سائحة بريطانية تكتب عن تجربتها في قلب مدينة الصويرة

سائحة بريطانية تكتب عن تجربتها في قلب مدينة الصويرة
السبت 23 ماي 2015 - 05:15

عند نطق اسمها، يتذكر زائرها نسيم البحر المنعش، وصفير الأشجار والأزقة الضيقة، وحصون الواجهة البحرية التاريخية في هذه المدينة الساحلية المغربية.

ذكرياتي المتعلقة بالزيارة السريالية التي قمت بها إلى الصويرة منذ سنوات، وخاصة منها تلك المتعلقة بيوم التسوق، بقيت عالقة في ذهني، إذ إن ما جرى خلال ذلك اليوم ظل عالقا بذاكرتي، عندما تبعني بائع في جميع أنحاء السوق طيلة الصباح لأشتري منه مرآة صغيرة.

بعدما كانت خطتي دفاعية فقط نحوه، إذ كنت أعبر له عن اعتذاري لعدم قبولي بشرائها، تحوّلت مطاردته فيأ حيان أخرى إلى مراوغة تتسلل بين الأزقة الضيقة للتخلص منه، وكلما ظننت أنني نجحت في ذلك إلا يظهر أمامي منبعثا من زقاق آخر، كي يضعني في كل مرة في حرج كبير، ليتحول هذا بعد مدة من الوقت، إلى نوع غريب من الحميمية بيننا.

بطبيعة الحال، اشتريت المرآة في نهاية المطاف، لكن تلك لم تكن نهاية سعيدة أبدا، فأنا لم أسعد بما اشتريته لأن المرآة لم تعجبني، أما البائع فقد طأطأ رأسه وراح يتكلم بصوت خافت وملامحه تبرز انزعاجه.

المجيء إلى الصويرة من أجل الاستجمام وأيضا من أجل القيام ببعض الأبحاث، لم يكن قرارا عبثيا، فقد بدت هذه المدينة اقتراحا مختلفا عن مراكش إلى حد بعيد، فهي مدينة خالية منن الزحام الخانق، حتى مع تصنيف منظمة اليونسكو لبعض مآثرها ضمن التراث العالمي المرموق، الذي يزوره إلى اليوم العديد من المغاربة أنفسهم كسياح.

الصويرة متموقعة في مكان استراتيجي على الساحل الأطلسي، وقد عُرفت كمركز تجاري منذ القرن الخامس قبل الميلاد، كما تم بناء الحصون التي تزينها إلى اليوم من قبل السلطان محمد الثالث خلال القرن 18، وهو الذي قام بتزيينها بالمدافع الهولندية الجميلة المنحوتة، المطلة على البحر، بالإضافة إلى المدينة القديمة المحاطة بأسوار في غاية الجمال، التي تنحصر بينها منازل مطلية باللون الأبيض وساحات واسعة وأنيقة.

لقد خضعت هذه المدينة العتيقة عبر التاريخ للسيطرة البرتغالية ثم البربرية، ثم النفوذ اليهودي والفرنسي والهولندي، على سبيل المثال لا الحصر. وتعتبر هذه المدينة نوعا مختلفا من المغرب الذي صور له انطلاقًا من مراكش، إذ يمكن اعتبارها اختصارا لكل شيء متعلق بالبحر.

كما تُعرف الصويرة على أنها “مدينة الرياح الإفريقية”، وهو لقب أُطلق عليها لجذب الجماهير، وربما أيضا بسبب الرياح التي تأتيها من المحيط الأطلسي وتبعثر رمال الشاطئ في الجو، وهو أمر يزعج الكثيرين ممّن نسوا أن هذه الرياح هي الضامن لمناخ معتدل ولطيف على مدار السنة بها.

في وقت سابق من هذا الشهر، كان الوصول إلى الصويرة عبر طريق مراكش، يتطلب ثلاث ساعات على الأقل، ولكن الآن وبفضل الرحلة الجوية المباشرة من المملكة المتحدة نحوها، فقد أصبح الأمر أكثر سهولة، حتى لمن يريدون استراحة قصيرة فقط بها.

استيقظنا خلال أول صباح لنا هناك وقد سطعت قبل استيقاظنا شمس الربيع، ولا وجود للرياح إلى حدود الساعة على الإطلاق. “فيلا ماروك” هو رياض عتيق داخل أسوار المدينة القديمة بالصويرة، يتكون الرياض من أربعة منازل، لونت أسورها بلون العسل اللذيذ، أما الساحات الداخلية فيكسوها اللون الأخضر، وبها عدد كبير من غرف الجلوس، التي وجدتها مكانا مثاليا لقراءة الكتب.

يتم تقديم وجبة الإفطار في سطح البناية الواسع، الذي يمكنك من خلاله أن تستمتع بمنظر الشاطئ الرائع، وقد قدم لنا خلال الإفطار سلطة فواكه لذيذة، بالإضافة إلى الرايب والبيض، والمربى محلية الصنع.

بعدما أكلنا بما فيه الكفاية، انطلقنا لقضاء الصباح في التجول بين أزقة المدينة ومآثرها، لا توجد سيارات كثيرة تتسبب في إزعاج المارة، إذ لم نصادف غير بعض الصبية الصغار الذين اختاروا ركوب الدراجات، ليبدو منظرهم كلقطات أخذت من صفحات تان تان، وأحيانا أخرى كنا نصادف أصحاب العربات المحملة بالبضاعات المختلفة، والذين يتحركون بسرعة وهم يصرخون “بالاك بالاك”.

مررنا على سينما صغيرة وكأنها جزء من الغرب المتوحش اسمها “دار السينما”، زين مدخلها بأضواء جميلة فوق الأبواب المغلقة وعلى الشرفة، وبجوار النافذة هناك من يبيع المعجنات وبعض الحلوى، بالإضافة إلى عصير البرتقال الطازج.

اخترنا أن نتناول الغذاء في أحد المطاعم التي تختص في تقديم أطباق الأسماك في المرسى، لنجد أن هذا الشريط من المطاعم يعرض خدمة خاصة بمدينة الصويرة، فهنا يمكنك اختيار نوع السمك الذي تشتهيه من العربات المحملة بأصناف متنوعة من السمك الطري، ثم تتوجه بعد ذلك نحو أحد المطاعم المتخصص في طهيها، لتتم العملية أمامك.

لوهلة يمكن أن يفكر الواحد منا بأنه في فرنسا، ليتلاشى هذا الإحساس بعد التجول في المنطقة وصولا إلى ميناء الصيد حيث يشعر المرء أنه في أفريقيا مرة أخرى. فالمكان هنا يعج بالشباك والسفن والصيادين، وهياكل القوارب المتعفنة في حوض جاف.

في بداية المساء مشينا على طول الشاطئ لإلقاء نظرة على مباريات كرة القدم المحلية التي تجري هناك، قبل أن نعود إلى الفندق لتناول العشاء، حيث وجدناهم قد أشعلوا النيران في جميع الصالونات لنستمتع في ذلك الجو بتناول الأسماك المشوية مع المكسرات. بعد ذلك خرجنا للاستمتاع بغناء فرقة موسيقية كانت قد جمعت حولها الكثير من الجمهور في الشاطئ.

إذا كانت الجو غير جيد للغاية، فهناك دائما خيار أمامك للتغيير، وذلك عبر الذهاب إلى واحد من العديد من المطاعم الجميلة المشهورة باحتضانها لمسابح جيدة، والتي يمكنك أن تقضي فيها يوما كاملا، وعادة ما تتضمن خدمتها النقل الخاص أيضا ووجبة الغذاء إلى جانب السباحة.

(*)سائحة بريطانية

‫تعليقات الزوار

17
  • موريتاني
    السبت 23 ماي 2015 - 06:25

    المملكة المغربيه ٱرض الكرم وضيافه وشعب نبيل ومحترم بصراحة وٱمانه زرت عديد من دول الخلجية والاوربية والامركية والحقيقة المغرب الخير وكل الخير حفظ الله وطنكم فى تقدم وٱزدهار .

  • المزابي الحر
    السبت 23 ماي 2015 - 06:32

    نحن المغاربة لا نهتم بالمنظر التي يضمها مغربنا الحبيب سواء أكانت طبيعية او تاريخية في حين نجد الأجانب يتغنون في كتابتها وكأنها قطعة من أوطانهم فأين أقلام كتابنا أهي تحولت من الأدب الى السياسة ام انكسرت أقلامهم فوق رؤوسهم
    يجب على كل شخص يستطيع الكتابة أن يكتب عن المغرب فهو زاخر بمناصرته الطبيعية الآخذة من رمال صحراوية مترامية الأطراف ومن سهول وجب الشامخة ومن بحرين ووووو
    ولا زلت أتذكر ان احد أساتذتي في الجغرافية قال لنا في أحد الدروس ان لبنان تملك احد شجرة من الأرز ويصفها كتابها كأن بها أرز العالم في نحن نملك بالمغرب غابات شاسعة على جبال الأطلس ولا تتحرك أقلام كتابنا فأين ازر لبنان من أرز المغرب
    أليس من العار ان تأتي سائمة من دولة أوروبية وتقوم بوصف مدينة الصويرة وكأن المغرب لم ينجب عقلاء ودارين
    اين انتم يا مثقفي المغرب ام ان السياسة حولت كم الى مستولين تجرون وراء الدرهم اتركوا السياسة القادرين عليها وانصرفوا الى عالمكم الحقيقي عالم العلم والمعرفة العالم الفرقة والتنافر بين الأجناس انتم مغاربة جميعا ابناء هذا الوطن الجميل والممتاز

  • Boussat
    السبت 23 ماي 2015 - 06:36

    هؤلاء البريطانيين يحسبون أنفسهم أحسن وانظف خلق الله على وجه الارض يسمون بلدهم ب بريطانيا العظمى نعد لتاريخ لتكتشف كيف كانة هته الجزيرة في العصور الوسطى وكيف خرجوا من الجزيرة لينهبوا شعوب العالم حتي طوروامستوى معيشتهم كما نراها الان انني أدكر بالتاريخ لأنهم لا زالوا على نفس النهج يرسلون صحفين وكتاب لا يرون ويكتبون الا الأسود والاسوء في بلدان العالم الاخر خصوصا الدول العربية . وهنا ادكربالصحافي البريطاني الذي دخل المغرب من الشمال ليتير ظجة المهاجرين في شمال المغرب وكيف ان المغرب يعامل المهاجربين بهمجية ولا إنسانية وكان لهاد الحدث تاتير كبير على صورة المغرب وهدى ما جعل الملك يتدخل لنرى بعد دالك قرارات لصالح المهاجرين. وقصة الشواد البريطانين في مراكش وخروجهم لإعلام لنيل من سمعت المغرب !!!

  • عاشق المغرب
    السبت 23 ماي 2015 - 08:17

    شكراً لك على هذا الوصف الجميل و رائع لمدينة صويرة

  • Said-Casablanca
    السبت 23 ماي 2015 - 08:18

    Les autorites doivent arreter pas seulements les voleurs mais aussi les commercants et les mendiants qui derrangent les touristes…aussi je demande au Ministre de l'environement de ramasser la poubelles qui existe par tout au maroc sauf a cote des villas et des palais du roi

  • life
    السبت 23 ماي 2015 - 08:19

    اغلب السياح يحبون زيارة المغرب لكن عندما يعبرون عن اراءهم نلاحظ انهم مستاؤون بعض الشئء ..?oui c'est vrai ,c un jolie paye mais
    لماذا الدولة لا تقنن السياحة في المغرب وذلك بفرض على اصحاب النقل والمتاجر و…بوضع الاثمنة المناسبة على السلع بخلق دفتر يمكن تسويقه في المطارات يحتوي على جميع الاثمنة.
    وكذلك خلق شرطة خاصة بالحد من المضايقات سواء السياح الاجانب او المغابة

  • yoyo
    السبت 23 ماي 2015 - 08:33

    . Jolie petite ville sympathique qui ne cesse m'ensorceller. Les mots simplicitė et sincėritė prennent tous leurs sens. Promouvoir des activites generatrices de revenus (tourismes et metiers de la mer) participerai certainnement a agrandir son aura á travers le monde. Mogador…Mon amour

  • نوفل
    السبت 23 ماي 2015 - 10:06

    التسول، التسول، التسول هو معضلة السياحة بالمغرب. لو تعلمون كيف يسيؤ التسول لصورة البلد عن الأجانب. 🙁

  • Samir
    السبت 23 ماي 2015 - 10:06

    j'ai bien apprecie le contenu de cet article. Le point qui m'a interpelle le plus est sa description du port qui met le touriste devant la triste realite de la salete qui regne malheureusement dans plusieurs coins de la ville. Le port d'essaouira doit avoir un traitement special. C'est un monument et aussi un passage tres oblige pour tt visiteur de cette "jolie ville". Le por doit etre propre et a l'instar que j'ai eu le privilege de visiter en France:
    Saint Malo ne peut pas etre pris comme exple par les responsables de notre pays?!!!!!!!

  • mojrime
    السبت 23 ماي 2015 - 12:54

    رقم 3 نحن تربينا معقدين من الاخر كيف يرى بالعين المجردة حيات المدينة واهلها كيف يتعاملون مع السائح.وما هو الفرق بين ماعتاد عليه.اما التاريخ مسالة اخري.هناك مغربي ابن عين السبع كتب عن العنصرية في القرن 17و18وحصل على الدكتراه 1998وطلبوا منه نشر الكتاب ولم يقبل لهم. فماذا تقول عنه اخطلط بالناس وتعلم ان تعبر كما عبرت هي عن البائع وبكل حترام.

  • تازي
    السبت 23 ماي 2015 - 13:15

    والله صويرة مدينة رائعة احسن من مراكش بزااف لي الا مشيتلها انت و مراتك غي وجد راسك دابز مع صحاب طاكسيات و مع لبياعة ومتسولين كيف قال واحد لمعلق خاص تقنين سياحة حنا فبلاد ديالنا و كتحس فبنادم طامع فيك غي الله يصاوب وصافي.

  • احمد
    السبت 23 ماي 2015 - 13:21

    البرتغالية ثم البربرية.هل يقصد الكاتب البربر ان كان ذلك فهو يسب سكان المغرب .اسمهم الا مازيغ اما كلمة بربر فهي اطلقها عليهم رومان الذين كانو يطلقوها على كل شعوب التي تحاربهم و تبحث عن حرية واستقلال عن امبراطورية رومانية .

  • srghini
    السبت 23 ماي 2015 - 13:55

    salam a tous et a toute.
    je trouve que la pouvre touriste n'a compris que le vendeur marocain a cherché construire relation d'amour avec elle ,je suis sur et certain qu'il s'agit d'une tres belle femme.
    Merci Hespress

  • Samir
    السبت 23 ماي 2015 - 16:22

    je reviens sur le commentaire n°11, effectivement,je trouve Essaouira bcp que Marrakech sur bcp de point se rappirtant au Tourisme. Il y a le cas d'une formule extraordinaire de restauration qui rend un grand service a la ville avec bcp d'humilite, d'abnegation, de sourire et de rapport qualite prix tres interessant :"Chez Abdelkrim". Une formule simple et revolutionnaire. Un touriste marocain de passage juste avant le Festival Gnaoua .

  • khe
    السبت 23 ماي 2015 - 18:00

    عشت طفولتي بمدينة الصويرة فترة السبعينيات والثمانينات وأعرف جيدا لماذا تتم معاكسة السياح من طرف بعض المغاربة الذين يدفعهم الفقر للتعامل مع السائحين. ..هناك الجنس أو المال…لا أقل ولا أكثر.

  • النورس الاطلسي
    السبت 23 ماي 2015 - 18:52

    نحن ابناء الصويرة الاحرار نصبر على الفقر والبطالة ولا نصبر على الذل والتسول وملاحقة السياح الانفة وعزة النفس هدا هو ديدننا مند زمان لكن بعد المتطفيلين الاجانب على مدينتنا _ المستوطنين _الدين اصبحوا يتكلموا باسم الشعب الصويري هم من يريد ان يشوه صورتنا امام العالم لكن هيهات هيهات فقط اصدقاء الصويرة اولي الالباب داخل الوطن وخارجه هم فقط من يعرفون هدا السر الخالد شكرا هسبرس

  • مغربي
    السبت 23 ماي 2015 - 20:19

    اذا عدت الى المقال في موقت الاندبندنت, سوف تجد ان المقال ترويجي ولهذا تجد ان مقالها كله مدح للمغرب, لكن المترجم(ة) لم تشراو ير الى هذه المقالة ترويجية لعرض من شركة تريد جذب سياح محتملين اعروضها.

صوت وصورة
المعرض المغاربي للكتاب بوجدة
الخميس 18 أبريل 2024 - 01:29

المعرض المغاربي للكتاب بوجدة

صوت وصورة
بعثة أسترالية تزور مركز "تيبو"
الأربعاء 17 أبريل 2024 - 21:45

بعثة أسترالية تزور مركز "تيبو"

صوت وصورة
أكاديمية المملكة تنصّب أعضاء جدد
الأربعاء 17 أبريل 2024 - 18:24

أكاديمية المملكة تنصّب أعضاء جدد

صوت وصورة
احتجاج أرباب محلات لافاج
الأربعاء 17 أبريل 2024 - 17:32 9

احتجاج أرباب محلات لافاج

صوت وصورة
"كتاب الضبط" يحتجون بالبيضاء
الأربعاء 17 أبريل 2024 - 15:07

"كتاب الضبط" يحتجون بالبيضاء

صوت وصورة
“أش كاين” تغني للأولمبيين
الأربعاء 17 أبريل 2024 - 13:52 1

“أش كاين” تغني للأولمبيين