المطبخ الرمضاني.. سوريات يصنعن الأمل وسط أحزان بفقد الأحبّة

المطبخ الرمضاني.. سوريات يصنعن الأمل وسط أحزان بفقد الأحبّة
الأحد 28 يونيو 2015 - 01:00

غابت الطقوس الرمضانية عن اللاجئين السوريين، في دول النزوح واللجوء، بغياب بعض أفراد الأسرة قسراً بسبب ظروف الحرب في سوريا.. لكنّ الأمل لم يغبْ عن عيونهم، فكان دافعا إيجابيا لإنشاء عمل تطوعي خيري يجلي الحزن عن القلوب ويمسح دمعة اليتيم، من خلال أنشطة، أبرزها المطبخ الرمضاني.

في منطقة عزّة، شرق لبنان بمنطقة تبعد 83 كيلومترا عن العاصمة بيروت، مطبخ رمضاني هو عبارة عن بناء مكون من ثلاثة طوابق، على طريق “راشيا العام”، استغلّ الطابق الأول منه ليكون المطبخ الرئيس، حيث النظافة والعمل الجدي يسيطران على المكان، فالطباخ يحرك وصفاته، وإلى جانبه نساء ينظفن الخضار ويقطعن الجرجير والخيار لصنع السَلَطَات.. الوضع أشبه بخلية نحل، الكل يعمل بانتظام، يصنعون الطعام بتفانٍ، لتقديمه كوجبات إفطار للصائمين من الأيتام والمحتاجين.

قبيل أذان المغرب يكون الطعام جاهزاً، فيتم رص الصحون وتنظها لتسهل تعبئتها، وتبدأ النسوة الحاضرات بتوزيعه على أطباق بلاستيكية صغيرة ومتوسطة.. فهذه تسكب الأرز، وأخرى تضع سلطة الخضار، وثالثة تسكب اللبن، بينما يقوم آخر بتغطية العلب البلاستيكية، لتكون وجبة الإفطار جاهزة للتوزيع.

يتم نقل الوجبات بواسطة سيارة صغيرة لبيوت العوائل المحتاجة، خاصة الأسر التي فقدت معيلها، ويتم توزيع الوجبات لتغطي المنطقة والمناطق المجاورة، مثل كامد والرفيد، لتصل إلى أكثر من 300 أسرة.. وهذا المطبخ المتواضع أنشأته مجموعة من النسوة اللواتي فقدن المعيل، فدفعتهن الظروف للعمل التطوعي للحاجة الماسة لهن ولجهودهن وطاقاتهن، مع مجموعة من الشباب، أسسوا معاً ” رابطة الشباب السوري” للعمل الإغاثي والخيري، ونشاطاتها إنسانية تعليمية بحتة.

نور، البالغة من العمر 42 عاما، هي أمينة سر في الرابطة، وتقول عن المجموعة وعملها:”تطورت الفكرة لنصل إلى مشاريع تساعد النساء اللواتي فقدن المعيل، وتقديم مساعدة لهنّ عن طريق تعليمهن مهنًا تكفي لإعالة أنفسهن، مثل حياكة الصوف والخياطة وغيرها”.. وعن المطبخ تحدثت نور وهي تورد: “افتتحنا المطبخ قبل رمضان بيوم واحد، واستطعنا في اليوم الأول تقديم وجبات إفطار لـ 300 صائم في المخيمات والمناطق المجاورة، في البقاع الغربي والأوسط، وفي اليوم التالي استفاد 250 صائمًا، والحمد لله مازلنا مستمرين”.

وقال الشيخ عبد الناصر العسلي، البالغ عامه الـ43، بصفته المشرف على المشروع: “نقوم بتحضير وجبات يومية للأيتام في شهر رمضان، وعندما يكون لدينا فائض نستهدف المخيمات، وذلك حسب ما يقدمه لنا المحسنون والمتبرعون”..ويضيف: “حصلنا على بعض التبرعات للتجهيزات الرئيسية، من جمعية بيت ليال، وبعدها اعتمدنا على التبرعات الفردية وخاصة من السوريين الميسورين، وبعض النسوة اللواتي يقدم لهن مساعدات، يساهمن بالأعمال الخيرية هنا. فمنهم من يقدم المال ومنهم من يقدم الجهد والعمل”.

* وكالة أنباء الأناضول

‫تعليقات الزوار

10
  • ابن سوس المغربي
    الأحد 28 يونيو 2015 - 01:10

    المرأة السورية شاطرة متعلمة وذكية ومربية من الطراز الرفيع

  • إنسان إنساني
    الأحد 28 يونيو 2015 - 01:23

    اللهم إنا نسألك بحق رسولك الكريم وبحق كتابك العظيم وبحق هذا الشهر الفضيل يا رحيم وبحق كل إسم من إسمائك وصفاتك أن تنتقم إنتقام جبار عزيز مقتدر من كل من كان سببا أو عونا ولو باللسان أو حتى بالقلب فيما حصل لكل بريء في العراق وسوريا يا رب.

  • doctor sef
    الأحد 28 يونيو 2015 - 01:38

    خير الناس دينا وعلما وثقافتا هم اهل الشام.
    من يرد رضى الله والرسول ?
    قال الامين *ص* اوصيكم باهل شام خيرا.
    من رضية عنه اهل شام كان خيرا له وامى من صخطو عنه الله يحفض.
    اللهم نصرهم وحرر ارضهم وكسر ضهر عدوهم ولا ترفع له شؤن.امين.

  • AZiz
    الأحد 28 يونيو 2015 - 02:00

    رمضان مبارك كريم و جزاكم الله خيرا و آجركم عند الله انشاء الله على ما تبذلونه من تضحية في سبيل خدمة هذا الشعب المغلوب عن أمره .

  • abderrahmane ziani
    الأحد 28 يونيو 2015 - 02:03

    اللهم كن في عون المستضعفين وفرج كربتهم .لا املك الى الدعاء.

  • ولد حميدو
    الأحد 28 يونيو 2015 - 03:07

    يجب ان نفكر في السوريين الموجودين تحت رحمة القنابل اما اللاجئين فعلى الاقل في امان و مشكلتهم في الغربة

  • nabil
    الأحد 28 يونيو 2015 - 08:16

    اللهم كن مع اخواننا و اخواتنا واطفالنا في سوريا

  • جميلة
    الأحد 28 يونيو 2015 - 09:17

    جزاهكم الله بالخير واليمن والبركات

  • Mabroka ben hendi
    الأحد 28 يونيو 2015 - 09:31

    هي غريزة فريدة وموروث يشب عليه الأنسان من خلال عيشته في بيئة وأسرة طيبة ذات كرم وجود وليس أي من كان تتوفر فيه صفات الأنسانية وحب الخير فهم من أطلقت عليهم ملائكة الله في الأرض السباقون الي الثواب والأجر ولافرق بيننا وبينكم فنحن نقوم بنفس العمل في مؤسسات المجتمع المدني باليبيا والمرأة الليبية أحرزت نجاحاً ملحوظا في هذا العمل التطوعي حفظكم الله ورفع أجوركم ونصر ثواركم وأرجعكم الديار سالمون .

  • حبيب
    الأحد 28 يونيو 2015 - 12:02

    فقدوا الاحبة لان هاجوج و ماجوج غزوا واحدة من اجمل الحضارات على وجه الارض خدمة للصهيونية المتوحشة.

صوت وصورة
أجانب يتابعون التراويح بمراكش
الخميس 28 مارس 2024 - 00:30 1

أجانب يتابعون التراويح بمراكش

صوت وصورة
خارجون عن القانون | الفقر والقتل
الأربعاء 27 مارس 2024 - 23:30

خارجون عن القانون | الفقر والقتل

صوت وصورة
مع الصديق معنينو | الزاوية الدلائية
الأربعاء 27 مارس 2024 - 23:00

مع الصديق معنينو | الزاوية الدلائية

صوت وصورة
ريمونتادا | رضى بنيس
الأربعاء 27 مارس 2024 - 22:45 1

ريمونتادا | رضى بنيس

صوت وصورة
الحومة | بشرى أهريش
الأربعاء 27 مارس 2024 - 21:30

الحومة | بشرى أهريش

صوت وصورة
احتجاج أساتذة موقوفين
الأربعاء 27 مارس 2024 - 20:30 5

احتجاج أساتذة موقوفين