كهف مظلم، جو رطب ورياح باردة، رائحة المد والجزر، صوت تلاطم أمواج البحر بالصخر ورجل ضخم مرسوم على جدار المدخل، هكذا يستقبل الزائر وهو يدخل مغارة ” هرقل” أو ” اشقار” قبل أن ينتهي بتجويف صخري نحتته الطبيعة على شكل خريطة قارة إفريقيا تشرف على المحيط الأطلسي.
سراديب تمتد لمسافة 30 مترا بعضها مقفلة الأبواب، وفي الداخل بائعون يسترزقون من أهم نقطة لجذب السياح بطنجة، يتاجرون بأحجار اثرية، ملابس تقليدية، أو بطاقات تذكارية حيت صورت لوحة إفريقيا بكل الألوان من طلوع الشمس إلى غروبها، فلاشات الآلات الفوتوغرافية لا تكاد تنقطع مؤرخين لذكرى زيارتهم لمغارة تطلبت من الطبيعة الاف السنين لنحتها في لوحة سحرية.
وتقول الأسطورة
للمغارة تاريخ سياحي يعود لأكثر من 5000 سنة قبل الميلاد، تستقطب إضافة للسياح مستكشفين من مختلف بقاع العالم للغوص في أعماقها بحثا عن تاريخ الثقافة الإغريقية، ومحاولين فك شفرة الغموض الذي يحيط بها كمنبع لعشرات الأساطير، يشيرون إلى بعض الأماكن “هنا كان ينام هرقل”، هنا كان يجلس”…هرقل حسب الأسطورة هو رجل عملاق، ضخم البنية اشتهر بمحاربة قراصنة البحر.
وتقول الأسطورة إن هرقل (ابن جوبيتير) كان يريد الحصول على تفاحات الذهب من حديقة تعيش بها ثلاث فتيات لأطلس ابن نبتون ويحرسهن تنين ضخم. دخل معه هرقل في مواجهة وفاز عليه ثم زوج ابنه سوفاكيس لإحدى بنات نبتون ليثمر زواجهما عن بنت جميلة اسمها طانجيس ومنه أصل تسمية طنجة.
هرقل وفي غمرة صراعه مع التنين ضرب الجبل فانشق الجبل واختلطت مياه البحر المتوسط الزرقاء بمياه الأطلسي الخضراء وانفصلت إفريقيا عن أوربا.
وتقول الأسطورة في رواية أخرى إن هرقل كان سجينا في الكهف وعندما حاول الخروج منه أحدث ثقب لوحة إفريقيا وانفصلت القارتين، بينما تقول رواية أخرى أن الفتحة سببها ضرب هرقل للحائط برجله عندما كان يتقلب في نومه.
وبغض النظر عن تعدد الروايات فإن أصحها أن للمغارة موقع استراتيجي استغل كفضاء ترفيهي لسكان المدينة ولسياحها يمكن عبرها للزائر وهو يتذوق كأس شاي “منعنع” بشرفة المقهى المحادي للمغارة أن يشاهد سواحل الأندلس ومضيق جبل طارق وخليج طنجة.
“مغارة هرقل” تحتضر
ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺴﻔﻴﺮ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﺷﺎﺭﻝ ﺗﻴﺴﻮ ﺃﻭﻝ ﻣﻦ ﻗﺎﻡ ﺑﺈﻧﺠﺎﺯ ﺃﺑﺤﺎﺙ ﺃﺛﺮﻳﺔ بالمنطقة ﺳﻨﺔ 1870 وﺍﻛﺘﺸﻒ ﻣﻮﺍﻗﻊ ﺗﻌﻮﺩ ﺇﻟﻰ ﻣﺎ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ، ﻛﻤﺎ ﻋﺜﺮ ﻋﻠﻰ ﻗﻄﻊ ﻣﻨﻘﻮﺷﺔ ﺗﻌﻮﺩ للعصر ﺍﻟﺤﺠﺮﻱ، ليساهم ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺑﺤﻮﺛﻪ ﺍﻟﻮﺍﺳﻌﺔ ﻓﻲ ﻭﺿﻊ ﺧﺮﻳﻄﺔ ﺩﻗﻴﻘﺔ ﻟﻠﻤﻮﺍﻗﻊ ﺍﻷﺛﺮﻳﺔ بالمنطقة.
ﻭﺗﺸﺘﻤﻞ أﺷﻘﺎﺭ ﻋﻠﻰ ﻋﺪﺓ ﻣﻐﺎﻭﺭ ﻣﻨﻬﺎ ﻣﻐﺎﺭﺓ ﻫﺮﻗﻞ، وﻣﻐﺎﺭﺓ ﺍﻷﺻﻨﺎﻡ ﺍﻟﺘﻲ ﻋﺜﺮ ﺑﻬﺎ ﻓﻲ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﺍﻟﻘﺮﻥ 19 ﻋﻠﻰ ﺗﻤﺎﺛﻴﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺨﺎﺭ ﺗﻌﻮﺩ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﺼﺮ ﺍﻟﺤﺠﺮﻱ ﻗﺪﺭ ﻋﺪﺩﻫﺎ بـ46 ﺗﻤﺜﺎﻻ، ﺛﻢ ﻣﻐﺎﺭﺓ ﺍﻟﺼﻴﻔﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﻠﺘﻴﻦ ﺧﻀﻌﺘﺎ ﻷﺑﺤﺎﺙ ﺃﺛﺮﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﻳﺪ ﻛﻞ ﻣﻦ ﺑﻴﺎﺭﻧﻲ، ﻭﻛﻮﻟﻴﺮ (ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻲ) ﺣﻴﺚ ﺃﻛﺪﺍ ﻭﺟﻮﺩ ﻣﺴﺘﻮﻳﺎﺕ ﺃﺛﺮﻳﺔ ﺗﺮﺟﻊ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﺼﺮ ﺍﻟﺤﺠﺮﻱ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ.
في الجانب المظلم من القصة تجار البزارات المحيطة بالمغارة يعتبرون أنها تعيش أيامها الأخيرة بعد توالي الأصوات التي سمعوها لتساقط الأحجار من مناطق يمنع دخول الزوار إليها.
استكمال الإصلاحات على صعيد منطقة اشقار من خلال تحرير محيط مغارة هرقل وإعادة ترميمها وتأهيل المحيط، هي إحدى النقاط التي وردت في الجيل الثاني من الأشغال الخاصة بتأهيل مدينة طنجة الذي أعطيت انطلاقته صيف السنة الماضية لكن هيئات المجتمع المدني في مجال البيئة والاثار بعروس الشمال اعتبرت أنها مجرد عناوين كبرى لم تنزل على أرض الواقع وتدق ناقوس الخطر محاولة التصدي للوبيات العقار اللذين سيطروا على أجزاء من محيط المغارة لإقامة مشاريع سياحية.
ويعتبر أحمد منصور رئيس رابطة الدفاع عن حقوق المستهلك ” أن هذا الإهمال راجع إلى ﺍﻋﺘﺒﺎﺭ ﺍﻵﺛﺎﺭ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻮﺍﻣﻞ ﺍﻟﻤﻌﺮﻗﻠﺔ ﻟﻠﺤﺮﻛﺔ ﺍﻟﺘﻨﻤﻮﻳﺔ والعمرانية وتحقيق الربح، وشكل معادي لكل ﻣﺎ ﻫﻮ ﺃﺻﻴﻞ وﺗﻬﻤﻴﺸﻪ ﻭﺇﻗﺼﺎئه ﻋﻠﻰ ﻛﺎﻓﺔ ﺍﻟﻤﺴﺘﻮﻳﺎﺕ، إضافة إلى اقتلاع ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻣﻦ ﺟﺬﻭﺭﻩ لإقامة ﻣﺸﺎﺭﻳﻊ ﻭﻫﻤﻴﺔ ﺗدﺭ ﺍﻟﺪﺧﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﺌﺎﺕ ﺍﻟﻤﺤﻈﻮﻇﺔ ﻣﻦ ﺫﻭﻱ ﺍﻻﻣﺘﻴﺎﺯ وﺍﻟﺘﺴﺎﺑﻖ ﻭﻫﻮ ﻣﺨﻄﻂ ﻣﻘﺼﻮﺩ ﻟﻤﺤﻮ ﺫﺍﻛﺮﺓ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﻭﺿﺮﺏ ﻫﻮﻳﺔ ﺳﺎﻛﻨﺘﻬﺎ”.
غياب سياسة سياحية
“ما يعطي لموقع المغارة هذا سحرا خاصا هو أهميتها الأسطورية والثقافية والسياحية مما يتطلب تأهيلها بما يناسب رمزيتها بالنسبة لمدينة طنجة. هنا نسجل غياب سياسة عمومية متكاملة في السياحة أو الثقافة فيما يخص هذا النوع من المواقع الذي تزخر به العديد من المناطق في المغرب، ولا تتوفر على رؤية عصرية، وستظل سياسة ارتجالية تنم عن جهل وسوء تدبير واضحين” يعبر محمد أحمد بنيس فاعل جمعوي وناشط ثقافي بطنجة.
أما أحمد الفتوح المنسق العام للمنتدى الثقافي لطنجة فيرى أن مسلسل تردي وضعية المعالم البيئية راجع إلى تنفيذ مخطط شامل يهدف إلى تهميش كل ما هو ثقافي وفكري ومتنور في المجتمع المغربي، بمعنى آخر، إعاقة كل تنمية ثقافية وبالتالي كل تنمية بشرية في البلاد. ويقول الفتوح “الدليل على ما أقوله هو غياب أو تغييب ليس فقط بالنسبة للدولة وللحكومات المتعاقبة التي تنفد سياسة الدولة، بل وبالنسبة للأحزاب السياسية التي دخلت على الخط مند انتخابات 1975”.
ويستطرد الفتحو قائلا: “غياب من جهة وإهمال وتدمير للبنية التحتية الثقافية والعمرانية من جهة أخرى. إضافة إلى الميزانية الهزيلة والسيئة التوظيف المرصدة وغياب أي مجهود أو ميزانية لصيانة المعالم التاريخية والأركيولوجية التي تتعرض للإتلاف والتدمير بشكل ممنهج ومقصود، ولولا الأجانب لما تم اكتشاف أي شيء على مستوى التنقيب الأركيولوجي رغم وجود باحثين مرموقين على المستوى الوطني والجهوي”.
تهيئة مغارة هرقل
تم يوم 26 مارس المنصرم، رضد غلاف مالي بقيمة 10 مليون درهم ، لمشروع تهيئة مغارة هرقل، في إطار شراكة بين عمالة طنجة أصيلة والجماعة الحضرية لطنجة ، وستستغرق أشغال تهيئتها إلى جانب محيطها الخارجي 18 شهرا.
وتضم أشغال تهيئة المغارة، تهيئة ساحتها الخارجية، وبناء محلات تجارية ومقاهي ومطاعم ،إضافة إلى تعزيز شبكة الانارة العمومية، ويقول انور الأموي ، وهو مهندس معماري مشرف على مشروع تهيئة “مغارة هرقل”، إن هذا المشروع، الذي ستستغرق أشغاله 18 شهرا بغلاف مالي يصل إلى 10 ملايين درهم، يهدف إلى تأهيل المغارة لإبراز مكانتها التاريخية والحضارية، وتنشيط وتطوير السياحة البيئية وتعزيز جاذبيتها كقبلة سياحية توفر كافة وسائل الترفيه والاستراحة.
10 ملايين درهم أليس الأولي بها مرضى ومعطالي أو مدارس في هذه المنطقة "المغارة تسنا شوية يك عندها 7000 عام "
لو كانت الاسطورة حقيقية و انشقت اوروبا عن افريقيا فيا ليتها من انشقت على الاقل كانت ستحسب كل من طنجة و تطواش على اوروبا
لفضولي باكتشاف بلادي السياحية قمت صيف السنة المنصرمة بزيارة لعدة مواقع في مدينة طنجة من بينها مغارة هرقل .. صراحة لو كان حسن التدبير و التسيير لاضحت وجهة عالمية .. علما ان عدد السياح الاجانب حسب ما لاحظته قليل
طنجة فعلا جوهرة و تستحق لقب عروس الشمال انها مدينة مدهشة لكن تحتاج لمسيرين مخلصين
Grotte hercule est un trésor qui faut préserver. impossible de le remplacer
C'est l'heure pour que les Marocains protègent leur patrimoine.
يالعجب نحن المغاربة ندرس جل حضارات في التاريخ والازمنة بسند وبحت في الارشفات الدوليت ،ولاكن عندما تسألهم عن التاريخ بلادهم ،صم عمي ,حسنا يقولون ،حسن التاني ,محمدالخامس , وكأنه التاريخ المغرب 14قرن من الاسلام,و5000قبل الملاد ،منحصرا بالتاريخ محمدالخامس،حسن التاني , طنجة لم ولن يعرفوا تاريخها لانه من يمتلك المخطوطات والخرائط والبوصلة هم الفنقبين وحضارات الاخرى ،اضن ان هده الارشفات مكتوبة ومرسومة ،موجودة بروما ،ولندن ،ومدريد ،ولشبونة ،وبوشنطن ،هناك بعض تسريبات تقول ان هناك بعض مخطوطات بوشنطن تهم طنجة والمغرب ،وهي وتيقة تتبت ان طنجة دولية ومازالت دولية بسند قنوني وشعبي,واخرى تنازل الحسن التاني على العرش بتوقيع خطي من لدن دليمي وافقر ومدبوح وعدت جنرلات اخرى بمى يسم انقلاب القصر الصخيرات,اقول عندما يعرفوا المغاربة تاريخهم ،حنا ادن سيعرفوا تاريخ طنجة السطورة والدولية
صيانة المعالم التاريخية والأركيولوجية يتطلب ثقافة مجتمعية للعمران و الآثارات. هل لنا هذه الثقافة ؟ هل لأباءنا عقلية المحافظة على آثاراته التاريخية ؟ هل تعليمنا و خصوصا الأولي منه يعطي أهمية للآثارات التاريخية المغربية و يحث على المحافظة عليها ؟ صحيح أننا نحافظ على مساجدنا العتيقة و بنايات الأضرحة و الزوايا, غير ذلك عقليتنا ليس فيها إلا أن كل شيء إلى زوال و لو كان رمزا تاريخيا و ثقافيا.
كثير مما بني في عهد الإستعمار أو ما قبله أندثر أو يتساقط أمام أعيننا.
أين المسرح البلدي بالدارالبيضاء ؟ أين ملعب التيران ؟ أين فندق هلتون ؟أين الحديقة العربية التي تقزمت بكثرة المقاهي و البنايات بجانبها ؟ هذا فقظ بالبيضاء و قص على ذلك في جميع المدن. حتى الملاعب التي كان يفجر فيها الأطفال و الشبان طاقتهم لم نعد نراها….
هل نحن مجتمع لا يعرف إلا تدمير ما يجد امامه ؟
صاحب التعليق 6 … اخي العرب المغاربة لا يريدون معرفة التاريخ لاهداف عرقية للاسف "الطمس"
يا للعجب!! المغرب يراهن على جلب 20 مليون سائح ولا يستطيع حتى ترميم المآثر التاريخية لإستغلالها لجلب السياح من جهة وخلق مناصب والتعريف بتاريخ المغرب العريق من جهة أخرى!! إلى متى سيظل المغرب يلخص سياحته في الشمس، الأكل ومظاهر التخلف؟ بينما مآثر عمرها آلاف السنين في طور الإندثار مما يعطي إنطباع للسائح أن المغرب حديث العهد وأن المغاربة كانوا كشعوب أدغال إفريقيا!! إنظروا إلى الدول السياحية الأخرى كيف تستغل أبسط الآثارات لتسويق حضارتها سياحيا خصوصا وأن الدول التي تسوق للسياحة الثقافية هي التي تستقطب أكبر عدد من السياح كفرنسا، إسبانيا، اليونان، تركيا… أما سياسة المغرب السياحية لا تسوق سوى مظاهر التخلف وتراهن على الشمس والطبيعة التي لا تحتوى على أدنى المرافق الترفيهية أو طرق معبدة سوى مطاعم بدائية لا تحتوي على أدنى شروط النظافة دون الحديث عن رداءة الخدمات والمواصلات والأثمنة الخيالية التي تطبق أيضا على المغاربة أنفسهم … في واقع الأمر نحن بعيدين كل البعد عن السياحة فكلما تكلم المغرب عن السياحة لا يحدث سوى عن عدد الفنادق والأسرة!!
أنا من مدينة طنجة وأعشق ممارسة الصيد بمغارة هرقل دائم التردد على المقاهي الموجودة بها، وبحكم الإحتكاك بأرباب المقاهي فهم يفصحون لنا عن المضايقات التي يمارسها عليهم المسؤولون بالمدينة وعلى رأسم قائد المنطقة في محاولة لإستئصال دكاكينهم وضم المغارة والخور المحيطة بها لممتلكات فندق الميراج.فمالك هذا الفندق حثيث على امتلاك هذه المغارة وإلحاقها بالفندق، ولم يتوانى في طلبه لولا صمود مالكي الدكاكين البسطاء دون أن تساندهم في ذلك جمعية حماية حقوق المستهلك أو اي رئيس لأي تكثل جمعوي مدني ممن أدلوا بتعليقاتهم لهسبرس، ولما وجد مالك الفندق صعوبة تملكه للمغارة قام بأشغال البناء فوقها مباشرة مما أدى إلى تصدعها وبالتالي منع ولوج السياح لجزء منها، لولا التدخل الشخصي لصاحب الجلالة نصره الله لأصبحت المغارة ومعها تاريخ أسطورة طنجة يحكى فقط دون أن تشاهده الأجيال اللاحقة.