"دار الضمانة" تطرد أبناءها الشباب .. تنمية عليلة ووظائف قليلة

"دار الضمانة" تطرد أبناءها الشباب .. تنمية عليلة ووظائف قليلة
الثلاثاء 27 غشت 2019 - 14:00

“وزان تطرد أبناءها”؛ هذه العبارة وردت بإحدى التقارير المنسوبة إلى المندوبية السامية للتخطيط التي صنفت “مدينة الأولياء” ضمن الحواضر المنفرة لأبنائها، على اعتبار أن المدينة الصغيرة لم تعد قادرة على احتضان شبابها بسبب تعثر ملفات كانت تشكل بصيص الأمل، تتعلق أساسا بالأوراش التنموية المفتوحة إلى ما لا نهاية، التي حولت المدينة المنسية إلى مجرد مختبر تجارب لإعداد أطر أم الوزارات وتدريب الموظفين، أو مكافأة نهاية الخدمة لعدد من المسؤولين المسنين المقربين من دوائر القرار، ولو كان ذلك على حساب سكان هذه الأرض الأبية التي تفوح بعبق التاريخ، لكنها تحولت مع مرور الزمن إلى مجرد “أكواخ “قام عليها البوم يبكي ويندب.

تحمِّل ساكنة “دار الضمانة” مسؤولية تعثر عجلة التنمية، التي أبت أن تتحرك، إلى عمالة إقليم وزان بالدرجة الأولى بسبب التراخي الذي يطبع تعاطي السلطات تجاه تسيير المجالس المنتخبة وطريقة تدبيرها للشأن العام، واقتصار مهام العمال على الوظائف الإدارية فقط، حيث لا تدخل التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية ضمن أجندات واهتمامات المسؤولين.

أزمة ثقة

لم تفلح اللقاءات التي انعقدت بعمالة إقليم وزان في بلورة مشاريع بالإقليم وتحريك المياه الراكدة منذ عقود، فتحولت آمال الساكنة إلى آلام مع مرور الوقت، خاصة في ظل تنقيل رجال السلطة والمسؤولين الإقليميين إلى مناطق أخرى أو إعفائهم بعد وقت قصير على تعيينهم، كما حدث مع العامل السابق جمال العطاري على خلفية أزمة العطش التي انفجرت بعدد من الجماعات الترابية.

في شهر أكتوبر من سنة 2018، احتضنت قاعة الاجتماعات بعمالة إقليم وزان لقاء مختلفا عن العادة بحضور عبد العاطي حابك، رئيس المؤسسة الديبلوماسية بالمغرب، وعميد السلك الدبلوماسي الأوروبي، وعدد من السفراء الأجانب المعتمدين لدى المملكة المغربية، وقيل حينها إن اللقاء يأتي للمساهمة في تعزيز قيم الحوار بين الشعوب، والبحث عن سبل الاستثمار والرفع من عجلة التنمية بالإقليم الجبلي، كما تم استحضار المؤهلات الطبيعية والجغرافية التي تتوفر عليها المنطقة في أفق البحث عن جلب رؤوس أموال أجنبية لتحريك الحركة الاقتصادية.

لا شيء تغير بعد مرور عام تقريبا عن الموعد سالف الذكر، غير زرع اليأس والإحباط في نفوس الشباب العاطل ورصد غير قليل من السخط على الواقع والحظ العاثر، إلى جانب تكريس أزمة الثقة وتوسيع الهوة بين المواطن والمنتخب والسلطة من جهة أخرى.

في هذا الصدد، قال عبد الصمد الدكالي، نائب رئيس الجمعية المغربية لحماية المستهلك بوزان، إن “أهم معيقات التنمية بالمدينة تتجلى في غياب الوعي الجمعي بأهمية المقومات الطبيعية والثقافية والفلاحية التي يزخر بها الإقليم، إضافة إلى تهميش مقصود يطال مختلف منتوجات مدينة التين والزيتون من طرف وزارات الصناعة والتجارة والفلاحة والسياحة، وغياب الرؤية والإبداع لدى المنتخبين ورجال السياسة على حد سواء”.

وأضاف الفاعل الجمعوي ذاته، في تصريح لهسبريس، أن شتات المصالح الخارجية التي ظلت موزعة على عدد من الأقاليم الأخرى “أجهض حلم النهوض بمجموعة من القطاعات الاجتماعية”، مؤكدا أن “مطلب ترقية المدينة إلى عمالة جاء منقوصا ومبتورا من هذه المصالح”.

وأضاف الدكالي أن “إقليم وزان يعاني ظلما مجاليا كبيرا يمكن قياسه بما وصلت إليه العمالات التي أنشئت في الفترة نفسها، وعمالة المضيق الفنيدق نموذجا، كما أن الإقليم لم ينل من حقه سوى الفتات، دون الحديث عن الموارد المادية التي ترصد لبعض المشاريع قبل أن تطير بقدرة قادر نحو أقاليم محظوظة”، وفق تعبيره.

أوراش معطلة

ليس من العسير على القادم إلى وزان ملاحظة مشاريع عدة متوقفة في مراحل مختلفة من الأشغال، مؤكدة بذلك التهميش الذي يطال البنيات التحتية الهشة برحاب دار الضمانة. من بين هذه المشاريع المعلّقة، المستشفى الإقليمي الذي طال انتظاره بالمدينة، لتؤَجَّل بذلك أحلام السكان الذين تسرب إليهم اليأس والحقد تجاه الدولة المركزية، وباتوا يتداولون عددا من المقولات من قبيل “اتركوا أهل وزان يفعلون في وزانهم ما يشاؤون”، لا سيما أن المستشفى الحالي بحاجة إلى من يعالجه أولا قبل أن يكون مرفقا عموميا لعلاج واستشفاء مرضى المدينة.

بدوره، مازال المركب الثقافي خارج نطاق الخدمة، وقد توقفت به الأشغال قبل أن يكتمل، ليستمر في تشويه التجمع السكني المتواجد به، بعدما أضحى مكانا مهجورا وموحشا، وهو ما دفع العديد من الجمعيات إلى القول إن “الإرادة السياسية غائبة من أجل تنمية المنطقة”؛ ففي كل مرة يتم إعطاء انطلاقة مشروع معين، لا ترافقه آليات المراقبة والتتبع بما يكفي، الأمر الذي يجعل هذه الأوراش مفتوحة إلى ما لا نهاية.

أحمد الدارداري، إعلامي وفاعل جمعوي، قال لهسبريس إن “المشاريع المعلنة كثيرة، لكن التنزيل غائب على أرض الواقع”، وأكد أن “الحديث عن التنمية بمدينة وزان يتطلب تشخيصا دقيقا لعدد من الأوراش التنموية والمرافق العمومية التي مازالت عالقة لسنوات خلت”.

واستحضر الدرداري تأخر تنفيذ جملة من المشاريع التي خلقت إحباطا ويأسا لدى ساكنة المدينة، ذكر منها مقر عمالة الإقليم والمركب التجاري والثقافي، بالإضافة إلى المحطة الطرقية، والشطر الثاني من الطريق الدائري، وكذا المركز الاستشفائي الاقليمي، إلى جانب حي التنشيط الاقتصادي، وبرنامج التأهيل الحضري، وتأهيل المدينة العتيقة والشوارع الرئيسية لدار الضمانة وعدد من المراكز الاجتماعية التي مازالت تنتظر إما إنهاء الأشغال أو الإصلاح والترميم.

وقال المتحدث ذاته إن “ضعف الاستثمارات، وبالتالي غياب معامل أو مصانع، يدفع غالبية الشباب والمتخرجين من مراكز التربية والتكوين إلى الهجرة نحو مدن أخرى بحثا عن أفق أرحب”، مشيرا في هذا السياق إلى كون المدينة “تعد من بين الحواضر الطاردة لأبنائها، وخصوصا في مجال التشغيل”.

وشدد الإعلامي نفسه على استفحال ظاهرة البطالة بالمدينة التي بلغت نسبة 21% حسب إحصائيات سنة 2014، ولعل أبرز تجلياتها أعداد الجالسين بكراسي المقاهي المنتشرة بالمدينة، لافتا إلى أحلام أخرى مؤجلة، خاصة النواة الجامعية أو كلية متعددة التخصصات، ومركز محاربة الإدمان، ومستشفى الأمراض النفسية بالنظر إلى ظاهرة المرضى النفسيين والمختليين عقليا المشردين بشوارع المدينة.

أما عبد السلام علالي، فاعل حقوقي، فقال إن المدينة تعاني من ضعف القطاع الصناعي الذي يقتصر على بعض الوحدات لإنتاج زيت الزيتون، والتي يبقى عملها موسميا. أما التجارة، فيغلب عليها القطاع غير المهيكل.

وأضاف علالي، في تصريح لهسبريس، أن المدينة شهدت في السنوات الأخيرة ركودا على جميع الأصعدة بفعل كساد زراعة القنب الهندي بالإقليم، الشيء الذي أرخى بظلاله على الوضع الاجتماعي وساهم في ارتفاع مهول لنسبة البطالة، ليس فقط في صفوف حاملي الشهادات بل أيضا في صفوف العمال والحرفيين والمياومين، موردا أن تجليات هذا الوضع تبرز في ارتفاع حدة الهجرة، خاصة في صفوف الشباب والشابات، التي انعكست على نسبة النمو الديمغرافي التي وصلت إلى 0.28% في بمدينة وزان وناقص 0.13% في الإقليم.

‫تعليقات الزوار

14
  • Citoyenراي
    الثلاثاء 27 غشت 2019 - 14:24

    على الحكومة أن تعلم أن كل المدن بالمملكة أصبحت غير قادرة على احتضان أبناءها.

  • مدوخ
    الثلاثاء 27 غشت 2019 - 14:30

    المغرب بكامله يطرد شبابه وابناءه ويسير بهم نحو المجهول فاتحا بذلك ابواب قوارب الموت والانحراف والتشرميل…

  • كاينة
    الثلاثاء 27 غشت 2019 - 14:55

    شي واحد يفهمني واش المغرب يعرف تنمية هائلة ومن الدول الرائدة عالميا في جميع المجالات تحت قيادة الملك كما دكرت القنوات العمومية المغربية اتناء الاحتفال بعيد العرش ولا المغرب يعرف تنمية عليلة وفقر اغلب فئات الشعب

  • طنجاوي
    الثلاثاء 27 غشت 2019 - 15:11

    لا حول ولا قوة إلا بالله. هذا هو واقع المدن المغربية مدينة تحضى بحصة الأسد واخرى منسية مهمشة…فالله لكم يا مسؤولي هذا الوطن العزيز.

  • رضوان
    الثلاثاء 27 غشت 2019 - 15:21

    صحيح و هدا مايجري في كثير من الميادين. لم يفهم المسؤولون أن الأمور تتطور بسرعة فائقة و عليهم تسايرها و تسييرها و إدارتها…فالكل أصبح يتخبا و يطلق اللحية ويرجع الى حنين الماضي والحلم و الكدب …ادا كنتم غير قادرين على تحمل المسؤولية الجسيمة التي تتطلب تضحيات بالوقت بالجهد بالاجتهاد بالمتابرة الإيجابية ب ب ب علما بانكم لن تنالو لا جائزة ولا امتيازات اخرى… فاصبحتم تفضلون الكسل و الرجوع إلى الوراء وإخراج العينين والزرواطة … فهذا لن يجدي و صتتفاقم الأمور… انا شخصيا كنت سأعمل كموضف و لكن سرعان ما فهمت هول المسؤولية و تيقنت أن ممكن ان هناك شباب أفضل مني في التدبير فتركت لهم المنصب لكن سرعان ما قاموا بتجهيلهم و تدجينهم حتى أصبحوا لصوص لايعلمون إلا تحت الأوامر وبالتامر …لكن لصالح من…المصالح الشخصية …لا أدري!

  • فضولي
    الثلاثاء 27 غشت 2019 - 15:30

    كاع مسكيا بمغرف واحد..كيف وزان كيف تطوان كيف طانطان ..متفاوتين غير في الصبر…كاع غارقين فالبطالة ..وكروش الحرام تياكلو لحم وعظم الفقراء..على عينك ا بن عدي..

  • مغربي
    الثلاثاء 27 غشت 2019 - 15:31

    ضمنو نفوسكوم بي التعليم الجيد والمعرفة الصحيحة مشي الخوزعبلاة والضامن هو الله مشي التخربيق

  • زهير
    الثلاثاء 27 غشت 2019 - 17:53

    يا اخي عيينا ما نساينوهم يعطيو وخا غير القليل لهاد المدينة المنسية ولكن هما غير كيديو منها مكيعطيوها والو انا لوكان ناس وزان يتافقو معايا شي نهار نخويو كاملين ملي يصبح الصبح يبقاو غير داك الشفارة اللي حاسبين راسهم مسؤولين علينا وهما مابينهم وبين المسؤولية غير الخير والاحسان

  • وزاني
    الثلاثاء 27 غشت 2019 - 18:21

    نناشدك سيدي العامل أن تتفضل بمراسلة السيد المدير العام للوكالة الوطنية للمحافظة العقارية من أجل إحداث إدارة للمحافظة العقارية بمدينة وزان تفعيلا لمقتضيات ظهير التحفيظ العقاري في الفصل التاسع منه التي تنص على ضرورة تعيين محافظ أو أكثر في دائرة نفوذ كل عمالة أو إقليم فلا تنمية مستدامة بدون اسقرار عقاري ولا استثمار بدون رسوم عقارية

  • نورالدين العيسي
    الثلاثاء 27 غشت 2019 - 20:08

    بالفعل ان الضامن لحقنا في هذا العلم الذي ضمنه المغرب من يريد ان يكون مغربي يجب ان يؤمن اولا بتاريخه و بعد ذالك يثق ويواكب و كما االتزموا بصبر ومثابرة على الغربة وهته حكاية لبد ان تنتهي بالعيد للجميع وهته ضمن اجندات الدبلوماسية المقتدرة و اللجنة القادمة على ايجاد صيغ لفهم الوضع الشامل و العبور لنمادج مجالية قابلة لاستثمار طقاتها والتأشير على علاج طبيعي لمفهوم التعطيل و اقصاء المسؤولية التشاركية لخدمة جزء من المنتفعين الذي داق عليهم الخناق جراء التقريع و التفريغ بعدما استعملوا الخيانة و المكر للتفريخ و التزنفيخ.فهمتي اسي المغربي من مؤهيلات المنبوذين من بلادهم كرها و ظلما.

  • عبد الله
    الثلاثاء 27 غشت 2019 - 22:47

    هناك أشخاص متربعون على كراسي المجلس البلدي والمجلس الإقليمي ، علما أن الجميع يعلم من أهل وزان أنهم أناس غير نضيفي اليد ، ومع ذلك نفاجأ بهم يسيرون الشأن العام الوزاني ، ببساط الإقتراع باللائحة هو السبب…

  • محمد
    الثلاثاء 27 غشت 2019 - 23:47

    اشتريت ارض ثلاث هكتارات ب مائة مليون بهده المدينة وزان قصد القيام باستثمار معصرة زيتون يتبعها صناعات غدائية قصد تشغيل اليد العاملة و إرجاع بعض فضل المدينة في نشأتنا. بعد ثلات سنوات من التعب لم أتوصل بالرخصة و بقيت من إدارة إلى إدارة اخرها الحوض المائي بتطوان حيت ضيعوا الملف و طالبوني بوضع ملف جديد. ففقدت الأمل. و قررت وضع الارض للبيع بنصف الثمن . المستثمر لا وقت لديه

  • ياسين
    الأربعاء 28 غشت 2019 - 06:13

    مدينة وزان توفت من سنوات, كانت تسمى petit paris ايام الاستعمار ,فهي سياسة دولة من تهميش مدن تاريخية وعريقة في الزمان.سياسة تهجير ابنائها وفتح المجال تسيير مجلس جماعي امام الوافدين من القرى المجاورة ,بينما ابناءها هاجرة للبحت عن لقمة العيش بالمدن الصناعية .
    وزان مهمشة ومقصية من التنمية الى قيام الساعة.

  • ملاحظ
    الأربعاء 28 غشت 2019 - 13:33

    كل المدن مهمشة والتي لم تكن مهمشة بدا التهميش يدب اليها بل وكل الوطن العربي من المحيط الى الخليج يعاني من مشاكل عدة اقتصادية واجتماعية ولكن ما يمكن طرحه من سؤال هو لماذا نعيش هذه الاوضاع ولماذا الغرب متفوق علينا ولماذا لا يهرب ابناء اوروبا من بلادهم اسءلة عديدة واجابات متعددة هل اننا لم نعرف لحد الان اسباب تخلفنا هل اننا لا نمتلك عقولا نشخص بها امراضنا اذن ما هو المرض وكيف السبيل لان ننهض اقتصاديا واجتماعيا كل المناقشات حول هذا الموضوع تبقى دون جدوى ان لم نتحل بالمصداقية والنقد الذاتي المشكلة يا سادة في الفكر الذي تحمله المجتمعات العربية والمغالطات التي تعيش بها ان المجتمعات العربية تجتر الماضي وتعيش بالخرافات والاوهام فلا فاءدة من نهوضها ان تردي اوضاعها تحصيل حاصل لفكرها قد يقول قاءل بان الحكام هم السبب وهذا لا اساس له من الصحة فكما تكونوا يولى عليكم عندما نحب لغيرنا ما نحب لنفسنا ونتصالح مع بعضنا وتحركنا الشهامة لنصرة المظلومين ونتخلى عن القبلية والايديولوجيات الهدامة ونتحلى بالاخلاق حينها سيصلح حكامنا انفسهم تلقاءيا لانهم سيتاكدون بانهم يخدمون شعوبا لا قطعانا ولكن هذا بعيد المنال

صوت وصورة
حاجي ودمج الحضرة بالجاز
الخميس 28 مارس 2024 - 12:03

حاجي ودمج الحضرة بالجاز

صوت وصورة
أجانب يتابعون التراويح بمراكش
الخميس 28 مارس 2024 - 00:30 3

أجانب يتابعون التراويح بمراكش

صوت وصورة
خارجون عن القانون | الفقر والقتل
الأربعاء 27 مارس 2024 - 23:30

خارجون عن القانون | الفقر والقتل

صوت وصورة
مع الصديق معنينو | الزاوية الدلائية
الأربعاء 27 مارس 2024 - 23:00

مع الصديق معنينو | الزاوية الدلائية

صوت وصورة
ريمونتادا | رضى بنيس
الأربعاء 27 مارس 2024 - 22:45 1

ريمونتادا | رضى بنيس

صوت وصورة
الحومة | بشرى أهريش
الأربعاء 27 مارس 2024 - 21:30

الحومة | بشرى أهريش