غياب الماء الشروب يعمّق محنة قرى بجماعة آيت امحمد بأزيلال

غياب الماء الشروب يعمّق محنة قرى بجماعة آيت امحمد بأزيلال
الجمعة 18 أكتوبر 2019 - 12:00

بجماعة آيت امحمد الواقعة بإقليم أزيلال قال مواطنون إنهم لم يتلمسوا بعد وقع التنمية على منطقتهم، كما لم يتحسسوا المجهودات المبذولة للنهوض بالعالم القروي في غياب أبسط ظروف الحياة، بل في غياب الماء، الذي هو جوهرها ومصدر وجودها.

يقول العايدي سعيد إن غياب الماء الشروب بتفانت وباقي دواوير جماعة آيت امحمد بإقليم أزيلال، صار جحيما يقض مضجع العشرات من الأسر الهشة، خاصة النساء والأطفال، الذين غالبا ما يقومون بانتظار شاحنة توزيع الماء الشروب ونقل عبوات بلاستيكية من حجم 30 لترا في رحلة غالبا ما تكون سيزيفية.

وأضاف أن الساكنة استبشرت خيرا، عندما تم حفر بئر بدوار تاسكرا وربط المنازل بالشبكة، إذ سارعت الأسر رغم “عوزها البيّن” إلى تأدية واجب الانخراط البالغ حوالي 1000 درهم، من أجل وقف المحنة وتخفيف تداعياتها على النساء والأطفال، إلا أن ذلك كان مجرد حلم يقظة، حيث جفت البئر بعد أقل من أسبوع، وذهب واجب الانخراط سُدى، وتحولت العدادات إلى شاهد على حلم الساكنة الموؤود.

وتساءل المتحدث عن سبب هذا الإجراء، الذي يقول إنه ربما كان يفتقر إلى دراسة تقنية.

وعن الغاية من وراء حفر بئر في فصل الشتاء، وربط المنازل بها، قال العايدي: “الغريب في الموضوع أنه بمجرد ما جفّت مياه البئر، تمّ حفر بئر ثانية على بعد أمتار قليلة من البئر الأولى، مما اعتبره البعض مخاطرة معروفة النتائج، هي التي تدفع الساكنة ثمنها اليوم”.

وكشف العايدي عن عمق معاناة الساكنة مع هذه المادة الحيوية، التي لا يصل منها إلى الأسر بدوار تفانت سوى 150 لترا تقريبا كل ثلاثة أيام، مضيفا أن هذه الكمية لا تكفي للشرب، مما يزيد من محنة قاطني الدوار مع باقي الاستعمالات الأخرى الضرورية (الغسيل والسقي والمواشي..). وأكد أن الحاجة صارت ماسة للتدخل الفوري لإيجاد حل واقعي قادر على أن يوقف هذا الكابوس الذي يطارد الجميع، خاصة أثناء المناسبات، حيث تكون الحاجة إلى الماء أكبر.

وفي تعليقه على الموضوع، أكد رئيس جماعة آيت امحمد أن جهودا كبيرة تمت على مستوى هذا المجال، وأن تدخل السلطات الإقليمية بأزيلال كان قيّما، ولم يتوقف إلى حد الآن، مشيرا إلى أن المساعي لا تزال متواصلة من أجل إجراء دراسة جيو- تقنية لعدد من الأماكن الأخرى من أجل التنقيب عن الماء.

وأوضح رئيس الجماعة ذاتها أن موضوع الماء الشروب يؤرق كافة أعضاء المجلس، وأن الكل يسارع الزمن من أجل تحقيق هذا المبتغى، عبر ربط جميع الأسر بدواوير الجماعة بشبكة الماء الشروب، وتفادي تكاليف إضافية لثماني شاحنات تسهر على توزيع هذه المادة عبر صهاريج متنقلة، مما يخلف عبئا ماديا كبيرا على عمالة الإقليم، وعلى ميزانية الجماعة التي تكفلت بالمنظومة كلها.

وقال المسؤول ذاته إن كل الإجراءات كانت تجرى بسلاسة ومعقولية إلى حين إطلاق المشروع، مشيرا إلى أن “الجماعة ضخت كل ما لديها من أموال المبادرة لإنجاز المنظومة، بالإضافة إلى دعم إضافي للعمالة الذي مكن من استكمال الخصاص، قبل أن يفاجأ الجميع بعد حوالي ثلاثة أيام تقريبا بتراجع صبيب المياه ثم انقطاعها كليا، مما اقتضى، بناء على طلبنا إلى عامل الإقليم، حفر بئر ثانية أثناء الصيف بدوار تاسكرا، بتمويل من العمالة، وكان ذلك من اقتراح الساكنة، غير أنه اتضح أن تلك البئر هي الأخرى غير مجدية بعدما تجاوز عمقها حوالي 150 مترا”، ليعود الإكراه نفسه، الذي لا يزال الجميع، سلطة إقليمية ومنتخبين، يكد من أجل تجاوزه.

‫تعليقات الزوار

11
  • البوشيخيخي
    الجمعة 18 أكتوبر 2019 - 12:15

    عباد الله مازال عايشين في القرون الوسطى في المغرب ديال الفوسفاط والذهب وجوج بحور والنقرة والزنك والنحاس

  • بائع القصص
    الجمعة 18 أكتوبر 2019 - 12:27

    الماء الصالح للشرب هي أهم مادة بالنسبة للانسان بعد الهواء الصالح للتنفس.
    ثمن التنقيب على الغاز والبترول والمعادن كذلك ملاعب الغولف وسط مناطق القاحلة له ثمن جد غال عند وضع البيئة رهن الحساب، المواطن المرتبط بالارض والمكان يؤدي الثمن القاسي، أغلبهم بسطاء يسكنون القرى وهم 90% أمازيغ.
    مشاريع التنمية لم تكن يوما في خدمة المواطن بل خدمة رؤوس الأموال والثروات الشخصية لمالكيها.
    مقالع الذهب والفوسفاط خير مثل لذلك.
    هناك جهات تحاول تضخيم عامل المناخ في إفريقيا منها فرنسا، لالهاء شعوبها وإعلامها عن منافذ النهب في ليبيا والسودان ومالي والخ

  • Youssef
    الجمعة 18 أكتوبر 2019 - 12:28

    لا حول ولا قوة الا بالله، حنا ف عام 2019 مازال الناس معندهومش لما.

  • بوحاطي
    الجمعة 18 أكتوبر 2019 - 12:36

    ها فين خاصها تصرف تعويضات الوزراء المنعمين و المحترمين فهم احوج اليها اكتر من اي شيء اخر و تعتبر اولوية لهم

  • Mounir usa
    الجمعة 18 أكتوبر 2019 - 12:38

    القصور تسقى بماء redal العدب . و المواطنون لا يجدون الماء الصالح لشرب . في أمريكا و كندا رغم و فرت المياه و لاكن السقي مقنن

  • juriste marocaine
    الجمعة 18 أكتوبر 2019 - 12:42

    Ou est le chef de gouvernement qui a dit que le Maroc
    est le plus beau pays du monde,de quelle beauté parle t-il-???!!!

  • طارق حتى لأولاد علي
    الجمعة 18 أكتوبر 2019 - 12:43

    كل التقارير ومنذ مدة طويلة تشير إلى أن المغرب سيعاني من تراجع التساقطات و تراجع مخزونه المائي الجوفي . وها نحن بدأنا نعيش كارثة حقيقية في عدة مناطق . وانتشار أمراض لاعلاج لها كالليشمانيا … ومع ذلك المسؤولون في هذا البلد لم يلتفتوا للأمر و ليست لهم أي مشاريع أو حلول حتى على المدى البعيد … والله العظيم غريب و سبحان الله على نفس عندكم "ميتة تماما " … لا ندري ماذا سيحدث بالضبط عندما تصل الكارثة للمدن الكبرى …؟

  • سياسي
    الجمعة 18 أكتوبر 2019 - 12:50

    مسؤولون لا يستطيعون توفير الماء ابتعدوا عنا.
    ان مشكل المستقبل هو الماء، وفرنسا تفكر في مائها وليس في العربان.
    ايها الشعب ضع الماء والتعليم والصحة أمام عليك، فخدام فرنسا يعملون على تخريب الثلاثة.
    الحرب القادمة على الماء ، فيقوا يا مغاربة. وابحثوا في الموضوع.

  • Sam.. italy
    الجمعة 18 أكتوبر 2019 - 13:03

    قولوا العام زين راه المغرب افظل من البلدان الأوروبية حسب قول السيد رئيس حكومتنا بنفسه …

  • هشام
    الجمعة 18 أكتوبر 2019 - 13:04

    هذه هي الاولويات التي يجب ان تعطى كل الاهتمام
    محاربة الفقر والهشاشة يجب ان تكون هي الاولوية

  • حسن النتيفي
    الجمعة 18 أكتوبر 2019 - 14:23

    أنا ابن المنطقة و هي منطقة فلاحية 100/

صوت وصورة
شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر
الخميس 28 مارس 2024 - 23:00

شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر

صوت وصورة
فواجع النقل المزدوج
الخميس 28 مارس 2024 - 22:15 2

فواجع النقل المزدوج

صوت وصورة
تقنين التنقل بالتطبيقات
الخميس 28 مارس 2024 - 19:55 10

تقنين التنقل بالتطبيقات

صوت وصورة
الفهم عن الله | إصلاح العيوب
الخميس 28 مارس 2024 - 18:00

الفهم عن الله | إصلاح العيوب

صوت وصورة
وزير النقل وامتحان السياقة
الخميس 28 مارس 2024 - 16:02 6

وزير النقل وامتحان السياقة

صوت وصورة
صحتك النفسانية | الزواج
الخميس 28 مارس 2024 - 16:00 3

صحتك النفسانية | الزواج