مهنة الحارس الليلي بسطات .. لقمة عيش تخالف "عقارب الساعة"

مهنة الحارس الليلي بسطات .. لقمة عيش تخالف "عقارب الساعة"
الخميس 14 دجنبر 2017 - 10:00

يبيتون الليل مستيقظين وعيونهم تراقب. يحرسون المنازل والسيارات والمحلات التجارية، ويؤدون “السخرة” أحيانا في دروب المدينة، في تحدّ وعزيمة من أجل توفير لقمة عيش لهم ولعائلاتهم، غير آبهين بتقلبات الطقس، تجدهم تحت المطر يقاومون البرد والنوم، بعيدا عن أهاليهم من أجل حماية الآخرين.

هسبريس قامت بجولة في بعض أحياء مدينة سطات، وعاينت عددا من الحراس الليليين في ما يشبه “علبا” حديدية أو خشبية، يضعون بجانبهم هراوات ويحملون مصابيح يدوية، ومنهم من يستعين بكلب حراسة، يسترقون النظر إلى كل شخص يمرّ بجانبهم، ويرصدون كل غريب عن الدّرب أو أي حركة مشبوهة.

“حنا عايشين غير مع الناس والمحسنين، ومكملين غير بالصبر، ما يمكنش ليك تمرض ولاّ تمشي للمناسبات ليلا، إلا إذا عوّضك شخص أمين”، يقول أحد الحراس الليليين، فيما تدخل أحد الزبناء كان بصدد ركن سيارته، قائلا: “هؤلاء الحراس أجرهم على الله، لأن ما نقدّمه لهم من مساعدات لا يناسب قيمة خدماتهم، ولا يكفيهم لسد حاجاتهم الأسرية، وأرجو من السكان أن يهتموا بهم أكثر”.

تغذية ونوم مخالفان للعادة

يقضي الحراس الليليون معظم وقتهم في الحي أو أمام العمارة التي يعملون على حراستها. ونمط عيشهم مخالف للمعتاد، فهم يسهرون ليلا وينامون نهارا، وتتحوّل وجباتهم من غداء إلى عشاء وسحور كأنهم يستعدون للصيام.

معاناة الحراس الليليين يتحمّلها الأبناء والزوجة، حيث لا يرى الحارس أبناءه إلا نادرا، لكونه يغادر البيت في الساعة الخامسة مساء ولا يعود إلا في حدود الساعة الثامنة صباحا، ليتناول فطوره ويخلد للنوم والراحة استعدادا لليلة عمل جديدة.

حرّاس يعانون

عبد اللّه المتقي، أحد الحراس الليليين الذي يمارس هذه الحرفة منذ ما يزيد عن 36 سنة بشارع الأميرة للا عائشة بمدينة سطات، تحدّث بنبرة تطبعها الحسرة والأسف عن الواقع الذي يعيشه الحرّاس الليليون، إذ قال: “حنا عايشين غير مع المحسنين”، موضحّا أنه يقدّم خدماته للسكان وأصحاب المحلات التجارية، بتنسيق دائم مع السلطات المحلية والأمن الوطني بالمدينة.

وأشار عبد اللّه إلى أن الخدمات التي يقدّمها تتجاوز حراسة ممتلكات الناس من منازل وسيارات ومحلاّت تجارية، إلى التبليغ عن التحركات المشبوهة لبعض الجانحين، إضافة إلى “السخرة” التي يقدمها أحيانا للسكّان، مقابل أجر حدّده في 20 درهما للأسبوع، وقد يصل 100 درهم في الشهر. “حنا مكملين غير بالصبر”، يقول عبدالله، في إشارة إلى كثرة المصاريف الأسرية من تغذية وكراء وتطبيب ودراسة وغيرها.

وعن الضمانات الموجودة بين الحارس الليلي والزبون، أوضح هذا الحارس الليلي أنها تنبني على الثقة والأمانة والمسؤولية بين الطرفين، مضيفا أن الحارس الليلي يجب عليه أن يتحلى بهذه الخصال للاستمرار في خدمته، وتفادي الوقوف أمام المحاكم والتعرّض للمساءلة، إذا ما حدث أمر معين يدخل في اختصاصه.

وحول الأخطار التي يتعرّض لها الحارس الليلي، قال عبد الله المتقي إنه طيلة 36 سنة وهو في “علبة حديدية أو خشبية” تقيه من شدّة البرد والمطر، إلى أن انفرج المشكل بمساعدة من المحسنين، حيث تمكن من تشييد “برّاكة” من أجل الاختباء فيها تفاديا للأمراض، ولكي يضع بها لوازمه، التي تتمثل في مصباح يدويّ وهراوة وأوان بسيطة لإعداد الشاي ليلا.

ونصح عبد الله زملاءه الحراس بالتنسيق بينهم ليلا، مشيرا إلى أن رئيس جمعيتهم يزورهم دائما للاطلاع على أحوالهم والاستماع إلى مشاكلهم، التي يواجهونها بالصبر، داعيا الحراس إلى عدم تجميع الناس ليلا في مكان العمل، خاصة المنحرفين، وعدم بيع السجائر، والتحلي بالجدّ في العمل تفاديا للمشاكل.

مطالبة بضمان الحقوق

حسن الإدريسي، رئيس فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بسطات، طالب، في تصريح لهسبريس، بضمان الحقوق الاجتماعية والاقتصادية لفئة الحراس الليليين، باعتبارها مكفولة دستوريا على المستوى الوطني، وعالميا من خلال المواثيق الدولية.

وقال الإدريسي إن فئة الحراس الليليين يقدّمون خدماتهم المختلفة في إطار علاقة تبعيّة بينهم وبين مشغّليهم، داعيا ممثلي السكان في التجمّعات السكنية (السانديك)، إلى احترام قوانين الشغل في هذا الاتجاه، المتطابقة مع الحقوق العمّالية المعمول بها.

وشدّد الإدريسي على تحمّل الدولة لمسؤوليتها في الجانب الذي يخصّها، من قبل مندوبيات الشغل ووزارة التشغيل ومؤسسات الضمان الاجتماعي، في إطار مقاربة استباقية لحث الناس المشغّلين على احترام حقوق العمّال المتمثلين في الحراس الليليين، كما هو معمول به مع عناصر الأمن الخاص في إطار مهيكل ومنظّم يحمي الطرفين.

‫تعليقات الزوار

12
  • ابن حلالة
    الخميس 14 دجنبر 2017 - 10:21

    هناك الحارس الليلي للمساكن و الاقامات و الادارات فتحية له اما حراس السيارات الليليين فهم اشر الناس و أبغضهم هؤلاء لحشايشية يتعاملون مع المواطن بكل قبح و سفالة و كأن المكان ورثوه عن اباءهم فسحقا لمن يرتمي على الملك العمومي

  • سناء
    الخميس 14 دجنبر 2017 - 10:34

    صراحة عندما نرى إخواننا يعانون بهاته الطريق المزرية ومن أجل دخل ضعيف جدا لا يغطي و لو نصف المصاريف يزيدنا دلك حزنا و قهرا لدلك نتمنى من الدولة ان تتدخل و تنظر في احوال هاته الشريحة فهم في امس الحاجة الى المساعدة.

  • كاميرا
    الخميس 14 دجنبر 2017 - 10:35

    كثيرا من الحراس الليليين لهم دور اخر وهو التبرقيق…كثير من المنازل والسيارات تسرق بوجود الحراس الليليين ويكونون احيان متورطين ايضا.الحراسة هي الكاميرات والتدخل السريع والحازم من الامن للحفاظ على حياة وممتلكات الاخرين شيء اخر فهو عبث واستهثار وتخلف وتبرقيق..

  • Badr
    الخميس 14 دجنبر 2017 - 10:35

    يبيتون الليل مستيقظين وعيونهم تراقب, غير كتخوة دنيا كيجبدو عليها بنعسا.

  • بائس مقهور
    الخميس 14 دجنبر 2017 - 10:45

    كلما حل حارس ليلي في حي الا انتشرت به الفوضى وبيع المخدرات .ففي الرباط عاصمة الاجرام تحول حينا الى جحيم بعد احد المشتبه فيهم قادما من احد الاحياء العشوائية .بالقوة ليستولي على المراب الخاص بنا الى موضع لما يسميه رزقه .وقد اصبحنا نخاف منه لدرجة انه يجبرنا علىاداء مايسميه الواجب الشهري مهددا ايانا بتكسير متاعنا .وقد كثرت السيارات واصبح الضجيج في كل وقت وحين فقد حضر العديد من اصحاب الطاكسيات يغسلون سياراتهم امام ابوابنا مما حول الحي الى مزبلة من الغبار واغلاق ابوابالسيارات المتهالكة بالقوة اما تسخين السيارة قد يتعدى الربع الساعة في الواحدة ليلا كما في الخامسة وفي اي وقت الصراخ والعويل والدراجات في كل الاوقات لقد تحول حينا الى وصمة عار .فلم يقتصر اصحاب السيارات على وضعية اقلاع مربكة بل تعداها لسماع الموسيقى باعلى الاصوات .بل حتى السكارى لا يجدون مكانا ممتعا للكلام سوى بانصاف الليالي والكراريس والخضر روائح كريهة وقطط منتنة ميتة وبقايا كلاب متشردة واوساخ وبراريك وقطع طريع و……

  • مهاجر USA
    الخميس 14 دجنبر 2017 - 10:58

    ce métier n'existe nul part au monde sauf au Maroc d'un coté la pauvreté et de l'autre deuxième bureau pour elmakhzen

  • citoyen pas con
    الخميس 14 دجنبر 2017 - 11:11

    le titre me semble incohérent faut bien que vous sachiez que la plus part de cens gens sont a la base des criminels et l'etat les sorts du prison afin de les mettre dans nos cartier pour nous espionner lkhbar fi raskom ………………

  • حسن
    الخميس 14 دجنبر 2017 - 11:27

    لاتوجد القناعة لذى البشر… فدخلهم يضاعف دخل والمواطن والموظف المتوسط مرات… لكنهم يستهلكونة في احتساء الخمر ليلا… فأغلبهم لو جئت تتفقده بعد منتصف الليل تجده ثملا… وعلى الدولة كامللا المسؤولية في الأمن بما فيه أمن السيارات من اللصوص … وإلا ما هو دور الأمن؟
    من جهة أخرى فالحراس الليليون يدعمون بعص اللصوص في منطقتهم لارغام أصحاب السيارت وضع سياراتهم في مكان محروس….

  • ابن سوس العالمة
    الخميس 14 دجنبر 2017 - 12:39

    نعم حراس العمارات والمؤسسات وحراس الامن من شرطة وخواص..اما حراس السيارات فهم مجموعة من البلطجية المدمنين لا رحمة في قلوبهم ولا داعي للتدرع بالفاقة والحاجة تصوروا معي حارس يحرس اكتر من 30 سيارة ويطالبك بعشرة دراهم كل ليلة يعني 9 الاف درهم شهريا ومع دلك يظهرون انهم جياع من اجل المزيد من النهب…في مدينة اكادير مثلا تركن سيارتك في مكان نهارا تم تغادر وعند عودتك ومجرد غلق الباب سرعان ما تدخل عليك يد من الناغدة مطالبة بالدفع "ارا ليا" دون ادب ولا احترام..ترى لم لا يظهر داك الحارس الدي راسماله وزرة الاشغال العاكسة والتي لا تحمل اية شارة للاسم او الجهة المشغلة ولا الشركة لا شيء انه الشبح…انه الاحتيال ان سرقت سيارتك فسوف يقل لك لم ار السيارة ولا انت حين ركنها ولا اتحمل المسؤولية هدا ان كان مرخصا اصلا..اما حسب ما الاحظ كل من لا يفدر على العمل ما عايه الا ان يشتري وزرة الاشغال وكلما صعد اي سائق في اي مكان يطالبه بالاداء…شعب القطاطعية لا اغاتكم الله…عشرة دراهم لكل ليلة صافي تبات عندو عام ويجي نكتبها ليه فسميتو..

  • عزيز
    الخميس 14 دجنبر 2017 - 18:35

    قصة حقيقية عن عساس ليلي بمنطقتي بالبيضاء
    كانت سيارة والدي مركونة عند العساس في أيام البرد يتركها والدي مفتوحة ليدخل لها العساس بالليل بين تقاطع الزنقات رومبا في أحد الليالي خرج والدي بالليل ليدهب لغرض ما
    حرك السيارة بدون تشغيلها ..مع الهبطة. .
    والعساس يقول أترك السيارة واذهب صاحبها قبيح ههههههه
    التفت له والدي غير أنا
    قال العساس كيسحاب ليا شفار
    كان ناعس المسخوط

  • الوردي
    الخميس 14 دجنبر 2017 - 18:46

    وجود الحراسة جاء ليخفف من حدة طمع بعض الناس في ممتلكات غيرهم و لو كان عند كل واحد ما يكفيه ما نظر إلى ما عند أخيه ، ففي اوربا لا يوجد حارس ليلي ولا نهاري لان كل واحد عنده ما يكفيه لعيش كريم. و نحن كمسلمين لا نحتاج الحراسة اذا كنا نخاف الله سبحانه وتعالى.

  • مقترح
    الجمعة 15 دجنبر 2017 - 00:17

    وجود بلطجية" للحراسة الليلية" معناه أن الأمن غير موجود………..

صوت وصورة
احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية
الجمعة 29 مارس 2024 - 00:30 1

احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية

صوت وصورة
شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر
الخميس 28 مارس 2024 - 23:00 2

شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر

صوت وصورة
فواجع النقل المزدوج
الخميس 28 مارس 2024 - 22:15 3

فواجع النقل المزدوج

صوت وصورة
تقنين التنقل بالتطبيقات
الخميس 28 مارس 2024 - 19:55 11

تقنين التنقل بالتطبيقات

صوت وصورة
الفهم عن الله | إصلاح العيوب
الخميس 28 مارس 2024 - 18:00

الفهم عن الله | إصلاح العيوب

صوت وصورة
وزير النقل وامتحان السياقة
الخميس 28 مارس 2024 - 16:02 6

وزير النقل وامتحان السياقة