سحر "هوليود إفريقيا" يجذب صنّاع السينما إلى استوديوهات ورزازات

سحر "هوليود إفريقيا" يجذب صنّاع السينما إلى استوديوهات ورزازات
السبت 15 دجنبر 2018 - 13:00

اشتهرت مدينة ورزازات، الواقعة في الجنوب الشرقي للمغرب، والمعروفة بـ”هوليود إفريقيا”، بطرازها المعماري العتيق، وبنايتها الحجرية والطينية التي ساهمت إلى جانب ديكورات جادت بها الطبيعة عليها وعلى محيطها في احتضان مشاريع تصوير أفلام عالمية.

استطاعت هوليود إفريقيا أن تجلب العشرات من المخرجين السينمائيين العالميين لتصوير العشرات من الأفلام ذات الشهرة العالمية؛ وذلك بفعل تنوع تضاريس ورزازات التي تجمع بين الجبال التي تغطيها الثلوج في فصل الشتاء، والواحات الخضراء، والصحراء القاحلة، ما يتيح الفرصة للمخرجين السينمائيين لتحقيق متطلباتهم.

وتعتبر المدينة ذاتها الأولى وطنيا التي تتوفر على أستوديوهات خاصة بالتصوير السينمائي، من قبيل: “أطلس وأوسكار وأكلا”، وغيرها، بالإضافة إلى ديكورات طبيعية تستجيب لمتطلبات جميع المخرجين السينمائيين. كما أن أغلب شباب المدينة ونواحيها اكتسبوا خبرة في هذا الميدان، ويشغلون مهمة “الكومبارس” في مجموعة من الأفلام التي تحتضنها المدينة من حين إلى آخر.

السينما مدخل التنمية

لا يختلف اثنان على أن القطاع السينمائي بمدينة ورزازات كان ولازال يلعب دورا مهما في التنمية المحلية، من خلال فرص الشغل التي يوفرها القطاع للشباب وساكنة المدينة ونواحيها بشكل عام، نظرا للمؤهلات السينمائية الكبيرة التي تتميز بها المدينة عن باقي المدن المغربية، أهمها الأستوديوهات التي احتضنت أفلاما سينمائية ثقافية وتاريخية ودينية.

محمد الذهبي، طالب باحث في الكلية متعددة التخصصات بمدينة ورزازات شعبة “السينما”، شدد على أن “هوليود إفريقيا” جمعت بين المؤهلات الطبيعية والبشرية وأصبحت قادرة على إعطاء منتج ذي جودة عالية في التصوير، مبرزا أن السينما مدخل للتنمية المحلية.

وأضاف الباحث، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن التسهيلات التي وفرتها السلطات العمومية بمدينة ورزازات للمنتجين الأجانب الذين يأتون من أجل تصوير أفلام مختلفة جعلت العديد من المخرجين والمنتجين يضعون “هوليود إفريقيا” في أول قائمة المدن العالمية المعروفة بالسينما، وزاد: “مدينة ورزازات تعتبر المكان الأمثل الذي يعكس بشكل كبير طبيعة الشرق الأوسط، واتخذتها صناعة السينما العالمية محورا للأفلام التاريخية والدينية ومحاربة الإرهاب”.

وأكد المتحدث ذاته أن أستوديوهات السينما المتواجدة بالمدينة توفر فضاء مريحا للمنتجين العالميين من أجل تنزيل سيناريوهاتهم بالطرق التي تناسبهم، كما أنها توفر فرص الشغل للشباب، وتساهم بشكل كبير في التنمية المحلية، مشيرا إلى أن “هذه الأستوديوهات وحدها قادرة على خلق تنمية في جميع الأصعدة”، وفق تعبيره.

رأي الطالب الباحث سالف الذكر عبر عنه أيضا “جاك إفرني”، السائح الفرنسي الذي صادفته هسبريس بأستوديو أطلس خلال إعدادها هذا الروبورتاج، مشيرا إلى أنه يتابع أخبار مدينة ورزازات وتطورها الكبير الذي كان حافزا أساسيا لتصوير أفلام عالمية كبيرة.

السائح ذاته اعتبر “هوليود إفريقيا” مدينة سينمائية بامتياز، تجمع بين الأصالة والحداثة، وهي ثنائية لا تتوفر في كثير من دول العالم، مضيفا: “أنصح المخرجين والمنتجين السينمائيين بجعل مدينة ورزازات قبلة لتصوير أفلامهم واكتشاف جماليتها وسحرها وهدوئها”.

مدينة سينمائية تنتظر التفاتة الإعلام الرسمي

تعتبر مدينة ورزازات من المدن المغربية التي بنيت منذ عام 1920. وتعني كلمة ورزازات في القاموس الأمازيغي “بدون ضجيج”. وكانت المدينة تعتبر أيضا نقطة عبور صغيرة للتجار الأفارقة القادمين من تومبوكتو جنوب الصحراء، والذين يتجهون إلى شمال المغرب وأوروبا.

“بمدينة ورزازات تتواجد قصبة تاوريرت، التي اتخذها القائد التهامي مسكنا له خلال الفترة الاستعمارية الفرنسية”، يقول لحسن رابح، وهو باحث متخصص في السياحة والسينما، مشيرا إلى أن “تاريخ المدينة يشفع لها لتكون مدينة سياحية وسينمائية عالمية”، وفق تعبيره.

وشدد المتحدث ذاته، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، على أن “قطاع السينما بمدينة ورزازات له مستقبل واعد بفضل المجهودات المبذولة من قبل السلطات الإقليمية والسلطات المنتخبة”، مبرزا أن “دور الإعلام الرسمي المغربي في هذا المجال ضعيف جدا أو شبه منعدم”، ومشيرا إلى أن “الوقت حان لتسليط الضوء على هذا القطاع الذي أعطى الكثير للمنطقة ولازال قادرا على إعطاء المزيد”.

وشدد الباحث ذاته على أن الإعلام العمومي معني أكثر من غيره بتسليط الضوء على هذا القطاع، مبرزا أنه “بفضل المؤهلات والأستوديوهات المتوفرة عرفت مدينة ورزازات زيارات من أبرز نجوم الشاشات العالمية”، مشيرا إلى أن المدينة تشرفت بتصوير عدد من الأفلام العالمية، مثل “الهروب من السجن” الذي مثل بطولته “توم كروز”.

موقع عالمي يصنف ورزازات

جمال الدموش، الذي يشتغل كومبارس في عدد من الأفلام التي تحتضنها مدينة ورزازات، أكد أن السينما “تعتبر مصدر عيش العشرات من الشباب، رغم أن فرص الشغل التي يوفرها القطاع تكون موسمية”، مشيرا إلى أن “ورزازات تبهر السياح والفنانين العالميين، نظرا لمزجها بين مظاهر التراث والحداثة”، وزاد أن “لها ميزتها الخاصة في جميع المجالات وفي جميع التفاصيل”، وفق تعبيره.

المتحدث ذاته لفت، في تصريح لهسبريس، إلى أن ما تتمتع به المدينة على مستوى الطبيعة والإنسان والتراث جعل موقعا عالميا متخصصا في السياحة يصنفها في الرتبة الرابعة ضمن عشرة مدن عالمية ستستقبل الآلاف من الزوار سنة 2019.

وأشار المتحدث ذاته إلى أن الموقع المذكور أوضح أن مدينة ورزازات تعتبر بوابة الصحراء، وتتواجد بالقرب من جبال الأطلس الرائعة، ويمكن للزوار والسياح والمنتجين السينمائيين التمتع بغروب الشمس، وبتراثها القديم والثقافي والتاريخي، وخصوصا الهدوء الذي يميز المدينة وحسن الضيافة.

وأبرز المتحدث ذاته أن السلطة الإقليمية بورزازات حريصة على جعل السينما والسياحة من ركائز التنمية بالمدينة، وتوفير شروط ملائمة للزوار من أجل تسويق الصورة الحقيقية للحاضرة وسكانها، مشددا على أن الجميع يجب أن يساهم وفق إمكانياته في تحسين جودة قطاع السينما والسياحة بالمدينة.

أول فيلم سنة 1897

محمد الذهبي، الطالب الباحث في الكلية المتعددة التخصصات بورزازات، أوضح أنه “تم تصوير المئات من الأفلام العالمية بالمدينة، وهي التي يتم بثها على الشاشات العالمية، وشاركها فيها ممثلون عالميون”، وزاد: “يجب استغلال هذه الأفلام في التسويق المجالي لمدينة ورزازات ونواحيها وعدم جعلها فقط سحابة عابرة”.

من جهتها، قالت حليمة ايت المودن، وهي من ساكنة “هوليود إفريقيا”: “لمدينة ورزازات الشرف في احتضان تصوير الأفلام العالمية، لكن يجب استغلالها في التنمية المحلية، وأن تساهم في الاقتصاد المحلي”، مبرزة أن “المدينة احتضنت أول فيلم سنة 1897 بعنوان الفارس المغربي”.

وشددت المتحدثة على أن “الواحات والقصبات والجبال ومنابع المياه، وغيرها من المؤهلات الطبيعية، ساهمت بشكل كبير في جذب عشاق السينما إلى ورزازات”، مشيرة إلى أن “الأستوديوهات بدورها ساهمت بشكل كبير في هذا المجال وفي المجال السياحي، لكونها مفتوحة في وجه الزوار”.

‫تعليقات الزوار

10
  • خالد
    السبت 15 دجنبر 2018 - 13:13

    مدينة السينما بدون اية قاعة سينما! مغرب العجائب… المسؤولين الذين تعاقبوا على ورزازات دمروها بالكامل فلا توجد بنية تحتية محترمة و لاطرق في المستوى ولا جامعة بالتخصصات المطلوبة (حقوق شريعة… بل فقط تفاهة السينما ) ولا مصانع او شركلت حيث يعمل الشباب ولا نفق يربطها بالمغرب… مدينة ميتة تماما قتلها المسؤولون و دفنتها الحكومة وصت صمت غريب للساكنة

  • ولد حميدو
    السبت 15 دجنبر 2018 - 13:27

    بالإضافة بعض الكومبارس يعملون مرشدين للسياح و خصوصا الدين كانت عندهم ادوار قريبة من أبطال الفيلم المعروفين لأن الزائر سيتصور مع واحد جسد دورا مع النجم الفلاني أو الممثلة المعروفة الفلانية

  • الساعي الى الوضوح
    السبت 15 دجنبر 2018 - 14:50

    ما قيل في حق هذه المدينة والتي سماها اهلها بما جاء في المقال باسم له دلالة بليغة كما ان ما تتمتع به من معطيات طبيعية متميزة كان من الممكن ان تستغل في كل من يبحث عن الهدوء .لكن على ما يبدو لي ان المنشاة التي بنيت هناك لاغراض اخرى لم تات باي اضافة ايجابية للمدينة او بالاحرى لاغلب سكانها بل ان من يجني الثمار هم قلة من سكان المنطقة الذين يعرفون من اين تؤكل الكتف والباقي من خارج المنطقة ولم يترك للاغلبية الا الضجيج وهو ما يتنافى مع الاسم .

  • احمد
    السبت 15 دجنبر 2018 - 15:58

    هذه المدينة و الجنوب الشرقي عموما لا تذكرونه إلا إذا تعلق الأمر بالسياحة و مع ما خلفه الأجداد من قصبات و قصور و واحات بالمقابل ماذا قدم لها من بنيات تحتية و اهتمام بالبشر ؟ لا شئ

  • abdou
    السبت 15 دجنبر 2018 - 15:59

    هادا ما يسمى "العكر فوق الخنونة" عذرا على الوصف لكن واقع مناطق الجنوب الشرقي لا تعرف اية تنمية فعلية

  • Hema
    السبت 15 دجنبر 2018 - 16:00

    Mdr les richesses de la ville part ailleurs et ca tous le monde le sais voila arrêté de parle toujours de la même choses

  • Boumalen
    السبت 15 دجنبر 2018 - 16:39

    مدينة جميلة جدا بدون ازبال وبدون متشددين ،سكانها يحبون الاخر،مدينة هادئة حتى أن الزائر يحس أن هده المدينة خالية من السكان،لكن في الآونة الأخيرة قامت الدولة بانزال عدة شاحنات من الأفارقة وأصبحت غير آمنة،نضرا لكترة السرقة وانعدام الأمان كما هو من قبل.

  • hassan
    السبت 15 دجنبر 2018 - 17:09

    مكاين لا خدمة لا والو الناس اللي ديما تيخدمو هوما اللي تيخدمو داكشي بالمعارفا اولي مكلفين بلخلاص تيشدو عليك الثمن اويخلصوك ب ثمن هزيل هادشي كامل معروف عند الساكنة

  • ملاحظة
    السبت 15 دجنبر 2018 - 17:19

    ف مسلسل صراع العروش ما لقاو فين يصوروا مشاهد العبودية غير ف المغرب .. ف الاحساس ديالي و انا كا نتفرج ما لقيت فين نخبي وجهي و good choice

  • الشرق هو الأغنى والأكثر!
    السبت 15 دجنبر 2018 - 19:35

    ساكنة جهة واد درعة من ورزازات الى المحاميد ومنها الى تنغير تعاني التهميش والفقر مع العلم أن الجهة لها مصادر ثروة حقيقة، بالإضافة إلى السينما هنالك المناجم الكثيرة والمتنوعة المعادن من الذهب إلى المنغزيوم مرورا بالفضة عالية الجودة، ومشروع نور لإنتاج الكهرباء، والذي لا يستفيد منه الاقليم نهائيا ولا يوفر مناصب شغل ولو غير رسمية، مع العلم أنه مشروع بملايير الدراهم وسيجني ويجني أرباحا مضاعفة، ويسبب مشاكل جودة الماء الصالح للشرب، من خلال كمية الماء الكبيرة التي تستعمل لتبريد البطاريات الضخمة، مما ينقص من منسوب مياه سد المنصور الذهبي، هذا الاخير الممتلئ بالوحل والأعشاب، مما يصعب تصفية مياهه بجودة عالية، رغم المجهودات المبذولة في هذا الشأن ومشكور مكتب الماء في هذا الصدد، مما يؤثر على جودة مياه الشرب الصعبة الشرب والتي تؤثر على الجهاز الهضمي.

صوت وصورة
مغاربة والتعادل مع موريتانيا
الأربعاء 27 مارس 2024 - 01:07 18

مغاربة والتعادل مع موريتانيا

صوت وصورة
المخارق والزيادة في الأجور
الأربعاء 27 مارس 2024 - 00:30 7

المخارق والزيادة في الأجور

صوت وصورة
شهادات للتاريخ | انتخابات 2011
الثلاثاء 26 مارس 2024 - 23:00

شهادات للتاريخ | انتخابات 2011

صوت وصورة
قصة | الرجل الذهبي
الثلاثاء 26 مارس 2024 - 21:30 3

قصة | الرجل الذهبي

صوت وصورة
المدينة القديمة | فاس
الثلاثاء 26 مارس 2024 - 20:55

المدينة القديمة | فاس

صوت وصورة
معرض تضامني مع فلسطين
الثلاثاء 26 مارس 2024 - 20:47 1

معرض تضامني مع فلسطين