شح الموارد يهدد بإغلاق مؤسسة لذوي الاحتياجات الخاصة بفاس

شح الموارد يهدد بإغلاق مؤسسة لذوي الاحتياجات الخاصة بفاس
الإثنين 24 شتنبر 2018 - 02:00

يواجه فضاء الأمل للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة بفاس، أكبر المؤسسات الاجتماعية المتخصصة في استقبال الأطفال الذين يعانون من الإعاقة الذهنية بالعاصمة الروحية، خطر إغلاق أبوابه بسبب تأخر توصله بدعم الجهات المانحة.

ويسهر هذا المركز، الذي تشرف مؤسسة الأمير مولاي عبد الله على تسييره، على تقديم خدماته المختلفة لـ117 مستفيدا يعانون من الثلاثي الصبغي أو التأخر الذهني أو الإعاقة النفسية الحركية أو الاضطرابات السلوكية أو مشاكل في النطق مصحوبة بتأخر ذهني.

اكتظاظ ولائحة انتظار طويلة

تبلغ الطاقة الاستيعابية لفضاء الأمل لذوي الاحتياجات الخاصة بفاس 96 مستفيدا؛ “غير أنه تم تجاوز هذا العدد، ما أدى إلى نوع من الاكتظاظ داخل هذه المؤسسة الاجتماعية”، حسب ما أورده الطيب شاهدي، كاتب عام مؤسسة الأمير مولاي عبد الله، الذي أكد لهسبريس أن مؤسسته كانت مرغمة على إغلاق لائحة الانتظار التي ذكر أنها تضم 250 طفلا ترغب أسرهم إلحاقهم بفضاء الأمل.

ويقدم فضاء الأمل، الذي يتوفر على أطر تربوية وصحية ذات تخصصات متنوعة من مربيات ومتخصصين نفسانيين، عدة أنشطة لفائدة المستفيدين من خدماته، الذين تتراوح أعمارهم بين خمس سنوات و26 سنة؛ من بينها خدمات التربية والتعليم، والتحليل النفسي، والتربية النفسية الحركية، وتقويم النطق والتكوين المهني.

ويهدف المركز المذكور، من خلال أنشطته المتنوعة، إلى التعرف على المكونات الذاتية للمستفيد وما يحيط بها، وإكسابه الاستقلالية والاندماج في المحيط الاجتماعي، عبر استفادته من التعليم الأولي والتمدرس الأساسي والتدريب المهني إلى جانب توفير برنامج اجتماعي مهم يرتكز على انفتاح الطفل المعاق على محيطه العائلي والاجتماعي وإبراز طاقته الجسمية والعقلية.

شح في الموارد وغياب الالتزام

“تعاني الجمعيات العاملة في مجال الإعاقة إكراهات كبيرة، تتمثل أساسا في تأخر توصلها بمنح الدولة”، تقول حفيظة القادري، مديرة مركز فضاء الأمل للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة بفاس، والتي أكدت لهسبريس أن مسؤوليات مؤسسة الأمير مولاي عبد الله ستتضاعف مع افتتاح مركزها الثاني الخاص بالتكوين المهني بواد فاس في غضون أسابيع قليلة.

“نحن لم نتلق من الوزارة الوصية منحة 2017 ونحن مشرفين على نهاية سنة 2018″، توضح مديرة فضاء الأمل، مؤكدة أن الإكراهات المالية تجعل مؤسستها الاجتماعية تعيش ضغطا كبيرا ومعاناة حقيقية في تدبير خدماتها وتحملاتها المختلفة، خصوصا على مستوى توفير النقل والتغذية لفائدة المستفيدين وأجور المستخدمين.

“تطاردنا إرهاصات يومية ما إن كانت المؤسسة ستبقي على أبوابها مفتوحة، خصوصا أن جمعيات كثيرة أوقفت أنشطتها بسبب العجز المالي”، تقول حفيظة القادري مشيرة إلى أنها حين تلقي نظرة على الحساب البنكي للمؤسسة التي تتحمل مسؤولية تسييرها تصاب بالصدمة.

“التربية” و”الصحة” في قفص الاتهام

حفيظة القادري، مديرة مركز فضاء الأمل للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة بفاس، عبّرت عن خيبة أملها من وزارة التربية الوطنية التي اتهمتها بتهميش الطفل المعاق خلال الدخول المدرسي للموسم الجاري.

وفي هذا الصدد، قالت القادري متحدثة لهسبريس: “لم تكن هناك أية إشارة في الدخول المدرسي حول تمدرس الأطفال في وضعية إعاقة، إنه شيء مجحف، أليس من حق هاته الفئة الالتحاق بمقاعد الدراسة؟”.

واتهمت المسؤولة المذكورة وزارة التربية الوطنية بتخليها عن دعم الجمعيات العاملة في مجال تدريس الطفل المعاق، بعد أن توقفت عن توفير أطر التدريس لفائدة مثل هذه الجمعيات، مبرزة أن الوزارة المعنية أغلقت الأقسام المدمجة؛ وهو ما جعل أسر هاته الفئة من الأطفال يطرقون أبواب الجمعيات لاستقبال أبنائها.

وأوضحت مديرة مركز فضاء الأمل للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة بفاس أن دعم المحسنين يبقى غير كاف لقيام المركز بمهامه، مشيرة إلى أن قطاعات حكومية أخرى تجمعها شراكات مع مؤسسة الأمير مولاي عبد الله لا تلتزم بتقديم الدعم لها؛ من قبيل مندوبية الصحة بفاس التي ذكرت على أنها تحجم عن توفير أطر طبية للعمل، ولو لفترات محدودة، داخل المركز.

وأجمع مسؤولو مؤسسة الأمير مولاي عبد الله على أن تعاضدية القوات المسلحة الملكية والصندوق الوطني لمنظمات الاحتياط الاجتماعي تبقى من الجهات القليلة التي تحترم تعهداتها اتجاه مركز فضاء الأمل للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة بفاس بصرفهما للمنحة المخصصة لهذه المؤسسة الاجتماعية بانتظام وفي الوقت المناسب.

‫تعليقات الزوار

8
  • Riffi
    الإثنين 24 شتنبر 2018 - 02:44

    Si chaque école école fabrique des choses qu'elle revend en organisant des petits souks hebdomadaires, un samedi par exemple, ça fera déjà des rentrées d'argent pour se financer et puis le Maroc doit participer à des programmes pédagogiques au niveau mondial pour apprendre et avancer dans l'enseignement, rien n'empêche de participer à des programmes asiatiques, européens ou américains, de tels pays possèdent un enseignement de qualité dont les marocains doivent bénéficier pour s'améliorer, les choses s'améliorent de jour en jour, que ce soit au niveau social, éducatif ou industriel, si on stagne on régresse

  • الوجدي
    الإثنين 24 شتنبر 2018 - 02:49

    الدولة التي تضمن الاجور السّخية والامتيازات للبرلمانيين والوزراء وتجحف حق المعاقين دولة فاشلة ، إنكم بتصويتكم في الانتخابات المسرحية تقومون بدق المسامير في هيكل الاستبداد وتقويته ، قومو بوقفة احتجاج امام بيت البرلماني المسؤول عن الجهة هذا إن وجدتموه لأنهم كائنات لا تظهر إلا في فترة الانتخابات ، دولة فاشلة بكل المعايير ، دولة استبدادية مخابراتية قمعية ، أنا أقاطع مغربي العزيز مادام الوزير لص والبرلماني شريكه والمعاق ضحيّة الفقر والاعاقة والتهميش . كل كيلوغرام من السمك يباع الى اوروبا وكل طن من الفسفاط وكل ذهب غضة …. إلاّ وللمعاق نصيب فيه لكن الايادي الطويلة المحصّنة بالقوانين تسبقهم إليها وتأخذها منهم ومن تجرّأ و نادى بحقّه فؤلائك هم الانفصاليون الخونة الذين يجب الزج بهم في السجن لمدة عشرين سنة . قاتلكم الله يا ناهبي ثروات المغرب ، أنشري هسبريس أصالة عن نفسي ونيابة عن معاقة ذهنيا قضى أبوها حياته عملا ومنخرطا في الضمان الاجتماعي وبعد وفاة والدتها وجدت نفسها من دون تعويض شهري وكأن أباها لم يساهم يوما في الصندوق .

  • العبدي
    الإثنين 24 شتنبر 2018 - 03:13

    تعبير السيدة المديرة عن المركز يتطلب تدخل من ملك البﻻد ﻻنقاد الوضع و معاقبة كل من يساهم في اغﻻقه بتماطله في تسديد المستحقات.

  • momo
    الإثنين 24 شتنبر 2018 - 03:28

    إذا كنتم تريدون الحصول على الدعم المادي والمعنوي من الداخل والخارج ، من الدول والخواص …. ما عليكم إلا تغيير نشاط جمعيتكم إلى الدفاع عن حقوق المرأة ، أو حقوق المثليين ، أو إدراج العامية في التعليم …. ستنهال عليكم الأموال والمساعدات من كل صوب وحدب .. أما دون ذلك فلا أظن أن هناك من يهتم وخصوصا الطفل المعاق …. فهم يعلمون أن جل المغاربة معاقين عافانا الله وإياكم وأغنانا جميعا عن خلقه …. وجزاكم الله خيرا وكان الله في عونكم ما دمتم في عون هؤلاء الأطفال .

  • NABIl
    الإثنين 24 شتنبر 2018 - 03:37

    مدينة يفوق عدد سكانها المليون و مع ذالك فاكبر موسسة اجتماعية فيها من هذا النوع لا تتعدى طاقتها الاستيعابية 96 طفلا!! الا تخجلون من انفسكم هل هذه هي المكتسبات التي تخافون عليها من التبخيس!!

  • خالد السوسي
    الإثنين 24 شتنبر 2018 - 07:49

    لو كان سجن لتم تقويمه و ضخه بكل المستلزمات. فذوي الاحتياجات لهم الله

  • مكلخ
    الإثنين 24 شتنبر 2018 - 10:55

    شح الموارد؟ عن أي شح تتكلمون؟ موظفونا الكبار و مدراء المؤسسات العمومية يتقاضون أجورا و يتمتعون بامتيازات مالية تفوق ،في كثير من الحالات، ما يتقاضاه الرئيس الفرنسي الذي يرأس رابع أكبر قوة اقتصادية في العالم ،و التبرعات المالية التي منحناها لمؤسسة الرئيس الأمريكي الأسبق '' كلينتون '' فاقت اثني عشر مليون دولار. و سنويًا توزع الملايين على الزوايا و الأضرحة لتشجيع الشعوذة و ثقافة الجهل.

  • سناء بنمزسى
    الإثنين 24 شتنبر 2018 - 16:39

    لما لا تفرض اعانة اوضريبة على التعليم الخاص : فكل مؤسسة يجب ان تساهم في تسيير هذه المؤسسات العمومية ىاطفال ذوي الاحتياجات الخاصة لانهم كلهم اولاد المغاربة

صوت وصورة
احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية
الجمعة 29 مارس 2024 - 00:30

احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية

صوت وصورة
شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر
الخميس 28 مارس 2024 - 23:00

شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر

صوت وصورة
فواجع النقل المزدوج
الخميس 28 مارس 2024 - 22:15

فواجع النقل المزدوج

صوت وصورة
تقنين التنقل بالتطبيقات
الخميس 28 مارس 2024 - 19:55

تقنين التنقل بالتطبيقات

صوت وصورة
الفهم عن الله | إصلاح العيوب
الخميس 28 مارس 2024 - 18:00

الفهم عن الله | إصلاح العيوب

صوت وصورة
وزير النقل وامتحان السياقة
الخميس 28 مارس 2024 - 16:02

وزير النقل وامتحان السياقة