جبل تدغين .. موقع طبيعي خلاب ينتظر نصيبه من مشاريع التنمية

جبل تدغين .. موقع طبيعي خلاب ينتظر نصيبه من مشاريع التنمية
الثلاثاء 24 يونيو 2014 - 03:00

يعد جبل تدغين ، الذي تحيط به قبائل صنهاجة اسراير ، أعلى قمة في سلسلة جبال الريف ، وأحد المواقع الطبيعية الخلابة . وبالرغم مما يزخر به من مقومات طبيعية وإيكولوجية وتراثية مميزة ، إلا أنه يواجه ، حسب الفاعلين الجمعويين ، خطر فقدان هذه المقومات في حالة ما لم تبذل جهود للنهوض به وتثمينه .

فبالنظر إلى الغطاء النباتي والغابوي المتنوع (أشجار الأرز أساسا) وينابيع المياه المتدفقة ، والثلوج التي لا تبرح قمته خلال فصل الشتاء ، فإن جبل تدغين الذي يبلغ ارتفاعه 2456 مترا يملك حقا كل المقومات التي تجعل منه وجهة مفضلة للسياح خاصة الباحثين عن السياحة الإيكولوجية وهواة تسلق الجبال والتزحلق .

وقال شفيق أدرداق رئيس جمعية أمازيغ صنهاجة الريف ، على هامش زيارة نظمت مؤخرا إلى قمة تدغين ، إن هذه المنطقة التي تتوفر على مؤهلات سياحية متنوعة كانت في سنوات السبعينات وجهة سياحية مميزة بالنسبة للأجانب الذين يأتون للإستمتاع بطبيعتها الجميلة وممارسة مختلف أنواع الرياضات.

إلا أن هذه المنطقة ، يسجل أدرداق ، تواجه في الوقت الراهن تحديات كبرى تتعلق أساسا بالاستغلال المفرط للموارد الطبيعية خاصة الأرز والموارد المائية مما يشكل تهديدا مباشرا سواء للنظام البيئي أو للسكان ، مؤكدا على ضرورة تحقيق تنمية مندمجة في المنطقة لخلق الثروات ومناصب الشغل للشباب .

من جانبه اعتبر المدير الإقليمي للمياه والغابات بالحسيمة عبد العزيز الدوير أن الغابات الواقعة على مستوى منطقة كتامة تعاني من صعوبات كثيرة تتمثل أساسا في قطع الأشجار بشكل عشوائي وتوسيع المساحات الزراعية على حساب غابات الأرز ، مشيرا إلى أن مصالح المياه والغابات تعمل بتنسيق مع السلطات المختصة على مراقبة ومتابعة الجهات التي ترتكب مخالفات يعاقب عليها القانون .

وأضاف أن المديرية الإقليمية للمياه والغابات تعمل أيضا مع النسيج الجمعوي المحلي لتحسيس السكان بضرورة الحفاظ على الترواث الغابوية مع إيلاء أهمية خاصة للنهوض بالمشاريع السوسيو إقتصادية التي تروم تحسين ظروف عيش الساكنة وحماية الثروات الطبيعية .

من جهته أبرز عبد الإله الشيخي الباحث المختص في تاريخ المنطقة أهمية الحفاظ على التراث الطبيعي والثقافي لهذه المنطقة وإنعاش السياحة المسؤولة ، معبرا عن قناعته بأن الباحثين عن الهدوء التام سيجدون ضالتهم في هذه المنطقة التي توفر نمط حياة أمازيغي أصيل تعكسه الأزياء التقليدية وفن الطبخ والصناعة التقليدية ، فضلا عن شكل البيوت وتقاليد وعادات السكان .

وبعدما أشار إلى أن قمة جبل تدغين تضم بناية يطلق عليها بالأمازيغية ” تمزكيدا نربي ” أي (بيت الله) ، ومغارات ، قال إن الجبل يوفر منظرا طبيعيا خلابا ويطل على عدة جماعات قروية منها بني بونصار وإساكن وعبد الغاية السواحل وكتامة ، فضلا عن دوار تماديت .

وحسب فاعلين محليين فإنه رغم توفر المنطقة على مؤهلات طبيعية هامة ، غير أنها تتعرض للاستغلال المفرط ، كما أنها قليلا ما تؤخذ بعين الاعتبار في مخططات تقويم وتثمين المواقع الإيكولوجية ، مؤكدين في هذا الصدد على ضرورة وضع استراتيجية واضحة المعالم تضع العنصر البشري في صلب اهتماماتها ، وذلك حتى يتسنى لجبل تدغين أن يتموقع ضمن الوجهات السياحية الوطنية المميزة .

*و.م.ع

‫تعليقات الزوار

15
  • سلوى
    الثلاثاء 24 يونيو 2014 - 03:36

    كيف لمن ﻻ يعتني بالبشر سبفكر في الجبل

  • جلال الريفي
    الثلاثاء 24 يونيو 2014 - 04:41

    منطقتنا شابة كثير لكن شعب المنطقة يعاني من تعجرف المخزن، زراعة و بيع المخذرات نهشت أرضنا و كسرت تقاليدنا و ضيعت أبنائنا، فلا بنى تحتية و لا طرق شا درنا، شي حد يشوف لينا

  • Mohamed
    الثلاثاء 24 يونيو 2014 - 08:39

    المديرية الاقليمية للمياه والغابات باقليم الحسيمة تعمل مع السلطات الخاصة في اتلاف التراث الغبوي .
    هناك تحالف مشترك بين المديرية الاقليمية و ممثل الجماعات المحلية في استغلال قطع اشجار الارز وبيعها لتجار الخشب بتارجيست وبالحسيمة . السكان يبحثون فقط عن حطب التدفئة ،
    الساكنة تبحت فقط عن الاخشاب المندثرة هنا وهناك . لان المديرة الاقليمية تقطع الخشب بدون خوف فهي تخلف دمارا شاملا في الغابة .شاهدت ذلك شخصيا بجماعة بني بونصار شاحنة كبيرة الحجم مملوؤة باشجار الارز متجهة الى تارجيست في الليل وبدون استعمال اضواء السيارة ، اهتز قلبي خوفا حاولت التجنب منها لان الطريق صعبة . لكن فجئت عندما شاهدت ورائها سيارة اخرى . لكن عندما وصلت الى سوق بني بونصار . قال لي احد الاشخاص هناك بان الامر جاري به العمل .كل اسبوع يقومون بنفس العملية ،لايستطيع احد التكلم مع هؤلاء الاباطرة.

  • بنت الريف
    الثلاثاء 24 يونيو 2014 - 09:27

    منطقة الحسيمة تعرف تميز جعرافي مهم ما هو بحري ، ما هو غابوي وما هو جبلي لكن للاسف هناك تمييز في توزيع المشاريع التي تكون من نصيب إقليم الحسيمة فالتنمية دائما تكون من نصيب المنطقة الشرقية من الحسيمة اي من اجدير حتى اربعاء تاوريرت متناسين كليا المنطقة الغربية والجنوبية التي تمتد من تغانمين حتى كتامة جنوبا وباديس غربا وهذا يؤدي إلى تفاوت في كل شئ حتى المدارس والاعداديات والثانويات والمستشفيات والمستوصفات لا تتوفر في هذه المنطقة عكس المنطقة الشرقية
    فمثلا المنطقة الغربية والجنوبية تتوفر على 5 إعداديات وثانوية واحدة وحتى ان اقرب نقطة للحسيمة وهي جماعة إزمورن لا تتوفر حتى على اعدادية اما المستشفى فحدث ولا حرج فهذه الجماعة تتوفر على مستوصف عبارة عن غرفة بالجماعة لا تفي حتى لمتطلبات الجروح البسيطة وبالاحرى الاسعافات الاولية في حالة وقوع حوادث خطيرة فيجب نقلهم في سيارة الاسعاف الوحيدة بالجماعة إلى الحسيمة اما المناطق الاخرى فالمصيبة اكبر لان البعد ووعورة المنطقة وانعدام الطرق تجعل من المريض في عداد الموتى

  • طنجاوي
    الثلاثاء 24 يونيو 2014 - 10:15

    الريف الشامخ هو دائما جميل بجباله وأناسه الطيبون، انه الريف رمز العفة والكرامة والنقاء والصفاء ، ولكن هيهات ان يبقى هكدا ما دام الخلجيين ابناء الصحاري والقفاري والبعير ومربي الابل يشترون جزرا وجبالا ومدنا دقة واحدة ويلوثونها….أطلب من الدولة وليس حكومة بن زيدان (مفيدهاش) ان تتدخل قبل فوات الاوان……

  • عزيز الجبلي
    الثلاثاء 24 يونيو 2014 - 13:05

    الى المسمى الطنجاوي انت لست ب طنجاوي اهل طنجة جبالة النخوة و الشهامة اهل الاسلام وحماته مت بحقدك المتمزغ ضد كل ما هو عربي مسلم يا حفيد فرانكو

  • Tidghine
    الثلاثاء 24 يونيو 2014 - 13:10

    سيد ادرداق شفيق ليست لك أدنى علاقة أو صلة بهذه المنطقة و تتدخل فيما لا يعنيك .

  • صنهاجة الريف
    الثلاثاء 24 يونيو 2014 - 14:03

    منطقة صنهاجة الريف عاصمتهم تركيست منسية تتحكم فيها لوبيات الحسيمة واصحاب النفوذ ولا احد يستطيع ان يغير شيئا من هذا ؟فالامل الوحيد هوالجهوية والاستقلال المالي والاداري مفتاح الفرج, وان يعيشوا في امن وسلام لان السياسيين نشروا الكراهية والحقد بينهم حتى بين الاسرة الواحدة ؟ومعلوم كون قبائل صنهاجة وبني ورياغل وبقيوة وبني يطفت متصاهرين ومترابطين فيما بينهم ؟لكن حذاري من لعنة السياسة والسياسيين,؟فرق تسد؟

  • HASSAN
    الثلاثاء 24 يونيو 2014 - 15:04

    عند الحديث عن الجبال في المغرب و في منطقة جبالة وجب دكر جبل تيزيران احسن جبل في المغرب ومن يشكك في قولي فعليه بزيارة هدا المكان ليرى بنفسه الطبيعة العدراء و امازون المغرب ، شلالات و بحيرات وغطاء نباتي كثيف بكثافة شجر الارز و الثشت و إطلالات يمتد النظر من خلالها الى هضاب سايس جنوبا و الى البحر الابيض المتوسط شمالا وهواء عذب وانت في قمة الجبل بنسيم رائع يعطي للانسان شعور وكانه يطير في السماء ، هكذا هو جبل تزيران جبل النجوم كما كان يسمى الطبيعة المنسية و خير له النسيان ليحافض على جماله وروعته وجوانبه الغير المكتشفة من بطش الانسان

  • عبدو
    الثلاثاء 24 يونيو 2014 - 15:04

    ونعم الصواب رغم مرور الوقت وجدت واحدا من ابناء المنطقة الذي لاحظ وتطرق إلى هذا التمييز بين منطقتي إقليم الحسيمة. المنطقة النافعة والمنطقة الغير النافعة.

  • ziani miloud
    الثلاثاء 24 يونيو 2014 - 17:22

    أشكر كل المتدخلين في الموضوع كما أشكر كذلك صاحب المقال والجمعية الناشطة في قلب جبال الريف الاوسط ونرفع لكم تحية المجد والصمود من هنا فاس العاصمة العلمية، بالمناسبة انقل لكم تحية كل الطلبة الصنهاجين الاحرار.

  • اسماعيل
    الثلاثاء 24 يونيو 2014 - 20:19

    مغربنا يمتاز بالطبيعة والخضرة والوجه الحسن

  • الصنهاجي السرايري
    الثلاثاء 24 يونيو 2014 - 20:43

    ا قول لدرداك ان اسم جمعيتك غلاط نحن لسنا صنهاجة الريف وانما صنهاجة السراير لاعلاقة لنا بالريف نحن لنا علاقة بصنهاجة الكبرى وتتوزع حاليا على ثلاثة اقاليم تاونات تازة والحسيمة .
    اجدادنا هما المرابطين التي حكمو المغرب لمدة طويلة .

  • rachid isaguen
    الثلاثاء 24 يونيو 2014 - 23:44

    مكتب المياه والغابات وبعض الأشخاص هم من يقومون ببيع أشجار الأرز بجماعة اساكن وليس السكان

صوت وصورة
خارجون عن القانون | الفقر والقتل
الأربعاء 27 مارس 2024 - 23:30

خارجون عن القانون | الفقر والقتل

صوت وصورة
مع الصديق معنينو | الزاوية الدلائية
الأربعاء 27 مارس 2024 - 23:00

مع الصديق معنينو | الزاوية الدلائية

صوت وصورة
ريمونتادا | رضى بنيس
الأربعاء 27 مارس 2024 - 22:45 1

ريمونتادا | رضى بنيس

صوت وصورة
الحومة | بشرى أهريش
الأربعاء 27 مارس 2024 - 21:30

الحومة | بشرى أهريش

صوت وصورة
احتجاج أساتذة موقوفين
الأربعاء 27 مارس 2024 - 20:30 5

احتجاج أساتذة موقوفين

صوت وصورة
جمعية حقوق الإنسان ومدونة الأسرة
الأربعاء 27 مارس 2024 - 19:35 4

جمعية حقوق الإنسان ومدونة الأسرة