هكذا يتحول مسجد الحسن الثاني إلى "قبلة" للمصلين في رمضان

هكذا يتحول مسجد الحسن الثاني إلى "قبلة" للمصلين في رمضان
السبت 26 ماي 2018 - 23:50

من مختلف الأحياء يتوافدون، حيث تصير جنبات مسجد الحسن الثاني بالدار البيضاء، قبل الإفطار، ممتلئة عن آخرها.الآلاف من المصلين يتقاطرون عليه، حتى من المدن المجاورة، سعيا لأداء صلاة التراويح به.

يتحول مسجد الحسن الثاني طوال أيام شهر رمضان إلى “قبلة” لكل المصلين، نساء ورجالا وأطفالا، يحجون إليه من كل فج عميق، يهبون للصلاة فيه، في جو من الخشوع والتقرب إلى الله.

سباق من أجل التخشع

منذ الليلة الأولى من شهر الصيام، تصبح معلمة مسجد الحسن الثاني التي تعد واحدة من أكبر المساجد بالعالم، قبلة للمصلين الوافدين من مختلف ربوع جهة الدار البيضاء. لا هم لهؤلاء المصلين سوى التقرب إلى الله، من داخل هذه البناية الشاهقة، رغم الاكتظاظ والازدحام الذي تعرفه.

قبل أذان صلاة المغرب، تتحول الساحات المجاورة لمسجد الحسن الثاني وجهة للآلاف من المغاربة، وحتى من يحملون جنسيات أخرى. أسر هنا وأخرى هناك، يفترش أفرادها الأرض ويضعون ما تم إعداده للفطور، وكل همهم هو الحصول في ما بعد على مكان داخل المسجد أو خارجه لصلاة العشاء والتراويح.

يؤكد الشاب مصطفى أنه قدم من حي سيدي البرنوصي بالدار البيضاء من أجل الصلاة بمسجد الحسن الثاني، على اعتبار أن هذا المكان وقربه من البحر، حيث يسمع المصلي تلاطم الأمواج مع بنايته، “يجعلنا نتخشع أكثر، ونتقرب إلى الله أكثر”.

وأضاف مصطفى، في حديثه لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن “شساعة مسجد الحسن الثاني تجعل المصلين يتوافدون عليه، حيث يمكنهم الصلاة سواء بداخله أو في ساحاته، خاصة إذا كان الجو حارا”.

أما عبد الرحيم، الذي بدوره فضل الصلاة بهذه المعلمة وترك مسجدا قريب من منزله بسباتة، فأشار إلى أن البعض تستهويه طريقة تشييد هذا الصرح العمراني، وكذا زخرفته وإبداعات الفن المعماري به، ناهيك عن الأصوات الشجية للأئمة، وعلى رأسهم عمر القزابري، التي تجعلهم أكثر خشوعا وتقربا من الله.

فرص عمل قرب المسجد

قبيل أذان صلاة المغرب، آلاف السيارات والدراجات النارية تتقاطر بجانب مسجد الحسن الثاني، فالرغبة في أداء صلاة العشاء والتراويح داخله، تدفع الأسر البيضاوية إلى مغادرة منازلها وتناول وجبة الإفطار بساحاته.

هذا التجمع من أجل الصلاة بالمسجد لا يوفر فقط، بحسب عدد من المواطنين، الفرصة للظفر بمكان في مقدمة الصفوف، بل الأكثر من ذلك يسهم في ربط علاقات أخوية بين الأسر ويزرع فيهم خصلة التسامح والتعارف.

وإذا كان المسجد يوفر لآلاف المصلين الراحة والطمأنينة والخشوع تقربا من الله تعالى في هذا الشهر الكريم، فإن جنباته والأزقة القريبة منه توفر لبعض الشباب فرصا للعمل؛ ذلك أن عدد حراس السيارات يتزايد لتلبية الطلب.

وبحسب ما أكده أحد حراس السيارات، في حديثه لجريدة هسبريس، فإنه “طوال أيام هذا الشهر، يصير المدخول مضاعفا ولله الحمد، فآلاف السيارات تتوافد على هذا المسجد؛ ما يجعلنا نحسن من مدخولنا”.

وأضاف المتحدث نفسه أن الأمر لا يقتصر فقط على حراس السيارات، بل إن هذه الأيام تعد مناسبة للعديد من أصحاب العربات المجرورة من بائعي الفواكه والتمور وغيرها، الذين يعملون على ترويج وبيع منتوجاتهم بالقرب من المسجد.

استنفار السلطات

طوال هذه الأيام من شهر رمضان، تعمل مؤسسة مسجد الحسن الثاني على اتخاذ مجموعة من الترتيبات والتدابير والإجراءات، من أجل ضمان أداء الوافدين لصلاتهم في أحسن الأحوال.

هذا العدد الكبير من المقبلين على الصلاة بمسجد الحسن الثاني يستنفر مختلف السلطات، التي تضع رهن إشارة المؤسسة آلاف العناصر الأمنية وأفراد القوات المساعدة التي تقوم بتأمين المصلين.

لا يقتصر الأمر على ذلك، فكما عاينت هسبريس، فإن سيارات الوقاية المدنية تكون مركونة بالقرب من المسجد، إلى جانب توفير وحدة طبية متنقلة تضم أطباء وممرضين، من أجل تقديم الإسعافات الأولية للمصلين، أو نقلهم إلى المستشفيات، خاصة أنه في بعض الأحيان تقع بعض حالات الإغماء.

غياب القزابري يثير الشكوك

بداية هذا الشهر الكريم، لاحظ المقبلون على الصلاة بمسجد الحسن الثاني أن الإمام الشهير عمر القزابري، الذي يجذب عشرات الآلاف من المصلين بصوته الشجي، غائب عن التراويح؛ الأمر الذي أثار عدة شكوك.

وتناسلت في بداية الأمر بعض الأخبار التي تشير إلى أن غياب القزابري عن المسجد يرجع بالأساس إلى صدور قرار بإعفائه من هذا المنصب؛ الشيء الذي جعل العديد من المصلين يتراجعون عن التوجه إلى المسجد لأداء الصلاة به.

وخرج المقرئ عمر القزابري، إمام مسجد الحسن الثاني، ليؤكد أن غيابه كان راجعا إلى مرض على مستوى الركبة تسبب له في تعب جعله غير قادر على الوقوف وأئمة الناس.

وأوضح القزابري، على صدر صفحته الرسمية بموقع “فيسبوك”، أن الملك محمدا السادس اتصل به للاستفسار عن حالته الصحية وتفاصيل مرضه، وعن الطبيب الذي فحص ركبته.

وكتب إمام مسجد الحسن الثاني قائلا: “وأنا في غمرة آلامي التي سببها تعب ركبتي، يأتيني اتصال من لدن جلالة الملك محمد السادس نصره الله، يَطمئنُّ على حالي، ويسأل عن تفاصيل ألمي وعن الطبيب الذي فحص ركبتي”.

‫تعليقات الزوار

14
  • wac
    الأحد 27 ماي 2018 - 00:07

    اللهم زد و بارك مسجد رايع مفخرة الاسلام

  • الخفاش
    الأحد 27 ماي 2018 - 00:12

    السؤال المطروح اين يختفي هاؤلاء المتقون بعد انتهاء رمضان الكريم حتى قبل انتهاء هاذا الشهر الكريم في الاسبوع الاخير نلاحظ الفرق

  • Akram
    الأحد 27 ماي 2018 - 00:13

    لو كان ممتلئا طيلة السنة ممكن نكونو مسلمين …اما غير رمضان رآك عارف احسن وسيلة لهضم الحريرة هي التراويح

  • يونس
    الأحد 27 ماي 2018 - 00:19

    مشهد عظيم هذا الذي نراه يحج المصلين من كل الاحياء، ليقيموا صلاة التراويح بخشوع، اللهم ادم علينا نعمة الاسلام وجعل بلدنا امننا موطمئنا امين .

  • ahelame
    الأحد 27 ماي 2018 - 00:22

    لو كانت الصلاة تأخد عليها المال لرأيت بعينك المساجد ممتلئة

  • rachidoc1
    الأحد 27 ماي 2018 - 00:34

    كل ما يجمع هؤلاء المتعبّدين هو الخوف من النار و الطمع في الجنة

    أمّا الأخلاق… فتلك حكاية أخرى.

  • IBN JAZAIER
    الأحد 27 ماي 2018 - 00:50

    ما شاء الله على منضر ربي يحفض البلدان المسلمة من مكائد الصهاينة الذين تغلغلو في اوساط الجهلة وزرعو في قلوبهم الحقد والكراهية اتمنى ان شاء الله فالعام المقبل ان يفتح ابوابه مسجد الاعضم ونرى صورة مماثلة يا رب انصرنا على قوم الكافرين
    رمضان كريم لجميع المسلمين

  • الوعماري
    الأحد 27 ماي 2018 - 02:05

    قبلة للمصلين الموسميين عبادين الحريرة

  • naser mouani Montréal
    الأحد 27 ماي 2018 - 02:13

    نحن نعبد رمضان و نصلي صلات التراويح كأنها فرض . و تبت ان عمر رضي الله عنه . من جمع المسلمون . و انا أرى هده الوفود تصلي و غدا تراها في موازين أي دين هادا ؟؟؟؟

  • سعيد السوسي
    الأحد 27 ماي 2018 - 05:12

    نحمد الله على هذا الجمع .لكن
    الصلاة لله و المعاملة للانسان .
    فكيف لهذه الجموع التي تصلي في رمضان و تغيب في باقي السنة تخدم التقوليب مع الله فكيف لا تستخدمها مع بني جلدتها .
    لا اعمم اقصد الفئة التي لا تصلي الا في رمضان

  • lotfi de france
    الأحد 27 ماي 2018 - 06:26

    السلام عليكم.
    كل مانراه من آكتظاظ في المساجد شيء جميل لكن المحزن مع خروج رمضان تخرج معه الفءة ذات العقدة المحدودة المتناهية الصلاحية.
    يعطون أهمية للنوافل وينسون الفرض.
    اللهم آجعلنا من العتقاء.آمين

  • ????????
    الأحد 27 ماي 2018 - 06:42

    من بعد رمضان ترجع الضاوية لعادة ديالها.

  • Observateur
    الأحد 27 ماي 2018 - 08:03

    Au 7 d'Algérie : Les temps ont changé mon frère. Islam est synonyme de paix avec toutes les créatures d'Allah. La haine envers les autres est une indication de perte de foi et de plongée dans les guerres et massacres faisant des victimes ( orphelins, veuves et vieilles personnes sombrant dans la douleur). Salatou wa Salam ala mani tabaa lhouda.

  • ياسين
    الأحد 27 ماي 2018 - 19:10

    السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
    شساعة المسجد ok تلاوة خاشعة ok اما الزخرفة والقرب من امواج البحر …….. جاي تصلي ولا جاي تفجج .

صوت وصورة
شراكة "تيبو أفريقيا“ وLG
الجمعة 29 مارس 2024 - 11:43 1

شراكة "تيبو أفريقيا“ وLG

صوت وصورة
احتفاء برابحة الحيمر في طنجة
الجمعة 29 مارس 2024 - 10:03

احتفاء برابحة الحيمر في طنجة

صوت وصورة
احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية
الجمعة 29 مارس 2024 - 00:30 4

احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية

صوت وصورة
شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر
الخميس 28 مارس 2024 - 23:00 3

شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر

صوت وصورة
فواجع النقل المزدوج
الخميس 28 مارس 2024 - 22:15 4

فواجع النقل المزدوج

صوت وصورة
تقنين التنقل بالتطبيقات
الخميس 28 مارس 2024 - 19:55 11

تقنين التنقل بالتطبيقات