بوعشرين يتساءل: أي دور لليمين في المرحلة المقبلة؟

بوعشرين يتساءل: أي دور لليمين في المرحلة المقبلة؟
الأربعاء 17 غشت 2011 - 02:11

ماذا وراء البلاغ المشترك الذي صدر عن أربعة أحزاب تطالب فيه وزارة الداخلية بالتعجيل في تنظيم الانتخابات التشريعية قبل متم أكتوبر القادم؟ وراء هذا البلاغ، الموقع من قبل التجمع الوطني للأحرار والحركة الشعبية والأصالة والمعاصرة والاتحاد الدستوري، أكثر من مجرد الضغط على الإدارة الترابية ودفعها إلى التصلب أمام دعوات حزب العدالة والتنمية الذي يطالب بتأجيل موعد الانتخابات تحت مبرر الاستعداد الجيد للاستحقاقات القادمة.. البلاغ المشترك بين بيد الله ومزوار والعنصر والأبيض بوادر ميلاد تكتل انتخابي أو سياسي استعدادا للمرحلة المقبلة.

الأحزاب الأربعة لها قواسم مشتركة عدة، فهي أحزاب انتخابية، وتوجهاتها يمينية، وهي لا ترى نفسها خارج أي مبادرة تصدر عن القصر، وتعتبر اليسار والإسلاميين خصوما محتملين لها، وإن كانت النزعة البرغماتية القوية داخلها تجعل منها كتلة سياسية عائمة يمكن أن تدخل إلى أي تحالف سياسي أو أي حكومة مقبلة.

الأحزاب الأربعة كلها شاركت، بهذا الشكل أو ذاك، في الحكومات المتعاقبة، وهي مسؤولة عن جزء من الحصيلة السلبية التي تجرها البلاد خلفها (الأصالة والمعاصرة وإن كان في المعارضة الشكلية، فإن مؤسسه كان ولايزال أحد مهندسي القرار، كما أن حكومة عباس لم تتشكل بعيدا عن نظره ويده، ثم إن حزب الجرار كان باستطاعته إسقاط حكومة الفاسي في البرلمان لكنه لم يفعل)…

بين هذه الأحزاب حساسيات لأنها جميعا كانت تتنافس على كرسي واحد في القصر، أي أنها كانت تتنافس على من يكون حزب القصر رقم واحد. الآن مياه كثيرة جرت تحت جسر الخارطة الحزبية في البلاد، وثلوج كثيرة ذابت من حرارة الشارع بعد ولادة حركة 20 فبراير من رحم الانتفاضات العربية ضد الاستبداد والفساد والحكرة، وعلى الأحزاب الأربعة أن تجدد الدماء في عروقها، وأن تبحث عن مبرر جديد لوجودها خارج مهمة «جبهة الدفاع عن الملكية»، فالملكية اليوم لا تحتاج إلى من يدافع عنها، فدستور 2011 وضع وفق منهجية توافقية بين الأحزاب والملك، والتوتر تلاشى بين القصر والمنازعين في شرعيته، كما كان الأمر في بداية الاستقلال إلى الثمانينات، وأكثر شعار ثوري اليوم في الساحة هو الذي ينادي بـ«الملكية البرلمانية»، حيث يسود الملك ولا يحكم، وحتى هذا الشعار يمكن تحقيق أجزاء مهمة منه إذا ولدت حكومة قوية في المملكة، وعلى رأسها رئيس متشبع بالتأويل الديمقراطي للوثيقة الدستورية.

لهذا على الأحزاب جميعها، أن ترسم لنفسها في المرحلة المقبلة أهدافا أخرى لعملها غير الاختباء وراء الدفاع عن الملكية لتبرير وصولها إلى مواقع ومراكز السلطة. لقد دفع نظام الحسن الثاني الكثير من المال والسلطة والامتيازات والريع لنخب الأحزاب التي كانت توهمه بالدفاع عن أسوار قصره، وبأنها أفضل حارس يجلس عند باب ملكه، والنتيجة كانت كارثية، حيث اتسع فساد العلميات الانتخابية حتى صارت لا تنتج إلا الأعيان والفساد وعدم القدرة على إدارة شؤون البلاد، كما اتسع معسكر المنافقين والمتملقين الذين يزينون للسلطة كل أمر قبيح، لهذا رأينا كيف كان الحسن الثاني مرتاحا لعودة التوافق بين العرش وأحزاب الحركة الوطنية التي كان اليوسفي رمزها يوم دخل إلى القصر وخرج بظهير تعيينه يوم 4 فبراير سنة 1998، وسيكون التحدي في المرحلة المقبلة هو الإنصات إلى نبض الشارع وعدم الخوف من اختيار المغاربة.. أيا كان هذا الاختيار.

صوت وصورة
احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية
الجمعة 29 مارس 2024 - 00:30 3

احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية

صوت وصورة
شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر
الخميس 28 مارس 2024 - 23:00 2

شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر

صوت وصورة
فواجع النقل المزدوج
الخميس 28 مارس 2024 - 22:15 4

فواجع النقل المزدوج

صوت وصورة
تقنين التنقل بالتطبيقات
الخميس 28 مارس 2024 - 19:55 11

تقنين التنقل بالتطبيقات

صوت وصورة
الفهم عن الله | إصلاح العيوب
الخميس 28 مارس 2024 - 18:00

الفهم عن الله | إصلاح العيوب

صوت وصورة
وزير النقل وامتحان السياقة
الخميس 28 مارس 2024 - 16:02 6

وزير النقل وامتحان السياقة