أجمع المتدخلون في اليوم الدراسي حول “سؤال التربية على المواطنة من خلال منهاجي الفلسفة والاجتماعيات” على أهمية مقاربة هذا الموضوع، الذي يشكل مطلبا مدرسيا ومجتمعيا، مشيرين إلى أن تناول مفهوم المواطنة مرتبط بالمدينة اليونانية كمهد للديمقراطية، بينما يحيل هذا المصطلح في اللغة العربية على الانتماء إلى المجال الجغرافي فقط.
وأكد أساتذة يدرسون بالقسم وأطر تربوية من مادة الفلسفة والاجتماعيات، خلال الجلسة الأولى لهذا اليوم الدراسي، الذي نظمته المنسقية الجهوية لمادتي الفلسفة والاجتماعيات بالأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بجهة مراكش، على ضرورة تمكين التلميذات والتلاميذ من الحس النقدي والحوار المؤسس على توظيف الحجج، لبناء مواطن إيجابي بإمكانه المساهمة في حماية وتنمية مجتمعه.
وسجل المتدخلون من المنصة والحاضرون، في المناقشة العامة، العلاقة التي تربط المواطنة وقيم حقوق الإنسان، ومنهاج تدريس المادتين المذكورتين، باعتبارهما حافلتين بمفاهيم وإشكالات مشتركة بين درس التاريخ والجغرافية وأم العلوم، وأشاروا إلى غياب ذلك في مواد دراسية أخرى؛ وهو ما يترتب عنه بناء شخصية فصامية لدى التلاميذ، مؤكدين “أن غرس هذه المبادئ القانونية ذات القيمة الأخلاقية يحتاج إلى توريط وإشراك مؤسسة الأسرة كذلك، وباقي المؤسسات الدينية والإعلامية والهيئات السياسية والحكومية؛ لأن هذه القضية مطلب مجتمعي محض”.
وتميز هذا النشاط التربوي بعدة مداخلات تناولت التفكير النقدي والمسؤولية الوجودية للمدرسة، والمواطنة عند كريستيان دولاكمبان، والسياق العام لإرساء التربية على قيم المواطنة وحقوق الإنسان في منهاج مادة الاجتماعيات، وأي دور للدرس الفلسفي في ترسيخ قيم المواطنة، ومقاربات وكفايات التربية على المواطنة، ودرسي التاريخ والاجتماعيات من التربية إلى المواطنة.
يذكر أن اليوم الدراسي المذكور شهد تكريما لثلاثة أطر تربوية في تخصص الاجتماعيات (جمال أماش وحسن بهيت ومحمد المغاري) وإطار تربوي لمادة الفلسفة (عبد السلام العسري)، اعترافا وتقديرا لما قدموه من مجهودات تربوية وتأطيرية، لفائدة المدرسات والمدرسين.
ويشار إلى أن الجلسة الثانية لليوم الدراسي نفسه عرفت توزيع الأطر التربوية على ورشات ثلاث؛ الأولى ناقشت المواطنة في منهاج مادة الفلسفة، والثانية تناولت إنتاج جذاذات كنشاط تعلمي، والثالثة لمعالجة مفهوما الحق والواجب.
الى الاستاذ اماش جمال اقول له شكرا لما قدمته للحقل التربوي وخاصة لهيءة التدريس من تاطير وتوجيه اتمنى لكم الصحة والسعادة وطول العمر