجهلنا ويقينياتنا التي تزعم أن كل ما نقوله هو الحق وأن ما يقوله الآخر لهو الباطل . العلمانية ليست إلحادا بل هي تنزيه للدين عن الأخطاء السياسية التي يمكن أن يقع فيها الإنسان باسم الدين ،راجع تاريخ هده الأمة سترى كم من الأخطاء ساقتنا إلى مانحن عليه من تقهقر ،رغم القدسية التي أحطناها بالتاريخ وكأننا كنا الوحيدين الدين نتقن كتابته ،كم قدسنا تاريخ العثمانيين وهم في النهاية مارسوا على هده الأمة كل أشكال التمييز << التتريك >> مثلا

  • Mohammed
    الجمعة 1 يوليوز 2011 - 00:30

    C'est louable, monsieur Manouni. Mais je vous jure qu'au parlement on retrouvera les mêmes personnes, lmes mêmes têtes car monsieur Manouni, si le chef du gouvernement sera du parti arrivé en tête, tous les partis voudraient arriver en tête et pour celà, il faut presenter ceux qui peuvent rapporter des sièges pas d'idées ni de personnalités . Et alors bonjour les dégats. Qui va obliger les partis à jouer les mêmes dés. Je vais voter, mais je suis sûr que rien ne sortira de cette constitution,

  • Rifi
    الجمعة 1 يوليوز 2011 - 00:33

    Depuis dix anx, Sa Majesté essai d'aller de l'avant. Mais les partis politiques lui présentent toujours les mêmes têtes issues des mêmes clans. Que va changer la constitution à celà. RIEN

  • محمد
    الجمعة 1 يوليوز 2011 - 00:37

    اتق الله يا منوني فانك مسؤل امام الله وستحاسب والتاريخ سيكتب لك هذا العمل الذي قمت به الا وهو الكدب على الشعب اي تغير جدري قمت به رتوشات وسميتها تغير كبير اتق الله فان ما يلفض من قول الا لديه رقيب عتيد

  • محمد
    الجمعة 1 يوليوز 2011 - 00:49

    دستور غير دموقراطي لم اشارك في صياغته غير شعبي ممنوح فوقي طبقي لا يؤسس للمحاسبة التي هي اساس الحكم. اللجنة خانت الشعب وتخندقت لصالح الفئات الميسورة التي تكون اعضائها.
    لا لدستورك يا منوني مهندس دستور يستحق المزبلة.

  • wazzani
    الجمعة 1 يوليوز 2011 - 00:54

    لاطفاء هذا الغليان الشعبي على الملك ان يجمع يداه من اللصوصيين لا لتقبيل اليدين كفى من اذلال الشعب المسكين امام العالم المتحضر…
    عندئذ ان كان لدينا دستور 1900 لا نحس بذالك …ما اراه من تقلبات في الاحزاب التجارية المنافقة هو تخطيط لك لاذلالك وفقدانك لهذه المكرمة
    عليك ان تعدل فان اول من يدخل النار الملك .

  • Abou Saad
    الجمعة 1 يوليوز 2011 - 09:41

    لا تنعتوا الناس بأوصاف وهمية وخيالية . الأستاذ المنوني الذي تتطاول عليه بلغة فرنسية ركيكة وضمن تعليق مليئ بالأخطاء يشهد له الجميع / عدا المغرضون / بالدراية العلمية والنزاهة الفكرية و… وقد كان رئيسا للاتحاد الوطني لطلبة المغرب من سنة 1967 إلى سنة 1969 أي خلال سنوات القمع والرصاص في عهد أوفقير وما أدراك ما أوفقير يا ولدي وعندما كان إدريس البصري الوزير السيئ الذكر مكلفا بالاستعلامات الخاصة بالطلبة في مديرية الأمن الوطني. ولذلك لا تخرف بما لا تعرف.

  • chomer
    الجمعة 1 يوليوز 2011 - 09:43

    FINALEMENT Mr MANOUNI A TENTE DE FAIRE QQ CHOSE DE BIEN, MALGRE LES PRESSIONS DU MAHKZEN HELAS SON PROJET DE DOUSTOUR MODERNE A ETE CARREMENT FALSIFIE PAR LE GOUVERNEMENT INVISIBLE ET ULTR- AUTORITAIRE

  • مسفيوي حر
    الجمعة 1 يوليوز 2011 - 11:33

    باز لوجوه أغلب المعلقين.. آش هده السوداوية في النضرة للأشيء. اتقوا الله في أنفسكم وفي الأجيال التي ستأتي من بعدكم.. نص الستور بعقليتكم هده لن يغير شئ في واقعكم طالما تنطلقون بسوء نيتكم هده. تدكروا الأمس القريب: الجفاف، البون، العطش، يرني،..تنطلقون من كسلكم لتحرموا عيشة المغاربة..سموني بلطجي، الإصلاح ممكن من دواتنا من البيت من الأسرة من السهر على تربية أطفالنا من حثهم على الجد والعمل من حث أنفسنا على عدم تضييع الوقت والإخلاص في كل شئ على الإيمان بالبدل والعطاء الجماعي ونبذ الغرور والأنانية./

  • NASSIM
    الجمعة 1 يوليوز 2011 - 11:35

    Pourquoi, ils ont écarté Un Grand Homme le Professeur Mohammed AL IDRISSI AL MACHICHI, ancien ministre de la justice, c'est un homme humble, juste, correcte et propre, nous demandons à Hespress de prendre son avis sur la nouvelle constitution, par ce que je vois les mêmes têtes et les mêmes personnes, et ça use….

  • أبوبكر
    الجمعة 1 يوليوز 2011 - 12:36

    الشعب يطالب بالحلول الجدرية و سيضل يناضل من أجلها التغطية الصحية بأجود الخدمات الشغل العدالة محاسبة المفسدين ومعاقبتهم……. أ ما من يتكلم عن الغرب لما وصلوا إليه من ديموقراطية و تكنلوجية و أبحاث في الفضاء وووووووووو لا يعرف شئ و سيضل يعيش في الأوهام التي لا تجدي نفعا ''قوموا خدموا بركا من النعاس و الهدرا الخويا كلشي رجاع مفتي هكذا غدي تمشو البلاد''

  • أحمد خلدون
    الجمعة 1 يوليوز 2011 - 13:51

    في سنة 1988 شارك المؤرخ الراحل محمد المنوني في إحدى الندوات العلمية بمدينة الدار البيضاء في وقت كانت فيه الداخلية ـ وهي آنذاك أم الوزارات ـ تحتضن وتراقب كل الأنشطة من منظور الضبط والمراقبة والهاجس الأمني، وكان المشاركون مدعوين للعشاء من لدن العامل، وفي الأمسية خصصت مائدة للعامل ورؤساء المصالح وكان ضمنها مقعد الأستاذ المؤرخ محمد المنوني، لكنه امتنع عن الجلوس مع ثلة الداخلية والسلطة، وأسر لنا عن رأي فقهي مفاده أن الجلوس مع رجل السلطة مبطل للشهادة، والأكل معه في مائدته مبطل للتقاضي، ومسفه للقاضي.

  • فيلسوف
    الجمعة 1 يوليوز 2011 - 18:53

    ينادونهم بفقهاء الدستور ! لا بأس ! إلا أنه من المعلوم في الفقه أن لا اجتهاد مع النص ! والدستور نصا هو أسمى قانون في البلاد ! لا أحد يعلو عليه والجميع يخضع للمحاسبة بموجب الدستور…!!! سأكون ممتنا لمن يحاججني في هذا الأمر ! ولا أريد كلاما دبلوماسيا…!!!!

صوت وصورة
هلال يتصدى لكذب الجزائر
الخميس 18 أبريل 2024 - 13:45 3

هلال يتصدى لكذب الجزائر

صوت وصورة
مع المخرج نبيل الحمري
الخميس 18 أبريل 2024 - 13:17

مع المخرج نبيل الحمري

صوت وصورة
عريضة من أجل نظافة الجديدة
الخميس 18 أبريل 2024 - 12:17 3

عريضة من أجل نظافة الجديدة

صوت وصورة
"ليديك" تثير غضب العمال
الخميس 18 أبريل 2024 - 11:55 1

"ليديك" تثير غضب العمال

صوت وصورة
المعرض المغاربي للكتاب بوجدة
الخميس 18 أبريل 2024 - 01:29

المعرض المغاربي للكتاب بوجدة

صوت وصورة
بعثة أسترالية تزور مركز "تيبو"
الأربعاء 17 أبريل 2024 - 21:45

بعثة أسترالية تزور مركز "تيبو"