المائدة الرمضانية الدكّالية.. تراثٌ مُفتقد وعاداتٌ تشكو الاندثار

المائدة الرمضانية الدكّالية.. تراثٌ مُفتقد وعاداتٌ تشكو الاندثار
الإثنين 13 يوليوز 2015 - 01:00

مثلما عرفت الموائد الرمضانية، جيلا بعد جيل، وفي أغلب المناطق المغربية، تعديلات مهمة في محتوياتها، فقد شهدت المائدة الدكّالية بدورها تغيّرا وصفه أبناء المنطقة بالكبير والجذري، بعدما هيمنت المواد الغذائية المصنعة على النظام الغذائي للساكنة، وفرضت نفسها على المائدة الرمضانية على حساب مأكولات لم يعد لها مكان إلا على موائد بعض الأسر القليلة التي لا تزال متشبتة بعاداتها الغذائية.

خالد خلوقي الذي ينحدر من إحدى القرى ضواحي أولاد افرج بإقليم الجديدة، وفي تصريحه لهسبريس، أشار إلى أن مجموعة من المواد الغذائية المتداولة في الوقت الراهن لم يكن لها أثر قبل سنوات، و”حتى إن توفّر بعضها آنذاك فلن يجد له موطئا على مائدة الإفطار في شهر رمضان، وذلك لأسباب بعضها مرتبط بالوضعية الاجتماعية لأغلب الأسر، وبعضها الآخر متعلق بتشبّث الدكاليين بعاداتهم الغذائية القديمة”.

وأضاف ذات المتحدث أن المائدة الرمضانية الدكالية كانت لا تتجاوز “إبريقا يحتوي على قليل من الحليب مع كثير من القهوة المطبوخة بالأعشاب كالقرفة، الخدجلان، السمسم، النافع، حبة حلاوة، الهيل، أعواد الزنجبيل..، والحريرة ذات القطاني الكثيرة، وصحن كبير مما يطلق عليه اسم البطبوط المذهون بالزبدة والسمن البلدي”.

ومن بين المواد الغذائية التي بصمت، آنداك، حضورا متميزا في المائدة الدكالية، حبات التين سواء الطرية أو المجففة المعروفة بـ”الشريحة”، كما دأب أغلب السكّان على تناول “المرق باللحم” في وجبة الإفطار الرمضاني عشية السوق الأسبوعي، مع المواظبة على الإفطار بالكسكس مغرب كل جمعة، فيما أكّد أحد الدكّاليين أن الإفطار بالكسكس لا يزال فارضا نفسه على مائدة أغلب الموائد حتى الحين.

خطيبة منديب مهتمة بالتراث المغربي بشكل عام، والدكالي بشكل خاص، وفي تصريحها لهسبريس حول العادات الغذائية التي عرفتها سنوات الستينات، أكّدت أن الأسماك كانت تغيب بشكل كلي وطيلة شهر رمضان بحجة أنها تُسبب العطش، على غرار وجبة الكسكس التي كانت تغيب بدورها إلى غاية ليلة السابع والعشرين، فيما يُصبح “البطبوط” االأكلة الرئيسية واليومية في وجبة السحور، والذي يتم إعداد مراحله الأولى بعد العشاء، ليتم طبخه قُبيل الفجر حيث يستيقظ أفراد العائلة على رائحته الشهية بعدما يُدهن بالزبدة والعسل.

وأضافت منديب أن التصدق بوجبة إفطار كان ضمن الطقوس اليومية لشهر رمضان، مشيرة إلى أن وجبة الإفطار كانت لا تتعدى “القهوة والحليب، والتمر والمخرقة والبيض المسلوق، وسلّو المعروف باسم التقاوت، والحريرة فقط”، مؤكّدة على أن بعض الحلويات كـ”الشباكية” لا تهيأ إلا في المنازل، حيث يُسمع دويّ “المهارز” قبل رمضان من أجل طحن جميع المواد الغذائية التي تدخل في تركيب “التقاوت”، وحتى الشعرية يتم تهيئتها و”فَتْلُها” يدويا وداخل المنزل.

وعن العادات التي اقترنت بشهر رمضان في العقود الماضية، أشارت خطيبة منديب أن أول يوم يصومه الصبي يتطلب من أهله حمله إلى “الزاوية”، وتحضير وجبة إفطار وعشاء لفائدة مرتاديها، فيما يتم الاحتفال بالفتاة في المنزل، مع إعداد فطور خاص بها، وفي حالة تواجد بئر ضواحي منزلها، يتم إجلاسها على فوهة البئر، ومدها بالحليب من أجل شرب بعضه وغسل الوجه بالبعض الآخر.

‫تعليقات الزوار

19
  • نديى
    الإثنين 13 يوليوز 2015 - 01:39

    ما قالته مونديب قريب الى الواقع ولازال سائدا بالقرى الدكالية والعبدية أما داخل الحضيرات جمع حظيرة وليس حواضر فقد انسلخوا من هوياتهم واصبحنا نسمع عن البيتزا المغشوشة والپانيني الخضر والبريوات المعمرين ليتم رمي نصف مابحتاجه السوريون في مراكز ايواء اللاجئين في الزبالة.ولله الحمد في عامي هذا اكتفيت بإفطار تقليدي مغربي محض والسحور على عصير او حليب وقد أضفنا الامساك عن تفاهة التلفزة المغربية الى الاكل والشرب وغيره ونحمد الله

  • ARGAZ
    الإثنين 13 يوليوز 2015 - 02:06

    دابا عجبتوني العنوان مناسب "المائدة الرمضانية في دكالة " أيأن المقال يناقش عادات رمضان في منطقة من مناطق المغرب
    ماشي بحال العنوان ديال البارح ليسميتوه " رمضان عند أمازيغ المغرب …
    فالمرجو اختيار عناوين موحدة لأن الشعب المغربي شعب واحد موحد
    وللاشارة ف دكالة بدورها كلمة أمازيغية تعني "الأرض المنبسطة ' (( دوأكال ))
    وكانت عاصمة لدولة تسمى " بركواطة " خلال القرون 9+10+11+12 وكانت تربط علاقات سياسية واقتصادية مع باقي الامارات التي تجاورها كالاندلس وقد دهبت بعيدا حيث قامت بأمزغة الاسلام والكتب التي تضم ذلك توجد في مدريد باسبانيا

    شكرا هسبريس على النشر

  • Abdelali Ziani
    الإثنين 13 يوليوز 2015 - 02:06

    والله كان شهر رمضان سابقا له عاداته التي اندترت مع الوقت نتمنا العودة الي الاصل. ان كترة الامراض حاليا سببها هي التغدية العصرية والله ماهي عصرية ان هي الامهزلةهذا الزمان.

  • السلام
    الإثنين 13 يوليوز 2015 - 02:10

    تحية لناس دكالة الأحرار المحافظة على تقاليدها العريقة

  • رمضان كريم
    الإثنين 13 يوليوز 2015 - 02:19

    تبارك الله اعلى الدكاليين الي مايتصحرش بقصرية اديال الكسكسو
    عيييييييييييان .الشجاعة والرجولة والعروبة

  • عبد الصمد
    الإثنين 13 يوليوز 2015 - 03:10

    في الحقيقة هذه المائدة ليست عادية هناك فقراء لا يجدون ولو القليل منه و أرجو من القلوب الرحيمة مساعدة الطفل نبيل ذو 3 سنوات من تازة الذي فقد إحدى كليتيه رقم هاتف والدة موجود في خبر هسبرس.

  • الشرقاوي ريموسي
    الإثنين 13 يوليوز 2015 - 03:16

    ان التشبت بالعادات والتقاليد يجعل الانسان يحس بطعم الحياة وخصوصا عندماتكون موافقة للدين ومن اجل ذلك وجب الرجوع الى الاصول في كل شئ وما اجمل ان تعتمد التقاليد الدكالية في ربوع البلاد لانها مغربية قحة

  • youssef
    الإثنين 13 يوليوز 2015 - 05:05

    ftor dokkali= cafe au lait maachba+harira prepare dans le Hammas+chabakiya+tmar + the a la menthe + les ouefs baldi.
    Shour= batbout (chiyar) + confiture & l'huile d'olive.
    Laulat l9adr= couscous oi bien rfissa par un coq baldi.
    Ce sont les coutumes et les traditions de doukkala,ce qui existe mnt ce sont des choses intrus. Merci

  • الرياحي
    الإثنين 13 يوليوز 2015 - 09:13

    كان الدكالي يصنع الشريحة بنفسه والزبيب ايضا وقد شاهدت العمليتين.البطبوط شيء ضروري زده القهوة بالحليب ثم في السحور البطبوط مع السمن البلدي والعسل اذا وجد او الزبدة اذا كان رمضان في الوقت المناسب.الضيافة لا تنتهي في رمضان .الحوت لم يكن حاضر بتاتا عند دكالة الا عند عبر الساحل ووأد امر البيع .نسي المقال ان الأشياء تتغير حسب الفصول مثلا في الصيف يكثر الدكاليون من اكل "الغلة" عنب ودلاع وتين وبيض …
    اما في فصل الشتاء فتتغير الأشياء.

  • التخمة و التراويح،،
    الإثنين 13 يوليوز 2015 - 09:21

    هذا الخليط الغير متجانس في التقديم من. بيض و كسكس و وووو لا يسمح لصاحبه بالقيام في راحة لصلاة التراويح لان البيض يتسبب في الغازات اذا ما اختلط بالكسكس ،،،و يكون المصلي في حرج و ربما لا يستطيع إتمام الصلاة ،،و افضل فطور ما قل و صح ،،و بعد الرجوع من التراويح يمكن اكل اكثر لكن بتوازن
    افضل فطور الثمر و الحليب،،ثم صلاة المغرب ثم حريرة خفيفة او حساء خضر مع ما يمكن تحضيره من آكلات خفيفة مصغرة،،و محشوة،،و العصاءر ،،و بعد التراويح مباشرة العشاء عبارة عن كارتان،،او مبخر،،بأنواعه،،سلاطة و ديسير من مكونات الفواكه او الألبان،،علي العموم يجب تجنب اكل البيض للمصلين و الاكتفاء بالأبيض عوض الأصفر لتجنب الغازات و كل عام و المغاربة مجتمعين علي طاولة الفطور و عيد مبارك سعيد للجميع و للأمة

  • امرء القيس
    الإثنين 13 يوليوز 2015 - 10:24

    إلى السيد الرياحي. عمرك الطويل ا صحبي 🙂

    البارحة بمحض الصدفة قرأت موضوع لهسبريس يعود لسنة 2013 هل الدارجة المغربية لهجة عربية. قرأت تعاليق كلها فوق مئتي تعليق، فكانت لك تعاليق عدة و استدلت بالزجل و كلمات غنائية. فكالمك كله كان في الصميم كأنك تتكلم على قومي بني حسن (شراردة بني حسن).

    بإذن الله انك الرياحي الذي قرأت تعاليقه إلى الخامسة صباحا، او خارجني بلا نعاس:-)، فتحية لك او الناس دكالة الطيبين.

    امرء القيس العامري

  • اكاديرية
    الإثنين 13 يوليوز 2015 - 11:14

    لعز لناس جديدة عاصمة جهة دكالة ناسها فعلا جد شعبيين و حارين فشغلهوم

  • سامية
    الإثنين 13 يوليوز 2015 - 11:32

    كم أعجبتني وأضحكتني فكرة الإمساك عن تفاهات التلفزة المغربية وأضيف إليها القناة الثانية
    شكرا لك. فكرة ممتازة.

  • tannmmirt
    الإثنين 13 يوليوز 2015 - 11:47

    سلو كلمة امازيغية مشتقة من فعل asla الدي يعني محمر اومقلي. الشعرية التي هس من اسرة الكسكسيات كانت تهيء يدويا بفتلها تم تقطيعها وهي الام الاصلية للمقرونة المتوسطية .وكلمة مكرونة كلمة امازيغية مكونة من شقين makkar و awrn التي هي من اصل كلمة اقور بمعنى جاف او يابس واورن الدي هو الدقيق او عجينة الدقيق. ادن مقار اورن هي اصل مقارونة .ببمعنى عجينة الدقيق الجافة …شمال افريقيا ارض القمح وحقوله اصل المعجنات ….

  • doukkali
    الإثنين 13 يوليوز 2015 - 12:25

    الى رقم 2دكالة ليست كلمة امازيغية بل اصلها من البرتغالية القديمة انا دكالي وافتخر و مغربي واعتز عاش المغرب والمغاربة اجمعين اينما حلوا وارتحلوا

  • احمد الحلاوي
    الإثنين 13 يوليوز 2015 - 13:54

    تحية طيبة مباركة لجهة دكالة عبدة
    العادات والتقاليد بدات تندثر بشكل تدريجي في دكالة خاصة في منطقة اولاد جابر

  • roche
    الإثنين 13 يوليوز 2015 - 14:06

    كرموس
    هدا رمضان حرمنا من الكرموس الاسود
    لماا سالنا الباعة عن السبب
    كان الرد 500 درهم للصندوق الواحد
    وسبق لي ان اشتريت نصف كلغ ب 12 درهم و نصف اي ما يعادل 25 درهم للكلغ
    اللهم اننا صائمون

  • معقب
    الإثنين 13 يوليوز 2015 - 15:29

    إلا كانت بحال هاذ التقاليد و غير تندثر أحسن
    الحريرة
    الكسكس
    الكرموس
    البيض
    شباكية
    سليلو
    تمر
    حليب
    بتيخ

    هنالك من يزيد على هذا:
    العصير في عدة أشكال
    الحوت
    الخبز
    لمسمن
    البطبوط
    الشريحة
    اللوز
    الكركاع…………
    ماهذا , مسكينة المعدة تستريح يوم كله لتتعذب في بضع دقائق

  • البلبولة
    الإثنين 13 يوليوز 2015 - 15:33

    للاضافة نظرا لوفرة الشعير ولانه من اغدية المصفحات التي ان اكلت مثلا قصعة ديال البلولة بالتقلية او خبزة ما يسمونها "كرونة" تغنيك عن الاكل لساعات رغم الجهد البدني الذي يقومون به
    احد الجيران في الثمانينات اكتشف وصفة في رمضان عوض البطبوط في الصحور وكانوا ياكلون البلبولة سفة تغنيهم اكثر من ثلثي ايام الصوم من احساس الجوع

صوت وصورة
المنافسة في الأسواق والصفقات
الثلاثاء 16 أبريل 2024 - 13:19

المنافسة في الأسواق والصفقات

صوت وصورة
حملة ضد العربات المجرورة
الثلاثاء 16 أبريل 2024 - 11:41 12

حملة ضد العربات المجرورة

صوت وصورة
جدل فيديو “المواعدة العمياء”
الإثنين 15 أبريل 2024 - 23:42 8

جدل فيديو “المواعدة العمياء”

صوت وصورة
"منتخب الفوتسال" يدك شباك زامبيا
الإثنين 15 أبريل 2024 - 23:15

"منتخب الفوتسال" يدك شباك زامبيا

صوت وصورة
بيع العقار في طور الإنجاز
الإثنين 15 أبريل 2024 - 17:08 4

بيع العقار في طور الإنجاز

صوت وصورة
مستفيدة من تأمين الرحمة
الإثنين 15 أبريل 2024 - 16:35

مستفيدة من تأمين الرحمة