"الاتحاد الاشتراكي" يدعو إلى إرساء نموذج تنموي مندمج ومنصف

"الاتحاد الاشتراكي" يدعو إلى إرساء نموذج تنموي مندمج ومنصف
الجمعة 8 فبراير 2019 - 01:01

دعا حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية إلى ضرورة إرساء نموذج تنموي مندمج ناجع يقوم على العدالة الاجتماعية والمجالية والإنصاف والتضامن بين مختلف الفئات المجتمعية، مسجلا ارتياحه الكبير لدعوة الملك محمد السادس، في خطابه أمام البرلمان يوم الجمعة 13 أكتوبر 2017، إلى بلورة نموذج تنموي جديد.

واعتبر أحمد العاقد، عضو المجلس الوطني للحزب، في برنامج القناة الأولى “قضايا وآراء”، الذي شاركت فيه إلى جانب الاتحاد الاشتراكي أحزاب التجمع الوطني للأحرار والأصالة والمعاصرة والاستقلال، أن “الأمر يتعلق بلحظة تاريخية في مسار التنمية الاجتماعية والبشرية تضع المغرب أمام منعطف حاسم لتحقيق الإقلاع التنموي الشامل”.

وأوضح أحمد العاقد أن “المغرب، خلال العقدين الأخيرين، تمكن من إحراز تقدم مهم في مجال البناء السياسي والمؤسساتي وتعزيز التنافسية الاقتصادية، إذ حقق تراكمات إيجابية، خاصة على مستوى المشاريع الإستراتيجية الكبرى”، مبرزا، في المقابل، أن “إيقاع الأداء الاجتماعي لم يكن بنفس وتيرة الإيقاع الاقتصادي، إذ مازال هناك خصاص اجتماعي كبير على الرغم من التطور الذي عرف مع حكومة التناوب في ما يتعلق بتراجع مستويات الفقر وتحسن مؤشر أمل الحياة عند الولادة، وتوفير الخدمات العمومية وتعزيز البنية التحتية المرتبطة بالماء والكهرباء والطرق”.

واعتبر المتحدث أن المطلوب اليوم هو “إيجاد الآليات الكفيلة بتحقيق التوازن بين النمو الاقتصادي الذي تنبغي مواصلته وتقويته، والتنمية الاجتماعية، من خلال اعتماد تصور مندمج ومتكامل”، وأكد، في هذا الصدد، على أهمية التركيز على المحاور الكبرى التي تحظى بالإجماع الوطني، والتي حددها الخطاب الملكي بالمؤسسة التشريعية بتاريخ 12 أكتوبر 2018 في القضايا الاستعجالية الملحة، من قبيل التربية والتكوين والتشغيل والحماية الاجتماعية وقضايا الشباب.

ودعا العاقد إلى “استخلاص الدروس من التداعيات السلبية للسياسات المحافظة ونظام العولمة الاقتصادي على المستوى الاجتماعي، إذ فاقمت فقر الأغلبية وزادت ثراء الأقلية وأضعفت الطبقة الوسطى”، ولمواجهة ذلك أعلن أن “الاتحاد الاشتراكي مع الدولة الداعمة التي تقوم بدور تحفيزي واجتماعي لصالح الفئات المجتمعية الأكثر تضررا من أجل ضمان التوازن الاجتماعي”.

وشدد المتحدث ذاته على ضرورة “الاستثمار الإيجابي للدينامية السياسية الجديدة التي عرفتها بلادنا منذ دستور 2011″، ودعا إلى “التفعيل الجيد للمقتضيات الدستورية المتعلقة بالحكامة العمومية ومحاربة الفساد وربط المسؤولية بالمحاسبة، خاصة الفصل 31 من الدستور الذي يحدد الخدمات الاجتماعية الواجب توفيرها لفائدة جميع المغاربة على قدم المساواة”.

من جهة أخرى أشار أحمد العاقد إلى أن “الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية استند، في صياغة تصوره السياسي، إلى التراكمات النضالية والسياسية المتضمنة في أدبيات ووثائق الحزب، خاصة منذ المؤتمر الوطني الثامن سنة 2008، الذي أثار الانتباه إلى عدم قدرة المشاريع التنموية على مسايرة الحاجيات المتزايدة للمواطنين”، وذكر بما سجله المؤتمران الوطنيان التاسع والعاشر للحزب من ضرورة “خلق نموذج تنموي بديل يرسخ الجاذبية الاستثمارية والعدالة الترابية والتضامن الاجتماعي”، مبرزا “المجهود الفكري للكفاءات الحزبية في اقتراح الآليات الممكنة للموازنة بين النمو الاقتصادي والتنمية الاجتماعية”.

وأشار المتحدث ذاته إلى نتائج اليوم الدراسي الذي نظمه الحزب بالصخيرات بتاريخ 19 أبريل 2018 حول “النموذج التنموي الجديد”، تحت شعار “دولة عادلة قوية..مجتمع حداثي متضامن”، والنتائج المرتبطة بالنموذج التنموي الجديد المستخلصة من اليوم الدراسي الذي نظمه الحزب بالمحمدية بتاريخ 21 شتنبر 2018 حول “الجهوية واللاتمركز”، تحت شعار “مغرب الجهات: ضرورة تاريخية، وطنية وديمقراطية”.

وانطلاقا من ذلك، يضيف العاقد، “ساهمت اللجان الموضوعاتية للحزب في بلورة تصور مندمج شامل اعتمده المجلس الوطني للاتحاد الاشتراكي بتاريخ 29 شتنبر 2018، وهو التصور الذي يتبنى مقاربة جديدة تقوم على التفكير الاستراتيجي والالتقائية والتناسقية، من أجل ترسيخ العدالة الاجتماعية والتماسك المجتمعي والتضامن الاجتماعي”.

واستعرض عضو المجلس الوطني “التصور السياسي لحزب الاتحاد الاشتراكي الذي يؤكد على خمسة مرتكزات أساسية تعد ضرورية لكسب الرهانات المؤسساتية والاقتصادية والاجتماعية في أفق سنة 2040؛ أولها المرتكز المؤسساتي الذي سيتيح تقوية دور المؤسسات في تعزيز الأداء التنموي من خلال مراجعة شاملة للمنظومة الانتخابية والتفعيل الجيد للجهوية واللاتمركز وتحديث الإدارة العمومية والقيام بالإصلاح المؤسساتي اللازم، وغيرها من التدابير المعززة للفعالية المؤسساتية التي تعد ضروريا لإسناد أي نموذج تنموي ناجع”.

وعن ثاني المرتكزات، أشار العاقد إلى “المرتكز الاقتصادي الذي يتعلق باسترجاع المبادرة الوطنية في مجال التدبير المالي والاقتصادي، واعتماد نمط اقتصادي يسهل ولوج الشركات الصغرى والمتوسطة ويدعم الاستثمارات العمومية الناجعة ويعزز القدرة الشرائية للمواطنات والمواطنين”؛ فيما يأتي ثالثا “المرتكز الاجتماعي الذي يتحدد في ضمان الحقوق الاقتصادية والاجتماعية المتصلة بالتربية والتكوين والشغل والصحة، وتوفير الخدمات الاجتماعية الأساسية الخاضعة لمنطق العدالة الاجتماعية والمجالية، وأيضا الحرص على الانتقال من إجراء الدعم الاجتماعي الظرفي إلى إقرار حماية اجتماعية موسعة ومنصفة”.

أما المرتكز الرابع، حسب العاقد، فيتمثل في “المرتكز المجتمعي الذي يشكل عاملا حاسما في عملية التحديث والتقدم وإقامة مجتمع ديمقراطي ومتوازن يتسع لجميع الطاقات للمساهمة الفاعلة في إرساء النموذج التنموي الجديد. وسيمكن ذلك من ترسيخ المساواة والكرامة الإنسانية ومحاربة الإقصاء والتهميش وضمان الإشراك الفعلي لمختلف الفئات، وخاصة المساهمة الكاملة والفاعلة للمرأة والشباب”.

وعن خامس المرتكزات، أكد الفاعل السياسي على “المرتكز الثقافي الذي يعد شرطا أساسيا لتغيير الذهنيات من أجل دعم الديمقراطية والتنمية، وتحقيق العدالة اللغوية كمدخل للعدالة الاجتماعية، وتكريس الاختلاف والتعايش والفكر المبدع والنقدي، مع ضرورة الانخراط الجماعي التلقائي في المبادرات الملكية لإصلاح الشأن الديني ذات الأثر البالغ على مستوى الـتأهيل والتأطير عبر التوجيه المعقلن الذي يجب دعمه وتقويته”.

وأكد أحمد العاقد على “أهمية إشراك المجتمع المدني ووسائط التواصل من خلال تعبئة الرأي العام وجميع المغاربة حول أهداف النموذج التنموي الجديد”، وعلى “ضرورة المحافظة على الاستقرار والأمن الذي ينعم به المغرب من أجل تحصين الإقلاع التنموي والدفاع عن المصالح الوطنية، خاصة الوحدة الترابية للبلاد”.

‫تعليقات الزوار

14
  • Aziz
    الجمعة 8 فبراير 2019 - 03:02

    والله غريب امر هذه الاحزاب تصوروا اني قرات فقط الفقرة الاولى ولم استطع اكمال القراءة نفس التراهات و الكلام العصي حتى على الفهم خطاب قديم وعتيق شكلا ومضمونا ،اغلبية الشعب لا تثق بالاحزاب على مر ستون عام من الاستقلال ولم تنجح الاحزاب في استقطاب اغلبية الشعب برامج كتابية و الواقع شيء اخر انا مع نفسي لم اصوت ولن اصوت لاي حزب على الاطلاق حتى المس تطورا ملحوظا في التعليم والصحة والادارة العمومية والتكافؤ في الفرص وغيرها فان لم يحصل هذا فيكفيني بيعتي للملك كي لا اموت ميتة الجاهلية و الحسابوالعقاب عند ملك الملوك ورب الارباب سبحانه وتعالى

  • Adam
    الجمعة 8 فبراير 2019 - 03:24

    هل فعلا يوجد حزب اشتراكي في مغرب رأسمالي?
    هل فعلا هم اشتراكيون (المسؤولون عن الحزب) ام رجال أعمال وتجار و اقطاعيون?

  • Ben
    الجمعة 8 فبراير 2019 - 06:32

    الشفوي انجحتوا فيه الكتابي اسقطتوا فيه هذه 60 سنة
    انهضوا من سباتكم وكان بن جلون صالحا.

  • MOHAMMAD
    الجمعة 8 فبراير 2019 - 07:10

    GAME OVER jeu terminé إنتهت اللعبة

  • simo soussi
    الجمعة 8 فبراير 2019 - 08:10

    جميع الأحزاب الكرتونية .. تدعو و تدعو و تدعو .. بلا بلا بلا بلا إلى أجل غير مسمى .. صفر إنجاز

  • محمد
    الجمعة 8 فبراير 2019 - 08:52

    ويجب ان يركز النموذج التنموي على استرجاع جميع الامتيازات والاراضي التي استفاد منها السياسيون في نطاق الريع والزبونية وعلى رأسهم من يطلق عليهم " قياديون " في حزب الاتحاد الإشتراكي.
    وإقالة جميع من يتقلد منصبا عاليا عن طريق المحسوبية . وفي مقدمتهم أبناء وأهالي من يطلق عليهم" قياديون " في حزب الاتحاد الاشتراكي.
    خلاصة الأحزاب هم منبع التخلف والفساد والريع في بلادنا. وهم غير مؤهلون لتقديم اي اقتراح .

  • حائر
    الجمعة 8 فبراير 2019 - 08:57

    ونحن نقول لهذا الحزب منذ متى وانت تغكر في تنمية احوال الفقرلء من المغاربة.ارحل انت وستحصل التنمية بشكل طبيعي.انكم بعتم شرف النضال وتخليتم عن الاهم واتجهتم بلا حياء نحو خانة المخزن سيد نعمكم.ارحلوا بلا رجعة.

  • رضوان
    الجمعة 8 فبراير 2019 - 09:23

    المشكل هو ادا لم يصوت الإنسان فبعض البانضية يستاجرون بعض نساء الجلابات المغلوبات عن امرهم و المرتزقة و العاطلين و الكاريانات المخلوقة لهدا الهدف…و يفوزون في الانتخابات و بفضل عدم تصويتك يعطيهم القانون الحق في السلطة و إصدار المشاريع و الحكم. أدن لقد نجحوا في تخديرك و النصب عليك و القانون الحالي معهم. يجب على الفيالق الطلابية التي تدرس القانون والمحامين و القضاة و النواب العامون الدين يستفيدون من ميزانية ضخمة تخرج من جيوبنا واتخرج من جيوب أولادنا واحفادنا بواسطة السلف من البنك الدولي. أن يجدوا لنا مخرجا… و طلب تغيير القانون … لان نفس القانون فشل في فرنسا الان…فهم الآن فقط يستفيدون من الوضع الحالي و بالتخدير بالمال و الجاه…اللهم ادخلنا مدخل صدق واخرجنا مخرج صدق.

  • سليمان
    الجمعة 8 فبراير 2019 - 09:34

    في الحقيقة نحن كلنا تقريبا سجناء رأي… اللعبة مبنية على انفراد البانضية بالحكم…و بجميع الوساءل والطرق…حتى الدين ….وكما قال طارق ابن زياد…البحر وراءكم والعدو امامكم وليس لكم إلا الصبر أو الموت! في فرنسا أدركوا الان هدا …و المناورة السياسية على اشدها… الربيع العربي ادركه كدلك لكن ثم القضاء عليه. يقول الفيلسوف الاغريقي…ادا لم ينجح الطيبون في الوصول الى الحكم فاعلموا أن الشريرين سيحكمون…

  • اكد
    الجمعة 8 فبراير 2019 - 10:19

    أكد.مصطفى درويش شاب عرف البطالة لثلاثين سنة ان النموذج التنوي الناجح هو تسليم المغرب الى فرنصا قبل 1956 وعودتها لاحضانها الاصلية المغربية لان هؤلاء الشفوي قضى عليهم واعتبر المتحدث نفسه ان فرنسا هي الراعي الرسمي للمغرب وعليه ان تأتي بنموذج تنموي ناجح

  • مواطن مغربي
    الجمعة 8 فبراير 2019 - 11:14

    شتان بين اتحاد الامس الدي كان يمثل صوت الشعب والطبقة الشغيلة و المستضعفين. اما اليوم فهو يتحالف مع الرأسمالية المتوحشة و يشكل تحالفات من خارج صناديق الاقتراع ليصل إلى السلطة من النافدة وهدا سير في في الاتجاه المعكوس.
    المواطن فقد الثقة في أغلبية الأحزاب وأن كل قرار استراتيجي أن يكون عبر استفتاء المواطن.

  • محمد المصباحي
    الجمعة 8 فبراير 2019 - 11:33

    باسم الإنصاف و الشعارات الفارغة الرنانة و أراضي طريق زعير أقدم أصدق التهاني لابن المناضل المالكي على تقلده مسؤولية إدارة المعهد العالي للتجارة و إدارة المقاولات بالرباط .والسلام عليكم .

  • مواطن2
    الجمعة 8 فبراير 2019 - 20:12

    هذا الحزب راهن عليه المغاربة في يوم من الايام وكانت نتيجة الرهان صدمة قوية لكل من آمن به…وجاء بعد ذلك الانتقام حتى ان هذا الحزب لا يتوفر ولوعلى كرسي واحد في الكثير من الجماعات.وهو سائر في الخسران.ولا يمكنه باي حال من الاحوال ان يسترجع ثقة المواطنين مهما فعل.

  • احمد
    السبت 9 فبراير 2019 - 06:01

    لقد كان للاتحاد الاشتراكي دور مهم في التغير السياسي او التطور السياسي بالمغرب ابان التسعينات آنذاك كان يتوفر على نخب سياسية قادرة على ممارسة السلطة لكن حاليا الاحزاب تحتاج إلى نخب مكونة ولها تجربة في ممارسة السلطة والنجاح المشروع التنموي الذي ما فتئ صاحب الجلالة يطالب به في أغلب خطاباته . فإذا الاحزاب تعاونت في تكوين نخبة حزبية فعالة فسوف نقع في فخ اللاتسيس

صوت وصورة
شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر
الخميس 28 مارس 2024 - 23:00 1

شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر

صوت وصورة
فواجع النقل المزدوج
الخميس 28 مارس 2024 - 22:15 3

فواجع النقل المزدوج

صوت وصورة
تقنين التنقل بالتطبيقات
الخميس 28 مارس 2024 - 19:55 10

تقنين التنقل بالتطبيقات

صوت وصورة
الفهم عن الله | إصلاح العيوب
الخميس 28 مارس 2024 - 18:00

الفهم عن الله | إصلاح العيوب

صوت وصورة
وزير النقل وامتحان السياقة
الخميس 28 مارس 2024 - 16:02 6

وزير النقل وامتحان السياقة

صوت وصورة
صحتك النفسانية | الزواج
الخميس 28 مارس 2024 - 16:00 3

صحتك النفسانية | الزواج