عرفت مدينة القصر الكبير عشية يوم الخميس 24 نونبر خروج عدد كبير من المحتجين في مسيرة يمكن وصفها بغير المسبوقة على صعيد المدينة سواء من حيث العدد أو من حيث المدة التي استغرقتها أو على مستوى المسافة التي قطعتها.
فمنذ الثالثة و النصف زوالا انطلقت مسيرة احتجاجية من عدد من الأحياء الشعبية “أولاد احميد” و “المناكيب” للتعبير عن سخطها من استمرار الوعود الانتخابية الكاذبة أمام الوضع المادي و الاجتماعي السيئ الذي يعم المدينة رافعة شعار “ما مصوتينش” و هو ما عرف تجاوب أعداد أخرى كبيرة سواء بالانضمام أو ترديد الشعارات أو رفع إشارات التضامن.
وفي سياق آخر حاولت بعض الأحزاب تنظيم مسيرات داعية للتصويت و المشاركة – تزامنا مع مسيرة المحتجين – لكن كان من الواضح ضعفها و انعدام التجاوب معها رغم الدعم المالي الكبير المرصود لها في حين اكتفت بعض الأحزاب الأخرى بالوقوف أو التجمهر أمام مقراتها.
جدير بالذكر أن مدينة القصر الكبير تعاني مشاكل خدماتية كبيرة و اختلالات على مستوى التشغيل و الصحة و ضعف البنية التحتية و غلاء فواتير الماء و الكهرباء و هو ما قد يؤجج الاحتجاجات و يزيد من غليان الشارع.
رغم التظاهرات والمناداة بالمقاطعة وعدم التصويت الا انه من الملاحظ اقبال شريحة كبيرة من المجتمع القصراوي على صناديق الاقتراع حسب معاينتي هذا الصباح .
بمدينة القصر الكبير هناك ظاهرة اسمها الادمان على التصويت ايضا وكما يقال : كل زرع عندو كيالو
القصر الكبير مع أنها مدينة صغيرة جدا، خرج فيها لوحدها حوالي 10 الاف شخص ينادي بالمقاطعة، أما مدينة طنجة فكان العدد مضاعف لمرات، وبدلك ستكون النسبة المعلنة لدى الداخلية اكثر من 99/100 شاركوا وصوتوا.
اظن ان هذه الاحتجاجات مدعمة من ا حزاب مناهضة و معادية لحزب العدالة و التنمية. حيث تسعى الى المس بقيمته و سمعته ساعات قبيل القتراع.
تعيش مدينة القصر الكبير هذه الأيام على إيقاع الاحتجاجات المتواصلة واليومية التي تنظمها مجموعة من فعاليات المجتمع المدني بالمدينة، من أجل التنديد بالوضع المزري الذي تعيشه المدينة على مجموعة من المستويات، بدءا بقطاع الصحة ثم الزحف المتواصل من طرف الباعة المتجولين على أرصفة المدينة وساحاتها التي ما إن يتم تهييء إحداها وتبليطها حتى تجد معرضا أرضيا تشكل بسرعة البرق لمختلف أنواع السلع بدءا بالأحذية المستعملة والجديدة مرورا بكتب الحلويات والطبخ وصولا إلى الأقراص المضغوطة للشيخ كشك وعمرو خالد وأحدث إنتاجات هوليوود المقرصنة ،وبين كل المظاهر الغير صحية في مدينة القصر الكبير تتعالى أصوات هنا وهناك تندد بهذا الوضع المزري أصبحت اليوم في حالة غريبة من الفوضى، فلا هي مدينة بمواصفات المدن المعروفة ولا هي بادية يعيش فيها ساكنتها مؤمنين بقدر الفرق بين التمدن والبداوة، فمتى تجد المدينة ذاتها؟