دراسة سويسرية: هكذا يتخذ دماغ الإنسان القرار

دراسة سويسرية: هكذا يتخذ دماغ الإنسان القرار
الأحد 23 غشت 2015 - 04:48

يقع الكثير من الناس في حيرة من أمرهم، عند اضطرارهم لاتخاذ قرار محاط بعدد من الاحتمالات، أو تعدد الاختيارات التي يجب أن يقع رأي المرء فيها على واحد فقط، ليصبح التردد أو الحسم والصرامة في اتخاذ القرار من السمات الإنسانية المتعارف عليها.

لكن باحثين في جامعة زيورخ السويسرية، ركزوا اهتمامهم على بحث الآلية التي يعتمدها دماغ الإنسان في رحلته نحو اتخاذ قرار، فوجدوا في دراسة متخصصة، نقلتها وكالة الأناضول التركية، أن عملية اتخاذ القرار، سواء البسيط مثل اختيار وجبة طعام، أو الحاسم ذو الطابع المهني، تمر بمسارات مختلفة بين أكثر من منطقة من المخ، ولكنها تبدأ من “قشرة الفص الجبهي”، التي تقع مباشرة تحت الجبين وتنتهي عند القشرة الجدارية فوق الأذنين.

كما وجد الباحثون أن قوة الإشارات المتبادلة بين هذين الطرفين، يمكن أن تدل على قوة الشخصية، إن كانت مترددة في اتخاذ القرار أم حاسمة في مثل تلك المواقف، فكلما اشتدت كثافة تدفق معلومات المقارنة بين العديد من الاختيارات بين المركزين الذين رصدتهما الدراسة في دماغ الانسان، كلما عكس ذلك قوة شخصية الإنسان وحسمه في اتخاذ القرار، وكلما قلت كثافة تدفقت المعلومات كلما عكس ذلك ضعف شخصية الفرد وعدم تمكنه من اتخاذ القرار بشكل سريع، وهو ما يصفه علماء النفس بـ “الشخصية المترددة”.

وتشرح الدراسة أن الباحثين قد عمدوا إلى استخدام “تحفيز اصطناعي” لمسارات التفكير أثناء مرحلة الاختيار على المشاركين في البحث، دون إحاطتهم علماً بذلك، وذلك بتمرير تيارات ذات ذبذبات معينة بين قشرة الفص الجبهي، فوجد العلماء أنه “كلما زاد التحفيز عبر الذبذبات، كلما كانت عملية الاختيار حاسمة لدى الأشخاص المعروف عنهم عدم الحسم السريع في اتخاذ القرار، في المقابل يميل الأشخاص المعروف عنهم الاختيار السريع إلى التفكير مليا في اتخاذ القرار، اذا تم التأثير اصطناعيا على قوة الذبذبات المنتقلة في المخ”.

وتشير الدراسة أيضا، أن التفكير في الاختيار لا ينتهي مباشرة عقب الرسو على قرار، بل تشهد مسارات المخ حركة لتنقل المعلومات تحاول المقارنة بين ما تم اختياره وبين خيار آخر ربما كان أفضل، ولكن عادة تكون تلك الأفكار غير ذات جدوى، وفق الدراسة.

وبشكل عام ترحب الدوائر العلمية بمثل تلك الدراسات المتخصصة في الكشف عن أسرار التفكير، وآليات عمل الجهاز العصبي، لما يمكن أن تساهم في العثور على أدوية للأمراض العصبية والنفسية المختلفة، مثلما هو الحال مع هذه الدراسة التي يمكن أن تفتح الباب أمام علاج الاضرابات التي تصيب مراكز التفكير في الدماغ، عقب حادث ما أو صدمة عصبية، قد تؤثر سلبا أو ايجابا على آليات اتخاذ القرار، أو الاختيار.

بينما يرى الكثير من المهتمين بأخلاقيات الطب والبحث العلمي، ضرورة التريث والحذر في التعامل مع مثل تلك الدراسات، كي لا يساء استغلالها بطريقة أو بأخرى، لا سيما كوسائل ضغط تلجأ إليها الأجهزة الأمنية أو الاستخباراتية، على من يقعون تحت أياديها، لربط تصرفاتهم وفق أهواء تلك الأجهزة.

‫تعليقات الزوار

8
  • ممكن
    الأحد 23 غشت 2015 - 05:20

    " ضرورة التريث والحذر في التعامل مع مثل تلك الدراسات،
    كي لا يساء استغلالها بطريقة أو بأخرى،
    لا سيما كوسائل ضغط تلجأ إليها الأجهزة الأمنية أو الاستخباراتية، على من يقعون تحت أياديها، لربط تصرفاتهم وفق أهواء تلك الأجهزة."

  • خالد
    الأحد 23 غشت 2015 - 06:04

    ادن نحن نقول لهم صدق الله العظيم اد قال ناصية كاذبة خاطئة والحمد لله فهذا من الإعجاز القرآن الدال على صدق نبوة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم

  • زائر من بني ملال
    الأحد 23 غشت 2015 - 07:54

    قال الله تعالى: كَلَّا لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ لَنَسْفَعَنْ بِالنَّاصِيَةِ ﴿15﴾ نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ ﴿16﴾ (سورة العلق)

    قال الله تعالى: ﴿ مَا مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ ءَاخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ﴾(هود:56)

    أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم في الناصية كقوله:( اللَّهُمَّ إِنِّي عَبْدُكَ وَابْنُ عَبْدِكَ وَابْنُ أَمَتِكَ نَاصِيَتِي بِيَدِكَ ) وكقوله:( أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ كُلِّ شَيْءٍ أَنْتَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهِ) وكقوله 🙁 الْخَيْلُ معقود فِي نَوَاصِيهَا الْخَيْرُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ )

    ف"قشرة الفص الجبهي" هي الناصية التي ذكرها الله سبحانه و تعالى .

  • مستشار الزعيم™
    الأحد 23 غشت 2015 - 08:14

    إذن هؤلاء الباحثين سيجدون أنفسهم مضطرين ليشرحوا لنا كيف هي الطريقة التي يتخد بها بن كيران قرارت الزيادة في أسعار المواد الغذائية؟ وهل جمجمة بنكيران تفكر من جدارية الأذن أم من جبهة الفص؟ واخا جبهة نيت عندو وأشمن جبهة؟… على أي أنا أطالب رشيد الطالبي العلمي رئيس مجلس النواب بإستقدام هؤلاء الباحثين السويسريين لبحث جماجم نواب الأمة المحترمين كيف يفكرون وهم نائمين عفواً جالسين في البرلمان؟ حيث في الحقيقة متيفكرو حتى فشي زفتة من غير مصالحهم الشخصية.

  • محمد الناصح من المغرب العظيم
    الأحد 23 غشت 2015 - 09:39

    سبحان الله
    ولذلك قال الله سبحانه وتعالى:(ما من دابة إلا هو آخذ بناصيتها إن ربي على صراط مستقيم)—–والناصية مقدمة الرأس وبالتالي:
    1. أي أن الله هو من يوجه الدماغ نحو القرار فمن يوجه دماغ الصبي إلى الحبوإلا الذي خلقه.
    2.أنزل الله علينا نحن المسلمين سورة الفاتحة نكررها دوما لانها تختم بقوله سبحانه: (إهدما الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين)
    3.ثبت علميا ومخبريا في USA أن من يدمن مشاهدة الأفلام الاباحية أو النظر إلى النساء المتبرجات فإن مادته الرمادية تنقص فلا يستضيع التفكيروالحفظ ومركز القيادة في جبهة الدماغ لن يقدر على اتخاذ القرار.ولكم في قصة الشافعي عبرةو لذلك حرم التبرج.
    فاللهم اغفر لنا وارحمنا واعف عنا،ربنا ظلمنا أنفسنا ظلما كثيرا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين

  • tamazirt
    الأحد 23 غشت 2015 - 09:49

    je vous conseille la Conference du
    Docteur Joe Dispenza sur Youtube
    Faites évoluer votre cerveau
    Joe Dispenza "nous explique dans cette conférence comment perdre l'habitude de l'ancienne personnalité en changeant les structures neuronales de notre cerveau. Nous ne sommes pas condamnés à vivre une existence déterminée par nos gènes. Le docteur Joe Dispenza unit les domaines de la physique quantique, des neurosciences, de la chimie cérébrale, de la biologie et de la génétique pour nous montrer ce qu'il est vraiment possible de faire".
    le texte ci- dessus est la presentation de la video.
    je l ai regardé plusieurs fois, tellement c est enrichissant.

  • mustapha
    الأحد 23 غشت 2015 - 10:48

    تساعدنا مثل هذه المواضيع التي تجعل القراء يتهمون بالقضايا العلمية والبحث فيها من أجل الرفع من المستوى المعرفي عندنا .وبالتالي نقول شكرا لهسبريس ومزيدا من مثل هذه المواضيع.

  • خالد
    الأحد 23 غشت 2015 - 11:25

    ﻣﻦ "ﻗﺸﺮﺓ ﺍﻟﻔﺺ ﺍﻟﺠﺒﻬﻲ"، ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻘﻊ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ ﺗﺤﺖ ﺍﻟﺠﺒﻴﻦ ﻭﺗﻨﺘﻬﻲ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻘﺸﺮﺓ ﺍﻟﺠﺪﺍﺭﻳﺔ ﻓﻮﻕ ﺍﻷﺫﻧﻴﻦ.
    هي المنطقة المعروفة بالعربية بالناصية وقد دكرة في كتاب الله القرآن الكريم اكثر من مرة ، حيث انها الجهة السؤولة عن الصواب والخطأ. دلك يعني ان الله عز وجل حددها لنا قبل توصل العلماء لهذه المعرفة. وهذا دليل جديد من معجزات القرآن.

صوت وصورة
جدل فيديو “المواعدة العمياء”
الإثنين 15 أبريل 2024 - 23:42 7

جدل فيديو “المواعدة العمياء”

صوت وصورة
"منتخب الفوتسال" يدك شباك زامبيا
الإثنين 15 أبريل 2024 - 23:15

"منتخب الفوتسال" يدك شباك زامبيا

صوت وصورة
بيع العقار في طور الإنجاز
الإثنين 15 أبريل 2024 - 17:08 4

بيع العقار في طور الإنجاز

صوت وصورة
مستفيدة من تأمين الرحمة
الإثنين 15 أبريل 2024 - 16:35

مستفيدة من تأمين الرحمة

صوت وصورة
مع ضحايا أكبر عملية نصب للتهجير
الإثنين 15 أبريل 2024 - 16:28 8

مع ضحايا أكبر عملية نصب للتهجير

صوت وصورة
تألق المدرسة المغربية لعلوم المهندس
الإثنين 15 أبريل 2024 - 15:55

تألق المدرسة المغربية لعلوم المهندس