رياح العزلة تشتّت "سياحة أم الربيع" بجماعة مشرع بن عبّو القروية

رياح العزلة تشتّت "سياحة أم الربيع" بجماعة مشرع بن عبّو القروية
الإثنين 10 دجنبر 2018 - 07:00

تقع الجماعة الترابية مشرع بن عبو على ضفاف نهر أم الربيع، بالنفوذ الترابي لقيادة أولاد بوزيري في الجهة الجنوبية لمدينة سطات، على بعد 44 كيلومترا عبر الطريق الوطنية رقم 9، ويبلغ عدد سكانها 9355 نسمة، حسب إحصاء 2014، وتتوفر على مؤسسات عمومية عدّة، كمقر للجماعة وثانوية إعدادية ودار الطالب ومركز للدرك الملكي ومركز صحي.

جماعة مشرع بن عبّو تعرّضت لفيضان نهر أم الربيع في شهر فبراير 2010، كان قد أغرق منازل عدة وكذا بعض المؤسسات العمومية بمركز الجماعة، أُعلنت على إثره، وفق قرار إداري صادر بتاريخ 9 غشت 2010 توصّلت هسبريس بنسخة منه، منطقة مهددة بفيضانات وادي أم الربيع؛ ما يتطلب إخلاء البنايات السكنية والتجارية بالمركز لكونها أصبحت آيلة للسقوط.

جماعة تعيش التهميش

سعيد مصمودي، أحد سكان مشرع بن عبّو، قال في تصريح لهسبريس إن “المنطقة منسية وتعيش تهميشا واضحا انطلاقا من البنية التحتية، وغياب المرافق الترفيهية، وكذا انعدام ملاعب القرب لممارسة الأنشطة الرياضية وإفراز مواهب الشباب”.

وأضاف سعيد، الذي يعاني من إعاقة، أن “الشباب يعيش البطالة أمام انعدام فرص الشغل، وكساد النشاط التجاري منذ إحداث الطريق السيار التي أثرت على التجارة بمركز المشرع، وتسببت في إغلاق معظم الدكاكين”، وطالب الجهات المعنية بـ”تقديم المساعدة للسكان، بحيث إن المنتوجات الفلاحية المنتشرة بالمنطقة لا تكفي لسد الحاجيات”.

وأردف المصمودي أن “السكان يعانون بسبب غياب الماء الصالح للشرب، ويعتمدون على الماء الملوث الذي يجلبونه من نهر أم الربيع القريب من المركز، وهو ما أثر على صحتي”، موضّحا أن شباب المنطقة هاجر إلى المدن أو خارج أرض الوطن بحثا عن لقمة العيش، رافضا العودة إلى مسقط الرأس بسبب غياب ظروف الحياة الكريمة.

منتجعات تحتاج التأهيل

منظر جميل يلوح في الأفق انطلاقا من القنطرتين القديمة والجديدة على نهر أم الربيع، تؤثثه الأشجار بظلها والمياه بصفائها؛ ما يغري المارّة بالزيارة. وغير بعيد عن مركز المشرع، هناك نقطة أخرى أكثر استقطابا للزوار من إقليم سطات ومختلف المدن المجاورة، تتمثل في منتجع “الكرسيفي” على نهر أم الربيع.

المنتجعان معا يعرفان إقبالا كبيرا من قبل المواطنين من مختلف المناطق خلال فصل الصيف، حيث صفاء مياه نهر أم الربيع تزيد من جمالية المكان، إلا أنهما يحتاجان إلى التأهيل، ببناء محلات تجارية توفّر متطلبات الزوار، وتوفير الحماية من الغرق بتخصيص فرق للإنقاذ، خاصة أن المكان يعتبر نقطة سوداء في حصد أرواح الشباب والأطفال بسبب عمق النهر وقوة التيار المائي.

موسم الزهور المتنفس الوحيد

اعتادت إحدى جمعيات المجتمع المدني منذ سنة 1996 في فصل الربيع من كل سنة، بشراكة مع الجماعة الترابية مشرع بن عبّو، تنظيم مهرجان الزهور، يتمّ خلاله عرض عدد من الإبداعات على مستوى باقات الأزهار المحلية من قبل “جمعية الزهور” في مجال التزيين بالورود، بالإضافة إلى تنظيم أنشطة فنية وثقافية وعروض الفروسية، بهدف بلورة وإبراز تنوع المنتجات المحلية، بالنظر إلى دور الزهور على المستوى الاجتماعي ومكانتها في الحياة اليومية.

وتعود قصة موسم الزهور، بحسب أحد الأشخاص الذين التقت بهم الأميرة للامريم حين كان يعرض إبداعاته من أشكال باقات الزهور المحلية على مستوى الطريق الوطنية رقم 9 سنة 1996، إلى توصيتها بذلك خلال توقفها لشراء باقة ورد.

جروح فيضان أم الربيع لم تندمل

هسبريس زارت المنطقة، آثار الفيضان مازالت بادية، منازل مهدّمة وأتربة هنا وهناك، ومواطنون يعيشون ظروفا مأساوية تحت قساوة أحوال الطقس. يقول سعيد المصمودي: “أجي أخويا تشوف حنا تعرّضنا للفيضان وهدّمت منازلنا وضاعت ممتلكاتنا، وجرى إحصاؤنا ولم نستفد إلى حدود الآن، باستثناء بعض مواد البناء غير الكافية، أنا معاق وأعيش في منزل الورثة تحت قطرات المطر وقساوة البرد”.

وأضاف المتحدث أن الجهات المعنية عملت على تقديم بعض المساعدات القليلة من بعض مواد البناء لم تكن كافية حتى لأساس المنزل، ثم انتهى الأمر منذ ذلك الوقت، وطالب بتعويض المتضررين بما يكفي لتجاوز آثار أضرار فيضان أم الربيع، وقال: “الجهات المعنية أشارت في محضر التساوي إلى أن يبني متضررو المجموعة الثانية مثل المجموعة الأولى التي تضم 11 فردا، إلا أن ذلك لم يتم احترامه”.

وعبّر سعيد عن معاناته مع أحوال الطقس في منزل يعود إلى ورثة من أسرته، حيث يقاوم تسرب قطرات المطر بوضع أغطية من البلاستيك.

وأبرز سعيد، الذي يعيش وضعية إعاقة جسدية، أنه راسل السلطات المعنية التي اعتبرت في أجوبتها أن ملف المتضررين “فات عليه الفوت”، معتبرا أن مسؤولية الجمعية انتهت بعد مساندتها لبعض الأفراد، وهو ما جعله يوجه مراسلات إلى عدة جهات من أجل التعويض، موضحا أن الدار التي يستقر فيها رغم وضعيتها الرديئة، والتي بنيت سنة 1950، تعود إلى الورثة الذين يهددونه بالإفراغ في كل لحظة.

السلطة تردّ على المراسلات

في الوقت الذي اعتبر فيه المتضررون أن التعويضات لم ترق إلى حجم الأضرار والمعاناة وأن بعضهم أقصي من التعويضات، ردّت السلطات الإقليمية، بجواب، تتوفر هسبريس على نسخة منه، قال المتضررون إنه غير كاف ولا مقنع.

ووفق نسخة من الجواب، فقد اعتبرت السلطات الإقليمية أن أحد المشتكين يتوفر على سكن رئيسي في مدخل مركز مشرع بن عبّو لم يتضرر تماما، كما أن المحل الثانوي الذي جرى إحصاؤه من بين المساكن المتضررة استفادت إحدى المكتريات له نقدا عن طريق شيك بنكي من طرف جمعية تنموية بالمشرع، إضافة إلى مواد بناء من المندوبية الإقليمية للإنعاش.

وأوضحت السلطات الإقليمية من خلال ردّها على أحد المتضررين وشقيقه، بكونهما تسلما شكيا بمبلغ 2000 درهم لكل منهما، بالإضافة إلى بعض مواد البناء، حسب محضر اجتماع اللجنة الإقليمية المؤرخ في 23/12/2011، إلى جانب بعض المتضررين المستفيدين، حسب نص جواب السلطات الإقليمية بعمالة سطات.

رأي مجلس الجماعة

هسبريس انتقلت مرّة ثانية إلى مقر الجماعة ولم تجد الرئيس، وبعد الاتصال به هاتفيا طلب مهلة لانشغاله في إحدى المهمّات، ووعدنا بإعطاء الأجوبة والتوضيحات حول المشاكل المطروحة، إلا أنه رغم معاودتنا ربط الاتصال به مرات عدّة، إلا أن هاتفه ظل يرنّ دون إجابة.

‫تعليقات الزوار

4
  • شاهد
    الإثنين 10 دجنبر 2018 - 07:33

    هذه المنطقة في بداية السبعينيات كانت جنة الله في أرضه ..أسماك تملأ الوادي لدرجة انك تراها تسبح عند قدميك ..غابة كثيفة وبها حيوانات برية اختفى أغلبها (الى عهد قريب) إضافة الى الصبار الذي كان يقتات منه الإنسان والحيوان ولا يكاد ينقطع طيلة فترة نضجه ..أذكر أنه كان هناك معمر فرنسي استولى على أراض بقوة قانون الحماية ،ونقل الماء الى تلك الاراضي وأصبح سكان القرية أجراء لديه في ضيعته لانتاج البرتقال الذي كان ذا جودة عالية ويصدر الى الخارج .الأن النهر الذي كان يعيش منه الاجداد أضافة الى نبات الصبار الذي اندثر والارض التي تحتاج الى الاستصلح للاستفادة من مياه النهر ،كل هذا غير موجود وابناء القرية في شظف من العيش ولايشتكون ابدا ..

  • السباعي
    الإثنين 10 دجنبر 2018 - 09:17

    من الجهات المنسية من طرف المسؤولين في الهرم الى المنتخبين الى السلطلة الرابعة اكبر اقليم وافقره رغم موقعه الاستراتيجي بين تلاتة اكبر مدن سياحية لو وجد العناية لكان صمام الامان لباقي الجهات اضن انكم تعرفونه تندوف المغىب شيشاوة الدي يعاني الحيف والاستغلال والتهميش ليكون لقمة سائغة للدئاب من الانتهازيين سياسة ممنهجة لهدا الاقليم الدي يعاني في صمت رغم توفره على مناطق في جمالها تضاهي الحوز بل اكتر في جماليتها
    لا ادارات في عاصمة الاقليم لا بنية تحتية لا استتمارات لا مدرجات للطلبة لاسواق لا منزهات لا غطاء نباتي ….
    فادا كانت نزاهة فيجب ان نجدها في جريدتكم الموقرة لتتطرق لهدا الاقايم الدي لن يكتفي حتى عشرات المقالات لمعرفة داهاليز الجهة الغنية بتراتها طبيعتها وسكانها ودهبها .

  • غيلان قدور
    الإثنين 10 دجنبر 2018 - 12:17

    منطقة توجد في المثلث الأخضر القريب من العاصمة التي يمتد من القنيطرة الى الجديدة والتي يطالها التهميش وماذا يمكن القول عن مناطق التي توجد في المغرب المنسي في الجبال والهضاب وما وراء جبال الاطلس ووسط الريف والجنوب الشرقي انها تعيش في عصور القرون الوسطى بكل لهذه الكلمة من معنى فقط رموز الفساد السياسي والسلطوي يعيشون في مستوى العصر .

  • حميمة
    الإثنين 10 دجنبر 2018 - 13:08

    انا بغيت غير نفهم واحد المسالة مهمة الله يجزيكم بخير، اي مقال او موضوع، فاي جهة في المغرب الا وكتلقى ،المنطقة كتعاني من عدم البنية التحتية،الشباب كامل عاطل عن العمل، بالله عليكم هد رؤساء الجماعات وهذ المنتخبين، والحكومة كاملا اش كدير، فهموني الله يجازيكم بخير رني مبقيت فاهم والو فهد لبلاد

صوت وصورة
احتفاء برابحة الحيمر في طنجة
الجمعة 29 مارس 2024 - 10:03

احتفاء برابحة الحيمر في طنجة

صوت وصورة
احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية
الجمعة 29 مارس 2024 - 00:30

احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية

صوت وصورة
شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر
الخميس 28 مارس 2024 - 23:00

شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر

صوت وصورة
فواجع النقل المزدوج
الخميس 28 مارس 2024 - 22:15

فواجع النقل المزدوج

صوت وصورة
تقنين التنقل بالتطبيقات
الخميس 28 مارس 2024 - 19:55

تقنين التنقل بالتطبيقات

صوت وصورة
الفهم عن الله | إصلاح العيوب
الخميس 28 مارس 2024 - 18:00

الفهم عن الله | إصلاح العيوب