إد بنكلال .. متطوّع شارك بـ"المسيرة" ونقل ذكرياتها إلى وجدَة

إد بنكلال .. متطوّع شارك بـ"المسيرة" ونقل ذكرياتها إلى وجدَة
الجمعة 6 نونبر 2015 - 01:00

كان عمره أربعة وعشرين عاما حين قرر أن ينضم إلى جموع المتطوعين للمسيرة الخضراء ذات نونبر من العام 1975. مضى أربعون عاما ولا يزال محمد يذكر التفاصيل، كأن ما حدث لم يقع سوى بالأمس القريب. في حديثه العفوي عن المسيرة الخضراء، تمتزج مشاعر الفخر لديه بالحنين إلى تلك الأيام المشهودة.

“نحن الأسود في الوغى، نصرع كل من طغى. يحيا الملك، يحيا الوطن”، كانت هي الترنيمة التي طالما ترددت بين صفوف المشاركين في المسيرة الخضراء في الخيمة التي كان يقتسمها عدد من أبناء الجهة الشرقية، قريبا من الحدود التي اجتازها المتطوعون السلميون، وفق ما روى محمد إد بنكلال، أحد المتطوعين من أبناء مدينة وجدة.

وهناك، بين إخوته المتطوعين، أحس محمد بعمق الانتماء إلى الوطن وبشرف الدفاع عن وحدته. “لم يكن إحساسا عابرا ولا لحظيا. يصعب أن أترجم بالكلمات تلك المشاعر المتدفقة التي لا تزال تسكن الوجدان” يعلق محمد. كانت مشاعر الوطنية الصادقة أكبر من كل الكلمات. عاشها المتطوعون الذين هبوا، بالروح والعقل والوجدان، يلبون نداء الوطن.

يقول المغاربة، في حديثهم الدارج، “إن المرء يموت دفاعا عن بلاده وأولاده”. وفي تلك الأجواء المفعمة بمعاني البطولة والتضحية والشجاعة والدفاع عن الوحدة الترابية، كان هم آخر يقض مضاجع المتطوعين. “كنا نتوق إلى صلة أرحامنا بالصحراء المغربية”، يوضح محمد.

في بوحه العفوي، يتذكر محمد كل الذين عاشوا معه، أو قريبا منه، في تلك الرحلة الطويلة من شرق المملكة نحو جنوبها. صديقه الرسام واحد من هؤلاء. كان الفنان، مرهف الحس، يقضي أوقاتا طويلة في الرسم والتشكيل. يرسم علم البلاد يرفرف على كل شبر من ربوع الوطن. يتخيل ويبدع ويفشي الجمال ويناضل لأجل تحرير أرضه. ثم يترجم بالريشة على اللوحة مكنون القلب وما انطوت عليه الجوانح.

كانت لحظات تأبى النسيان، يقول محمد. تستعصي الكلمات في فم الرجل ويتوقف عن الحديث، كأنه ينظر إلى شاشة تعرض تفاصيل المسيرة. “ماذا أقول؟ هذه المعاني لا بد أن تعيشها لتشعر بها”، يستدرك محمد، قبل أن يسهب في الحديث عن مظاهر الحب والتضامن والوطنية التي برزت في حياة المتطوعين، قبل أربعين عاما، في مسيرة أبهرت الخصوم قبل الأصدقاء.

وصنعت تلك المشاعر الوطنية المتأججة مناخا عاما من التعبئة الوطنية الشاملة، دون أن تكون حكرا على المتطوعين لوحدهم. يذكر محمد، بإعجاب لا يزال يومض من عينيه إلى اليوم، كيف تدفق الوجديون على محطة القطار لتوديع المتطوعين المتوجهين إلى الصحراء، وكيف تكرر المشهد ذاته عند العودة المظفرة، بعد التحرير، في محطة القطار بوجدة.

لم تكن هذه المسيرة حدثا تاريخيا ولى وانقضى. إنها حدث مستمر في الزمن، لا يتوقف سوى في محطات تعزيز التنمية وترسيخ الاختيار الديمقراطي، ثم يعاود الانطلاق من جديد، في متواليات تصنع مجد الأمة المغربية وتألقها بين الأمم. تلك كانت خلاصة الدرس الذي شف بين كلمات الرجل. الاستمرار على الدرب ذاته، هي العبارة المفتاح. ومن ذلك الماضي البعيد، لا تزال أصوات المتطوعين تتناهى إلى الأسماع وهي تتغنى بالنصر وبتحقيق الوحدة، مثلما لا تزال كلمات أغنية “نداء الحسن” خالدة في وجدان المغاربة.

*و.م.ع

‫تعليقات الزوار

1
  • العز للمغرب
    الجمعة 6 نونبر 2015 - 07:46

    دموع… المسيرة حدث عملاق تمخض من عبقرية ملك حكيم و انجزها شعب عظيم… العز لبلادي و الله يرحم الحسن الثاني

صوت وصورة
مؤتمر الأغذية والزراعة لإفريقيا
الخميس 18 أبريل 2024 - 16:06

مؤتمر الأغذية والزراعة لإفريقيا

صوت وصورة
الحكومة واستيراد أضاحي العيد
الخميس 18 أبريل 2024 - 14:49 85

الحكومة واستيراد أضاحي العيد

صوت وصورة
بايتاس وتأجيل الحصيلة الحكومية
الخميس 18 أبريل 2024 - 14:36 86

بايتاس وتأجيل الحصيلة الحكومية

صوت وصورة
هلال يتصدى لكذب الجزائر
الخميس 18 أبريل 2024 - 13:45 4

هلال يتصدى لكذب الجزائر

صوت وصورة
مع المخرج نبيل الحمري
الخميس 18 أبريل 2024 - 13:17

مع المخرج نبيل الحمري

صوت وصورة
عريضة من أجل نظافة الجديدة
الخميس 18 أبريل 2024 - 12:17 3

عريضة من أجل نظافة الجديدة