الزراعة تواجه سيطرة الوسطاء وسيادة المضاربات ضواحي الجديدة

الزراعة تواجه سيطرة الوسطاء وسيادة المضاربات ضواحي الجديدة
الخميس 2 يوليوز 2020 - 05:00

تعد زراعة الطماطم (البندورة) والفلفل والخيار والقرع الأخضر، من بين الأنشطة الزراعية التي تنتشر بجماعة أولاد غانم بإقليم الجديدة، ما جعلها أبرز منتج للطماطم على المستوى الوطني، لكن هذه الإنتاجية لا تخفي الصعوبات والمشاكل التي يواجهها الفلاح.

فعلى طول شاطئ المحيط الأطلسي، بعد تجاوز المنطقة الصناعية الجرف الأصفر، يقع نظرك على مزارع لمنتوجات فلاحية، يشكو منتجوها من معضلة التسويق والاستشارة الفلاحية، وانخفاض سعر بيع محصولهم بالأسواق ولمصانع التحويل، تماشيا مع ارتفاع تكلفة الإنتاج.

طاقم الجريدة زار هذه المزارع خلال حالة الطوارئ الصحية، والتقى فلاحين ليسردوا قصتهم المؤلمة مع زراعة تعاني من معضلات عدة؛ منها المضاربات وسيطرة الوسطاء وغياب سوق نموذجي، ما انعكس سلبا على المحصول الزراعي خلال الحجر الصحي.

معضلة التسويق

في تصريحه لهسبريس، أوضح عبد الرزاق زروالي، رئيس التعاونية الفلاحية ربيع الخير بأولاد غانم إقليم الجديدة، أن “المنطقة تعرف زراعة الخضروات منذ زمان، والفلاح يبذل مجهودا كبيرا، ويساهم إنتاجه من الطماطم برقم مهم في الاقتصاد الوطني، ما جعل المختصين يطلقون عليها سلة المغرب”.

وواصل زروالي: “الفلاح لا يستفيد من المجهود الجبار الذي يبذله جراء البرد والأمراض، لكن ضربة وباء “كوفيد-19″ كانت أقوى بعدما أغلقت الأسواق، فواجهتنا مشكلة التسويق، في الوقت الذي كانت فيه حصيلة المنتوج الزراعي جيدة”.

ويقول الفاعل الجمعوي: “بقيت الطماطم بالمزارع، لأنها لم تجد سوقا تعرض فيه للبيع، ما شكل خسارة كبيرة لنا، لأن المحصول الزراعي تعرض للإتلاف، ما أدى إلى اختلال التوازن المالي للفلاحين، الذين يربحون دراهم معدودة ويتكبدون ملايين الديون”، حسب المتحدث نفسه.

“كما تشكو الفلاحة من خطر آخر يواجه الفلاح بأولاد غانم إلى جانب التسويق، وهو انتشار الحشرات، مثل حفار أوراق البندورة أو أوراق الطماطمTuta absoluta، الذي يعتبر تهديدا خطيرا للإنتاج، ويعجز الفلاح عن توفير ثمن دوائه الذي يقدر بحوالي 4000 درهم للتر، ما يكبدنا خسائر قد تشمل المحصول الزراعي كله”، يورد زروالي.

المضاربات

أحمد الزاهدي، واحد من الفلاحين بأولاد غانم، قال من جهته: “هذه المنطقة التي كانت تصدر 40 ألف طن من الطماطم المغطاة سنويا، يواجه فلاحوها مصاريف كبيرة، فأثمان البذور والأدوية مرتفعة، ومصاريف الإنتاج في تزايد، وحين تثمر الأرض منتوجا ذا جودة، يقعون بين أيدي الوسطاء والمزودين والمعامل، فيبيعون ثمرة مجهودهم بمبالغ زهيدة”.

وعاد الزاهدي بذاكرته إلى ماضي المنطقة، التي كان يطلق عليها “كويت دكالة”، و”أضحى الفلاح في ظل غلاء الأدوية والأسمدة يتعاطى بعض الزراعات التي كانت تقليدية كالذرة والقرع، ما يعكس المأساة الكبيرة التي يعيشها في ظل انخفاض الأثمان، وعدم الاهتمام بأولاد غانم من طرف الجهات المعنية بالقطاع”.

وأورد المتحدث عينه المأساة التي يعشيها الفلاح، كعجزه عن توفير مصاريف عيش أسرته وتمدرس أبنائه، الذين يتعرضون للهدر المدرسي، ما نتج عنه انتشار البطالة بالمنطقة، وهجرة شبابها إلى مدينة الجديدة والدار البيضاء.

وطالب الزاهيدي وزروالي المسؤولين حكوميا وجهويا وإقليميا، بالعمل على إعادة الاعتبار إلى المنطقة التي كانت معروفة بالتصدير، والالتفات إليها والعناية بفلاحتها، عبر إنشاء سوق نموذجي، لوضع حد للمضاربات التي يضطر معها الفلاح إلى بيع منتوجه بثمن بخس.

تحلية مياه البحر لرفع المردودية

“السوق النموذجي جاء به مخطط المغرب الأخضر، لكنه لم يفعل، لأن الوسطاء وبعض التعاونيات والجمعيات الممثلة للقطاع، لم تتفاعل مع مقترح وزارة الفلاحة”، يقول عبد الفتاح عمار، رئيس الغرفة الفلاحية لجهة الدار البيضاء سطات.

وأوضح عمار، في تصريح لهسبريس، أن “مسألة السوق النموذجي لا توجد بصددها أية مبادرات”، مضيفا: “الحل يكمن في تجميع المنتوج والبيع للأسواق ذات المساحات الكبرى وغيرها، وفق تعاقد مسبق بين الفلاح والمؤسسات الاقتصادية المعنية”.

ويقترح عمار “تركيز الوسطاء لضبط عملية التسويق، وعلاقة العرض والطلب؛ أما مسألة التجفيف والتلفيف، فيصعب الحديث عنها حاليا، والحل الوحيد هو تحلية مياه البحر لتوفير المياه الكافية لتطوير المردودية، ورفعها من 50 إلى 80 في المائة، لتوفير المنتوج الفلاحي للمستهلك بثمن معقول”.

‫تعليقات الزوار

6
  • أشرف - الجديدة
    الخميس 2 يوليوز 2020 - 09:26

    كل المغاربة يتباكون في هذا البلد ويريدونها سهلة وبدون مجهود.عندما ترتفع الأثمان ويربح الفلاح الصغير 40 او 50 مليون معفية من الضرائب لا يتكلم وعندم يقل المدخول يتباكى لتقوم الدولة بتحلية ماء البحر ومده بهذه المادة التي جفت بسبب تبذيره وعدم مراقبة الاستهلاك العشوائي. يجب مراجعة قانون اعفاء الفلاحين الكبار من الضرائب هذا القانون غير عادل لانه يزيد الفرق بين الفقير والغني هذا الاخير الذي يتهافت على الفوز في الانتخابات للدفاع على مصالحه ، وهذا سلوك معروف منذ الاستقلال.

  • حسن
    الخميس 2 يوليوز 2020 - 10:58

    من بين أحد العوامل المالحة لتنمية دكالة نجد هيمنة الاعيان على المشهد السياسي والاقتصادي بدكالة، فهؤلاء لا يتوفرون على أي تصور ولا يقومون بأي مبادرات تذكر، انهم ينتظرون الفرص و"الهمزات" العمومية والصفقات المربحة. فلماذا ينتظرون من الدولة كل شيئ ؟ لماذا لا يبادرون بإنشاء تجمع اقتصادي للفلاحين بالمنطقة من أجل تسهيل التسويق والتصدير ؟ لماذا يتهافتون على الانتخابات رغم محدودية مساهماتكم؟

  • جواد
    الخميس 2 يوليوز 2020 - 11:59

    كلشي من الدولة ماشي الفلاح ممقرياهش مدارت ليه تكوين او محيدا الداريبة او عاطيه رخصة كتكولو سير خربق او هنينا

  • الخميس 2 يوليوز 2020 - 15:00

    الفلاح المغربي يعيش ازمة كبيرة مند عقود دون التفكير في حل مشاكله من طرف الوزارة المعنية بالملموس نرى متلا اي خضر يبعها الفلاح بدرهمين للكيلو وقد بدل مجهودا كبيرا متديا ومعنويا واشتغل ومعه عمال 3 اشهر وياتي المشتري وياخد البضاعة ب2دراهم ويبعها ب3دراهم وقد كلفه دالك النقل فقط ويشتري تاجر الجملة ب3دراه ويبع ب4دراهم ويكلفه دالك تخزينها يوم او يومين ويشتري البارع بالتقسيط ب4 دراهم ويبيع ب5دراهم او6دراهم من يستفيد اكتر ومن يخسر اكتر الرابحون التجار والخاسرون الفلاح والمستهلك فهل من حل لهده الاشكالية كما يغيب التاطير لما كل الفلاحة يزرعون الطماطم كلهم ويحون تمن البيع بخسا لمادا لا تتدخل وزارة الفلاحة وتدلهم على نوع الزراعة هده المنطقة الطماطم تلك المنطقة الجزر الاخرى القرع الاخرى البصل وهكدا

  • الدكالي فرانكفورت
    الخميس 2 يوليوز 2020 - 15:59

    لماذا تم القفز على دكالة والجديدة في تسمية الجهة يااعيان دكالة؟؟؟؟ جهة البيضاء سطات الجديدة
    دكالة بلاد الخير ولكن ابتليت بمسؤولين ما عاندهمش عليها الكبدة وأعيان لا يهمهم سوى مصالحهم بل ربما يحقدون عليها دائما التنوعير والفشل وافشال المشاريع الصالحة للمنطقة والتي لا تناسبهم …ااااه دكالة الغنية بثرواتها والفقيرة في واقعها للاسف .
    الفلاح الصغير من يزرع الذرة والشعير….خاصة في المناطق البورية (أولاد احسين ومولاي عبد الله…)التي لا تكفي لسد رمق أولاده ولا يتلقى آية مساعدة مادية ولا استشارة . أتساءل مكتب الفوسفاط متواجد بالمنطقة ولا يقدم للفلاحين ولا اولادهم آية مساعدة حتى المعنوية. يكفي تأثيره على الفلاحين والفلاحة.
    دواوير جماعة أولاد احسين خاصة دوار حمو (أولاد القاضي الشجرة)لا تتوفر على الطرق ولا الربط بالماء رغم قرب خزان الماء بل موجود فوق أرضهم كعقاب انتخابي طبعا وصراعات بين المنتخبين لاتهم سكان المنطقة. انعدام البنية التحتية وفرص الشغل ودار الشباب…..ما ينتج عنه مغادرة الشباب.

  • االدكالي فرانكفورت
    الخميس 2 يوليوز 2020 - 16:21

    لما اختفت دكالة والجديدة من تسمية الجهة يا أعيان دكالة؟؟؟؟جهة البيضاء سطات الجديدة
    دكالة بلاد الخير ولكن ابتليت بمسؤولين ما عاندهمش عليها الكبدة وأعيان لا يهمهم سوى مصالحهم بل ربما يحقدون عليها دائما التنوعير والفشل وافشال المشاريع الصالحة للمنطقة والتي لا تناسبهم …ااااه دكالة الغنية بثرواتها والفقيرة في واقعها للاسف .
    الفلاح الصغير من يزرع الذرة والشعير….خاصة في المناطق البورية (أولاد احسين ومولاي عبد الله…)التي لا تكفي لسد رمق أولاده ولا يتلقى آية مساعدة مادية و لا استشارة . أتساءل مكتب الفوسفاط متواجد بالمنطقة ولا يقدم للفلاحين ولا اولادهم اية مساعدة حتى المعنوية. يكفي تأثيره على الفلاحين والفلاحة.
    دواوير جماعة أولاد احسين خاصة دوار حمو (أولاد القاضي الشجرة)لا تتوفر على الطرق ولا الربط بالماء رغم قرب خزان الماء بل موجود فوق أرضهم كعقاب انتخابي طبعا وصراعات بين المنتخبين لاتهم سكان المنطقة.

صوت وصورة
احتفاء برابحة الحيمر في طنجة
الجمعة 29 مارس 2024 - 10:03

احتفاء برابحة الحيمر في طنجة

صوت وصورة
احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية
الجمعة 29 مارس 2024 - 00:30 3

احتجاج تلاميذ ثانوية فرنسية

صوت وصورة
شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر
الخميس 28 مارس 2024 - 23:00 2

شهادات للتاريخ | العثماني بالجزائر

صوت وصورة
فواجع النقل المزدوج
الخميس 28 مارس 2024 - 22:15 4

فواجع النقل المزدوج

صوت وصورة
تقنين التنقل بالتطبيقات
الخميس 28 مارس 2024 - 19:55 11

تقنين التنقل بالتطبيقات

صوت وصورة
الفهم عن الله | إصلاح العيوب
الخميس 28 مارس 2024 - 18:00

الفهم عن الله | إصلاح العيوب