موازين: ذلك المهرجان الغول 2/2

موازين: ذلك المهرجان الغول 2/2
الإثنين 7 ماي 2012 - 11:20

إلى جانب كل الاختلالات التي سبقت الإشارة إليها في الجزأ الأول من هذا المقال والتي منها موضوع إهدار المال العام وتوقيت المهرجان والحضور الكاسح للأجانب على حساب المغاربة وأيضا القمع الشديد لمناهضيه في مقابل تسخير كل مؤسسات الدولة لصالح موازين وأيضا العلاقات الأخطبوطية للقائمين عليه مع العديد من مؤسسات الدولة …فمهرجان موازين يطرح إشكالات أكبر وأوسع ومنها وجود القائمين عليه، – وأقصد الكبار وليس المحركون من الخلف- خارج قدرة الشعب على محاسبتهم أو مساءلتهم من داخل المؤسسات فلا هم منتخبون ولا حكوميون ولعل الجميع يتذكر السنة الماضية عندما صرخ وزير الثقافة الاتحادي السابق بن سالم حميش تحت قبة البرلمان بمجلس النواب في وجه كل من فرق (العدالة والتنمية والاستقلال والحركة الشعبية المشكلة للحكومة اليوم) بأن لا سلطة له على هذا المهرجان، فمن يكون هذا المهرجان الذي يوجد خارج سلطة الحكومة والبرلمان والمجالس الجماعية؟ هذه الأخيرة التي تساهم في مهرجان يسحق ما يخصص لها من ميزانيات لمدة عشر سنوات في أسبوع واحد.

ثم لماذا يصر المنظمون على عدم تغيير وقت هذا المهرجان الذي يبدوا أنه وصل إلى درجة من القداسة في هذا الوطن في الوقت الذي اشتكت فيه جمعيات الأباء والطلبة والتلاميذ بأن هذا المهرجان يزعج ويقلق في الوقت الذي ينظم فيه، وتبرير المنظمين في هذا الباب أن ذلك هو الوقت المناسب بالنسبة للفنانة العالميين، فمصلحة من ينبغي أن تغلب في هذا الباب؟ ثم يحضر في هذا النقاش أيضا سؤال أولويات هذا الشعب فهل هي الكرامة التي يعد أحد عناوينها التعليم والصحة والتشغيل والسكن، إن الشعب المغربي لو حكم قراره واستفتي في هذا الأمر لا قال وبصوت عال لا لمهرجان موازين، ألم يقل المغاربة “ملي كتشبع الكرش تتكول للراس غني” فكيف سيغني المغاربة وأزيد من 70 بالمائة منهم أميون؟ وكيف سيغني المغاربة وملايين المغاربة تحت عتبة الفقر ويتوفرون فقط على أقل من 10 دراهم كدخل يومي؟ كيف سيغني المغاربة والعشرات منهم يموتون سنويا بسبب البرد وغياب حطب التدفئة والتطبيب اللازم؟ كيف سيغني المغاربة ومنهم عشرات الآلاف من العاطلين وجزء منهم أطر عليا تنكرت لهم الدولة بعد أزيد من عقدين من الدراسة في ظروف جد صعبة؟ (ياليتهم أرجعوا لنا فقط تكلفة الدفاتر والأقلام والكتب والمساهمات المالية المتكررة طيلة هذه المدة فلربما أصبحنا أغنياء)، إذن نحن أمام وجه من أوجه استبداد الأقلية التي تريد أن تفرض كل شيء على المغاربة حتى الضحك. طبعا يمكن الموازنة بين صناعة التنمية والترفيه لكن ليس بهذا المستوى وعموما فالملاحظات هي حول بعض المهرجانات التي تعد على رؤوس الأصابع وليس حول كل المهرجانات بالمغرب والتي تقارب اليوم 200 مهرجان.

إن النقاش الذي يريد الترويج زورا وبهتانا على أن مناهضي موازين هم ضد الفن لن يصمد ولو لثانية وهو مردود على أصحابه، فضلا عن كونه يريد أن يهرب النقاش من حقيقة الفساد والاستبداد الذي يعرفه المهرجان إلى أمور مرتبطة بالأذواق والقناعات، إن المغاربة لا يحتجون على مايقارب 200 مهرجان يعرفه المغرب سنويا بين الموسيقى والسينما والمسرح وغيرها لكن المشكل محصور في مهرجانات بعينها ولذلك المطلوب هو تناول الأسئلة الحقيقة لا الهامشية والمحرفة، كما يحضر أيضا نقاش القيم والذي لا يمكن أن نتجاوزه ونسجل عدم احترام بعض فقرات دورات هذا المهرجان لقيم المغاربة وتقاليدهم الراسخة والتي ينبغي أن تكون في صلب عناية المنظمين فلا يعقل تكرار حدث التعري فوق منصة كما فعل أحد الشواذ الإسبانيين، كما لا يمكن القبول باستدعاء الشواذ للغناء بالمغرب ومكافئتهم بأموال المغاربة.

ثم ألا يريد منظموا هذا المهرجان التوقف ولو لسنة عن الرقص على جراح الشعوب المكلومة ومنها الشعب السوري وقبله التونسي والمصري والليبي، ألم تؤجل سنة 2011 مهرجانات كبرى من قبيل مهرجان القاهرة ومهرجان قرطاج… استحضارا لواجب الوقت وللظرفية الحساسة والديمقراطية التي تخوضها الشعوب بكل جدارة واستحقاق. فكيف يعقل استمرار هذا المهرجان على الرغم من هذه الأرواح العربية والمسلمة التي تسقط من طرف طغاة ومستبدين في بلدان شقيقة يوما عن يوم، وما نلبث نتبجح بالعروبة والإسلام والدم واللغة…أم أنه لا مكان لهذه الاعتبارات أمام عقليات دغمائية وطوبسية لا تفكر إلا في مصالحها وأفكارها ولو على حساب الوطن.

قد نختلف اليوم في كون مناهضة ومواجهة مهرجان موازين بالكلمة والاحتجاج السلمي معركة أساسية وذلك حسب اختلاف المواقع والمسؤوليات وأجندت الاولويات لدى مختلف الفاعلين لكنه بدون شك أحد أوجه الفساد والاستبدداد وأن إلغائه أو ترشيده هو أحد مؤشرات انتصار الإرادة الشعبية من عدمها.

إن من بين المشاكل التي تواجه اليوم المناهضيين لمهرجان موازين هو حالة من الصمت والخرس التي أصابت بعض السياسيين والفاعلين المدنيين والحقوقيين حتى ممن يدعي منهم نصرة حقوق الإنسان والدود عن حرمته، خاصة من التيارات الفاسدة والتي آلفت تغليب مصالحها الخاصة على المصلحة العامة وذلك في مجالات مختلفة بما فيها الإعلام المكتوب، وأخرى تتحالف أو تلتقي موضوعيا مع بعض الجهات الفاسدة في الدولة على الرغم من علمها بالنتائج السلبية لموقفها وفعلها على الديمقراطية التي تعتبر اليوم محط وضع لبناتها الأولى.

إن تجربة التأسيس لفعل احتجاجي ولأول مرة في مسار هذا المهرجان الغول بالمغرب والذي جسدته التنسيقية الوطنية لإلغاء مهرجان موازين سنة 2011، والتي كان لي فضل المساهمة في إخراجها للوجود رفقة مناضلين وزملاء من مشارب مختلفة تصل حد التناقض الفكري والإديلوجي أحيانا، تجعلني أطرح خطوات في طريق الإلغاء أو الترشيد وتكسير الأنياب هذا المهرجان الغول والتي أعتبرها أساسية قبل استعجال الخروج للشارع بشكل قد لا يشرف مناهضي الموازين فقط لأن الخارجين لا يعكسون حجم المناهضين لهذا المهرجان، ومنها بعد تحديد وبدقة ماذا نريد ان نناهض في هذا المهرجان وأيضا حجم الأثر الذي تريد لفعلنا أن يصبه به فهل نحن نريد إلغائه أم فضحه أم معارضته أم فقط (معارضة لهران) أم ماذا؟ وثانيا لا بد من بحث سبل كثيرة من شأنها التوعية وتوسيع دائرة الرفض والبحث فيها، وقبل ذلك -وإن كان هذا الأمر قد لا يعجب بعض الرديكاليين المتجهين نحو العدمية من المناهضين- لكنه أساسي بالنسبة إلي وقد كان أحد العناصر القوية في بداية تأسيس ااتنسيقية المناهضة وهو أمر التأسيس القانوني لهذه الهيئة للحماية القانونية أولا وثانيا لامتحان خطاب جديد في هذا الاتجاه وأيضا وجود وجوه سياسية وقانونية وحركية مختلفة تعبر عن الاستعداد التام للانخراط غن تم هذا الامر حتى ولو لم ترد السلطات على ملف الإيداع، لأنني شخصيا لا أعرف إلا الاشتغال بهذه الشاكلة وفي إطار القانون أو يكون لديك من القدرة ما تستطيع به فرض ذاتك بطريقتك ووفق تفكيرك أو بحركة جماهرية يمكن أن تنجز بها الإضراب العام أو العصيان المدني أما غياب القدرة على الثاني ورفض الأول والاستمرار في الخروج المشوه لحقيقة المناهضين فهو في تقديري الشخصي أمر غير ناجع ولا ذي أهمية قصوى وطبعا له إيجابياته لكنها جد محدودة.

والأمر الآخر على هذا المستوى هو أن يتم التفكير في مبادرات ذات عمق شعبي ووطني ولو بالوسائل المتاحة وانا جد متأكد من ان الشعب وقوى الإصلاح عندما يتبنون مبادرات معينة فهم يبدعون فيها، ولما لا البحث عن شخصيات حقوقية أو سياسية ولما لا مالية لاحتضان مثل هكذا مبادرات. وفي نقطة التوعية نموذجا يمكن الانخراط في ندوات مختلفة منها ندوة يستحضر فيها المناهضون ممثلا عن التلاميذ والطلبة او من جمعيات أباء وأولياء أمور التلاميذ وممثل عن أسر الضحايا الذين قتلو سنة 2009 في منصة حي النهضة وأيضا استحضتر جمعيات حقوقية للحديث عن التجاوزات الامنية واخرى لحماية المال العام للحديث عن ما يحصل من تبديد للأموال في مهرجان موازين الذي لبس اليوم الدولة ويستحيل الفصل فيه بين المال العام والمال الخاص لأن قناعتي أن لا مال خاص هناك في الأصل.

*صحافي مهتم بالشأن الفني

‫تعليقات الزوار

6
  • عبد الله
    الإثنين 7 ماي 2012 - 17:07

    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فمن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان)
    فكل من في قلبه مثقال درة من إيمان عليه أن لايحضر هذا المنكر وأن يبلغ أصدقاءه بهذا ويمنع أبناءه وأهله من ذلك وذلك أضعف الإيمان وأما الرضى بالمنكر وتشجيعه فيعني انعدام الإيمان ونعوذ بالله منه.فلنقاطع مجاس اللهو ولنحارب الاستبداد والاستغلال والاستغباء.
    فكونوا أيها المغاربة على كلمة واحدة حتى يعلم الأعداء أنكم أحياء عاقلون.

  • Fadel
    الإثنين 7 ماي 2012 - 17:47

    Bonjour,
    Personnelement je vois que le festival Mawazine fait partie des festivals internationaux qui respectent les critères de la qualité artistique, c est à dire importer de l'originalité culturelle à travers des ateliers et des concert à la durée des festivités, chose reconnues mondialment, et en contre partie on peut pas s'attendre à regler l'ensemble des problèmes d'un pays par un budget lié à des festivités, choses irraisonnable , vu que ces ont des sponsorss privées qui contibuent à la réalisations du festival , c'est à dire des investissement pour une finalité de l'enseigne sponsor…

  • مغربي عزيز عاليه يتمزك
    الإثنين 7 ماي 2012 - 21:52

    احسن طريقة لمغاربة باش يقتلو لغول هي يجوعوه….خاص لمغاربة غير ميمشيوش يعمرو الساحات ديال الحفلات صافي…. ديك الساعة مانحتاجو لا مضاهرات لا خروج لشارع للاحتجاج…..لبغا يتمزك راه عطا الله فين وباش….لعالم عندو بورطابل مب3 ولعالم عندو برابول باش ميبكاش لحال فهادوك لمكادهوش الصوت وخاصهوم حتا الصورة…. عمركوم شتو شي مول العرس خاسزر فيه لملايين امجالو حد فرحان????…واااااااا الربطيييييييييييين مالكووم ماعمركوم نشاطوا باش ماتكدوش تصوموا موازين!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!! عطيو الشان لراسكوم وتكاو فديوركم مكفاكومش اش طرا ف 2009 …..مفراسكومش راه موازين راه علا طول لعام ف2m !!!!

  • الغالي الرخيص
    الثلاثاء 8 ماي 2012 - 00:35

    نجاح أي مهرجان أو فشله يعود بدرجة أولى إلى الجهور وهذا المهرجان يعرف حضور لا مثيل في العالم. فشاكيرا مثلا حضر لحفلتها أكثر من 70 ألف شخص حسب ما سمعت و الستاتي 70 الف أيضا و رغم أنه نقص منهم 11 إلا أن المهرجان تواصل لا مشكلة. هذا كله بالرغم من الدعوات الفيسبوكية و الاحتجاجات الرامية لمقاطعته .
    ما سأقوله هو إما أن الشعب يريد المهرجان أو هناك نفاق اجتماعي بحيث تجد العديد ممن يتظاهرون بالمقاطعة و في النهاية يكونون في الصفوف الأمامية و (هناك اخرون يقولون الفلوس مشات مشات و لي ليها ليها نمشي نشوف و مولاها ربي)
    إن كنا نريد فعلا نهاية لهذا المرض يجب مقاطعته من طرف الجماهير. و تبا
    فالمهرجان أقوى من سوبرمان و باطمان و كلهم هدوك لي عندهم فالتالي مان لأن جان محهدا بزاف على مان

  • د.أحمدططدد
    الثلاثاء 8 ماي 2012 - 00:55

    قد توفر للمغاربة كلهم جميعا مايحتاجون إليه من وسائل الصحية والأطباء، والعمل والعيش الكريم والسكن اللائق،والدخل الكافي…ولم يبق إلا مهرجانات الذعارة والفساد الخلقي والشذوذ المتنوع،واستدعاء الأجانب الشواذ والفساق الفجار،بملايير من الدراهم ،ليستقبلهم الشعب المغربي "المضياف "بالورود والزغاريدمن "الشيخات"المحترفات،وكل ذلك من أجل أن ينشروافي شباب هذا الوطن الضائع،جميع أصناف الذعارة والشذوذ،وأخبث السلوك الحيواني الهمجي، والصخب الميت للنفوس والحس البشري،المسمى الأغاني العصرية الراقية،ولنشرفي هذه الأمة،التي لاحارس يحميها،أنواع"الموضات " الشيطانية،باسم التقدم،والتحديث،وليعلمواالشباب أنواع الكلامالفاحش الساقط،، باسم حرية التعبير.ولاحاجة لنا للحديث عن هدر أموال الشعب الغبي في حجز المقاعد للتفرج،وضياع مئات الساعات،في التسكع في فضاءالمهرجان الوبائي الذي خطت له الماسونبة الدولية،بإسهام المنظمين الجهلة،أوالمناوئين للأمة الإسلامية،والمتسلطين عليها في عقر دارها.فأي إصلاح يرجى لشعب يخدر كل سنة بمهران"موازين"،الذي لم يزنه المغفلون،وإنماوزنته الصهونية الملعونة،فحعلته أفيون الشعوب.أفلا تعقلون؟؟؟

  • حميد
    الأربعاء 9 ماي 2012 - 12:09

    70 ألف يمكن اعتبارهم 7 آلاف او جلهم من أثرياء العالم ومن الذين لانضج لهم والخلاصة ان المغرب 30 مليون واذاحضر الموازين 15 ألف كلهم مغاربة نقول نجح

صوت وصورة
المعرض المغاربي للكتاب بوجدة
الخميس 18 أبريل 2024 - 01:29

المعرض المغاربي للكتاب بوجدة

صوت وصورة
بعثة أسترالية تزور مركز "تيبو"
الأربعاء 17 أبريل 2024 - 21:45

بعثة أسترالية تزور مركز "تيبو"

صوت وصورة
أكاديمية المملكة تنصّب أعضاء جدد
الأربعاء 17 أبريل 2024 - 18:24

أكاديمية المملكة تنصّب أعضاء جدد

صوت وصورة
احتجاج أرباب محلات لافاج
الأربعاء 17 أبريل 2024 - 17:32 7

احتجاج أرباب محلات لافاج

صوت وصورة
"كتاب الضبط" يحتجون بالبيضاء
الأربعاء 17 أبريل 2024 - 15:07

"كتاب الضبط" يحتجون بالبيضاء

صوت وصورة
“أش كاين” تغني للأولمبيين
الأربعاء 17 أبريل 2024 - 13:52 1

“أش كاين” تغني للأولمبيين