"تهميش المركز ولامبالاة الجهة" يضيقان الخناق على درعة تافيلالت

"تهميش المركز ولامبالاة الجهة" يضيقان الخناق على درعة تافيلالت
الأربعاء 8 ماي 2019 - 21:32

رغم المؤهلات الكثيرة التي تزخر بها جهة درعة تافيلالت، بأقاليمها الخمسة، على مستوى السياحة والفلاحة والسينما، والطاقات المتجددة، والمعادن، تبقى هذه الجهة في مؤخرة قائمة أفقر الجهات بالمغرب.

درعة تافيلالت هي الجهة الأولى بالمغرب التي تتوفر على مناجم كبرى للفضة والذهب، والنحاس، بالإضافة إلى معادن أخرى، وأراض شاسعة خالية يمكن استغلالها في الفلاحة والسياحة، إلا أنها تتذيل قائمة الجهات الذي تئن تحت وطأة الفقر والتهميش، وتفتقر إلى مشاريع استثمارية كبرى ومعامل لتقليص نسبة البطالة وتشجيع الشباب على العمل دون اللجوء إلى الهجرة نحو البلدان الأوروبية.

ويرى عدد من الجمعويين أن مناطق جهة درعة تافيلالت أصبحت ملجأ للاستثمار في “الربح السريع”، والذي لا يحتاج إلى اعتمادات مالية هائلة، مشددين على أن “الاستثمار في الجهة يتطلب أن تتوفر فقط على قطعة أرض توفرها الدولة في إطار الكراء، وتجهيزها بكل المعدات والمغروسات من طرف وزارة الفلاحة؛ والمطلوب فقط أن تكون نافذا وذا علاقات”، بتعبيرهم.

وجوابا على سؤال طرحته جريدة هسبريس الإلكترونية على عدد من المهتمين بالشأن العام ومسؤولين بجهة درعة تافيلالت، مفاده: “غياب المعامل ومشاريع استثمارية كبرى بجهة درعة تافيلالت هل هو تهميش من المركز أو عدم حاجة؟”، قال الدكتور الحسين شنوان: “لا يمكنك الحديث عن مشاريع استثمارية كبرى أو استثمارات برؤوس أموال كبيرة وأنت تعيش في جزيرة معزولة عن المغرب”.

وأضاف شنوان: “يجب على الدولة أولا خلق بنيات تحتية للمواصلات، كشبكة الطرق السيارة والقطارات ونفق تيشكا، لفتح الجهة أمام المغرب النافع، ولكي تدخل مجال المنافسة، مع تساوي الفرص بينها وبين الجهات الأخرى”، وزاد موضحا: “أما وضعها الحالي فلا يسمح إلا بجعلها محمية لمشاريع الطاقة الشمسية وحصر سكانها في المجال الواحي، وإمدادهم ببعض المعدات شبه الصناعية لتنقيط الورد وعصر الزيتون وتخمير التمر والتين”.

ولفت متحدث هسبريس إلى أن “سكان هذه المناطق محكوم عليهم بالبقاء على هذا المستوى المعيشي والاقتصادي لأن مناطقهم مفتوحة للاستغلال المنجمي، وهي مجال للطاقات المتجددة، فهي تجمع بين نقاء المناخ وأشعة الشمس عكس المناطق الصحراوية الأخرى”، مضيفا: “هذه المناطق أصبحت مجالا للاستثمار الفلاحي في مجال التمور وزراعة الزعفران”، ومشددا على أن “اللوبيات الفلاحية بعد قضائها نهائيا على الفرشة المائية لسوس التجأت إلى أغنى احتياطي من المياه الجوفية بمنطقة بوذنيب، وكذا في جنبات السفوح الجنوبية للأطلس الكبير، وذلك للاستفادة من جريان المياه السطحي”.

إدريس أيت لحو، أستاذ السوسيولوجيا بجامعة القاضي عياض بمراكش وابن الجهة، قال في تصريح لهسبريس: “ليست هناك جهة ولا جماعة ترابية تستغني عن المشاريع الاستثمارية، أما الكبرى منها فهي من اختصاصات الدولة كفاعل إستراتيجي”، مستدركا بأن “المشاريع بكل أنواعها، الصغرى منها والمتوسطة والكبرى، من اختصاص الخواص كذلك، والفاعلين الترابيين الآخرين، وذلك من الناحية القانونية والدستورية”، وزاد: “هناك إشكال التوجيه والتخطيط والإعداد المرتبطين بالتراب الوطني، وهنا مكمن الخلل والاختلال”.

وأضاف أيت لحو في تصريح لجريد هسبريس الإلكترونية: “في المغرب، الذي تطغى فيه النزعة الوطنية المركزية وسياستها التي لا محالة تسمن المركز وتفقر الهوامش، لا يمكن إلا أن نشهد بتهيئة ترابية تجعل من جهة كدرعة-تافيلالت جماعة ترابية تقتات من ذاتها ومن فتات غيرها، في نمط استهلاكي متخلف عن ركب نمط المركز”، مبرزا أن “عدم الحاجة إلى مشاريع كبرى في تلك الجهة الشرقية وشبه الصحراوية المعطلة من صميم السياسة المركزية الوطنية، والتي لا تجيب إلا عن أسئلة القلق الاقتصادي والتوتر الاجتماعي والانفلات البيئي والصحي التي تعرفها المنطقة ككل”.

ويرى أستاذ السوسيولوجيا أن الجهة يمكن أن تحتضن مشاريع كبرى في مجالات متعددة، منها الفلاحة والسياحة والطاقات المتجددة، مشيرا إلى أنه “لا جدال ولا نقاش في هذه المشاريع، بما أن العشرات من رجالات الدولة وخدامها لهم بالمنطقة منها ما يثبت ذلك، خصوصا في مجال الفلاحة”، مردفا: “إذا توفرت الإرادة السياسية الحقيقية لدى الدولة فإن كل أنواع المشاريع الصغيرة والمتوسطة والكبيرة بمقدورها أن تنجح في هذه الجهة الفتية”.

فاطمة شجيري، فاعلة جمعوية بتنغير، حملت مسؤولية غياب مشاريع كبرى قادرة على توفير فرص الشغل للشباب لـ”مسؤولي الجهة الذين لم يقدموا دراسة شاملة للمشاريع التي تفتقر إليها ليتم الاعتماد عليها في تحديد الإكراهات وسبل إيجاد حلول لها”، مشيرة إلى أن “الجهة تتوفر على يد عاملة مهمة، وبسواعدها يتم بناء مشاريع المدن الأخرى”، ولافتة إلى أن “الساكنة بدورها تتحمل قسطا من المسؤولية لكونها لا تهتم باليد العاملة المحلية وتعطي الفرصة لغيرها”.

وقالت متحدثة هسبريس: “دائما ما يتردد على آذاننا أن هذه الجهة تتوفر على موارد مهمة، لكن الواقع المعاش يختلف عما يتم ترديده”، وزادت: “لا أتفق مع من يقول إن المركز همش هذه المناطق، من همشها هم مسؤولوها قبل أي جهة أخرى..الجهة في حاجة إلى مسؤولين تكون لديهم رؤيا ذات مدى بعيد لتنزيل مشاريع كبرى”، مردفة: “هناك عدد من المشاريع الاقتصادية التي يمكن أن تنجح في هذه الجهة ونريد تحقيقها..لا نريد مسؤولين يقتصرون على تبليط الأزقة وحفر الآبار وإنارة الشوارع”.

ومنذ صباح اليوم الثلاثاء حاولت هسبريس الاتصال بالحبيب الشوباني، رئيس جهة درعة تافيلالت، لاستقاء تعليقه على هذا الموضوع، إلا أن هاتفه ظل يرن دون مجيب.

‫تعليقات الزوار

17
  • RACHID ERRACHIDIA
    الأربعاء 8 ماي 2019 - 22:01

    السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
    لا حول و لا قوة الا بالله العلي العظيم
    الله ياخد الحق فكل ظالم
    ان الله لا يضيع حق المظلوم .. و يا ويل كل ظالم من دعوه

  • bouchra zago
    الأربعاء 8 ماي 2019 - 22:14

    مقال جريء جدا. و فعلا أغنى جهة من حيت الموارد و المعادن هي أفقر جهة من حيت المرافق و التنمية. و يحدثونك عن الجهوية و الاتمركز. لو كان صحيح لأصبحت جهة درعة تافيلالت تشبه دبي و ابو ظبي.

  • سعيد
    الأربعاء 8 ماي 2019 - 22:15

    لماذا خلقت هذه الجهة . جهة منكوبة و فقيرة و صحراوية باستثناء إقليم ميدلت الذي زج به في هذه الجهة . يجب تفكيك هذه الجهة و إلحاق أقاليمها الى جهات قريبة لها . فمثلا نحن في ميدلت نطالب كجمعية إلحاقنا بجهة فاس و مكناس. اللهم غن هذا منكر. إقليمنا عرف جفافا منذ التحاقه بهذه الجهة الفقيرة و اليتيمة

  • عبيدالاقص
    الأربعاء 8 ماي 2019 - 22:23

    الاقالم الخمسة المهمشة هى التى تحب ذالك وتستحق اكثر من التهميش . السبب هو انه حربة التقدم وحتضنة الصخور كل من حارب فرنسا سيفرض عليه الحصار البرى والجوى .

  • كاتب
    الأربعاء 8 ماي 2019 - 22:34

    اللهم يسر ولا تعسر رمضان مبارك كريم على جميع المسلمين والمسلمات

  • Citoyen
    الأربعاء 8 ماي 2019 - 23:03

    جهة تعاني الأمرين من كل النواحي لا بنية تحتية في المستوى لا مشاريع لأمتصاص البطالة المتفاقمة لا مدارس عليا لا مرافق ضرورية لا مستشفيات ترقى لإنتظارات السكان وقس على ذالك مغرب بسرعتين و تكريس لفلسفة المستعمر المغرب الغير النافع . نطالب بزيارة ملكية لتحرك الجهة من جديد فهي واقفة إلى إشعار آخر و السلام

  • ديهية
    الأربعاء 8 ماي 2019 - 23:47

    الجهة تمثل المغرب المنسي المغرب العميق و البعيد رغم معادنه طاقات متجددة سينما سياحة منتوجات مجالية ورد حناء تمور و غيرها الا ان الجهة منفصلة كليا عن المغرب الذي يعرف تطورات كل يوم سبحان الله هل هو شيء مقصود فنعرف ان مناطق كانت في لاءحة الحسن التاني السوداء بسبب اللنقلاب في 73 و كل معتقلات التعذيب في المنطقة تزمامارت اكدز قلعة مكونة ام نحن سجن في الهواء الطلق لكل اناس الجهة، حسبنا الله غي مسؤولينا و كل من يهمش الجهة.انشري يا هيسبريس بدون تمييز و شكرا.

  • عزيز
    الخميس 9 ماي 2019 - 00:09

    لا يمكن أن نتحدتث عن آي استثمار كبير في الجهة ما دمنا لا نعيش عدالة ضريبية وفي نفس الوقت تمييز إيجابي لفائدة جهات من قبيل جهة درعة تافيلات. فالتحفيزات الضريبية زائد البنيات التحتية (الطرق بالدرجة الاولى) يمكن أن تشكل مدخل أساسي للنهوض بالمنطقة. في غياب ذلك سنجد أنفسنا نردد دائما مقولة "درعة تافيلات بين الغنى الطبيعي والبشري والضعف التنموي".

  • omimoun
    الخميس 9 ماي 2019 - 00:45

    التنمية:الجنوب الشرقي منطقة عقابية و لا زالت كذلك نقطة الرجوع إلى السطر.
    الإقتصاد: هي منطقة لإستنزاف و لحلب جميع خيراتها من فضة و ذهب و طاقة متجددة و يد عاملة وسواعد و أدمغة لبناء الهات الأخرى وفي المهجر المهم الهربة من هاد لبلاد العباد…
    الواقع: بطالة، خلاء، إقصاء في جميع المجالات، منطقة عسكرية ، سجن شاسع بين تيشكا و تيزي ن تْلْغُمْت ….

  • slima
    الخميس 9 ماي 2019 - 01:19

    المسؤولون بتصرفاتهم يعترفون بذلك : ما دامو ينقلون الأطر المغضوب عليها الى هذه الجهة لتأذيبهم !!! فدرعة تافلالت وفق تصورهم جهة التأذيب ولا تحتاج الى جامعات ولا مستشفيات ولا طرق سيارة ! دورها سيبقى رائدا في تأذيب من ناله السخط أو الإنتقام

  • لحسن مدوش
    الخميس 9 ماي 2019 - 01:48

    هي أفقر جهة لكونهم '' المركزيون '' أكلوا و سرقوا فضتها و ذهبها و ما يزالون يسرقون فالجهة تحتوي على منجم إميضر الذي يمثل أكبر منجم للفضة و الذهب في إفريقيا فأنا واحد من أبناء الجهة يحق لي أن أتسائل أين الثروة ؟ فاللاتمركز يجب أن يطبق في ترك أملاك كل جهة لأصحابها و ليس فقط فلخوا الخاوي ديال الأوراق ، مشي هما يخدو الفضة و الذهب و الفقير ديال المنطقة يعطيوه سكر و زيت من رمضان إلى رمضان

  • لحو نايت باها
    الخميس 9 ماي 2019 - 06:51

    علينا ان نقوم بتعبءة شاملة بالنهوض الاقتصادي و الاجتماعي و الثقافي و نحضر استعمال اللغة العربية و نركز على الامازيغية
    و الفرنسية و نحافظ على السياحة النقية و نمنع الخليجيين من دخول مناطقنا .
    كيف يعقل ان نتوقع من دولة تتكون معظم اطرها من العرب ان يبنوا لنا بلدنا بعدل و انصاف كأننا لا نرى حالهم في الدول العربية الحقيقية .عداء متنافر و تناحر و تقتيل و خلق الطواءف هذا شيعي و هذا وهابي و هذا اخواني و هذا ماروني و هذا درزي و هذا شركسي و هذا كلداني و هذا قبطي!
    هذه كلها داخل العرب . اما من يعتبرون انفسهم عرب اقحاح فانهم يكرهون الكل و عنصريون ضد الكل.
    الغرب لم يعبث بهم و بنهب ثرواتهم بمحض الصدفة !!!!
    منطقتنا للاسف لازالت سادجة و تنظر للاخر بالتفوق للاسف الشديد مع العلم وللامانة نحن اهالي تلك المناطق هم اعظم الناس خلقا و اخلاقا .باخلاقنا نستطيع ان نعيش مع اي مخلوق في اي مكان و لا نحتاج تغيير انفسنا.
    علينا بالامازيغية بيننا ثم الفرنسية او الانكليزية مع السياح حتى و ان كانوا عربا.
    الدولة اعطيناه كثيرا من الوقت لتصحح عنصريتها واستمرت لهذا لم نعد نعطيها حق التشكيك و لن نقبل شهادتها ابدا.

  • benbaghat
    الخميس 9 ماي 2019 - 10:16

    نحن ساكنة هده المناطق سبب كل المشاكل.والتخلف والجهل . والعمل نور والجهل عار. هده الساكنة لا زالت في الظلمات.القد الحسد. وأطلب من الله عز وجل.أن ينظر في وجه الأطفال والحيوانات وبعض دوي القلوب الراحلة.

  • محمد
    الخميس 9 ماي 2019 - 10:33

    ارجو ان تكملوا سلسلة مقالاتكم عن الجهات الاخرى حتى نتمكن من مقارنة موضوعية بينها
    لقد تعودنا على عبارة لكن هاتفه ظل يرن دون مجيب
    كان عليكم اخذ موعد مع رئيس الجهة كما فعلتم مع الباقيين عوض هذه الجملة التي تبررون بها اخذكم للرأي الواحد

  • ابراهيم
    الخميس 9 ماي 2019 - 15:52

    يجب على ابناء الجهة التحرك خصوصا الاثرياء والاطر وعدم انتظار الدولة لتحريك عجلة التنمية بالجهة

  • درعاوي فلالي
    الجمعة 10 ماي 2019 - 00:04

    جهة تصدر اليد العاملة إلى الجهات الأخرى خصوصا الدار البيضاء الكبرى والرباط وووو إدارة ما تطورت مواريدها لن يجد الباطرونا العمال المجدين والمعقولين إلى متى يبقى السيد الرئيس ساكتا عن صفقات الفضة والدهب و النحاس فمن يعرف ربما هو كدلك له يد أو يلوي يدا من أجل منافعه! لأنه ليس ابن المنطقة واستفاد أكثر منا وإنجازات مشاريعا تدر له الأموال وأين الجهة من دالك أليس الحساب بقريب! ?

  • لحسن رابح
    الجمعة 10 ماي 2019 - 09:33

    في البداية لا يمكن أن نقتصر المشكل من جهة واحدة لأن مشكل التنمية عامة في جهة درعة تافيلالت متعدد الأسباب وتتحمل الدولة المركزية قصطا كبيرا في ذلك ويأتي المجلس الجهوي والمجالس الإقليمية والمحلية في المرتبة الثانية إذ تفتقر معظم هذه المؤسسات إلى أشخاص كفوئين وقادرين على إنتاج وتفعيل مشاريع من شأنها أن تنير صورة الجهة وطنيا ودوليا. المعاذن والفلاحة والسياحة كلهم مجالات نشيطة في الجهة الا ان الساكنة المحلية لم تتذوق بعد طعم خيرات بلادها نتيجة لعدة أسباب متداخلة…

صوت وصورة
ما لم يحك | البصري وتبذير الأموال
الخميس 28 مارس 2024 - 15:00

ما لم يحك | البصري وتبذير الأموال

صوت وصورة
الأمطار تنعش الفلاحة
الخميس 28 مارس 2024 - 13:12 2

الأمطار تنعش الفلاحة

صوت وصورة
حاجي ودمج الحضرة بالجاز
الخميس 28 مارس 2024 - 12:03

حاجي ودمج الحضرة بالجاز

صوت وصورة
أجانب يتابعون التراويح بمراكش
الخميس 28 مارس 2024 - 00:30 4

أجانب يتابعون التراويح بمراكش

صوت وصورة
خارجون عن القانون | الفقر والقتل
الأربعاء 27 مارس 2024 - 23:30

خارجون عن القانون | الفقر والقتل

صوت وصورة
مع الصديق معنينو | الزاوية الدلائية
الأربعاء 27 مارس 2024 - 23:00

مع الصديق معنينو | الزاوية الدلائية