تعويضات "الشجر والبشر" بشأن سد تغضب دواوير في إقليم الحوز

تعويضات "الشجر والبشر" بشأن سد تغضب دواوير في إقليم الحوز
الأحد 20 أكتوبر 2019 - 06:00

ما إن خرج مشروع بناء سد أيت زياد على واد الزات بإقليم الحوز، إلى حيز الوجود بعد مصادقة الحكومة أخيرا على إنشائه إلى جانب سد بولعوان بإقليم شيشاوة، حتى تعالت أصوات تحتج على طريقة الإحصاء وغموض الإجراءات المتخذة بخصوص تعويض سكان المنطقة، عن الأشجار والعقار والأراضي الفلاحية.

بناء سد على “وادي الزات”، كان مطلبا للسكان ومن يمثلهم في البرلمان، لوضع حد من جهة للأضرار الفيضانية التي تضرب مناطق عدة وتخلف خسائر بشرية ومادية كبيرتين، ولتوفير ماء الشرب لدائرة أيت أورير ومدينة مراكش، ومياه السقي للأراضي الفلاحية، المساهمة في توليد الطاقة الكهربائية وتطعيم الفرشة المائية، من جهة ثانية.

الحبيب بنطالب، رئيس جامعة الغرف الفلاحية بالمغرب، أوضح في تصريح لهسبريس” أن أهمية هذه المنشأة الفنية الأولى على الصعيد الوطني، تتمثل في ضبط مياه الأمطار وتثمينها لتطعيم الفرشة المائية، التي ستوفر الموارد المائية للآبار الفلاحية، وستوسع من المدارات السقوية بإقليم الحوز، وتوفر ماء الشرب له ولمراكش”.

ورغم هذه النتائج الإيجابية فإن بناءه سيأتي على عدد كبير من الأشجار المثمرة، التي عمرت بمنطقة بنائه ما يزيد على قرن من الزمان، وأراض فلاحية مسقية كانت مصدر عيش لسكان عدة دواوير في جماعة تيديلي مسفيوة، معظمها تم تحفيظه فيما جزء منها تتأسس ملكيته على الاعتراف الجماعي والعرف الذي ساد أمازيغ أيت زياد.

ضبابية انطلاقة العمليات الأولى المرتبطة ببناء سد واد الزات، على حد تعبير بعض سكان جماعة تيدلي ممن التقتهم هسبريس بمنطقة الشبايك، دفعتهم إلى تنظيم وقفة احتجاجية وتأسيس تنسيقية للمطالبة بتعويض منصف عن ضم أراضيهم، التي تشكل جزءا منهم، وعبروا عن تخوفهم من انعكاساته على المناطق التي تعتمد عليه في السقي بأيت أوير والنواحي.

عبد الجليل لمباركي من ساكنة دوار أمين تغرييست، قال في تصريح لهسبريس “نعاني اليوم من مشكل عويص يتمثل في غياب المعلومة التي تخص ما يرتبط ببناء السد على واد الزات”، مضيفا” فطريقة الإحصاء لم تكن محترفة لأنه تم بطريقة عشوائية واعتباطية”، مشيرا” إلى وجود تعتيم تام بخصوص التعويض، بعد مرور خمسة أشهر عليها”.

وأوضح طارق باحسين الذي يقطن بدوار “أكادير نديب”، أن “سكان المنطقة مع المصلحة العامة، شريطة استحضار حقنا فيها لأننا أولى بها، بسبب الأراضي التي ستنزع منا، ولها في قلوبنا عشق ومكانة لا تعوض بمال الدنيا”، مبرزا “أن المعضلة الكبرى هي بالنسبة إلى جزء من السكان ستنزع منهم الأراضي التي تشكل مصدر عيشهم، فيما ستبقى منازلهم محاذية للسد”.

وزاد” مشكلة أخرى يجب الانتباه إليها وهي أن فئة من سكان المنطقة كانوا يشتغلون في أراضي غيرهم قرونا أبا عن جد، يحرثونها ويغرسون أشجارها”، وتساءل عن موقع هؤلاء في برنامج المشرفين على هذا المشروع الكبير، الذي سيكون مصاحبا للبيئة ويجب عليه ألا يكون ظالما لمئات السكان”، بحسب تعبيره.

تسهيل عملية التحفيظ وتبسيط الوثائق الإدارية كتوحيد الاسم، وتقريب الإدارة من المواطنين الذين يعانون من الهشاشة بهذه المنطقة الجبلية، مطالب أخرى شدد عليها عبد المولى أحنيش، مشيرا إلى ضرورة الحرص على أن يكون هذا المشروع مفيدا للسكان الذين يوجدون خارج دائرة السد، من حيث حقهم في السقي، وتقديم تسيهلات للشباب لإنشاء مشاريع سياحية.

وتابع أحنيش مطالبا” بتعويض السكان بأراض فلاحية خصبة ومسقية دون مقابل وتكون قريبة من المنطقة لتسهيل استغلال ما قد يتبقى منها، مع تجميع الساكنة في منطقة واحدة، والحفاظ على النسيج الاجتماعي والخصوصية الثقافية ونمط عيشهم”، مشيرا إلى “ضرورة توفير البنية التحتية بمنطقة الترحيل، وتعويض السكان عن مشاريعهم الاقتصادية”.

ولتبديد التخوفات أجمع كل من زارتهم هسبريس، من وزارة التجهيز والحوض المائي، ومصادرها بالسلطة الإقليمية، على أن هذا المشروع الكبير، سيقوم بتعويض سكان منطقة أيت زياد المعنيين بسد واد الزات، عن الأراضي والأشجار والعقار، بشكل منصف وعادل.

فإدارة الحوض المائي أكدت في لقاء مع هسبريس” أن اختصاص الوكالة هو الموازنة المائية لسد الخصاص، وأن سد واد الزات يشكل دعامة قوية للمنظومة المائية لتزويد الحوز الأوسط ومدينة مراكش بماء الشرب، وتوفير السقي الصغير والأوسط لحفظ حقوق الناس المائية، ولا علاقة لنا بالمسطرة المتعلقة بنزع الملكية والتعويض”.

تسجيل المستفيدين من تعويضات سد واد الزات، قامت به شركة مناولة، كلفت من طرف المقاولة التي رست عليها صفقة بناء هذه المنشأة الفنية، يقول مصدر هسبريس من السلطة الإقليمية، مضيفا” حضور أعوان السلطة مؤشر على مشروعية من يقوم بعملية الإحصاء”.

أما المندوب الإقليمي بوزارة التجهيز في إقليم الحوز، الجلالي سحيتة فأكد من جهته أن “ثمن تعويض الأشجار والعقار الفلاحي سيكون منصفا ومهما”، مضيفا “نريد من خلال هسبريس، أن نطمئن سكان المنطقة بأن هذه العملية لن تظلم أحدا منهم”.

“كل شيء سيتم إصلاحه في الحين، وكل من تقدم بأي تعرض ستتم معالجته، فمن لم تحص له شجرة أو بقعة أرضية أو بناية، سنتدارك ذلك”، مشيرا إلى أن “التعويض لن يكون موضوع تعرض لأنه سيكون عادلا”، بحسب قول المندوب نفسه.

‫تعليقات الزوار

8
  • التعويض؟
    الأحد 20 أكتوبر 2019 - 08:48

    بداية لمشوار كبير من المعانات للساكنة في بحثها عن تعويض يجهل وقته و مساطيره الاداربة طويلة يجهل بعضها المسؤولون ايضا. ولكم في تجربة سد تودغى بعمالة تنغير خير مثال حيث ان اشغال سد تودغى بتمتتوشت ابتدأت مند ازيد من سنتين ولحد الساعة لم يتوصل احد بأي تعويض اضافة الى ما تسبب له بداية الاشغال قبل تعويض الساكنة من اعتقالات للساكنة التي رفضت الامر.
    متى تحترم ادارتنا المواطنين ولو في هدا الشق المتعلق بنزع الملكية للمصلحة العامة ودلك بتعويض المتضررين قبل الشروع في انجاز المشروع؟؟؟؟؟

  • hh kk
    الأحد 20 أكتوبر 2019 - 08:48

    هذا التعتيم يطال عدة سدود فمثلا سد الحنك باقليم ميدلت رغم ان احصاء الاراضي والممتلكات وذوي الحقوق تم نشره في الجريدة الرسمية الا ان هناك انباء عن معايير التعويض الخاصة بالاراضي والمساكن والاشجار لا تمت بصلة الى القيمة المعتمدة لتعويض سكان سد تمالوت هذه مدة 15 سنة بالله عليكم كيف تعتمدون معايير اقل من المعايير التي اعتمدت منذ 15 سنة مضت واين سيذهب السكان بهذه التعويضات الهزيلة الا يشكل هذا نوعا من التشريد ان تنزع من مواطن ملكية ارض يشتغل عليها وتعوضه بثمن بخس وتقول له ارحل والغريب ان الاحصاء لم تم هناك اناس لهم اشجار تم ادراجها في فءة الاشجار الصغيرة والتعويض لن يكون حتى تصل مستوى الاشجار المتوسطة اي بداية الانتاج

  • الحبيب
    الأحد 20 أكتوبر 2019 - 09:00

    السلام عليكم
    أيها الناس كل ما في الامر هو توفير الماء الصالح للشرب وسقي الفيلات ومسالك الكولف وغنى الفنادق ليتمتع بها الأجنبي الساءح وأصحاب المشارع الكبرى
    وانتهى

  • بوجيدي
    الأحد 20 أكتوبر 2019 - 10:22

    أينما يوجد مواطن بئيس شاء القدر أن يمتلك بضع مترات من التراب أو شجيرات بائسات أو بهيمات عجفاوات…فهناك لصوص تعلموا عقد مفاوضة بين اللص ورب الدار

  • abdel74
    الأحد 20 أكتوبر 2019 - 10:24

    Il est temps d'indeminiser justement tout citoyem marocain. l'expropriation a ses regles qu'on respectent avec les riches mais nullement avec les pauvres paysans. chaque compagne, on trouve une association qui se doit de porter plainte et ester en justice l'Etat qui se soucie peu des droits des indigenes pour qu'il soient indemnisés justement en preservant leur dignité. Nous avons assez de cette hegemonie des hauts responsables qui toisent les gens faisant comme s'ils vont les payer de leur poches.

  • السوسي
    الأحد 20 أكتوبر 2019 - 10:43

    اغلبية الجماعات لما تريد نزع الملكية يعم العملية التحايل والاقصاء للفقراء

  • الملاحظ
    الأحد 20 أكتوبر 2019 - 11:39

    من خلال تجربتي المتواضعة فان حقوق الناس لن تضيع ’ فهناك مسطرة ’ خاصة لتعويض الحقوق السطحية ’ تشمل اي شيء حتى الصبار يعوض للمتر و الابار فثمن تعويض بئر واحد يمكنك من حفر بئرين ’ اما بخصوص نزع الملكية فالخطا يتحمله السكان لانهم دائما ما لا يصرحون بثمن البيع الحقيقي لاراضيهم للتهرب الضريبي ’ و لجنة التقييم الادارية تعتمد على عناصر المقارنة ’ و هي البيوعات التي تمت بالمنطقة ’ اما بخصوص بطء التعويض فمتعلقة دائما بعدم انجاز وثائق الملكية من طرف الفلاحين و عدم تحفيظ اراضيهم و النزاعات بين الورثة ….’ اما عملية احصاء الاراضي المنزوعة الملكية فتعهد لمكتب طوبوغرافي حر ’ و يتم نشر لائحة الاارضي المنزوعة الملكية بالجريدة الرسيمة و الادارات التابع لها العقار من جماعات و قيادات ’ و كل تعرض او ملاحظة يتم دراستها من طرف لجنة ’ و هناك اجاء اخر من لم يقتنع بثمن التعويض من حقة اللجوء الى المحكمة الادارية

  • Observe toubkal
    الأحد 20 أكتوبر 2019 - 16:41

    C:est une erreur de vouloir construire un barrage dans la vallée du Zat Ceux qui parlent de de dédommagement ignorent la valeur patrimoniale de cette vallée : Pourquoi n:a t on pas construit le tunnel sous le haut atlas a partir de la vallée de Ourika : il serait plus judicieux de dériver oued Zat vers un autre endroit proche permettant retenue d’eau au dé saccager ce beau paysage qu::est la vallée du Zat peine de faits historiques

صوت وصورة
تقنين التنقل بالتطبيقات
الخميس 28 مارس 2024 - 19:55 4

تقنين التنقل بالتطبيقات

صوت وصورة
الفهم عن الله | إصلاح العيوب
الخميس 28 مارس 2024 - 18:00

الفهم عن الله | إصلاح العيوب

صوت وصورة
وزير النقل وامتحان السياقة
الخميس 28 مارس 2024 - 16:02 5

وزير النقل وامتحان السياقة

صوت وصورة
صحتك النفسانية | الزواج
الخميس 28 مارس 2024 - 16:00 3

صحتك النفسانية | الزواج

صوت وصورة
نقابة الممرضين تعتصم بالبيضاء
الخميس 28 مارس 2024 - 15:40 1

نقابة الممرضين تعتصم بالبيضاء

صوت وصورة
ما لم يحك | البصري وتبذير الأموال
الخميس 28 مارس 2024 - 15:00 3

ما لم يحك | البصري وتبذير الأموال