تعثر المشاريع التنموية يؤجل أحلام الساكنة المحلية بإقليم تنغير

تعثر المشاريع التنموية يؤجل أحلام الساكنة المحلية بإقليم تنغير
السبت 17 نونبر 2018 - 02:30

عرف إقليم تنغير، الواقع بالجنوب الشرقي للمغرب، في السنتين الماضيتين، تزايد حدة الاحتجاجات الشعبية المطالبة بالتنمية والعدالة الاجتماعية، والمنددة بالتعثر المسجل على مستوى المشاريع التنموية وتفشي البطالة وسوء التدبير من قبل عدد من المسؤولين الإداريين والمنتخبين.

الوضع التنموي الذي يوصف من قبل الساكنة المحلية بـ “المزري” جعل وجوها معروفة في الساحة الجمعوية بإقليم تنغير تدعو، أكثر من مرة، إلى احتجاجات شعبية للتعبير عن رفض الواقع التنموي الحالي، والمطالبة بتوفير الشغل وتحسين الظروف الحياتية والبنى التحتية.

ويرى عدد من المهتمين بالشأن العام التنموي بإقليم تنغير أنه رغم إحداث الإقليم منذ سنة 2010، فإنه يعتبر من أفقر الأقاليم بالجهة، بسبب البرامج التنموية “الفاشلة” التي ساهمت في تردي واقع العديد من القطاعات الحيوية، رغم توفره على مؤهلات كثيرة، أهمها القطاع المعدني المتمثل أساسا في “منجم إيمضر”.

وفي ظل جملة من النقائص التي تعرفها القطاعات التنموية الحيوية بإقليم تنغير، أعدت جريدة هسبريس الإلكترونية ربورتاج يضم رأي بعض المتدخلين وجمعيات المجتمع المدني ومواطنين، بغية الوقوف على أهم المعيقات التي أدت إلى تعثر التنمية وفشل البرامج التنموية على صعيد الإقليم.

فشل البرامج التنموية المعتمدة في إقليم تنغير

“تم إحداث عمالة إقليم تنغير سنة 2010، وفقا للتقسيم الإداري الجديد المعتمد سنة 2009، وتتوفر على مؤهلات فلاحية وطبيعية مهمة، من قبيل المناجم (منجم ايمضر للفضة ومنجم امجران للنحاس)”، يقول حسن مرغيش، فاعل جمعوي بمركز تنغير.

وأضاف المتحدث، في تصريح لهسبريس، أن التنمية بالإقليم عرفت في السنتين الماضيتين تعثرا ملحوظا، مبرزا أن “وضعية العشرات من المشاريع المتوقفة حاليا خير دليل على فشل البرامج التنموية المعتمدة من قبل المسؤولين، وكذا غياب الانسجام بين بعض الأطراف المعنية بالتنمية”.

وأورد مرغيش أن “الدولة المركزية بدورها مازالت تمارس سياستها الإقصائية في حق ساكنة هذا الإقليم، وذلك من خلال الميزانيات الضعيفة التي تخصصها للمشاريع بهذا الإقليم الذي بأمواله تم بناء المدن الكبرى بالعاصمة الرباط ونواحيها”، مبرزا أن “الإقليم الوحيد الذي عرف تعيين خمسة عمال في ظرف ثماني سنوات هو إقليم تنغير، مما يلخص ويوضح قيمة هذا الإقليم لدى المسؤولين المركزيين”.

من جهته، قال رئيس قسم بعمالة تنغير، رفض الكشف عن هويته للعموم، إن “المعيقات والعراقيل التي أصابت البرامج التنموية في الإقليم لا يتحمل مسؤوليتها العمال وحدهم، بل تتحملها القطاعات الوزارية المعنية”، مضيفا أن “العامل وحده لا يمكنه تحقيق انتظارات الساكنة في ظل ميزانيات ضعيفة إلى شبه منعدمة أحيانا”.

ويرى المتحدث أن “تنزيل برامج تنموية طموحة يجب أن يتم وفق مقاربة تشاركية تساهم فيها القطاعات الوزارية بميزانيات مهمة، إسوة بباقي المدن الداخلية”، مبرزا أن “ثروات الإقليم يتم تهريبها إلى الداخل بغية تحقيق التنمية المنشودة مقابل قتل آمال وأحلام الساكنة المحلية”، مؤكدا أن “البرامج التنموية المعتمدة سابقا بالإقليم فشلت فشلا ذريعا”.

من يقف وراء تعثر التنمية بإقليم تنغير؟

سؤال طرحه محسن أبرباش، منتخب سابقا بجماعة ترابية ضواحي تنغير، مشيرا إلى أن “البحث عن جواب لهذا السؤال سيمكن من وضع المرء أمام أمر الواقع، وهو أن هناك عدة أسباب وراء تعثر التنمية بهذا الإقليم، منها غياب الرقابة على مشاريع الدولة الممولة من صناديق سبق للملك محمد السادس أن أعطى انطلاقتها، وغياب الانسجام بين السلطة الإقليمية والمجالس الترابية، وضعف الموارد المالية، ورغبة الدولة المركزية في إبقاء الإقليم وساكنته في التهميش والعزلة لعقود إضافية من الزمن”، وفق تعبيره.

المتحدث أكد في تصريح لهسبريس أن “أغلب المشاريع المتوقفة حاليا بإقليم تنغير هي بسبب عدم وفاء القطاعات الوزارية المركزية بالتزاماتها المالية”، مبرزا أن “الوقت حان لتنزيل الجهوية الموسعة، وكل منطقة تعتمد على مؤهلاتها ومواردها المالية في بناء وتطوير نفوذها الترابي”، وفق تعبيره.

ولفت أبرياش إلى أن الحكومة يجب أن تعطي لإقليم تنغير حقه ونصيبه من المشاريع التنموية الكبرى، وعدم الاكتفاء بمشاريع صغيرة تحاول من خلالها إسكات المواطن المقهور، مضيفا أن “الشارع العام التنيغيري الذي نظم أكبر مسيرة شعبية سنة 2011 قادر على إعادة تنظيم المسيرة نفسها بالقوة ذاتها”، داعيا الحكومة إلى أن “تعمل على حل المشكل التنموي بالإقليم لتفادي غضب الشارع العام الذي يطالب دائما، عبر في مسيرات شعبية متفرقة، بحقه في التنمية وإسقاط الفساد”.

من جهتها، قالت حفيظة الغروش، من ساكنة قلعة مكونة، إن “المشاريع التنموية توقفت وتعثرت بعد إحالة العامل السابق أغجدام على التقاعد وتكليف العامل المنصوري بمهمة جديدة بوزارة الداخلية”، مضيفة أنه “في فترتهما كانت جميع الأوراش متحركة وتسير بشكل طبيعي”، معتبرة أن “الإقليم في حاجة إلى نماذج مماثلة للعامليْن السابقين يكونون قادرين على انتشاله من قوقعة الفقر والتهميش المفروضين عليه من قبل الدولة”، وفق تعبيرها.

وأكدت المتحدثة، في تصريح لهسبريس، أن “بعض العمال ساهموا بشكل كبير في تعثر المشاريع بالإقليم”، مبرزة “أن هناك إجماعا على أن التنمية تعثرت بتنغير في السنتين الماضيتين، ويجب على وزارة الداخلية أن تكثف من تحقيقاتها وأبحاثها لإبعاد العناصر التي تعمل على وضع العصى في عجلة التنمية بالإقليم”، وفق تعبيرها.

انتظارات الشارع التنغيري

بعد الحاق العامل السابق عبد الحكيم النجار بدوره بالمصالح المركزية لوزارة الداخلية بالرباط، يوم الأحد الماضي، لقربه من التقاعد ونتيجة الركود التنموي بالإقليم، وتعيين حسن الزيتوني، عامل النواصر، عاملا بالنيابة على إقليم تنغير، قال عدد من النشطاء بمواقع التواصل الاجتماعي إن عمالة تنغير أصبحت مكانا لـ “معاقبة كبار المسؤولين”، مضيفين أنها أصبحت أيضا “مقرا لتخرج العمال نحو التقاعد أو إلى الرباط”، وفق تعبيرهم.

وحول انتظارات الساكنة المحلية، قال البشير ايت داود، مهتم بالشأن العام التنموي بتنغير، إن “العامل المكلف مؤقتا بتدبير أمور إقليم تنغير سيجد على طاولته مجموعة من الملفات ذات أهمية وأولوية، خصوصا المتعلقة بتعثر التنمية”، مشيرا إلى أن “العامل مطالب بحلحلة المشاكل والمعيقات المتعلقة بالمشاريع التنموية والمشاكل التي يخبط فيها الإقليم بصفة عامة، وتحريك عجلة التنمية به بالاعتماد على التجربة التي راكمها في مجال التنمية من خلال تقلده لمناصب مسؤولية عدة”.

وأضاف المتحدث ذاته، في تصريح لهسبريس، أن “الشارع العام التنغيري ينتظر من العامل الجديد تنزيل مضامين الخطب الملكية الأخيرة التي تطرق فيها إلى مواضيع التعليم والتشغيل والصحة وغيرها من الملفات الاجتماعية، من أجل الاستجابة لطموحات وانتظارات الساكنة المحلية”.

وزاد: “على المسؤول الإقليمي أن يفتح تحقيقا في تلك المشاريع المتوقفة وأسباب توقفها أو تعثرها، وجرد أهم المشاكل من أجل بلورة خطة عمل جديدة قادرة على انتشال الإقليم من وضعه التنموي المزري”، مبرزا أن “العامل السابق عبد الرزاق المنصوري سبق أن نظم مجموعة من اللقاءات التشاورية التي على إثرها تم إعداد مخطط تنموي استراتيجي إقليمي، على العامل الجديد أن يطلبه منه لتطبيق ما جاء فيه ولربح الوقت”، وفق تعبيره.

وذكر المتحدث أن قطاع الصحة أصبح من القطاعات التي يطالب الرأي العام بضرورة إصلاحها قصد توفير خدمات علاجية وطبية لجميع المواطنين وفي أحسن الظروف، معتبرا أن “هذا الملف يجب على العامل الجديد الاشتغال عليه قبل كل شيء”.

‫تعليقات الزوار

9
  • Ifri
    السبت 17 نونبر 2018 - 03:03

    وتعيين حسن الزيتوني، عامل النواصر، عاملا بالنيابة على إقليم تنغير،???????
    فين أدنك هاهو.
    يقال زمان لايحرث أرض البلد إلا رجالها.
    حبذا لو عينت الوزارة مسؤولا في المنطقة نفسها سيكون غيورا وقريبا ومتمكنا من شأنها العام لكن لمكن ستحكي قصتك؟

  • الواقعي
    السبت 17 نونبر 2018 - 03:26

    انشاء العمالات يتم بسبب سياسي لا غير.اغلب العمالات الجديدة فاشلة و مهجورة و لا تتوفر على مقومات مدن.بل هي قرى عصرية فقط.ان لم يقابل قرار تحويل مدينة ما الى عمالة مجموعة من المشاريع الكبرى الاساسية فلا يمكن ان نسميها عمالة. و يمكنكم زيارة المدن الفاشلة مثل تنغير و ميدلت و اليوسوفية و جرادة و سيدي افني و طرفاية و اوسرد و و و و .مجرد قرى

  • منطق العقل
    السبت 17 نونبر 2018 - 03:37

    تعثر، تأخر، تعجرف، تضهور…..كلها نتائج التهور، التحمر، التخدر، الغباء في التصور، التصويت الأعور، التخطيط المزور، الوعد المغبر، استعمار لشعب كان قد تحرر، من الإستعمار الأجنبي فر، و من ضلم أخيه بكى وتحسر.
    كيف لمشروع ممول من اجيب الشعب و مخطط له من قبل ان يتعثر ويتعثر ويتعثر لولا الفساد المستمر؟؟؟؟!!!!

  • Simmo
    السبت 17 نونبر 2018 - 04:09

    تعثر المشاريع الملكية في جميع أنحاء المغرب فإن قمت بفضح سيتم الحكم عليك ب 20 سنة كم حدث للزفافي ورفاقه.وستتم مسرحية إعفاء الوزراء وطردهم من الأبواب بينما تفتح لهم النوافذ.

  • شكرا مراسل هيسبريس
    السبت 17 نونبر 2018 - 08:23

    بعد حين لم نكن نعرف أو نسمع عن تنفير أي شيء و الان نسمع عنها الكثير وتعرفنا عن عدة مناطقها السياحية و الدواوير المجاورة لها كمضيق تودغا و تمنتوشتوت وايت هاني … شكرا مراسل هيسبريس

  • غيور
    السبت 17 نونبر 2018 - 08:54

    نثمـــن ما جاء في المقال أعلاه ؛ ونطالب السيد العامل الجديد أن يحيي التواصل مع الساكنة عبرجدولة لقاءات تواصلية مع الساكنة ليقف على تجاوزات قانونية يمارسها البعض ممن يستغلون النفوذ لتكديس ثرواتهم الشخصية ؛ والمسؤولية أكيد أنها مرتبطة بالمحاسبة في جميع مستويات المهام ؛ فالعامل ليس وحده المسؤول عن تعثر المسار التنموي بل هناك العديد من المنتخبين وعلى رأسهم رؤساء جماعات محلية وإقـــلـــمـــــــيـــــــــة ونوابهم لا هم لهم سوى مصالحهم الشخصية (من أين لك هذا؟)….

  • maurisso
    السبت 17 نونبر 2018 - 08:54

    المشاريع التنموية واش هي بناء المساجد؟؟

  • simov
    السبت 17 نونبر 2018 - 10:11

    أغلب العمال اللذين تم تعيينهم يطالبون بسكن لائق كفيلات من مستوى رفيع ومسبح واسع بالإضافه للخدم والقائمه طويله أتمنى أن تسند الأمور لإبن الجهة فأهل مكه أدرى بشعابها٠

  • ihjamn a lmalik
    السبت 17 نونبر 2018 - 17:38

    on a ras le bol d'entendre à tinghir le developpement eco et justice sociale et spatiale. 100% des jeunes veulent quitter de manière définitive. on est privé des besoins de base à savoir la santé , l'education la justice. on est malheureuselent une vache a lait, mais le lait est recueilli pas d'autres régions. ;

صوت وصورة
أجانب يتابعون التراويح بمراكش
الخميس 28 مارس 2024 - 00:30 1

أجانب يتابعون التراويح بمراكش

صوت وصورة
خارجون عن القانون | الفقر والقتل
الأربعاء 27 مارس 2024 - 23:30

خارجون عن القانون | الفقر والقتل

صوت وصورة
مع الصديق معنينو | الزاوية الدلائية
الأربعاء 27 مارس 2024 - 23:00

مع الصديق معنينو | الزاوية الدلائية

صوت وصورة
ريمونتادا | رضى بنيس
الأربعاء 27 مارس 2024 - 22:45 1

ريمونتادا | رضى بنيس

صوت وصورة
الحومة | بشرى أهريش
الأربعاء 27 مارس 2024 - 21:30

الحومة | بشرى أهريش

صوت وصورة
احتجاج أساتذة موقوفين
الأربعاء 27 مارس 2024 - 20:30 5

احتجاج أساتذة موقوفين