تقرير سياسي يرصد أسباب الاحتقان في جرادة

تقرير سياسي يرصد أسباب الاحتقان في جرادة
الإثنين 15 يناير 2018 - 16:20

نسب تقرير لحزب جبهة القوى الديمقراطية الاحتجاجات التي اندلعت بمدينة جرادة، عقب وفاة شابين بإحدى “السندريات” وبطء انتشال جثتيهما، إلى تراكمات الوضع الاجتماعي المتأزم بالمنطقة، لاسيما قرار الإغلاق التدريجي لشركة “مفاحم المغرب” تحت ذريعة نفاد المخزون وتسريح ما يزيد عن 5000 عامل وإطار.

وأكد المصدر ذاته على غياب البديل الاقتصادي، الذي سبق أن وعدت به الحكومة عقب زيارة لوفد وزاري إلى المدينة المذكورة في دجنبر 1997 برئاسة عبد العزيز مزيان بلفقيه، بصفته وزيرا للفلاحة والتجهيز والبيئة آنذاك، بهدف البحث عن حلول اجتماعية وبلورة برنامج اقتصادي متكامل لتنمية الإقليم في شكل بدائل في مرحلة ما بعد إغلاق المناجم.

التقرير الذي توصلت هسبريس بنسخة منه، ذكًر بمضامين الاتفاق الاجتماعي لـ17 فبراير 1998 بين الحكومة والفرقاء الاجتماعيين من أجل مواكبة الإغلاق التدريجي للمنجم في سنة 2001، وتسريح العمال مع ضمان حقوقهم طبقا لمعايير متفق عليها تأخذ بعين الاعتبار التعويضات عن الأقدمية وعن الأمراض المهنية وتسديد مستحقات الصناديق الاجتماعية.

وشدد التقرير على “قساوة ظروف الاشتغال داخل سندريات تنعدم فيها شروط السلامة، وافتقاد العمال إلى التغطية الصحية والضمانات الاجتماعية”، مشيرا إلى استغلال أصحاب التراخيص لشباب المدينة وحملة الشواهد العليا لاستخراج الفحم بطريقة غير قانونية واقتنائه بأثمان بخسة تتراوح ما بين 40 و60 درهما للكيس، دون الوفاء بما يتضمنه دفتر التحملات من أجل التنقيب والاستغلال.

واستحضر تقرير حزب “الزيتون” مظاهر التهميش والهشاشة بالإقليم المذكور على كافة الأصعدة من صحة وتعليم وطرق وبنيات تحتية وكل الخدمات الاجتماعية والثقافية، وهي العوامل التي زادت في عزلة المنطقة وتهميشها، إلى جانب اقتصار فرص العمل على النشاط المنجمي في ظل غياب وحدات اقتصادية لتشغيل اليد العاملة.

واعتبر الحزب انعدام فرص الشغل، وضعف دخل الأسر في حالة وجوده، بالإضافة إلى تراكم مخلفات مرض السيليكوز (مرض مهني)، عوامل ضاعفت من وتيرة الاحتقان الاجتماعي، وعجلت بخروج احتجاجات متوالية تصوغ مطالب اجتماعية لمواجهة غلاء المعيشة ارتفاع فواتير الكهرباء والاستجابة لمتطلبات الحياة والعيش الكريم.

التقرير الممتد على طول 10 صفحات، وجاء عقب زيارة ميدانية استطلاعية لأعضاء من حزب جبهة القوى الديمقراطية، خلص إلى كون معاناة سكان المنطقة قد تضاعفت بفعل تضافر ثلاثة عوامل حصرها في إغلاق المناجم، وإغلاق الحدود مع الجزائر، وتوالي مواسم الجفاف، لافتا إلى ما وصفه بأحزمة الفقر والتهميش والبناء العشوائي بمحيط وهوامش جرادة، مرجعا ذلك إلى “نزوح سكان العالم القروي بعدما قضى الجفاف على نشاطهم الفلاحي”.

ونوه رفاق بنعلي “بالوعي السياسي والنقابي الكبير وتقاليد العمل المنظم، نتيجة الطبيعة المنجمية والعمالية للمدينة، كما ساهم قرب المنطقة من الجارة الجزائر والتتبع المستمر للإعلام الجزائري للاحتجاجات في بروز قيادة رصينة وغير مغامرة بالاحتجاج كشفت عن حس وطني عالي لدى الساكنة”.

وفي مقابل عدم رضى الساكنة، يقول التقرير، على تدخلات المعنيين بالسياسات العمومية، “فقد غابت الانتقادات عن تعاطي القوات العمومية مع الاحتجاجات التي نظمتها الساكنة بالرغم من الاحتكاكات التي طبعت الـ21 دجنبر 2017”.

ودعت جبهة القوى الديمقراطية إلى “ضرورة توسيع المقاربة التشاركية ومواصلة الحوار الجاد مع مختلف ممثلي السكان وتعميم مبادرات الحوار مع تنظيم زيارة لوفد حكومي، في أقرب الآجال، تشمل كافة القطاعات المعنية ببلورة بديل اقتصادي حقيقي لجبر الضرر الفردي والجماعي، مع التعجيل بوضع قانون تنظيمي جديد مناسب للمستغلين التقليديين لا يأخذ فقط الطابع التقني لهذا النشاط”.

‫تعليقات الزوار

9
  • باحث في المجال
    الإثنين 15 يناير 2018 - 17:21

    الاحتقان في جرادة او على الصعيد الوطني او على الصعيد الدولي ظاهرة كونية و لا احد يتحكم فيها ولن تتوقف نهائيا حتى نهاية 2020 بالتقويم الشمسي , ما كان يعرف من قبل بالربيع العربي لم يبدأ بعد , السبب الحقيقي لهذه الظاهرة هو تغير كوني يحدث من الطبيعة , التغيرات المناخية تغيرات كونية ولا علاقة لها بالثلوت الصناعي بدأت المفاهيم تتغير وبدأ الإنسان يتحرر , المنظومة العلمية الحالية لا تناسب التغيرات الحالية , يجب على الجميع بصفة عامة وعلى الأمراء والعلماء بصفة خاصة أن يقف الجميع وقفت تأمل , المرحلة تحتاج إلى بحث علمي دقيق لكي نعيش الواقع و نستعد لتوقع , لكن لا حياة لمن تنادي , من مكاوي مولاي الحسين من المغرب باحث في مجال بين النظرية والعلم , بين العلوم التجريبية والعلوم الطبيعية , بين الزمان السابق والحالي , من تاريخ 13 فبراير 2001 بالتقويم الشمسي .

  • بوهالي
    الإثنين 15 يناير 2018 - 18:19

    السبب واضح للعيان و هو الجوع و لقد جاء ذلك في شعار أهلها: بغيت حقي بغيت خدما باش نعيش مانسرق ماننهب ما نبيع حشيش . ما عند السياسيين مايقولو غير داويين خاوي

  • الصراحة على عين ميكا
    الإثنين 15 يناير 2018 - 18:44

    يتبين ان الحزب على دراية بازمة جرادة ولكن ماذا يفعل هؤولاء المسؤولون على الشان المحلي من عمال اقاليم اضن ان تذاخل مصالح الوزرات وتحكم وزارة الداخلية سوف لن يتغير شيء عما قريب.

  • رشدون حمادي
    الإثنين 15 يناير 2018 - 20:03

    اعجبتني كتيرا المكتوب على الافتة .( البديل الاقتصادي.) لن يكون يا معشر الشعب المغربي بديل اقتصادي اﻻ ادا كان بديل سياسي .يعني بﻻ لف وﻻ دوران الخلل الاخفاق الاقتصادي ماهو اﻻ نتيجة حتمية للنهج السياسي الخاطئ.ﻻبد من تغيير نمض الحكم من حكم فردي الدي يفرخ الفساد والمفسدين الى دولة المؤسسات التي تستمد سلطتها من الشعب ويبقى الملك رمز الوحدة يسود وﻻ يحكم ورئيس الاركان والسياسة الخارجية بيد الحكومة المنتخبة التداول الحقيقي على السلطة حينها سميه ماشئ الدمقراطية ام حكم راشد او حكومة الشورى او الدولة الاسﻻمية كل هده المفاهيم تصب في اتجاه واحد دولة الحق والعدل وتقسيم التروات والاعتماد على الدات و التحرر من الاستحمار الامبريالي الدي يتدخل في مفاصيل الحكم عن طريق ادولته من الاقطاعيين المحليين .

  • هشام
    الإثنين 15 يناير 2018 - 20:20

    تحية نضالية لرفاقنا في جرادة…أما فيما يخص كل الأحزاب،لم نعد نثق في اي كان.

  • محلل فوق العادة
    الإثنين 15 يناير 2018 - 20:27

    لقد قال احدهم بكل وقاحة " ان الشعب يجب ان يكون فقيرا لان الفقراء يدخلون الجنة ".
    انها منتهى التهكم بالشعوب الا انني ارى ان هذا المنطق وكانه مشترك بين جل السياسيين العرب …..

  • سيكما
    الإثنين 15 يناير 2018 - 22:50

    يجب احداث آلية في صندوق الضمان الاجتماعي تضمن السكن لطبقة الشغيلة من خلال المساهمة باقتطاع من الأجر ومع تكوين شركة تابعة لضمان الاجتماعي تعمل على بناء منشآت سكنية أو ما يسمى تجزئة تكون ذات أهداف اجتماعية محضة من دون أهداف ربحية
    ومن خلال التنقيط وبعد الوصول للثمن الشقة يتسلمها صاحبها
    يجب التفكير بجدية في هذه الطبقة وحقها المشروع في السكن الكريم

  • قاسم محمد
    الثلاثاء 16 يناير 2018 - 00:00

    لا للدروب المضلمة فلحراك جرادة رب يحميه ولن تخدعنا العبارات المسيّسة الطنانة في جرادة ولو على جثثنا لنا كامل الثقة في إرادتنا وارادة الشعب السوي

  • حنان
    الثلاثاء 16 يناير 2018 - 00:18

    الاحتجاجات القائمة في المنطقة للاسبوع الثالث على التوالي سببها سياسة تقاذف المسؤولية بين الجهات المعنية بالموازاة مع تفشي الفساد السياسي و ما بين هذا وذاك يظل المواطن الجرادي الحلقة الاضعف و العنصر المقهور في هذا الوطن

صوت وصورة
الحوار الاجتماعي والزيادة في الأجور
الجمعة 29 مارس 2024 - 22:00 4

الحوار الاجتماعي والزيادة في الأجور

صوت وصورة
رمضانهم | المسلمون في السويد
الجمعة 29 مارس 2024 - 22:00

رمضانهم | المسلمون في السويد

صوت وصورة
المدينة القديمة | الرباط
الجمعة 29 مارس 2024 - 21:00

المدينة القديمة | الرباط

صوت وصورة
بنك “CIH” يطلق خدمة “Google Pay”
الجمعة 29 مارس 2024 - 18:16 4

بنك “CIH” يطلق خدمة “Google Pay”

صوت وصورة
الفهم عن الله | الإلحاح في الدعاء
الجمعة 29 مارس 2024 - 18:00

الفهم عن الله | الإلحاح في الدعاء

صوت وصورة
نصومو مرتاحين | العناية بالأسنان
الجمعة 29 مارس 2024 - 17:00

نصومو مرتاحين | العناية بالأسنان