الأنصاري ولاريجاني يعلنان الحاجة إلى تعزيز علاقات إيران والمغرب

قبل أيام، حلّ وفد مغربي وازن، يضم 7 نواب ومستشارين من مختلف الفرق البرلمانية، بالعاصمة الإيرانية طهران، لحضور الدورة الـ13 من مؤتمر اتحاد برلمانات الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي؛ لكن الموعد لم يخل من مواقف سياسية بين الرباط وطهران، غابت منذ مدة طويلة، وهمت التشديد على العمل المشترك.

الموقف المغربي، الذي كسر حالة الترقب بين البلدين منذ عودة العلاقات إلى طبيعتها مطلع سنة 2015، جاء على لسان القيادي الاستقلالي عبد الواحد الأنصاري، نائب رئيس مجلس النواب، الذي عبر، في لقاء ثنائي جمعه برئيس مجلس الشورى الإسلامي الإيراني، علي لاريجاني، عن “ارتياحه لتطوير العلاقات مع إيران في شتى المجالات”.

وقال الأنصاري، وفقا لما نقلته وكالة الجمهورية الإسلامية للأنباء الإيرانية “إرنا”، ما مضمونه: “إننا نتطلع إلى تعزيز العلاقات الثنائية مع إيران في المجال الاقتصادي والثقافي والسياسي”، مشددا على أن “المملكة المغربية وإيران كانت لديهما علاقات ثنائية منذ سنين.. لذلك فإننا سنرتاح بشأن تطوير العلاقات بين البلدين في المجالات الاقتصادية والثقافية والسياسية”.

وفيما قال نائب رئيس مجلس النواب إن المغرب يعد بوابة الدخول إلى إفريقيا وله موقع هام.. معربا عن أمله بأن يشكل هذا اللقاء ركيزة لمواصلة العلاقات بين البلدين، وفق المصدر ذاته، رد لاريجاني بإعلانه “ضرورة تعزيز العلاقات بين إيران والمغرب”؛ على أنه “يجب تطوير العلاقات في المجالات الاقتصادية والسياسية والثقافية.. وأن الخلافات ستخفف في ظل التعاون بين الدول الإسلامية، وأن زيادة الزيارات في شتى المستويات ستعمق العلاقات”.

وكان الوفد المغربي حظي باستقبال من لدن علي خامنئي، قائد “الثورة الإسلامية” بالبلد الفارسي، بمعية كل من الرئيس الإيراني، حسن روحاني، وعلي لاريجاني، رئيس مجلس الشورى الإسلامي، في موعد تزامن مع الفترات اللاحقة من الاحتجاجات غير المسبوقة ضد غلاء المعيشة في إيران، والتي أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 24 متظاهرا واعتقال نحو 3 آلاف و700 شخص.

ويأتي موقف الأنصاري في وقت تعرف الساحة الإقليمية انقساما حادا تجاه إيران، وسط اتهامات عربية لها بزعزعة استقرار دول المنطقة، إذ تؤكد الرياض دوما على “الانتهاكات الإيرانية في الدول العربية عبر أذرع موالية لها في المنطقة”، والتورط المباشر في تسليح جماعة الحوثيين، التي تدعمها بمعية حزب الله اللبناني، وتوجيه التنظيم الشيعي لعدة صواريخ بالسيتية صوب الأراضي السعودية.

ورغم العلاقات المتوطدة جدا بين المغرب ودول الخليج، التي تخوض صراعا سياسيا محموما مع إيران، فإن الرباط لم تعبّر في الآونة الأخيرة عن مواقف واضحة ضد طهران؛ لكن برقية رسمية بعث بها الملك محمد السادس إلى العاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز آل سعود، عقب الاعتداء الصاروخي الذي استهدف الرياض، وصفه فيه بـ”الاعتداء الآثم والعمل العدواني الجبان”.

وعادت العلاقات بين الرباط وطهران إلى طبيعتها مطلع سنة 2015، بتعيين السفير الإيراني الجديد محمد تقي مؤيد، ثم استقبال الرئيس الإيراني حسن روحاني سفير المغرب المعتمد لدى طهران حسن حامي، بعد قطيعة بدأت منذ مارس من العام 2009. إلا أن الترقب يبقى سيد الموقف بين البلدين.

وظهر ذلك في مناسبات عدة، أبرزها غياب التمثيلية الرسمية المغربية عن الاحتفال بالذكرى السنوية الـ38 لـ”انتصار الثورة الإسلامية” بالرباط، واستثناء محمد جواد ظريف، وزير الخارجية الإيراني، للمغرب من جولة مغاربية قادته في يونيو الماضي إلى الجزائر وموريتانيا وتونس.