المساحات الخضراء تبدد قيظ "طنجاوة" .. والإسمنت يغزو المدينة

المساحات الخضراء تبدد قيظ "طنجاوة" .. والإسمنت يغزو المدينة
الأحد 26 يونيو 2016 - 10:02

وسط قيظ صيف رمضاني، لا يجدُ الطنجاويون بدّا من البحث عن وسائل للتّخفيف من الإرهاق و”قتل” الوقت، في انتظار نداء صلاة المغرب، الذي يعلن انتهاء يوم صيام شاقّ، لا يخفف قسوته سوى أجرٍ مأمولٍ وطمعٍ في رحمةٍ ومغفرةٍ وعتقٍ من النّار. وتبقى المساحات الخضراء المنتشرة داخل المجال الحضري للمدينة، بتوزيعٍ يختلف من منطقة إلى أخرى، ومن حيّ إلى آخر، ملاذا يفضله الكثير من السكان في ظل هذه الظروف.

وفي هذا السياق، تعتبر مقاطعة بني مكادة الأكثر شُحّا من حيث المناطق الخضراء على صعيد المدينة، بل وعلى الصعيد الوطني ككلّ، وذلك حسب تقريرٍ سابقٍ لمرصد حماية البيئة والمآثر التاريخية بطنجة.

مساحات غير كافية

وكشف آخر تقريرٍ للمرصد المذكور، صدر في ماي 2015، أن نصيب الفرد من المساحات الخضراء بطنجة ازداد بنسبة طفيفة بانتقاله من 3.02 إلى 3.15 مترا مربّعا، لكنه مع ذلك يبقى غير كافٍ، باعتبار المعدّل الدولي الأدنى هو 10 أمتار مربّعة للفرد. لكنّ هذا المعطى الأخير لا يمنع الساكنة من اللجوء إلى المناطق الخضراء بالمنطقة، رغم الازدحام الشديد في بعضها.

ويقول محمد.أ، البالغ 42 سنة، وهو ربّ أسرة، وأحد ساكني منطقة بني مكادة، وهو يشير إلى إقباله على منطقة خضراء: “أحضر إلى هذه المنطقة بعد العصر، لأنه أفضل توقيت؛ تخفّ فيه حرارة الشمس، وينتشر الظل بشكل واسع، ما يمكنني من إيجاد فضاء مقبول أنا وأسرتي؛ أما قبل ذلك، فعدد الأشجار كما ترى محدود، وبالتالي يصعب العثور على مكان ظليل”.

ويبقى الازدحام عائقا للبعض ومانعا من الحضور، إذ يقول عبد الرحيم.ع، البالغ 43 سنة: “اليوم حضرت فقط من أجل أولادي، لكنني عموما أفضل عدم الجلوس هنا.. كما ترى المكان مزدحم جدّا، ما يجعل الهدف من الحضور إليه غائب، وهو الراحة والاستجمام والتخلص من تعب اليوم. هذا الاختلاط الشديد يجلب معه عدة مشاكل؛ خصوصا بالنسبة لمن يحضر مع زوجته وأطفاله، وخصوصا مع أثر الصيام وإثارته لأعصاب البعض”.

بعد العصر، حسبما اتضح لنا في جولة بالمدينة، هي الفترة الفُضلى لدى الساكنة للتوجه نحو المناطق الخضراء، لأنها الأبرد طيلة اليوم، ولأنها تسبق أذان المغرب، فتكون فرصة للاستراحة من عناء اليوم، ولانتظار أذان المغرب.

بعد المغرب

البعض يفضّل أن يمدّ فترة مكوثه بالمناطق الخضراء إلى لحظة الإفطار وما بعدها، إذ تنتشر مجموعات من الأسر والأصدقاء على طول المساحات الخضراء المواجهة لشاطئ مرقالة، حيث يضيف هواء البحر المنعش إلى الجلسة مُتعةً أخرى.

سمير.م، البالغ 28 سنة، حضر إلى المنطقة رفقة عدد من أصدقائه، وقال لنا إنه يستغل فترة بعد العصر للاستراحة هنا، قبل أن يتبعها هو وأصدقاؤه بإفطار جماعي مرفوقٍ بصوت هدير الموج ومتعة رفقة الأصدقاء، إضافة إلى ما توفّره منطقة مرقالة من إضاءة ليلية مريحة وكافية.

الفترة الأخرى المفضّلة لدى مرتادي المناطق الخضراء هي بعد صلاة العشاء، إذ تنتشر الساكنة بشكل قد يكون أكبر من فترة بعد العصر، إلى درجة أن مناطق غريبة غير مخصّصة للراحة والتنزه يتمّ “احتلالها” من طرف باحثين عن الراحة وبرودة ليلٍ منعشة، ففي حيّ مسنانة مثلا، يمتلأ ملتقى طرق (رانبوان) معشوشب بعشرات المتنزّهين المستلقين على ظهورهم وجنوبهم، في مشهدٍ أثار، ولازال، انتباه كلّ عابر من المنطقة، وذلك عائد طبعا إلى شحّ الفضاءات الخضراء.

قد لا يكون رمضان هذا العام الأشدّ حرّا، لكن أيامه بالتأكيد هي الأكثر طولاً. ورغم الازدياد الملحوظ في المساحات الخضراء في طنجة، إلا أن هذا بالمقابل لا يمنع “جرائمَ” بيئية ترتكب بالوتيرة نفسها تقريبا عن طريق إفساح المكان للإسمنت في فضاءات مخصصة للمناطق الخضراء، لا يكفّ ناشطون محليون عن رصدها بين الفيْنة والأخرى.

‫تعليقات الزوار

20
  • TAGADA
    الأحد 26 يونيو 2016 - 10:17

    Agadir et sousslande on generale ont subit une invasion de beton a cause de la mafia immobiliere et la complicite' soit des responsables minicipaux ou les gents de l etat psque la fleure et la phone plus les terres agricole sont detruite donc on demande a notre roi de mettre fin a ce massacre

  • 3a ana
    الأحد 26 يونيو 2016 - 10:27

    أتمنى أن لا يحدث لطنجة أو غيرها ما حدث للدر البيضاء حيث عديمي الضمير و المروءة استحلوا المساحات العمومية قصد النهب و السرقة,و لا من رقيب و لا محاسب.مثال: انضروا إلى حي الحسني اللذي دشنه محمد الخامس و حي الحسني اليوم,اختلست جل مساحاته العمومية الخضراء الرياضية و الثقافية على عينك أ بن عدي , لا من حسيب.حسبنا الله و نعم الوكيل.

  • rachad hadri
    الأحد 26 يونيو 2016 - 10:48

    حين ننظر إلى طنجة من الجو سنجد مادة اليخضور موجودة بكثافة في القنصلية الفرنسية والإسبانية والمدرسة الأمريكية ماعدا ذلك نلاحظ غابات هامشية يزحف عليها الأسمنت المسلح ..

  • leila
    الأحد 26 يونيو 2016 - 11:00

    بعد الدار البيضاء التي أصبحت سوداء بسبب مافيا العقار التي حولتها الى كتلة اسمنتية بئيسة يأتي اادور على طنجة و مدن أخرى بقتلهم و غزو الاسمنت كسجن كبير بد ن اي دراسة او تخطيط.
    االدار السوداء أصبحت سجن كبير حسبي الله ونعم الوكيل.
    اعلموا يا مصاصي الدماء انكم راحلون الى رب العالمين العادل و سوف تحاسبون .

  • مصطفى ايطاليا
    الأحد 26 يونيو 2016 - 11:47

    المناطق الخضراء في جل مدن المغرب لا تحظى بالأولوية حيث زحف الاسمنت يلتهم كل شئ !
    اضرب مثالا مدينة خريبكة ، خلال التسعينات حدائق المستعمر باحياء الفوسفاط كانت روعة في التصميم حيث كل شيئ يثير ، أما الان فقد أصبحت الاحياء شبه جرداء .

  • السلاوي
    الأحد 26 يونيو 2016 - 12:08

    الأسمنت هجم على الغابات ، على الأراضي الزراعية على "السواني" وحتى على الحدائق التي يتم تدشينها ،كل شيء سيصبح أسمنت ،بينما في الغرب تجد الغابات والأشجار والحدائق تغلب في المدن على البنايات والعمارات ،وإذا أرادت البلدية إنشاء دور وعمارات فإنها تخلق لهم مجال خاص بكامل خصوصياته من حدائق وملاعب للكرة ومراكز تجارية وحانات ، فعلى الدولة أو الملك محمد السادس أن يصدر أمرا بإيقاف البناءات في المدن لأنها أصبحت بدون أوكسجين بل أن هناك أحياء بكثافة سكانية كبيرة ولا توجد بها أشجار أو غابة،إنه أمر خطير لذا نجد أطفال المدن جلهم مرضى بالحساسية وأيضا مرض السل الذي عاد بقوة إلى المغرب

  • يوسف
    الأحد 26 يونيو 2016 - 12:30

    موضوع في الصميم ، شراهة المقاولين في السيطرة على كل شبر من هذه المدينة .

  • Lahcen houssam
    الأحد 26 يونيو 2016 - 13:19

    السلام عليكم اود فقط ان اشير الا انه مشكل يؤرق كل المغاربة في المغرب مع التذكير انه في بعض الدول يصل معدل المساحة الخضراء الى كيلومترات وليس امتار مثل امريكا وكندا

  • mohammad
    الأحد 26 يونيو 2016 - 14:10

    إذا كان منطق التمدن والتحضروالدين يتوسجب احترام كل نبتة وكل مغروس وكل شجرة لكون الكل خلائق ربانية اراد من خلالها تجسيد جلاله الا ان الملاحظ هو ما يلحق هذه الفضاءات الخضراء من إيذاء عمدي من طرف البعض حيث يحولونها الي مزابل ومخلفات لما يستهلكونه ،بل انها دست وانتهكت كرامتهامن طرف اولائك الذين سيعول عليهم تلقين قيم حب الجمال واحترامه…طنجة في إطار ما يريده لها جلالة الملك حفظه الله شهدت إصلاحات كبيرة فانجزت مناطق خضراء وجهز الكورنيش بطريق بديعة …هذه الأ شياء تستدعي من الساكنة الحفاظ عليها وهى التي تتشكى دائما من انعدام الفضاءات وغياب ا لمناطق الخضراء. كما تسدعي من السلطات المحلية الحزم مع العابثين والمفسدين ولنا الثقة في السيد الوالى المعروف عنه حزمه وجديته ان تخذ كل ما شأنه ان يردع قليلو التربية بالزجر …. ..فهل ستستحيون وتحافظون ما أنجزتجسيد ا لكون الله تعالي جميل يحب الجمال أم انكم ستبقون أهل نهب وعبث كما قال الفيلسوف ابن رشد ؟

  • Wzir
    الأحد 26 يونيو 2016 - 14:19

    Il était une fois Tanger, une belle ville habitée par des gens propres, éduqués et respectueux des voisins et des espaces verts mais un jour….ma ville s'est métamorphosé. Elle est devenue une mégapole que je reconnais plus. Je garde des beaux souvenirs de ma petite ville d'autrefois mais maintenant chaque fois je la visite en été, je sens de l'amertume et j'ai de la nostalgie pour les années 1970 jusqu'à fin1980.

  • mohammad
    الأحد 26 يونيو 2016 - 14:32

    إذا كان منطق التمدن والتحضروالدين يتوسجب احترام كل نبتة وكل مغروس وكل شجرة لكون الكل خلائق ربانية اراد من خلالها تجسيد جلاله الا ان الملاحظ هو ما يلحق هذه الفضاءات الخضراء من إيذاء عمدي من طرف البعض حيث يحولونها الي مزابل ومخلفات لما يستهلكونه ،بل انها دست وانتهكت كرامتهامن طرف اولائك الذين سيعول عليهم تلقين قيم حب الجمال واحترامه…طنجة في إطار ما يريده لها جلالة الملك حفظه الله شهدت إصلاحات كبيرة فانجزت مناطق خضراء وجهز الكورنيش بطريق بديعة …هذه الأ شياء تستدعي من الساكنة الحفاظ عليها وهى التي تتشكى دائما من انعدام الفضاءات وغياب ا لمناطق الخضراء. كما تسدعي من السلطات المحلية الحزم مع العابثين والمفسدين ولنا الثقة في السيد الوالى المعروف عنه حزمه وجديته ان تخذ كل ما شأنه ان يردع قليلو التربية بالزجر ..فهل ستستحيون وتحافظون ما أنجزتجسيد ا لكون الله تعالي جميل يحب الجما رل أم انكم ستبقون أهل نهب وعبث كما قال الفيلسوف ابن رشد ؟

  • سيمو
    الأحد 26 يونيو 2016 - 14:41

    على الفايسبوكيون القيام بحملة ضد مزيد من البناء والاسمنت في المدن المغربية . اظن انها بادرة يجب ان يشارك فيها الجميع لمصلحة المغرب ولمصلحة صحة ابناءه .فمن غير المعقول ان نستمر في تدمير الطبيعة بشكل فظيع لنستفيق يوما لا نجد فيه لا غابة لا حدائق

  • ياسين
    الأحد 26 يونيو 2016 - 14:53

    في طنجة احياء ومجموعات سكنية تبنى يدون مناطق خضراء تماما

  • طنجة
    الأحد 26 يونيو 2016 - 15:09

    الآن مساحة خضراء أما بعد ستكون مساحة الاسمنت والأجور

  • طنجاوي
    الأحد 26 يونيو 2016 - 15:28

    عن أي مساحات خضرات تتحدثون ؟ هناك مساحة واحدة فقط في طنجة هي غابة الرميلات
    لابد أن شح هذه المساحات بددت المفهوم الصحيح للمساحة الخضراء في عقولكم
    أتسمون مساحة 70 منها أرصفة و30 الاخرى عشب للملاعب لايتجاوز طوله 2 سنتمتر و4 أشجار أو شتلات متفرقة مساحة خضراء ؟ ماهذا الهراء
    وخير دليل على ما أقول أن الناس أصبحت تعتبر عشب الرانبوان مساحة خضراء لاحول ولا قوة إلا بالله
    ولكن لا عجب حينما ترى كل شوارع طنجة المدينة المتوسطية مزروعة بالنخيل حتى يخيل للغريب أنها مدينة صحراوية
    حينها ستعلم أن المسؤول عن تسييرمشروع طنجة الكبرى لديه شركة للنخيل وهكذا دواليك كل مشروع في هذه البلاد يسير حسب شركات المسؤول فنحمد الله أنه لايملك شركة للصبار لكان الواقع أسوء
    فاللهم إجعل عيشنا في المغرب مغفره لذنوبنا " إنه الصبر ياسادة "

  • Maldini
    الأحد 26 يونيو 2016 - 16:12

    جشع وشراهة مجرمي العقار حول هزه المدينة الى كتل اسمنتية متفرقة ليس لها مثيل في العالم تنمو كورم خبيث، ومازال القادم اسوأ مع الصين التي لن تتوانى في تدمير المجال البيئي لهذه المدينة

  • علي
    الأحد 26 يونيو 2016 - 16:55

    المدن المغربية تحول إلى جهنم :
    لا منا طق خظراء ولا شوارع فسيحة
    لاجمالية وتنسيق في العمران
    لا مرافق ومنشآت ترفيهية وثقافية ورياضية وفنية……
    تجزئة +تجزئة+تجزئة+…..بقع أرضية للبيع…….يختنق المرء

  • mohammed
    الأحد 26 يونيو 2016 - 18:51

    هناك فيالمغرب مراكش الحمراء و طنجة الحمراء .
    خسبنا الله ونعم الوكيل.

  • kaddour
    الأحد 26 يونيو 2016 - 22:42

    la mafia de l immobilier a envahi sala Al jadida, le mail central prévu comme jardins ds le plan origine de la ville de sla Al jadida est converti en plusieurs immeubles…c est juste avant la fin du mandat du Bureau communale sortant que l autorisation de bâtir a été donnée .,…..affaire à suivre…..
    .

  • mohamed
    الأحد 26 يونيو 2016 - 22:50

    ,j'ai visite Tanger est les espaces vertes sont existant mais vient voir la vile de Sale c'est 0/100

صوت وصورة
احتفاء برابحة الحيمر في طنجة
الجمعة 29 مارس 2024 - 10:03

احتفاء برابحة الحيمر في طنجة

صوت وصورة
احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية
الجمعة 29 مارس 2024 - 00:30

احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية

صوت وصورة
شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر
الخميس 28 مارس 2024 - 23:00

شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر

صوت وصورة
فواجع النقل المزدوج
الخميس 28 مارس 2024 - 22:15

فواجع النقل المزدوج

صوت وصورة
تقنين التنقل بالتطبيقات
الخميس 28 مارس 2024 - 19:55

تقنين التنقل بالتطبيقات

صوت وصورة
الفهم عن الله | إصلاح العيوب
الخميس 28 مارس 2024 - 18:00

الفهم عن الله | إصلاح العيوب