"الرجاج" .. مرض غامض يهدد حياة النساء الحوامل بالمغرب‎

“جارتنا طلع ليها الطونسيون فالحمل وماتت”، “الولادة صعيبة”، كلمات تؤرق كثيرا النساء الحوامل والمقبلات على الوضع، إذ غالبا ما يتم ربط وفاة المرأة الحامل بخطأ أو إهمال طبي؛ وذلك نظرا لضعف التوعية الصحية في المجتمع ..

تشكل الولادة حدثا يثير مخاوف المقبلات على الوضع، لما يصاحبها من تغييرات فيزيولوجية وأمراض تظهر خلال مراحل تكون الجنين، قد تودي بحياة الحامل وسط مجتمع لازال يؤمن بزيارة الطبيب حتى الأيام الأخيرة قبل الوضع، دون الحاجة إلى متابعة صحة الجنين والحامل طيلة 9 أشهر.

سعيد العباري، بصفته طبيبا مختصا في التخدير والإنعاش، قال إن مرض الرجاج أو (ECLAMPSIE) يعتبر أحد أخطر مضاعفات الحمل التي تهدد حياة المرأة الحامل وسلامة الجنين ونموه الطبيعي، مؤكدا أنه غالبا ما يتم ربطه بالصرع، فيتم اللجوء إلى “الفقيه” قصد العلاج، وزاد أن حالات كثيرة تلقى حتفها قبل الوصول إلى مراكز صحية، وذلك بسبب غياب معطيات أو دراية بـ”تسمم الحمل” لدى غالبية النساء .

ويعرف العباري الإكلومبسيا أو “الرجاج” بارتفاع الضغط الدموي لدى المرأة الحامل عن 140/90 مليمتر زئبقي، مع ظهور البروتين في البول بنسبة كبيرة وزيادة في الوزن، مؤكدا كونها مضاعفات تؤثر على صحة الأم وعلى نمو الجنين، ومضيفا أن أعراضا أخرى تصاحب بداية المرض، كآلام الرأس و”الدوخة”، وكذا آلام أعلى البطن، داعيا إلى ضرورة التوجه إلى أقرب مركز صحي في حالة ظهورها .

وأضاف المتحدث نفسه أن تشنجات عصبية حادة تصاحب الحوامل المصابات بالرجاج، ما قد يدفع الطبيب إلى إجراء عملية ولادة قيصرية رغم الخطر الذي يهدد حياة المولود، حرصاً على حياة الأم، مضيفا أن نسبة حدوث المرض تزداد كلما تقدم عمر المرأة المقبلة على الوضع، ومؤكدا كون الحوامل بعد سن 40 هن الأكثر عرضة للإصابة به.

وعرج الطبيب الحاصل على دبلوم التخصص المعمق في التخدير بفرنسا على تدابير تشخيص مرض الإكلومبسيا، التي تحتاج إلى فحص سريري شامل من خلال قياس ضغط الدم ونسبة تركيز البروتين في عينة البول، بالإضافة إلى تحاليل مخبرية للدم ولأنزيمات الكبد التي عادة ما تكون مرتفعة، مصحوبة بانخفاض حاد في الصفائح الدموية.

مختص التخدير والإنعاش، وهو المواظب على بث حلقات تعنى بالتوعية الصحية على “يوتوب”، أشار إلى أن أخطار مرض الرجاج محدودة وقليلة، لكنها قاتلة في الوقت نفسه، مضيفا أن المضاعفات الصحية الناجمة عنه تصنف ما بين الخطيرة، كالإصابة بنزيف حاد والفشل الكلوي وتشجنات عصبية شبيهة بتلك التي تطال مرضى الصرع، والبسيطة التي تختفي بعد مدة وجيزة من الزمن، من قبيل آلام الرأس أو الإحساس بالدوران، إذا ما تم إخضاع الحامل للراحة واتباع الأدوية لضبط ضغط الدم ..