فاطمة وشاي: استغلال السينما لتفريغ "المكبوتات" أمر مرفوض

في الحلقة الثانية من حوارنا الرمضاني الشامل مع الفنانة فاطمة وشاي، استقينا رأيها حول مفاهيمها الخاصة المرتبطة بالسينما والجرأة والفن وغيرها..

بعض الأفلام المغربية السينمائية “تحتفي” بالجنس والعري، مما يحصر جمهور هذه النوعية في خانة المراهقين والشباب، وعزوف الأسر عن الذهاب إلى السينما. كيف تقيمين الأمر؟

سأختصر الكلام وأقول أن هؤلاء الشباب الذين يذهبون إلى السينما قصد مشاهدة أفلام الجنس والعري هم أناس “مرضى”، يشاهدون ويتفرجون على أناس “مرضى” آخرين يمارسون شذوذهم من خلال تلك الأفلام.

في نظري، من غير المقبول أن نجعل من الفن السابع تفريغا للمكبوتات وتحت غطاء مسميات منها “الجرأة”، وأقول للفنان المؤمن بهذا النوع من الجرأة “فلتمتلك الجرأة على مناقشة الفساد والظلم الاجتماعي والفقر، ودع عنك العري والكلام البذيء”. فأنا أرى أن الجرأة تكمن في تجسيد معاناة ومشاكل الشعب المغربي وإبراز قضاياه ومحاولة معالجتها عبر سينما مغربية طموحة، وهذا ما نحلم أن تكون عليه السينما المغربية.

وما رأيك بالفنانين المناهضين لمفهوم “الفن النظيف”؟

إن الفن يعبر عمن أبدعه من الفنانين، جميلا كان أو رديئا. كما أنه يظل في غنى عن مسميات نظيف أو غير نظيف لأنه دائما كان ويبقى وسيظل نظيفا وساميا وفي غنى عن هذه التصنيفات. كما أنه يعبر عن فطرة وصفاء الإنسان، حتى أن العديد من الآيات القرآنية تضرب الأمثال في صور بلاغية. ولعل قصة قتل قابيل لأخيه هابيل وكيف بعث الله تعالى بغرابين حتى يعلمانه كيف يدفن سوءة أخيه مثال واضح لما أعنيه.

فالمطلوب أن تشع النظافة والطهر من دواخلنا ونعلم تماما ما نريد أن نعبر عنه وألا ننجرف وراء التقليد الأعمى للغرب، فقضية الجنس والإباحية متجاوزة عالميا. وفي الأفلام السينمائية العالمية تجد أفلاما أمريكية وروسية تجاوزوا الكلام عن الجنس، وحتى إن وجد ففي سياق فني مهني، عكس حال أفلامنا المغربية التي توظف الجنس بلا سياق مهم. وهذا الأمر يؤلمني حقا..

ما تعليقك على صورة الممثلة فاطيم العياشي وهي مستلقية بالمزبلة ردا على المطالبين بالفن النظيف في السينما المغربية بعد مشاركتها في “فيلم” و “موشومة” وما تضمناه من مشاهد جنسية؟

ما دامت “العياشي” اختارت المزبلة لتستلقي وتأخذ فيها صورة، فستبقى دائما في المزبلة..أما بخصوص الأفلام فأنا لا أخفيك أني من المقاطعين لدور السينما المغربية.

لماذا هذه القطيعة مع السينما وأنت من الأسرة الفنية؟

للسبب السالف الذكر. فأنا لا أحب أبدا أن أشاهد فيلما رديئا يوظف الجنس والكلام البذيء بدون معالجة إشكالية معينة، فأنا ضد التوظيف المجاني للجنس، ولنفرض أن له سياقا سينمائيا أو دراميا معينا، فنحن كمغاربة ومسلمين نتوفر على عدة وسائل وتقنيات للإشارة إليه كالإيحاء مثلا، وقد شاهدت بعض الأفلام الأجنبية في لقطات اغتصاب لفتاة، خلالها يرينا المخرج كيف أن الفتاة كان مرتدية لملابسها وبعدها نرى أن ملابسها بقيت جانبا ولا نرى الممثلة عارية، وانطلاقا من نزع الملابس وتمزقها وبكائها وصراخها نفهم بكل وضوح ما الذي حدث…

شاركت في برنامج مداولة، فما تقييمك لهذا العمل؟

حاليا انسحبت من برنامج مداولة لارتباطات عملية…برنامج مداولة تجربة متميزة وجيدة جدا خصوصا إلى جانب ناصر لهوير مخرج العمل, وقد أثر في كثيرا معاناة بعض الناس ومشاكلهم إضافة إلى عدم فهم المواطنين للقوانين وسقوطهم ضحايا لجهلهم. فالبرنامج يقوم بتوعية الجمهور ولفت انتباههم إلى العديد من الثغرات..

ما هو الدور الذي أثر في نفسيتك خلال المشاركة في هذا البرنامج على اعتبار أنه يقدم قصصا حقيقية؟

هو دور لامرأة مصابة بالسرطان تخلى عنها زوجها وهي في محنتها، آلمني هذا الدور لأني تعرفت على ذات المرأة وزرتها في المستشفى برفقة الأستاذة رشيدة أحفوض.

بمعنى أنكم تلتقون بالشخوص الحقيقية للملفات القضائية قبل تجسيدها؟

لا ليس بالضرورة، التقيت بهذه السيدة وبأصحاب قضية أخرى. عموما دائما ما أبحث عن تقريب الدور من صاحب الشخصية الحقيقية، وأحب التعرف على أناس كثيرين وعلى طبائعهم وطريقة عيشهم حتى أقترب أكثر من الشخوص التي قد أؤديها..

يتبع…