اختصاصيون يربطون الوقاية من السكري بالرياضة والتغذية المتوازنة

اختصاصيون يربطون الوقاية من السكري بالرياضة والتغذية المتوازنة
الخميس 15 نونبر 2018 - 00:00

طالب الصديق العوفير، رئيس “جمعية السكري وقاية وتكفل”، القائمين على قطاع الصحة بإيلاء عناية أكبر للمرضى المصابين بداء السكري في المغرب، قائلا إنهم يعانون الأمرّين جرّاء غلاء مصاريف العلاج وشراء الأدوية.

وقال العوفير في ندوة نظمتها “جمعية السكري وقاية وتكفل”، بمناسبة اليوم العالمي لداء السكري الذي يخلده العالم يوم 14 نونبر من كل سنة، إن تكاليف علاج داء السكري قد تصل إلى أربعة آلاف درهم شهريا، خاصة وأن المرضى يكونون عرضة للإصابة بأمراض أخرى مثل الفشل الكلوي والضغط الدموي.

ودعا العوفير مسؤولي الوكالة الوطنية للتأمين الصحي إلى إيلاء مزيد من الاهتمام لمرضى السكري، قائلا: “حرام المريض بالسكري ما يكونش عندو باش يشري الدوا وما يلقاش اللي يعاونو باش يشريه”.

وتعمل “جمعية السكري وقاية وتكفل” منذ سنة 1992 على توعية المصابين بهذا الداء الذي وصفه العوفير بـ”القاتل الصامت”، والذي يمس جميع شرائح المجتمع، كما تقدم لهم مساعدات، من قبيل التلقيح المجاني، بتعاون مع وزارة الصحة.

وتشير أرقام وزارة الصحة إلى أن عدد المصابين بداء السكري في المغرب يصل إلى أزيد من مليونيْ شخص، لكن الصديق العوفير يرى أن ثمة حاجة إلى إجراء مسْح ميداني وطني حديث من أجل معرفة العدد بشكل دقيق.

الدكتورة سعدى الكتاني، أخصائية في أمراض الغدد والسكري والتغذية، استهلت عرضها بالحديث عن الخطورة التي يشكّلها داء السكري، الذي يُعدّ من أكثر الأمراض انتشارا في العالم، وهو من بين أبرز الأسباب المؤدية إلى الوفاة؛ إذ يقتل مصابا واحدا كل سبع ثوان في العالم.

واعتبرت الكتاني أن ما يجعل داء السكري يكتسي خطورة أكبر هو أن تسعين في المئة من حالات الإصابة هي من النوع الثاني، الذي يتميز بكونه مرضا صامتا يتعايش معه المريض لمدة طويلة دون أن تظهر عليه أية أعراض.

واستعرضت الكتاني في عرضها فئات الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بداء السكري، وهم بالأخص الذين يعانون من السمنة الناجمة عن التغذية غير المتوازنة، والوراثة، معتبرة أنه يتوجب على كل شخص كان أحد أبويْه مصابا بداء السكري أن يُجري تشخيصا دوريا بشكل مبكر من عمره.

وأجمع الأطباء المشاركون في الندوة على أن الوقاية هي خير وسيلة للعلاج من داء السكري، وحثوا المواطنين على اتخاذ كافة الاحتياطات من أجل الحيلولة دون إصابتهم بداء السكري، وعلى رأسها التغذية المتوازنة والتشخيص المبكر وممارسة الرياضة.

في هذا الإطار، شدّد حمدون الحسني، رئيس الجمعية المغربية لأمراض الغدد والسكري والتغذية، على أهمية الرياضة ودورها ليس فقط في الحيلولة دون الإصابة بداء السكري، بل لتفادي الإصابة بأمراض أخرى، منتقدا الخمول الذي بات يسري في صفوف المجتمع المغربي بسبب الجلوس الطويل أمام التلفزيون والأجهزة الإلكترونية واستعمال وسائل النقل عوض المشي…

فاطمة الزهراء المرسلي، ممثلة وزارة الصحة، اعتبرت أن خطورة داء السكري لا تتجلى فقط في الإصابة به، بل في كونه داء يفضي إلى التسبب في الإصابة بأمراض أخرى، حيث يُعتبر السبب الرئيسي للفشل الكلوي والعمى، كما أنه سادس سبب للوفاة.

وأضافت المتحدثة أن ما يرفع من خطورة داء السكري، الذي يصيب أكثر من مليوني شخص في المغرب، هو أن خمسين في المئة من المصابين يجهلون إصابتهم بهذا الداء؛ ما يؤدّي إلى تراكم المضاعفات، ولا يصل المريض إلى المستشفى إلا بعد أن يكون في حالة خطيرة.

وأكدت أن وزارة الصحة ستستمر في القيام بالحملات التحسيسية للتعريف بداء السكري والوقاية منه، التي سترتكز بالأساس على اتباع تغذية متوازنة، وممارسة الرياضة، ومكافحة التدخين والكشف المبكر، خاصة عند الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة به، وتوسيع العرض الصحي عبر تعزيز البنيات والموارد المختصة.

الدكتورة يسمينة الدغمي، أخصائية في أمراض الغدد والسكري والتغذية، خصصت عرضها للحديث عن ضرورة الرياضة وأهميتها بالنسبة لمرضى السكري، مبرزة أنه ليس بالضرورة ممارسة الرياضة كما هو متعارف عليها بقواعدها وقوانينها، بل الأهم هو محاربة الخمول، موضحة أن المريض بالسكري يمكنه ممارسة أنشطة رياضية كالقيام بأعمال البستنة وصعود الأدراج والقيام بالأعمال المنزلية.

وقدمت الدغمي مجموعة من النصائح والإرشادات لمرضى السكري لممارسة الرياضة بشكل سليم وصحيح، مؤكدة ضرورة المراقبة الذاتية قبل المجهود الرياضي وخلاله وبعده، مشددة على أن الرياضة يجب أن تكون مؤطرة.

محمد حسن الغربي، رئيس مصلحة الغدد والسكري والتغذية بالمستشفى الجامعي ابن سينا بالرباط، سلّط الضوء في عَرضه على أبرز مضاعفات داء السكري التي تنقسم إلى صنفين، مزمنة وحادة.

وأوضح الغربي أن المضاعفات المزمنة لداء السكري تتمثل بالخصوص في مضاعفات تنكسية (مزمنة) تعكر حياة الإنسان، ومضاعفات اختناق عروق القلب والدماغ، التي تتسبب في العمى أو قصَر النظر والقصور الكلوي، والخلل في وظيفة الكليتين، والمضاعفات المتسببة في التهاب “الحريق” في الرجلين، التي تحرم الإنسان من النوم نهائيا.

وأردف المتحدث ذاته أن خطورة داء السكري تكمن في كون المريض لا يشعر بأعراضه، خاصة النوع الثاني منه؛ ما يجعله يستهين به، ويعيش بشكل عاد، واصفا هذا الداء بـ”المرض الغدّار”.

‫تعليقات الزوار

7
  • الله اشافي
    الخميس 15 نونبر 2018 - 03:24

    لوكان للمواطن قيمة في المغرب لوكانت الدولة تهتم لمواطنيها لجعلت العلاج مجاني لمواطنيها على الاقل لدوي الامراض المزمنة .

  • علي
    الخميس 15 نونبر 2018 - 07:58

    مرض السكري يحتاج الى التوعية بمخاطره ومضاعفاته واتمنى من الأطباء اعطاء العناية بمرضاهم وان تكون فيهم الانسانية وليس فقط التركيز على ثمن الفحص

  • med
    الخميس 15 نونبر 2018 - 10:38

    الدعوة إلى الاطباء لتقديم خدمة وطنية في وجه إخوانهم المرضى ونحن نعلم أن الأمر ليس هين .

  • مفيد
    الخميس 15 نونبر 2018 - 10:55

    هذه المهمة يجب أن يتكلف بها الطبيب العام كما في الدول الأوروبية على أن يتكلف الأخصائي بالحالات المستعصية التي غالبا ما تتطلب إدخال المريض إلى المستشفى من أجل توازن معدل السكر في الدم و هي مناسبة لتلقينه مجموعة من النصائح في الأكل و ممارسة الرياضة ..لكن تجد المريض بالسكري لا يثق إلا في الطبيب المختص و بما أن المختص يكون ثمن استشارته عاليا و بالميعاد تجد المريض دائما يؤجل الزيارة مرات عديدة حتى تظهر مضاعفات ..لكن مع الطبيب العام و هو كذلك طبيب العائلة أو طبيب الحي يمكن استشارته بصفة منتظمة أو يعطي نصائح عبر الهاتف يمكنها أن تلافي مضاعفات محتملة..

  • الفقير الى الله
    الخميس 15 نونبر 2018 - 13:20

    العلاج مكلف والدولة تتخلى على المرضى ولوبيات الدواء تغتني على حساب المريض والعلاج يجب ان يكون مجانيا لمرضى السكري فارحموا من في الارض يرحمكم من في السماء

  • البير الجديد
    الخميس 15 نونبر 2018 - 17:10

    كلام كثير يقال كلما حل اليوم العالمي للسكري . ولكن في الواقع لا شيء . التركيز على التوعية والوقاية عبر حملات الكشف المبكر . وهدا العمل تقوم به بعض الجمعيات .ولكنها وفي غياب الدعم تجد نفسها مكتوفة الأيدي. لدلك تطالب هده الجمعيات بتزويدها بوسائل العمل (شرائط. آلات الكشف. ..) حتى يتسنى لها القيام بها العمل الهام : الكشف المبكر والتوعية للحد من انتشار هدا الوباء الخطير .

    (جمعية البير الجديد لأمراض السكري)

  • Peace
    الخميس 15 نونبر 2018 - 18:24

    بالنسبة للتعايش مع المرض, فان هناك ملاحضات مهمة في ها الخصوص, حيث ان كثير ن الناس يعتقدون انهم عليهم ان يتخلوا عن الاكل او تغدية متوازنة فقط. و لكن يجب اولا فهم مرض السكري, و هو خلل في افراز الانسولين, خلل يعني يمكن ان يكون الافراز غزير احيانا و ضعيف احيانا اخرى. هذا يعني ان نسبة السكر يا اما ان تنخفض كثيرا او ترتفع كثيرا و كلى الحالتين خطيرة. اذن يجب مراقبة نسبة السكر في الم باتمرار بواسطة الجهاز المخصص لذلك و محاولة ذائما الحفاظ على النسبة الطبيعية, التي يحددها الطبيب على ما اظن ما بين 55-89 ملغ. يعني يا اما الاكل او الانسولين على حسب نسبة الدم, لذلك لا يجب على مريض السكري الصوم. و حتى الرياضة يجب ان تكون مقننة, المهم الحركة و المشي.

صوت وصورة
ما لم يحك | البصري وتبذير الأموال
الخميس 28 مارس 2024 - 15:00

ما لم يحك | البصري وتبذير الأموال

صوت وصورة
الأمطار تنعش الفلاحة
الخميس 28 مارس 2024 - 13:12 2

الأمطار تنعش الفلاحة

صوت وصورة
حاجي ودمج الحضرة بالجاز
الخميس 28 مارس 2024 - 12:03

حاجي ودمج الحضرة بالجاز

صوت وصورة
أجانب يتابعون التراويح بمراكش
الخميس 28 مارس 2024 - 00:30 4

أجانب يتابعون التراويح بمراكش

صوت وصورة
خارجون عن القانون | الفقر والقتل
الأربعاء 27 مارس 2024 - 23:30

خارجون عن القانون | الفقر والقتل

صوت وصورة
مع الصديق معنينو | الزاوية الدلائية
الأربعاء 27 مارس 2024 - 23:00

مع الصديق معنينو | الزاوية الدلائية